لديه صديقه عزيزه ولكنها مبتلها بالخوف الشديد ودائما موسوسه فهي تريد ان تعرف هل هي مسحوره او لا دون ان تذهب الى الشيخ اتمنى ان تشاركوني بموضوعي وجزاكم الله الف خير
ملاحظه صديقتي تحفظ اربعة اجزاء من القران وتريد ان تحفظ القران كاملا
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لااله الا انت استغفرك واتوب اليك
اسرار الحب @asrar_alhb
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
اسرار الحب
اختي العزيزية انا قريت عن الرهاب الخوف المرضي وكنت بحطه بموضوع بس بما انك سئلتي تستاهلين من يحطه لك هنا بس على فكرة الموضوع طويل جداً افصلي الاتصال وان شاء الله تجدين ما يفيديك
الخوف المرضي (( الرهاب ))
** تعريفه :
هو خوف مرضي دائم – غير مبرر – من أمور غير مخيفة بطبيعتها لا يستند الخوف منها إلى أساس واقعي .. كما لا يمكن ضبطه أو السيطرة عليه أو التخلص منه !! مما يضطر المريض إلى تجنب هذه الأشياء ويتفاداها تحت أي مبرر كان !! مما يؤثر في الغالب سلباً على حياة الإنسان ويعيقه عن التفاعل الإيجابي مع المجتمع وإبراز طاقاته ومواهبه الكامنة .. وربما تطور الأمر إلى ما هو أخطر من ذلك !!
ومع إدراك المريض – غالبا – أن هذا الخوف غير منطقي , وغير مبرر .. إلا أنه – مع ذلك – يتملكه ويحكم سلوكه .. ويصاحبه قلق واضطراب وهلع .. وربما سلوك قهري ..!!! .
** أعراضه :
قبل أن نذكر الأعراض .. لا بد أن نذكر الفرق بين "الخوف العادي" و" الخوف المرضي أو الرهاب .." فالأول خوف غريزي يولد مع الإنسان .. ويشعر به عامة البشر في حياتهم العادية .. كالخوف من الأفاعي – مثلاً – أو الحيوانات المفترسة أو غيرها .. وهو خوف إيجابي يحفز الإنسان لرد الفعل المناسب والخلل هنا عدم وجوده أو الشعور به ..!!
" أما " الخوف المرضي " فهو خوف شاذ ودائم ومتكرر ومتضخم .. مما لا يخيف عادة عامة الناس ولا يعرف المريض له سببا ًواضحاً "(2) ..!! ويختلف عن "القلق" الذي هو شعور داخلي مبهم بعدم الارتياح والارتباك بدون معرفة مصدره ..!! ويكون هذا الشعور موجهاً لشيء قد يحدث ولكن لا يعرف كنهه .. أما الخوف فيكون من شيء معروف ومحدد .. بغض النظر عن واقعية هذا الخوف ووجاهته00 !!
أما أعراض "الخوف المرضي" فهي كثيرة ومتنوعة .. ولكن أهمها ينحصر في
"القلق والتوتر والاضطراب وضعف الثقة في النفس والشعور بالنقص .. والتردد .. وعدم الشعور بالأمان والانسجام – وربما العزلة واجتناب الناس – والإجهاد العام والصداع .. وشدة خفقان القلب .. وازدياد إفرازات العرق .. والتقيئو .. والارتجاف .. وآلام المفاصل أو البطن .. واضطراب الكلام أو انحباسه .. وجفاف الحلق و- ربما- الرغبة في الذهاب إلى دورة المياه .. أو بعض الأفكار الوسواسية القهرية .. أو السلوك التعويضي .. مثل:النقد والسخرية .. وتصنع الوقار أو الجرأة والشجاعة"(2)!!
ومن المهم هنا .. قبل أن ننهي الأعراض .. أن نقف عند مسألتين ..
· الأولى :- " إن أعراض " الخوف المرضي " لا تظهر فقط عند مواجهة هذه الأشياء التي يخاف منها المريض واقعياً .. وإنما تبدأ بشكل أو بآخر بمجرد أن يفكر المريض بها "(1) ويسعى لتنفيذها ..!! أي أنها تبدأ في فكرة قبل أن يشاهد ما يخيفه في الواقع .. وترتفع وتيرة هذه الأعراض شيئاً فشيئاً كلما اقترب موعد اللقاء بها .
· الثانية : إن هذه الأعراض تتفاوت وتختلف من حيث الحدة والشمولية والوضوح بحسب درجة وعمق الحالة المرضية لدى المصاب بهذا الخوف .. فتزيد وتنقص بحسب الشخص والحالة والموقف .
· الثالثة : " أنه يجب التفريق هنا بين الرهاب ( كمرض ) وبين الرهاب (كعرض) .. فقد يكون عرضاً لأمراض أخرى . كالقلق النفسي أو الاكتئاب أو الوسواس القهري " (2) .. أو غيرها00 وأهمية التفريق هنا .. حتى يكون العلاج الأساسي للمرض نفسه وليس للعرض !! لأن الأعراض تنتهي بانتهاء أسبابها ..!
** أسبابه :
يعتبر " الخوف المرضي " أو الرهاب.. وخاصة .. الخوف الاجتماعي .. من الأمراض المنتشرة نسبياً في مجتمعاتنا .. وإن كانت بدرجات متفاوتة .. من حيث العمق والشدة .. وتبلغ نسبته التقريبية من 10-15% من مراجعي العيادات النفسية ..!! ويعتقد أن النساء أكثر إصابة به من الرجال .
" وتنبئ شدة الخوف عن شدة أسبابه التفاعلية ..!! بمعنى أن وجود أكثر من خوف لدى المريض الواحد يعني أن التجارب الصادمة التي تعرض لها كثيرة .. بعكس الخوف من شيء واحد .. والذي يعني أن خبرات المريض التفاعلية أقل .. وأن بناء شخصيته أكثر استقراراً " (3).
أما عن أسبابه .." فلا يزال هناك نقاش كثير حول تفسير أسباب إصابة بعض الناس بهذا النوع غير الطبيعي من الخوف أو الرهاب .. ولا يوجد حتى الآن جواب واحد محدد . ومن العوامل التي تذكر عادة في أسباب .. " الخوف المرضي " شخصية المصاب بالرهاب وعامل القلق العام .. الذي قد يتدخل بتهيئة المريض للإصابة ..!! وكذلك الحوادث التي تعرض لها الإنسان خلال طفولته وحياته المبكرة .. هذا بالإضافة إلى الحوادث المؤلمة التي يتعرض لها الإنسان في شبابه وبعد بلوغه .. وبالذات معنى هذه الحوادث كما يراها المصاب من خلال تصوراته .
ومخيلاته عن هذه الحوادث .
وتعتبر الاضطرابات العاطفية والمزاجية أيضاً ذات أثر في أحداث أو حتى مجرد إظهار هذه الحالات من الرهاب ..!! ولا بد – أيضاً – أن لمواقف الناس المحيطين بنا وردود أفعالهم تجاه الأشياء والأحداث أثر كبير على موقفنا .. وردود أفعالنا تجاه هذه الأشياء والحوادث المشابهة.. !؟ فالأم التي ترتبك وتخاف وتضطرب لرؤية حشرة .. كالعنكبوت – مثلاً – فإن هذا الخوف مؤثر في سلوك ومواقف أبنائها.. (1)
وينتقل إليهم بشكل أو بآخر وقس على ذلك باقي المخاوف .!!!
ويرجع الدكتور حامد عبد السلام زهران أسباب " الخوف المرضي " إلى عدة أمور وعوامل .. منها :
· تخويف الأطفال .. وعقابهم .. والحكايات المخيفة التي تحكي لهم .. والخبرات المريرة القاسية التي يمرون بها .. وكذلك الخبرات المخيفة المكبوتة ( خاصة منذ الطفولة المبكرة !!!) .
· الظروف الأسرية المضطربة " الشجار أو الانفصال والطلاق .. وكذلك العطف الزائد و الحماية الزائدة .. أو الوالدان العصابيان والسلطة الوالدية المتزمتة .. والتربية الخاطئة " كالمنع والعقاب والرهبة .. وعدم المساواة في المعاملة بين الأطفال ..!!".
· خوف الكبار .. وانتقاله عن طريق المشاركة الوجدانية .. والإيحاء والتقليد .. وكذلك " عدوى الخوف " من مريض إلى مخالطيه !! .
