استشاره مستعجله ننتظر رد مستعجل

جاءتني رساله وطلب مني ان ارد عليه انتظر ملاحظاتكم
حسب ما جاء في رسالة الاخت السائله فإنها فتاة محجبه وملتزمه وموظفه ،وكما جاء في الرساله انه تقدم لخطبتها العديد من الشباب ولم يقدر الله لها الزواج باحدهم وانها عزفت عن ازواج نتيجة ذلك.
اختي السائله – من يقرأ رسالتك لابد ان تتبادر الى ذهنه تساؤلات كثيره ،حيث سيكتشف ان هناك حلقات مفرغه في الرساله وامور غامضه لا بد ان يكون لها الاثر في تحديد الاجاه او النصيحه ،ومن ذلك عدم ذكر سبب اخفاق موضوع الخطوبه ،ولم تذكرين الا انه النصيب ! فما هو المسبب لهذا النصيب؟؟انت ام اهلك ام الخطاب ؟؟
ثم لم تذكرين سب رفضك للشاب الذي تقدم ولماذا تهربت من مقابلته؟وعندما اكتشفت انه شاب ملائم لم تذكرين سبب عدم الاستمرار بالخطوبه ! وبالتالي جاء قرارك برفض كل خاطب مستقبلا ،وبما اننا نفتقر الى اجوبة هذه التساؤلات التي افترضتها انا ،فسوف اجيبك – ان شاء الله – وفق المعطيات المتوفره .
اختي السائله - قد يكون المانع احد ثلاثه ،فإن كنت انت من ترفضين فكوني صريحه مع نفسك حيث قد ترفض الفتاه الشاب لعد اسباب :
1.قد لا يعجبها دينه وخلقه : فهذا سبب مقنع وجيه وانا اشجعك على ذلك ان كان هذا هو السبب .
2.قد لا يعجبها شكله اومكانته او عمله او تحصيله اعلمي: فإن كان هذا هوالسبب ،فأنا لست معك ، فالهدي النبوي يدعونا لأن نقبل صاحب الخلق والدين،فكما يقولون ان الفتاه اذا تزوجت بصاحب الخلق والدين : فإن احبها أكرمها،وإن كرهها لم يظلمها .
3.وقد تكون معجبه بآخر ، وهي تستحي ان تذكر ذلك ،بل وتخاف ان تحدث لأهلها عنه – وهي معذورة بذلك - فان كان هذا هو السبب فاسمعي مني هذه النصيحه :
اختاه – ان المجتمع الذي نحيا فيه لم يعتاد علىمثل هذه الفكره التي تعاكس نواميسه وتقاليده ،ولكن ليس كل ما اعتاد عليه وألفه الناس صحيحا،فهاي ابنة الشيخ في قصة موسى عليه السلام - او كما ورد عند بعض المفسرين انه شعيب عليه السلام ،المحت لوالدها عن موسى عليه السلام بقولها: يا ابت استأجره،ان خير من استأجرت القوي الامين،واستحيت –وهو طبيعي متوقع ، ان تقول لقد اعجبت به يا والدي .
وخديجه – رضي الله عنها – ارسلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، تشعره بانها تريده زوجا ،وذكر القران والسيره عن امرأه وهبت نفسها للرسول صلى الله عليه وسلم وعرضت نفسها عليه لتكون له زوجه ، فاعتذر الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك ،وزوجها لأحد الصحابه الكرام،نعم ، اعلم ان هذا الكلام ثقيل على الاذان ،ولكن لنأخذ الامور ببساطه اكثر ، حيث نتفق على ان الموضوع قابل للنقاش،بل وللتطبيق ،ونبحث له عن وسيله مناسب حيث قد تستعين الاخت بوالدتها اوخالتها او صديقتها اومن تثق بهم لتجد الطريقه المناسبه للتعريض او التصريح اوللفت النظر الى موضوع رغبتها في الزواج من فلان ،والموضوع بحاجه الى حكمه في التصرف وايجاد الطريقه المناسبه والاكثر سلامة ،والاضمن نتيجة ،عد التوكل على الله ،بل ان رأيي كما انه حق للشاب ان يخطب من يريد ،فإنه حق للفتاه ،ان يخطبها من تريد ،ولكن بالاسلوب والطريقه الصحيحه والسليمه والواعيه مع مراعات الحديث :"حدثوا الناس بما يعقلون" .
ومن الاسباب المحتلمه لعدم التوفيق بالخطبه ان يكون السبب :
الخاطب نفسه : فقد يرفض الخاطب أي فتاه لاسباب محتمله منها :
1.عيب في الفتاه :أ) فان كان في الخلقه والصوره ،فليس بيدها الا الصبر والدعاء والرضا ببالصورة التي خلقها الله عليه وما كان قبيحا في عين رجل قد يكون جميلا في عين رجل اخر وربما يكون العيب في عين او ذوق الخاطب .
ب)عيب في الاخلاق والسلوك : كأن تكون التاه متكبره او كثيرةالضحك ،فهذا بحاجه الى مراجعة النفس ومحاسبتها ،وتقويمما اعوج من خلق ،وعدم الاكتفاء بالتحسر او الاضراب عن الزواج ،لانه ان صح هذا الاحتمال فان مفتاح الحل بايدينا .
2.وقد يرفض الخاطب بسبب الاهل حيث يثقلون عليه بالطلبات والشروط او يغلظون له القول والمعاملة فهذا لا بد من مصارحة الاهل فيه او توسط اهل الخير من اجله
اما ان كان الاهل هم من يعترضون على الخاطب فقد يكون ذلك لاسباب :
1- رأوا منه ما لم تر الفتاه من خلقه ودينه ما لا يعجبهم ،فإن كانوا محقين ،فلا تثريب عليهم،وإلا فلتوضح لهم الامور بطريقة ما من قبل احد من اناس ممن تثق بهم الفتاه .
2- وقد يتم رفضه بسبب مكانته الاجتماعيه او الماديه ،بحجة انه ليس من مستواهم،فليُذكروا بطريقه او بأخرى بتعاليم الاسلام الحنيف وان الناس سواسيه وان الدينوالخلق هوالاساس .
هل رأيت اختي المسلمه كمن انت تصعبين الموضوع وتعاقبين نفسك بعزوفك عن الزواج،ليس الحل الهروب من المشكله بل بمواجهتها باحسن الطرق،بالتوكل على الله بطلب عونه في صلاتنا ودعائنا ثم بالاستعانه باهل الثقه اوالاقارب الذين يستطيعون ان يحركون شيئا في مثل هذه المواضيع دون ان يثيروا غبارا وراءهم.
اختي السائله – اقبلي علىالحياه بنظره متفائله ،فإنك لا تعلميناين يخفي الله لك الخير،ومتى تجدينه ،لعل الله يخفي لك في علم غيبه زواج مبارك او زوج فيه خير الصفات ترضينه وتسعدين به .
اختي السائله – لا تستسلم للنفس والشيطان ،واعلمي ان موضوع الزواج من الامور التي حق على الله ان يعين فيها من استعانه .