· القصور الجسمي .. والقصور العقلي .. والرعب من المرض .
· الفشل المبكر في حل المشكلات !!! .
· الشعور بالإثم وما يرتبط به من خوف .
· يرجع أصحاب المدرسة السلوكية الخوف إلى التعلم الشرطي .. كما يحدث في حالة خبرة مخيفة وقعت في الطفولة .. وارتبط بها مثير شرطي .. فينتقل الخوف من المثير الأصلي الذي سببه إلى مثير اقترن به شرطياً ..!! ومع الوقت أصبح هذا الشيء " المثير الشرطي " يسبب الخوف للمريض دون سبب واضح !!!
· وأخيراً .. قد تلعب حيلة الإزاحة .. دوراً دينامياً فعالاً في الخوف .. إذ تزاح المهددات الداخلية إلى مهددات خارجية إزاحة لا شعورية .. وحيث ينقل الانفعال من مصدره الأصلي إلى بديل أكثر قبولاً ..! " فمثلاً الخوف من المدرسة قد يكون قلقاً بسبب الانفصال عن الأم !!!" (2).
· ويؤكد الدكتور حسان المالح على الدور الكبير الذي تلعبه التربية في تثبيت عدد
من المخاوف واستمراريتها .. ونشوء بعضها الآخر ..!! إذ تساعد الاعتمادية الزائدة على الآخرين كما يقول ضعف الثقة في النفس .. وعدم تطوير قدرات التكيف والتعامل مع الأمور التي تبعث على القلق والخوف !!(4) .
** أنواعه :
يجدر بنا قبل الإشارة إلى أنواع " الخوف المرضي " أن نشير إلى أن هناك تبايناً واختلافاً في مضمون المخاوف المرضية .. بحسب البيئة الجغرافية .. والقيم الثقافية والدينية للمجتمع والأفراد .
وأما عن أنواع المخاوف المرضية .. فإنها تأخذ أشكالاً متعددة .. منها الخوف البسيط المحدد الذي يسهل التعامل معه .. وربما إخفاؤه ..!!ويكون من شيء واحد محدد .. كأحد الحيوانات أو الحشرات أو غيرها أو الخوف من بعض الظواهر الطبيعية كالظلام .. والرعد والمطر .. كذلك الخوف من الأماكن المرتفعة أو المغلقة أو ركوب الطائرات أو القاطرات .. أو غيرها !! ومنها الخوف العميق المعقد .. الذي تكون نتائجه النفسية والعملية أعظم ضرراً ..!! كالخوف من الأماكن العامة .. كذلك من الأوضاع الاجتماعية المختلفة .. كتناول الطعام بمكان عام .. أو الحديث أمام الناس .. أو حتى مقابلتهم .. وهو أكثر تعقيداً من الخوف البسيط .. ونتائجه النفسية والعملية أكثر ضرراً !!
ومن أهم الأنواع للخوف المرضي .. ما يلي :
· الخوف أو الرهاب الاجتماعي .. وهذا الرهاب يشبه إلى حدٍ ما الخوف من الأماكن الكبيرة المزدحمة .. ولكنه ليس خوفاً من البعد عن المنزل بقدر ما هو خوف من التواجد أمام الناس الآخرين .. وفي حالات معينة الحديث أمامهم .. أو تناول الطعام معهم .. أو الخوف إجمالاً من لقاء الغرباء .. وتكون النتيجة أن يلزم الإنسان بيته .. فلا يغادره إلا مضطراً ويفضل دائماً أن يكون بمفرده وبمعزل عن الآخرين ..!!!
وقد يكون هناك رهاب أو خوف من حدوث أمور معينة محددة كاحمرار الوجه الملحوظ أمام الآخرين .. أو إسقاط بعض الطعام في حال تناول الطعام أمام الناس ..!! (1) . وهنا قد يتخيل المريض أن كل الأنظار تتجه إليه وتدقق في جميع تحركاته وتحكم عليه من خلالها .. فيصاب بالارتباك الشديد ويتصبب عرقاً وتسرع نبضات قلبه ويتلعثم في الكلام . وعندما تتكرر هذه المواقف وبنفس الاضطرابات العنيفة يكون رد الفعل الطبيعي تجاهها الابتعاد عنها وتفادي المواقف التي يكون فيها عرضة لتقويم قدراته .
ويؤدي كل ذلك إلى انعزاله تدريجياً عن الناس والمجتمع والإصابة بالاكتئاب .. أو يؤدي إلى خلل وانعكاسات سلبية على حياة المريض . . ويعتقد الكثير من الناس أن الخوف الاجتماعي ليس مرضاً ولا يستلزم استشارة طبيب .. وأن تلك الأعراض عادية بل وتافهة .. حتى أنهم يعتبرونها من مبادئ التربية الأخلاقية السليمة .!!
وهذا مفهوم خاطئ ..!!
إن هذه الأعراض وإن كانت تحدث أحياناً لبعض الناس فإن استمرار وجودها وتكرارها في نفس المواقف وفي كل مرة .. بالإضافة إلى أثرها السلبي على الحياة الاجتماعية للشخص .. يعتبر عائقاً كبيرا في حياته وهناك فرق بين الخوف الاجتماعي والخوف من الأشياء الأخرى مثل الأماكن المتسعة أو المغلقة .. أو الخوف من الحيوانات أو الأمراض أو غيرها .. إلا أن الخوف الاجتماعي يكون غالباً مصحوباً بنوع آخر من أنواع الخوف المذكورة سابقاً وقد وجد أن الخوف الاجتماعي تكون نسبته أعلى في الأبناء الذين لديهم أحد الأبوين مصاب بهذا المرض ..!! ومن المعتقد أن هناك عاملاً وراثياً في الإصابة بهذا المرض .. وكذلك تكثر الإصابة به عند الأطفال الذين يمتازون بالانطواء والخجل المتزايد وعدم الانطلاق .!! (5) .. ويشكو المصابون بهذا المرض عادة من قلق عام في حياتهم .. وضعف الثقة في أنفسهم .. وكذلك من صعوبات في إقامة العلاقات الاجتماعية .. أو الحفاظ على استمرارية هذه العلاقة مع الآخرين !!
· الخوف أو الرهاب المدرسي :-
ويعني به امتناع الطفل عن الذهاب إلى المدرسة بدعوى الخوف من المدرسة .. أو أمر ما فيها أو حولها أوفي الطريق إليها ..!! وفي هذا الرهاب قد يعاني الطفل من بعض الصعوبات النفسية العاطفية .. ولذلك فهو لا يريد الخروج من المنزل أو الابتعاد عن الوالدين أو أحدهما ..!! وهو ما يسمى " قلق الانفصال " .
وقد تظهر عند الطفل وخاصة في ساعات الصباح أعراض القلق .. ونوبات الذعر ..!! وقد يشكو أحياناً من آلام البطن أو الصداع أو الغثيان و القي .. وغالباً ما تزول هذه الأعراض عندما يتأخر الوقت ويمضي وقت المدرسة ويصبح احتمال ذهابه للمدرسة غير وارد ..!!
ومن المتوقع أن يحدث شيء من هذا الخوف عند معظم الأطفال .. وخاصة في حالات معينة .. كوجود امتحان أو غيره من الأنشطة المدرسية التي يتجنبها الطفل ..!! ولذا يكون خوف الطفل من المدرسة .. بسبب إزعاج بعض الأولاد في المدرسة .. أو استهزائهم به .. ومن المفيد هنا .. معرفة السبب الحقيقي للخوف حتى تتم معالجته .. بالإضافة إلى تطمين الطفل وتشجيعه .. والإصرار على عودته للدوام المدرسي بأسرع وقت ممكن .. فالتأخير والتسويف والنقاش من شأنه أن يعقد المشكلة ..ويؤخر الشفاء ..!! ولا بد من الحزم مع اللطف في معاملة الطفل هنا .(1).
لأن الطفل قد يتحجج على والديه بعدم الذهاب للمدرسة بدعوى الخوف .. لا حقيقته !!!
** الخوف من مغادرة المنزل :-
ويعتبر هذا الخوف أكثر الأنواع انتشارا بين الناس .. إذ يجعل المصاب به أسير منزله .. رغم صحته الظاهرة ..!! فلا يخرج من منزله إلا إذا كان مضطراً إلى ذلك لقضاء أمر معين ..!! وهناك من يسمي هذا المرض " خوف من الأماكن الواسعة أو المزدحمة " كالأسواق مثلاً .. أو الأماكن العامة .. والحقيقة أنه عبارة عن خوف من الابتعاد عن المنزل .. وخاصة إذا كان المريض بمفرده .. أو إذا اضطر إلى الدخول إلى الأماكن المزدحمة كالأسواق أو المجمعات التجارية .. أو استعمال وسائل المواصلات العامة ..!!
ومن أجل التكيف مع هذه الحالة يبدأ المريض بتجنب هذه الأماكن .. حتى وإن أدى ذلك إلى حدوث بعض الصعوبات الحياتية له .. وهذا بالطبع يؤثر على حياة المريض وعلى أسرته والذين يعيشون معه ..!!
وبشكل خاص .. فإن من يعاني من هذا الخوف .. يدفعه في ذلك دافعان .. أولهما – الخوف من أن يفقد السيطرة على نفسه فيقع من الإغماء .. أو الموت المفاجئ بعيداً عن منزله ..!!! وثانيهما – هو أن ينتبه الناس في هذا المكان العام إلى خوفه واضطرابه .. فيأخذوا بالنظر إليه وهو مضطرب محمر الوجه !!! ومما يسهل على المريض التكيف مع هذه الأماكن والمواقف .. أن يتواجد معه شخص قريب أو صديق فيطمئن المريض عندها أنه إن أصابه مكروه أو سوء فيسجد من يرعاه ويهتم به ..!! وهناك من يشعر أنه يستطيع تجنّب هذه الأماكن نهاراًَ .. بينما لا ينزعج كثيراً لزيارتها في الليل .. أو العكس ..!!!
ويمكن أن يبدأ الخوف من الخروج من المنزل فجأة أو بشكل تدريجي خلال عدد من السنين .. والغالب أن تكون مشكلة مزمنة طويلة الأمد إذا لم يبادر المريض بطلب المعالجة والمساعدة .(1) .
** الخوف من الأماكن المغلقة :-
وهو عبارة عن الخوف من الأماكن أو الأجواء المغلقة أو المقفلة ..!! " والمريض به يخاف أن يجد نفسه في مكان مغلق أو ضيق .. كأحد الممرات في فندق أو قطار .. أو أن يضطر إلى ركوب أحدى وسائل النقل .. أو أن يمر داخل نفق .. ولذلك يمثل السفر لهؤلاء مشكلة كبرى " (3) . ويؤكد الدكتور مأمون مبيض في كتابه المرشد في الأمراض النفسية واضطرابات السلوك أن حقيقة هذا الخوف .. هو خوف من
الانحباس في هذه الأماكن .. فلا يستطيع الإنسان النجاة بنفسه منها .. ولذلك فالمريض دوماً وقبل أن يدخل هذه الأماكن أو أثناء دخوله ينظر يمنة ويسرة ليحدد مخرج النجاة في حال حصول شيء ما من حريق أو غيره !!
وتكون الأعراض عبارة عن الأعراض المشاهدة في نوبات الذعر بالإضافة إلى شعور بالاختناق أو شعور بأن هناك شيئا ما يسد مجرى الهواء .. أو حتى صعوبة في البلع !!
(1).
* الخوف من الأماكن المرتفعة :-
ويعنى به الخوف المرضي من التواجد على ارتفاعات كبيرة أو التطلع منها إلى أسفل.. إذ يفزع المريض وتضعف ساقاه عن حمله ويرتعش وقد يشعر بالدوار و الغثيان(3) .
وهناك أنواع أخرى من الخوف المرضي تتباين وتختلف بشكل كبير يصل أحياناً حد التناقض .. إلا أن ما يجمع بينها هو أنها شعور غير طبيعي .. بل مرضي تتشابه أعراضه إلى حد كبير .. ويؤثر على سلوك الإنسان وعلاقاته ..!! وربما أقعده عن القيام بدوره الاجتماعي .. وقد يدفعه إلى اعتزال الناس والمجتمع ..؟! ومنها :
" الخوف من التلوث, والخوف من المجهول كالظلام وبعض العناصر الطبيعية كالبرق والرعد والأمطار وغيرها .. والخوف من الفشل كلما هم الإنسان أن يبدأ عملاً أو امتحاناً أو ما شابهه .. والخوف من الوحدة .. فلا يحاول المرء أن يختلي بنفسه تحت أي ظرف من الظروف .. والخوف من الشوارع ..!!" (3) . وغيرها الكثير 0
والجدير ذكره هنا .. هو أن هذه المخاوف قد توجد لدى البعض بشكل عابر وغير مرضي .. بحيث لا تؤثر على الإنسان ولا تعيقه عن أداء أدواره الاجتماعية المتوقعة .. بل أنه لا يقف أمامها البتة .. ولكنها تتحول إلى خوف مرضي عندما نبدأ بالوقوف أمامها .. وقد نضطر بسببها إلى إلغاء بعض مناشطنا .. وشيئاً فشيئاً تتفاعل المشكلة في أعماقنا حتى تتحول إلى عائق كبير لنا , قد نخفيه لبعض الوقت , ولكنه حتماً سيتضح وسيظهر وسيؤثر علينا بشكل أو بآخر .. وسيحتاج للعلاج .
** العلاج :-
" تعتبر المعالجة السلوكية للرهاب أو الخوف المرضي من أكثر الطرق استعمالاً في علاج مثل هذه الحالات من الخوف .. وتجري هذه المعالجة بأسلوب فردي وأحياناً جماعي .. والغريب هنا أن المصاب لا يسعى عادة لطلب المساعدة والمعالجة إلا عندما تشتد حالته كثيراً لدرجة التأثير الكبير على حياته ونشاطه اليومي .. أو حياة الذين من حوله ممن يعيشون معه وتبدأ المعالجة دوماً كغيرها من المعالجات النفسية بأخذ
القصة المفصلة للمرض .. وتطوره والحالة أو الحالات والمواقف التي يخشاها المريض .. ومن المفيد هنا أحياناً كتابة قائمة لكل الأشياء والأوضاع والمواقف التي يخافها المصاب مبتدأ بالأشياء القليلة الرهبة إلى الأشياء الشديدة التأثير .
وهناك عدة طرق ووسائل تستعمل في العلاج السلوكي منها على سبيل المثال :-
· إزالة التحسس المتدرج : وذلك من خلال تدريب وتشجيع المريض على الاسترخاء .. وإزالة الاضطراب . وعندما يتحقق ذلك بحيث يستطيع أن يجلس أو يستلقي بارتياح وهدوء .. تعرض عليه من بعيد صورة الشيء الذي يرهبه .. ومثال ذلك صورة عنكبوت صغير للذي يرهب العنكبوت .. ويطلب من المريض وهو في هذه الحالة أن يسترخي ويهدئ من روعه .. وعندما يشعر ببعض الإطمئنان تقرب منه الصورة مع استمرار التطمين والتهدئة إلى أن يصل المريض لمرحلة يستطيع معها الإمساك بالصورة بيده دون اضطراب وانزعاج كبيرين .
والمرحلة الثانية من المعالجة هي أن يعطى المريض صورة عنكبوت أكبر من السابق .. وتقرب منه تدريجياً مع استمرار الاسترخاء والتطمين .. ويكرر هذا الأمر على عدة جلسات علاجية .. إلى أن ينتهي المريض لحالة طبيعية يستطيع فيها الإمساك بعنكبوت صغير بيده أو مواجهة موقف كان يخشاه دون أن يصاب بالاضطراب الشديد أو الخوف الكبير .. ونلاحظ أن هذه الطريقة تعتمد على التدرج خطوة خطوه في إزالة الخوف .. وتخفيف التحسس من هذا الشيء المرهوب .. وكل ذلك مع استمرار الاسترخاء والتشجيع والتطمين .
· المعالجة بالمواجهة ( الغمر ) :
وهي طريقة معاكسة للأولى .. فبدل التدرج يتم وضع المريض وجهاً لوجه أمام الشيء أو الحالة التي يخافها .. ويتم ذلك طبعاًَ بعد مشاورة المريض وشرح الطريقة .. وأخذ موافقته على هذه المعالجة .
وفي بداية الأمر سيصاب المريض بحالة شديدة من الذعر والخوف الشديد والاضطراب .. ولكن مع مضي الوقت .. والتشجيع والتطمين يخف اضطراب المريض .. ويصل إلى حالة من الاسترخاء النسبي .. وعندما يدرك أنه استطاع أن يتجاوز هذه المرحلة وأنه لم يحدث له ما يهدد حياته أو يفقد وعيه .. فإنه يتشجع على تكرار هذا الأمر.. ومع تكرار هذه المواجهة في عدة جلسات علاجية .. يصل المريض إلى حالة يكون فيها متعايشاً مع هذا الشيء أو الوضع المخيف بالنسبة له سابقاً .. دون أن يشعر بالانزعاج الكبير ..! ومع الوقت .. ومزيد من الجلسات تزول حالة الخوف والرهبة .. أو على الأقل تخف كثيراً لديه .
· المعالجة بالقدوة :
وفي هذه الطريقة من المعالجة السلوكية يطلب من المريض أن يلاحظ شخصاً .. والذي غالباً ما يكون المعالج وهو يقوم بلمس الشيء المخيف أو التعامل معه .. أو مواجهته .. وسيلاحظ المصاب أن هذا المعالج لم يصب بشيء من الأذى من ذلك .. وبعد عدة محاولات .. يطلب من المريض أن يقلد المعالج ويواجه هذا الشيء شيئاً فشيئاً كما فعل المعالج .. ومن خلال عدة جلسات يصبح فيها المريض قادراً على مواجهة هذا الشيء وتخف لديه حالة الخوف هذه .
· الممارسة المتناقضة :
وتستعمل هذه الطريقة أحياناً في علاج الرهاب .. وإن كان استعمالها الأكثر في حالات
" الوسواس القهري " وفي هذه الطريقة .. بدل أن يطلب من المريض الاسترخاء والهدوء .. يطلب منه العكس ..!! أي أن يخاف ويقلق وهو في مواجهة الأشياء المخيفة أي أنه يعلم أن القلق والخوف والاضطراب أمام الشيء المخيف لن يسبب الكوارث والمشكلات ..!! ومن خلال تكرار هذا الأمر يدرك المريض أنه كان مبالغاً في مخاطر المواجهة لهذا الأمر المخيف .. وأنه في حقيقة الأمر لن يصيبه أذى وأنه مجرد رهبة نفسية لا رصيد لها في الواقع .
· المعالجة المعرفية :
تستعمل هذه الطريقة أحياناً في علاج بعض حالات الخوف المرضي .. ويقوم المعالج عادة بتعليم المريض عبارات وجمل معينة يرددها على نفسه ليخفف من قلقه واضطرابه عندما يجد نفسه أمام هذا الشيء المخيف . وغالباً ما تكون هذه العبارات جملاً تشجيعية ودافعة لمعنويات المريض .. كأن يقول المريض لنفسه مثلاً : " إنك تستطيع أن تحافظ على هدوئك " و " لا شك أنك قادر على مواجهة هذا الأمر بعون الله " .. وهذه الطريقة من رفع المعنويات يستعملها كثير من الناس في حالات وأوضاع معينة !! .
· الاسترخاء :
يعتبر الاسترخاء من العناصر الهامة في تأثير الكثير من المعالجات السلوكية .. وقد يتحقق هذا الاسترخاء عن طريق التنويم بالإيحاء .. وهذا ما يساعد المريض
- أحياناً - على مواجهة الشيء المخيف .
· المعالجة الجماعية :
وتفيد في حالات الخوف أو الرهاب الاجتماعي .. إذ تعقد جلسات معالجة جماعية .. يتدرب فيها المشاركون في هذه الجلسات على السلوك الاجتماعي المناسب .. من أجل رفع ثقتهم بأنفسهم وهم يتحدثون أو يأكلون أمام الناس .. وقد يطلب من المشاركين في المجموعة تصور وضع اجتماعي معين سيواجههم في حياتهم .. كالحديث مع رئيس العمل .. أو مقابلة شخص له مشكلة مع المريض .. ويطلب من المشاركين بعد ذلك التدرب على التصرف اللائق والمناسب في مواجهة هذا الموقف .. والتعامل معه كما يجب .
· المعالجة الدوائية :
تعتبر المهدئات العصبية من الأدوية المفيدة أحياناً بالمشاركة مع المعالجة السلوكية .. وخاصة عندما يصاحب " الخوف المرضي " أو الرهاب .. درجة عالية من القلق العام والاضطراب ..!! فهذه الأدوية قد تساعد المصاب على مواجهة الشيء المخيف على الأقل في الجلسات الأولى للمعالجة السلوكية .. إذا خشي المريض كثيراً من مواجهة هذا الشيء المخيف بالنسبة له .
ولكن من المهم أن يشرح الطبيب للمريض أن استعمال هذه الأدوية يكون لمدة قصيرة فقط .. وذلك خلال أيام أو أسابيع . (1) . ويذكر الدكتور حامد زهران .. أن أهم ملامح علاج الخوف المرضي :-
- العلاج النفسي : وخاصة التحليل النفسي للكشف عن الأسباب الحقيقة والدوافع المكبوتة .. والمعنى الرمزي للأعراض .. وتنمية بصيرة المريض .. وتوضيح الغريب وتقريبه من إدراك المريض .. والفهم الحقيقي والشرح والإقناع والإيحاء .. وتكوين عاطفة طيبة نحو مصدر الخوف .
ويستخدم كذلك العلاج النفسي التدعيمي .. وتنمية الثقة بالنفس .. وتشجيع النجاح والشعور به .. وإبراز نوحي القوة الإيجابية لدى الفرد .. وتشجيع المريض على الاعتماد على نفسه واكتسابه الخبرات بنفسه .. وتنمية الشعور بالأمن والإقدام والشجاعة .
- العلاج السلوكي الشرطي : وكف الارتباط بين المخاوف وذكرياتها الدفينة .. وقطع دائرة المثير والخوف والسلوك وفك الأشراط والتعرض للمواقف المخيفة .. مع التشجيع والمناقشة والاندماج وربط مصادر الخوف بأمور سارة ومحببة .. ومنع استثارة الخوف .. ( وقد يستخدم بعض الأدوية المهدئة للتقليل من حدة القلق المصاحب لمثل هذه المواقف ) .. وتستخدم طريقة " التحصين التدريجي " بصفة خاصة .. أي التعويد التدريجي المنتظم .
- العلاج الجماعي : وتنمية التفاعل الاجتماعي السليم والناضج .
- العلاج البيئي : وعلاج مخاوف الوالدين أولاً إن وجدت .. وعلاج الجو المنزلي الذي يجب أن تسوده المحبة والعطف والهدوء والثبات والاتزان .. وتوجيه الوالدين والمشرفين للمساهمة في ضبط الانفعالات والتقليل من الخوف ببذل محاولات العلاج ..و التقليل من المشاجرات وعدم الخوف .. وعدم ذكر الحكايات المخيفة للأطفال .(2).
وقبل هذا وبعده .. العلاج الشرعي الذي قد يفيد كثيراً في بعض المخاوف .. حيث ينمي لدى المريض الثقة والاطمئنان واليقين .. وصدق الالتجاء إلى الله والتوكل عليه .. والإنابة إليه .. وهذا الأمر له أبلغ الأثر في وضوح الرؤية لدى المريض وتحديد الهدف .. وطرد الكثير من المخاوف والهواجس التي قد تكون نواة لمخاوف مرضية مستقبلية .
وقبل الختام .. تجدر الإشارة هنا إلى أن آليات وفنيات العلاج تتعدد وتتحدد بحسب الحالة والظرف والأسباب كما أنها تعتمد على شعور المريض بمشكلته وطلبه العلاج لها واستعداده للتفاعل بقدر المستطاع مع توصيات الطبيب المعالج .. كما أن فترة العلاج قد تطول أو تقل بحسب عمق المشكلة وحدتها .. وتعاون المريض في تجاوزها .. وهي إجمالاً - أعني مشكلة الخوف المرضي – من المشاكل التي تحقق نجاحاً كبيراً في العلاج بفضل الله .. ويتجاوزها الآلاف .. بفضل الله ثم بعض البرامج العلاجية المناسبة .
المصادر:
( 1 ) الامراض النفسية واضطراب السلوك . د - مأمون مبيض
( 2 ) الصحة النفسية . د - حامد عبد السلام زهران
( 3 ) موسوعة الطب النفسي " الجزء الثاني " د - عبد المنعم الحفني
( 4 ) الطب النفسي والحياة " الكتاب الثاني " د - حسان المالح
( 5 ) النفس ومتاعبها . د - احمد جاد .
لك تحياتي
اختي العزيزية انا قريت عن الرهاب الخوف المرضي وكنت بحطه بموضوع بس بما انك سئلتي تستاهلين من يحطه لك هنا بس على فكرة الموضوع طويل جداً افصلي الاتصال وان شاء الله تجدين ما يفيديك
الخوف المرضي (( الرهاب ))
** تعريفه :
هو خوف مرضي دائم – غير مبرر – من أمور غير مخيفة بطبيعتها لا يستند الخوف منها إلى أساس واقعي .. كما لا يمكن ضبطه أو السيطرة عليه أو التخلص منه !! مما يضطر المريض إلى تجنب هذه الأشياء ويتفاداها تحت أي مبرر كان !! مما يؤثر في الغالب سلباً على حياة الإنسان ويعيقه عن التفاعل الإيجابي مع المجتمع وإبراز طاقاته ومواهبه الكامنة .. وربما تطور الأمر إلى ما هو أخطر من ذلك !!
ومع إدراك المريض – غالبا – أن هذا الخوف غير منطقي , وغير مبرر .. إلا أنه – مع ذلك – يتملكه ويحكم سلوكه .. ويصاحبه قلق واضطراب وهلع .. وربما سلوك قهري ..!!! .
** أعراضه :
قبل أن نذكر الأعراض .. لا بد أن نذكر الفرق بين "الخوف العادي" و" الخوف المرضي أو الرهاب .." فالأول خوف غريزي يولد مع الإنسان .. ويشعر به عامة البشر في حياتهم العادية .. كالخوف من الأفاعي – مثلاً – أو الحيوانات المفترسة أو غيرها .. وهو خوف إيجابي يحفز الإنسان لرد الفعل المناسب والخلل هنا عدم وجوده أو الشعور به ..!!
" أما " الخوف المرضي " فهو خوف شاذ ودائم ومتكرر ومتضخم .. مما لا يخيف عادة عامة الناس ولا يعرف المريض له سببا ًواضحاً "(2) ..!! ويختلف عن "القلق" الذي هو شعور داخلي مبهم بعدم الارتياح والارتباك بدون معرفة مصدره ..!! ويكون هذا الشعور موجهاً لشيء قد يحدث ولكن لا يعرف كنهه .. أما الخوف فيكون من شيء معروف ومحدد .. بغض النظر عن واقعية هذا الخوف ووجاهته00 !!
أما أعراض "الخوف المرضي" فهي كثيرة ومتنوعة .. ولكن أهمها ينحصر في
"القلق والتوتر والاضطراب وضعف الثقة في النفس والشعور بالنقص .. والتردد .. وعدم الشعور بالأمان والانسجام – وربما العزلة واجتناب الناس – والإجهاد العام والصداع .. وشدة خفقان القلب .. وازدياد إفرازات العرق .. والتقيئو .. والارتجاف .. وآلام المفاصل أو البطن .. واضطراب الكلام أو انحباسه .. وجفاف الحلق و- ربما- الرغبة في الذهاب إلى دورة المياه .. أو بعض الأفكار الوسواسية القهرية .. أو السلوك التعويضي .. مثل:النقد والسخرية .. وتصنع الوقار أو الجرأة والشجاعة"(2)!!
ومن المهم هنا .. قبل أن ننهي الأعراض .. أن نقف عند مسألتين ..
· الأولى :- " إن أعراض " الخوف المرضي " لا تظهر فقط عند مواجهة هذه الأشياء التي يخاف منها المريض واقعياً .. وإنما تبدأ بشكل أو بآخر بمجرد أن يفكر المريض بها "(1) ويسعى لتنفيذها ..!! أي أنها تبدأ في فكرة قبل أن يشاهد ما يخيفه في الواقع .. وترتفع وتيرة هذه الأعراض شيئاً فشيئاً كلما اقترب موعد اللقاء بها .
· الثانية : إن هذه الأعراض تتفاوت وتختلف من حيث الحدة والشمولية والوضوح بحسب درجة وعمق الحالة المرضية لدى المصاب بهذا الخوف .. فتزيد وتنقص بحسب الشخص والحالة والموقف .
· الثالثة : " أنه يجب التفريق هنا بين الرهاب ( كمرض ) وبين الرهاب (كعرض) .. فقد يكون عرضاً لأمراض أخرى . كالقلق النفسي أو الاكتئاب أو الوسواس القهري " (2) .. أو غيرها00 وأهمية التفريق هنا .. حتى يكون العلاج الأساسي للمرض نفسه وليس للعرض !! لأن الأعراض تنتهي بانتهاء أسبابها ..!
** أسبابه :
يعتبر " الخوف المرضي " أو الرهاب.. وخاصة .. الخوف الاجتماعي .. من الأمراض المنتشرة نسبياً في مجتمعاتنا .. وإن كانت بدرجات متفاوتة .. من حيث العمق والشدة .. وتبلغ نسبته التقريبية من 10-15% من مراجعي العيادات النفسية ..!! ويعتقد أن النساء أكثر إصابة به من الرجال .
" وتنبئ شدة الخوف عن شدة أسبابه التفاعلية ..!! بمعنى أن وجود أكثر من خوف لدى المريض الواحد يعني أن التجارب الصادمة التي تعرض لها كثيرة .. بعكس الخوف من شيء واحد .. والذي يعني أن خبرات المريض التفاعلية أقل .. وأن بناء شخصيته أكثر استقراراً " (3).
أما عن أسبابه .." فلا يزال هناك نقاش كثير حول تفسير أسباب إصابة بعض الناس بهذا النوع غير الطبيعي من الخوف أو الرهاب .. ولا يوجد حتى الآن جواب واحد محدد . ومن العوامل التي تذكر عادة في أسباب .. " الخوف المرضي " شخصية المصاب بالرهاب وعامل القلق العام .. الذي قد يتدخل بتهيئة المريض للإصابة ..!! وكذلك الحوادث التي تعرض لها الإنسان خلال طفولته وحياته المبكرة .. هذا بالإضافة إلى الحوادث المؤلمة التي يتعرض لها الإنسان في شبابه وبعد بلوغه .. وبالذات معنى هذه الحوادث كما يراها المصاب من خلال تصوراته .
ومخيلاته عن هذه الحوادث .
وتعتبر الاضطرابات العاطفية والمزاجية أيضاً ذات أثر في أحداث أو حتى مجرد إظهار هذه الحالات من الرهاب ..!! ولا بد – أيضاً – أن لمواقف الناس المحيطين بنا وردود أفعالهم تجاه الأشياء والأحداث أثر كبير على موقفنا .. وردود أفعالنا تجاه هذه الأشياء والحوادث المشابهة.. !؟ فالأم التي ترتبك وتخاف وتضطرب لرؤية حشرة .. كالعنكبوت – مثلاً – فإن هذا الخوف مؤثر في سلوك ومواقف أبنائها.. (1)
وينتقل إليهم بشكل أو بآخر وقس على ذلك باقي المخاوف .!!!
ويرجع الدكتور حامد عبد السلام زهران أسباب " الخوف المرضي " إلى عدة أمور وعوامل .. منها :
· تخويف الأطفال .. وعقابهم .. والحكايات المخيفة التي تحكي لهم .. والخبرات المريرة القاسية التي يمرون بها .. وكذلك الخبرات المخيفة المكبوتة ( خاصة منذ الطفولة المبكرة !!!) .
· الظروف الأسرية المضطربة " الشجار أو الانفصال والطلاق .. وكذلك العطف الزائد و الحماية الزائدة .. أو الوالدان العصابيان والسلطة الوالدية المتزمتة .. والتربية الخاطئة " كالمنع والعقاب والرهبة .. وعدم المساواة في المعاملة بين الأطفال ..!!".
· خوف الكبار .. وانتقاله عن طريق المشاركة الوجدانية .. والإيحاء والتقليد .. وكذلك " عدوى الخوف " من مريض إلى مخالطيه !! .
· القصور الجسمي .. والقصور العقلي .. والرعب من المرض .
· الفشل المبكر في حل المشكلات !!! .
· الشعور بالإثم وما يرتبط به من خوف .
· يرجع أصحاب المدرسة السلوكية الخوف إلى التعلم الشرطي .. كما يحدث في حالة خبرة مخيفة وقعت في الطفولة .. وارتبط بها مثير شرطي .. فينتقل الخوف من المثير الأصلي الذي سببه إلى مثير اقترن به شرطياً ..!! ومع الوقت أصبح هذا الشيء " المثير الشرطي " يسبب الخوف للمريض دون سبب واضح !!!
· وأخيراً .. قد تلعب حيلة الإزاحة .. دوراً دينامياً فعالاً في الخوف .. إذ تزاح المهددات الداخلية إلى مهددات خارجية إزاحة لا شعورية .. وحيث ينقل الانفعال من مصدره الأصلي إلى بديل أكثر قبولاً ..! " فمثلاً الخوف من المدرسة قد يكون قلقاً بسبب الانفصال عن الأم !!!" (2).
· ويؤكد الدكتور حسان المالح على الدور الكبير الذي تلعبه التربية في تثبيت عدد
من المخاوف واستمراريتها .. ونشوء بعضها الآخر ..!! إذ تساعد الاعتمادية الزائدة على الآخرين كما يقول ضعف الثقة في النفس .. وعدم تطوير قدرات التكيف والتعامل مع الأمور التي تبعث على القلق والخوف !!(4) .
** أنواعه :
يجدر بنا قبل الإشارة إلى أنواع " الخوف المرضي " أن نشير إلى أن هناك تبايناً واختلافاً في مضمون المخاوف المرضية .. بحسب البيئة الجغرافية .. والقيم الثقافية والدينية للمجتمع والأفراد .
وأما عن أنواع المخاوف المرضية .. فإنها تأخذ أشكالاً متعددة .. منها الخوف البسيط المحدد الذي يسهل التعامل معه .. وربما إخفاؤه ..!!ويكون من شيء واحد محدد .. كأحد الحيوانات أو الحشرات أو غيرها أو الخوف من بعض الظواهر الطبيعية كالظلام .. والرعد والمطر .. كذلك الخوف من الأماكن المرتفعة أو المغلقة أو ركوب الطائرات أو القاطرات .. أو غيرها !! ومنها الخوف العميق المعقد .. الذي تكون نتائجه النفسية والعملية أعظم ضرراً ..!! كالخوف من الأماكن العامة .. كذلك من الأوضاع الاجتماعية المختلفة .. كتناول الطعام بمكان عام .. أو الحديث أمام الناس .. أو حتى مقابلتهم .. وهو أكثر تعقيداً من الخوف البسيط .. ونتائجه النفسية والعملية أكثر ضرراً !!
ومن أهم الأنواع للخوف المرضي .. ما يلي :
· الخوف أو الرهاب الاجتماعي .. وهذا الرهاب يشبه إلى حدٍ ما الخوف من الأماكن الكبيرة المزدحمة .. ولكنه ليس خوفاً من البعد عن المنزل بقدر ما هو خوف من التواجد أمام الناس الآخرين .. وفي حالات معينة الحديث أمامهم .. أو تناول الطعام معهم .. أو الخوف إجمالاً من لقاء الغرباء .. وتكون النتيجة أن يلزم الإنسان بيته .. فلا يغادره إلا مضطراً ويفضل دائماً أن يكون بمفرده وبمعزل عن الآخرين ..!!!
وقد يكون هناك رهاب أو خوف من حدوث أمور معينة محددة كاحمرار الوجه الملحوظ أمام الآخرين .. أو إسقاط بعض الطعام في حال تناول الطعام أمام الناس ..!! (1) . وهنا قد يتخيل المريض أن كل الأنظار تتجه إليه وتدقق في جميع تحركاته وتحكم عليه من خلالها .. فيصاب بالارتباك الشديد ويتصبب عرقاً وتسرع نبضات قلبه ويتلعثم في الكلام . وعندما تتكرر هذه المواقف وبنفس الاضطرابات العنيفة يكون رد الفعل الطبيعي تجاهها الابتعاد عنها وتفادي المواقف التي يكون فيها عرضة لتقويم قدراته .
ويؤدي كل ذلك إلى انعزاله تدريجياً عن الناس والمجتمع والإصابة بالاكتئاب .. أو يؤدي إلى خلل وانعكاسات سلبية على حياة المريض . . ويعتقد الكثير من الناس أن الخوف الاجتماعي ليس مرضاً ولا يستلزم استشارة طبيب .. وأن تلك الأعراض عادية بل وتافهة .. حتى أنهم يعتبرونها من مبادئ التربية الأخلاقية السليمة .!!
وهذا مفهوم خاطئ ..!!
إن هذه الأعراض وإن كانت تحدث أحياناً لبعض الناس فإن استمرار وجودها وتكرارها في نفس المواقف وفي كل مرة .. بالإضافة إلى أثرها السلبي على الحياة الاجتماعية للشخص .. يعتبر عائقاً كبيرا في حياته وهناك فرق بين الخوف الاجتماعي والخوف من الأشياء الأخرى مثل الأماكن المتسعة أو المغلقة .. أو الخوف من الحيوانات أو الأمراض أو غيرها .. إلا أن الخوف الاجتماعي يكون غالباً مصحوباً بنوع آخر من أنواع الخوف المذكورة سابقاً وقد وجد أن الخوف الاجتماعي تكون نسبته أعلى في الأبناء الذين لديهم أحد الأبوين مصاب بهذا المرض ..!! ومن المعتقد أن هناك عاملاً وراثياً في الإصابة بهذا المرض .. وكذلك تكثر الإصابة به عند الأطفال الذين يمتازون بالانطواء والخجل المتزايد وعدم الانطلاق .!! (5) .. ويشكو المصابون بهذا المرض عادة من قلق عام في حياتهم .. وضعف الثقة في أنفسهم .. وكذلك من صعوبات في إقامة العلاقات الاجتماعية .. أو الحفاظ على استمرارية هذه العلاقة مع الآخرين !!
· الخوف أو الرهاب المدرسي :-
ويعني به امتناع الطفل عن الذهاب إلى المدرسة بدعوى الخوف من المدرسة .. أو أمر ما فيها أو حولها أوفي الطريق إليها ..!! وفي هذا الرهاب قد يعاني الطفل من بعض الصعوبات النفسية العاطفية .. ولذلك فهو لا يريد الخروج من المنزل أو الابتعاد عن الوالدين أو أحدهما ..!! وهو ما يسمى " قلق الانفصال " .
وقد تظهر عند الطفل وخاصة في ساعات الصباح أعراض القلق .. ونوبات الذعر ..!! وقد يشكو أحياناً من آلام البطن أو الصداع أو الغثيان و القي .. وغالباً ما تزول هذه الأعراض عندما يتأخر الوقت ويمضي وقت المدرسة ويصبح احتمال ذهابه للمدرسة غير وارد ..!!
ومن المتوقع أن يحدث شيء من هذا الخوف عند معظم الأطفال .. وخاصة في حالات معينة .. كوجود امتحان أو غيره من الأنشطة المدرسية التي يتجنبها الطفل ..!! ولذا يكون خوف الطفل من المدرسة .. بسبب إزعاج بعض الأولاد في المدرسة .. أو استهزائهم به .. ومن المفيد هنا .. معرفة السبب الحقيقي للخوف حتى تتم معالجته .. بالإضافة إلى تطمين الطفل وتشجيعه .. والإصرار على عودته للدوام المدرسي بأسرع وقت ممكن .. فالتأخير والتسويف والنقاش من شأنه أن يعقد المشكلة ..ويؤخر الشفاء ..!! ولا بد من الحزم مع اللطف في معاملة الطفل هنا .(1).
لأن الطفل قد يتحجج على والديه بعدم الذهاب للمدرسة بدعوى الخوف .. لا حقيقته !!!
** الخوف من مغادرة المنزل :-
ويعتبر هذا الخوف أكثر الأنواع انتشارا بين الناس .. إذ يجعل المصاب به أسير منزله .. رغم صحته الظاهرة ..!! فلا يخرج من منزله إلا إذا كان مضطراً إلى ذلك لقضاء أمر معين ..!! وهناك من يسمي هذا المرض " خوف من الأماكن الواسعة أو المزدحمة " كالأسواق مثلاً .. أو الأماكن العامة .. والحقيقة أنه عبارة عن خوف من الابتعاد عن المنزل .. وخاصة إذا كان المريض بمفرده .. أو إذا اضطر إلى الدخول إلى الأماكن المزدحمة كالأسواق أو المجمعات التجارية .. أو استعمال وسائل المواصلات العامة ..!!
ومن أجل التكيف مع هذه الحالة يبدأ المريض بتجنب هذه الأماكن .. حتى وإن أدى ذلك إلى حدوث بعض الصعوبات الحياتية له .. وهذا بالطبع يؤثر على حياة المريض وعلى أسرته والذين يعيشون معه ..!!
وبشكل خاص .. فإن من يعاني من هذا الخوف .. يدفعه في ذلك دافعان .. أولهما – الخوف من أن يفقد السيطرة على نفسه فيقع من الإغماء .. أو الموت المفاجئ بعيداً عن منزله ..!!! وثانيهما – هو أن ينتبه الناس في هذا المكان العام إلى خوفه واضطرابه .. فيأخذوا بالنظر إليه وهو مضطرب محمر الوجه !!! ومما يسهل على المريض التكيف مع هذه الأماكن والمواقف .. أن يتواجد معه شخص قريب أو صديق فيطمئن المريض عندها أنه إن أصابه مكروه أو سوء فيسجد من يرعاه ويهتم به ..!! وهناك من يشعر أنه يستطيع تجنّب هذه الأماكن نهاراًَ .. بينما لا ينزعج كثيراً لزيارتها في الليل .. أو العكس ..!!!
ويمكن أن يبدأ الخوف من الخروج من المنزل فجأة أو بشكل تدريجي خلال عدد من السنين .. والغالب أن تكون مشكلة مزمنة طويلة الأمد إذا لم يبادر المريض بطلب المعالجة والمساعدة .(1) .
** الخوف من الأماكن المغلقة :-
وهو عبارة عن الخوف من الأماكن أو الأجواء المغلقة أو المقفلة ..!! " والمريض به يخاف أن يجد نفسه في مكان مغلق أو ضيق .. كأحد الممرات في فندق أو قطار .. أو أن يضطر إلى ركوب أحدى وسائل النقل .. أو أن يمر داخل نفق .. ولذلك يمثل السفر لهؤلاء مشكلة كبرى " (3) . ويؤكد الدكتور مأمون مبيض في كتابه المرشد في الأمراض النفسية واضطرابات السلوك أن حقيقة هذا الخوف .. هو خوف من
الانحباس في هذه الأماكن .. فلا يستطيع الإنسان النجاة بنفسه منها .. ولذلك فالمريض دوماً وقبل أن يدخل هذه الأماكن أو أثناء دخوله ينظر يمنة ويسرة ليحدد مخرج النجاة في حال حصول شيء ما من حريق أو غيره !!
وتكون الأعراض عبارة عن الأعراض المشاهدة في نوبات الذعر بالإضافة إلى شعور بالاختناق أو شعور بأن هناك شيئا ما يسد مجرى الهواء .. أو حتى صعوبة في البلع !!
(1).
* الخوف من الأماكن المرتفعة :-
ويعنى به الخوف المرضي من التواجد على ارتفاعات كبيرة أو التطلع منها إلى أسفل.. إذ يفزع المريض وتضعف ساقاه عن حمله ويرتعش وقد يشعر بالدوار و الغثيان(3) .
وهناك أنواع أخرى من الخوف المرضي تتباين وتختلف بشكل كبير يصل أحياناً حد التناقض .. إلا أن ما يجمع بينها هو أنها شعور غير طبيعي .. بل مرضي تتشابه أعراضه إلى حد كبير .. ويؤثر على سلوك الإنسان وعلاقاته ..!! وربما أقعده عن القيام بدوره الاجتماعي .. وقد يدفعه إلى اعتزال الناس والمجتمع ..؟! ومنها :
" الخوف من التلوث, والخوف من المجهول كالظلام وبعض العناصر الطبيعية كالبرق والرعد والأمطار وغيرها .. والخوف من الفشل كلما هم الإنسان أن يبدأ عملاً أو امتحاناً أو ما شابهه .. والخوف من الوحدة .. فلا يحاول المرء أن يختلي بنفسه تحت أي ظرف من الظروف .. والخوف من الشوارع ..!!" (3) . وغيرها الكثير 0
والجدير ذكره هنا .. هو أن هذه المخاوف قد توجد لدى البعض بشكل عابر وغير مرضي .. بحيث لا تؤثر على الإنسان ولا تعيقه عن أداء أدواره الاجتماعية المتوقعة .. بل أنه لا يقف أمامها البتة .. ولكنها تتحول إلى خوف مرضي عندما نبدأ بالوقوف أمامها .. وقد نضطر بسببها إلى إلغاء بعض مناشطنا .. وشيئاً فشيئاً تتفاعل المشكلة في أعماقنا حتى تتحول إلى عائق كبير لنا , قد نخفيه لبعض الوقت , ولكنه حتماً سيتضح وسيظهر وسيؤثر علينا بشكل أو بآخر .. وسيحتاج للعلاج .
** العلاج :-
" تعتبر المعالجة السلوكية للرهاب أو الخوف المرضي من أكثر الطرق استعمالاً في علاج مثل هذه الحالات من الخوف .. وتجري هذه المعالجة بأسلوب فردي وأحياناً جماعي .. والغريب هنا أن المصاب لا يسعى عادة لطلب المساعدة والمعالجة إلا عندما تشتد حالته كثيراً لدرجة التأثير الكبير على حياته ونشاطه اليومي .. أو حياة الذين من حوله ممن يعيشون معه وتبدأ المعالجة دوماً كغيرها من المعالجات النفسية بأخذ
القصة المفصلة للمرض .. وتطوره والحالة أو الحالات والمواقف التي يخشاها المريض .. ومن المفيد هنا أحياناً كتابة قائمة لكل الأشياء والأوضاع والمواقف التي يخافها المصاب مبتدأ بالأشياء القليلة الرهبة إلى الأشياء الشديدة التأثير .
وهناك عدة طرق ووسائل تستعمل في العلاج السلوكي منها على سبيل المثال :-
· إزالة التحسس المتدرج : وذلك من خلال تدريب وتشجيع المريض على الاسترخاء .. وإزالة الاضطراب . وعندما يتحقق ذلك بحيث يستطيع أن يجلس أو يستلقي بارتياح وهدوء .. تعرض عليه من بعيد صورة الشيء الذي يرهبه .. ومثال ذلك صورة عنكبوت صغير للذي يرهب العنكبوت .. ويطلب من المريض وهو في هذه الحالة أن يسترخي ويهدئ من روعه .. وعندما يشعر ببعض الإطمئنان تقرب منه الصورة مع استمرار التطمين والتهدئة إلى أن يصل المريض لمرحلة يستطيع معها الإمساك بالصورة بيده دون اضطراب وانزعاج كبيرين .
والمرحلة الثانية من المعالجة هي أن يعطى المريض صورة عنكبوت أكبر من السابق .. وتقرب منه تدريجياً مع استمرار الاسترخاء والتطمين .. ويكرر هذا الأمر على عدة جلسات علاجية .. إلى أن ينتهي المريض لحالة طبيعية يستطيع فيها الإمساك بعنكبوت صغير بيده أو مواجهة موقف كان يخشاه دون أن يصاب بالاضطراب الشديد أو الخوف الكبير .. ونلاحظ أن هذه الطريقة تعتمد على التدرج خطوة خطوه في إزالة الخوف .. وتخفيف التحسس من هذا الشيء المرهوب .. وكل ذلك مع استمرار الاسترخاء والتشجيع والتطمين .
· المعالجة بالمواجهة ( الغمر ) :
وهي طريقة معاكسة للأولى .. فبدل التدرج يتم وضع المريض وجهاً لوجه أمام الشيء أو الحالة التي يخافها .. ويتم ذلك طبعاًَ بعد مشاورة المريض وشرح الطريقة .. وأخذ موافقته على هذه المعالجة .
وفي بداية الأمر سيصاب المريض بحالة شديدة من الذعر والخوف الشديد والاضطراب .. ولكن مع مضي الوقت .. والتشجيع والتطمين يخف اضطراب المريض .. ويصل إلى حالة من الاسترخاء النسبي .. وعندما يدرك أنه استطاع أن يتجاوز هذه المرحلة وأنه لم يحدث له ما يهدد حياته أو يفقد وعيه .. فإنه يتشجع على تكرار هذا الأمر.. ومع تكرار هذه المواجهة في عدة جلسات علاجية .. يصل المريض إلى حالة يكون فيها متعايشاً مع هذا الشيء أو الوضع المخيف بالنسبة له سابقاً .. دون أن يشعر بالانزعاج الكبير ..! ومع الوقت .. ومزيد من الجلسات تزول حالة الخوف والرهبة .. أو على الأقل تخف كثيراً لديه .
· المعالجة بالقدوة :
وفي هذه الطريقة من المعالجة السلوكية يطلب من المريض أن يلاحظ شخصاً .. والذي غالباً ما يكون المعالج وهو يقوم بلمس الشيء المخيف أو التعامل معه .. أو مواجهته .. وسيلاحظ المصاب أن هذا المعالج لم يصب بشيء من الأذى من ذلك .. وبعد عدة محاولات .. يطلب من المريض أن يقلد المعالج ويواجه هذا الشيء شيئاً فشيئاً كما فعل المعالج .. ومن خلال عدة جلسات يصبح فيها المريض قادراً على مواجهة هذا الشيء وتخف لديه حالة الخوف هذه .
· الممارسة المتناقضة :
وتستعمل هذه الطريقة أحياناً في علاج الرهاب .. وإن كان استعمالها الأكثر في حالات
" الوسواس القهري " وفي هذه الطريقة .. بدل أن يطلب من المريض الاسترخاء والهدوء .. يطلب منه العكس ..!! أي أن يخاف ويقلق وهو في مواجهة الأشياء المخيفة أي أنه يعلم أن القلق والخوف والاضطراب أمام الشيء المخيف لن يسبب الكوارث والمشكلات ..!! ومن خلال تكرار هذا الأمر يدرك المريض أنه كان مبالغاً في مخاطر المواجهة لهذا الأمر المخيف .. وأنه في حقيقة الأمر لن يصيبه أذى وأنه مجرد رهبة نفسية لا رصيد لها في الواقع .
· المعالجة المعرفية :
تستعمل هذه الطريقة أحياناً في علاج بعض حالات الخوف المرضي .. ويقوم المعالج عادة بتعليم المريض عبارات وجمل معينة يرددها على نفسه ليخفف من قلقه واضطرابه عندما يجد نفسه أمام هذا الشيء المخيف . وغالباً ما تكون هذه العبارات جملاً تشجيعية ودافعة لمعنويات المريض .. كأن يقول المريض لنفسه مثلاً : " إنك تستطيع أن تحافظ على هدوئك " و " لا شك أنك قادر على مواجهة هذا الأمر بعون الله " .. وهذه الطريقة من رفع المعنويات يستعملها كثير من الناس في حالات وأوضاع معينة !! .
· الاسترخاء :
يعتبر الاسترخاء من العناصر الهامة في تأثير الكثير من المعالجات السلوكية .. وقد يتحقق هذا الاسترخاء عن طريق التنويم بالإيحاء .. وهذا ما يساعد المريض
- أحياناً - على مواجهة الشيء المخيف .
· المعالجة الجماعية :
وتفيد في حالات الخوف أو الرهاب الاجتماعي .. إذ تعقد جلسات معالجة جماعية .. يتدرب فيها المشاركون في هذه الجلسات على السلوك الاجتماعي المناسب .. من أجل رفع ثقتهم بأنفسهم وهم يتحدثون أو يأكلون أمام الناس .. وقد يطلب من المشاركين في المجموعة تصور وضع اجتماعي معين سيواجههم في حياتهم .. كالحديث مع رئيس العمل .. أو مقابلة شخص له مشكلة مع المريض .. ويطلب من المشاركين بعد ذلك التدرب على التصرف اللائق والمناسب في مواجهة هذا الموقف .. والتعامل معه كما يجب .
· المعالجة الدوائية :
تعتبر المهدئات العصبية من الأدوية المفيدة أحياناً بالمشاركة مع المعالجة السلوكية .. وخاصة عندما يصاحب " الخوف المرضي " أو الرهاب .. درجة عالية من القلق العام والاضطراب ..!! فهذه الأدوية قد تساعد المصاب على مواجهة الشيء المخيف على الأقل في الجلسات الأولى للمعالجة السلوكية .. إذا خشي المريض كثيراً من مواجهة هذا الشيء المخيف بالنسبة له .
ولكن من المهم أن يشرح الطبيب للمريض أن استعمال هذه الأدوية يكون لمدة قصيرة فقط .. وذلك خلال أيام أو أسابيع . (1) . ويذكر الدكتور حامد زهران .. أن أهم ملامح علاج الخوف المرضي :-
- العلاج النفسي : وخاصة التحليل النفسي للكشف عن الأسباب الحقيقة والدوافع المكبوتة .. والمعنى الرمزي للأعراض .. وتنمية بصيرة المريض .. وتوضيح الغريب وتقريبه من إدراك المريض .. والفهم الحقيقي والشرح والإقناع والإيحاء .. وتكوين عاطفة طيبة نحو مصدر الخوف .
ويستخدم كذلك العلاج النفسي التدعيمي .. وتنمية الثقة بالنفس .. وتشجيع النجاح والشعور به .. وإبراز نوحي القوة الإيجابية لدى الفرد .. وتشجيع المريض على الاعتماد على نفسه واكتسابه الخبرات بنفسه .. وتنمية الشعور بالأمن والإقدام والشجاعة .
- العلاج السلوكي الشرطي : وكف الارتباط بين المخاوف وذكرياتها الدفينة .. وقطع دائرة المثير والخوف والسلوك وفك الأشراط والتعرض للمواقف المخيفة .. مع التشجيع والمناقشة والاندماج وربط مصادر الخوف بأمور سارة ومحببة .. ومنع استثارة الخوف .. ( وقد يستخدم بعض الأدوية المهدئة للتقليل من حدة القلق المصاحب لمثل هذه المواقف ) .. وتستخدم طريقة " التحصين التدريجي " بصفة خاصة .. أي التعويد التدريجي المنتظم .
- العلاج الجماعي : وتنمية التفاعل الاجتماعي السليم والناضج .
- العلاج البيئي : وعلاج مخاوف الوالدين أولاً إن وجدت .. وعلاج الجو المنزلي الذي يجب أن تسوده المحبة والعطف والهدوء والثبات والاتزان .. وتوجيه الوالدين والمشرفين للمساهمة في ضبط الانفعالات والتقليل من الخوف ببذل محاولات العلاج ..و التقليل من المشاجرات وعدم الخوف .. وعدم ذكر الحكايات المخيفة للأطفال .(2).
وقبل هذا وبعده .. العلاج الشرعي الذي قد يفيد كثيراً في بعض المخاوف .. حيث ينمي لدى المريض الثقة والاطمئنان واليقين .. وصدق الالتجاء إلى الله والتوكل عليه .. والإنابة إليه .. وهذا الأمر له أبلغ الأثر في وضوح الرؤية لدى المريض وتحديد الهدف .. وطرد الكثير من المخاوف والهواجس التي قد تكون نواة لمخاوف مرضية مستقبلية .
وقبل الختام .. تجدر الإشارة هنا إلى أن آليات وفنيات العلاج تتعدد وتتحدد بحسب الحالة والظرف والأسباب كما أنها تعتمد على شعور المريض بمشكلته وطلبه العلاج لها واستعداده للتفاعل بقدر المستطاع مع توصيات الطبيب المعالج .. كما أن فترة العلاج قد تطول أو تقل بحسب عمق المشكلة وحدتها .. وتعاون المريض في تجاوزها .. وهي إجمالاً - أعني مشكلة الخوف المرضي – من المشاكل التي تحقق نجاحاً كبيراً في العلاج بفضل الله .. ويتجاوزها الآلاف .. بفضل الله ثم بعض البرامج العلاجية المناسبة .
المصادر:
( 1 ) الامراض النفسية واضطراب السلوك . د - مأمون مبيض
( 2 ) الصحة النفسية . د - حامد عبد السلام زهران
( 3 ) موسوعة الطب النفسي " الجزء الثاني " د - عبد المنعم الحفني
( 4 ) الطب النفسي والحياة " الكتاب الثاني " د - حسان المالح
( 5 ) النفس ومتاعبها . د - احمد جاد .
لك تحياتي
الف شكر لك اخت خير النساء لو تعرفين كم اثلج صدري حديثك اسال الله ان يجعلك من اهل الجنه وان يحقق لك امالك ووفقك الله
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك
الصفحة الأخيرة
لكن اذا صديقتج عليه اعراض غير الوسواس هذا شي ثاني