استفسار عن الرضا بالقضاء

ملتقى الإيمان

سلام عليكم حوائيات


باختصار أحيانا تصير أمور بالحياة عكس ما أريد
كيف أرضى بما كتبه الله لي ولا أدع للحزن والهم طريقا لقلبي ؟
4
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نوره . .
نوره . .
أحبتي في الله تعالى ..
هناك ( قلوب صابرة محتسبة راضيه بقضاء الله وقدره) فمن الذي يجازي تلك القلوب ؟وماهو جزاءها؟


قال الله جل وعلا ((إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ))الزمر -10


عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( يقول الله تعالى : ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة ) رواه البخاري .


وعن أنس رضي الله عنه قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( إن الله قال : إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة ) رواه البخاري وفي رواية للترمذي ( فصبر واحتسب ) .


وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( يقول الله سبحانه : ابن آدم إن صبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى لم أرض لك ثوابا دون الجنة ) رواه ابن ماجة حسنه الألباني .


لذالك يجب علينا ان نتذكر هذا الجزاء العظيم من الجواد الكريم...ونصبر ونحتسب




إن الله إن أخذ منك شيئاً فهو ملكه ...
وإن أعطاك شيئاً فهو ملكه ...
فكيف تسخط إذا اخذ منك ما يملكه هو ؟!!
(( فإن لله ما أخذ وله ما أعطى ))



ولا بد أن تحتسب هذا الصبر وتتذكر أنه رافع لدرجاتك ... ومكفر لخطاياك
لا تحزن .. فما أشـــقاك الله إلا ليسعـدك
وما حرمك إلا ليتفضل عليك
وما أخـذ منك إلا ليعطيـــــك
وما كان الله ليؤذيك بل لأنه يحبك ..




فطبيعة الحياه الدنيا
اقتضت حكمة الله أن تكون حياة البشر على ظهر هذه الأرض مزيجًا من السعادة والشقاء ، والفرح والترح ، واللذائذ والآلام ، فيستحيل أن ترى فيها لذة غير مشوبة بألم ، أو صحة لا يكدرها سقم ، أو سرور لا ينغصه حزن ، أو راحة لا يخالطها تعب ، أو اجتماع لا يعقبه فراق ، كل هذا ينافي طبيعة الحياة الدنيا ، ودور الإنسان فيها ، والذي بيَّنه ربناجل وعلا بقوله :{إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا }(الإنسان 2) .




ضرورة الصبر
ولهذا فإن خير ما تواجه به تقلبات الحياة ومصائب الدنيا ، الصبر على الشدائد والمصائب ، الصبر الذي يمتنع معه العبد من فعل ما لا يحسن وما لا يليق ، وحقيقته حبس النفس عن الجزع ، واللسان عن التشكي ، والجوارح عن لطم الخدود ونحوها ، وهو من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، وقد ذُكر في القرآن في نحو تسعين موضعاً - كما قال الإمام أحمد - وما ذاك إلا لضرورته وحاجة العبد إليه .





أنواع الصبر
والصبر أنواع ثلاثة صبر على الأوامر والطاعات حتى يؤديها وا، وصبر عن المناهي والمخالفات حتى لا يقع فيها ، و صبر على الأقضية والأقدار حتى لا يتسخطها ، وهذه الأحاديث القدسية في النوع الثالث من أنواع الصبر وهو الصبر على أقدار الله المؤلمة






فائدة قيمة لسماحة الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله ، من كتاب رياض الصالحين
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( .... الصلاة نور ، والصدقة برهان ، والصبر ضياء ... )) رواه مسلم


قال الشيخ ((وأما الصبر فقال ( إنه ضياء ) أي فيه نور لكن نور مع حرارة كما قال الله تعالى ((هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا)) يونس -5


فالضوء لا بد فيه من حرارة و هكذا الصبر لا بد فيه من حرارة وتعب لأن فيه مشقه كبيرة ولهذا كان أجره بغير حساب ، فالفرق بين النور في الصلاة والضياء في الصبر أن الضياء في الصبر مصحوب بحرارة بما في ذلك من التعب القلبي والبدني في بعض الأحيان )) . انتهى كلامه رحمه الله




فيا عبد الله لا يكن في صدرك حرج على أقدار الله بل ارض بها واعلم أن الدنيا ليست طويلـــــــة !



فلا تنكص على عقبيك في وسط الطريق وتقول أنت لست بملزوم بالصبر
وأنت إن تعبت وأوذيت ... فهذه الحياة ما هي إلا أيام وتزول
فاصبر حتى يأتي الله بأمره
واستمسك بدينك .. واثبت على الطريق .. واستعن بالله الواحد الأحد .قال الله جل وعلا ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) آل عمران - 200الصبر عن المعصية والمصابرة على الطاعة والمرابطة على كثرة الخير وتتابعه والتقوى يعم ذلك كله

اسأل الله لنا ولكم الصبر على اقدار الله جميعها






ولنؤمن بالقضاء والقدر .


نقلا
شجره منفوشه
شجره منفوشه
رفع
إنما أنت أيام
إنما أنت أيام
بارك الله فيكم
*هبة
*هبة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ذاق طعم الايمان من رضي بالله رباً وبالاسلام ديناً وبمحمد رسولاً " .



ما هو الرضا ؟ الرضا ضد السخط , وهو سكون القلب تحت مجاري الاحكام .

فالمؤمن هو الذي تسكن روحه وتطمئن لما قدر الله تعالى وكتب فلا تشتكى وتجزع لأن قلبه امتلأ بحب الله تعالى وسلم بما كتب , وكما قالت العابدة رابعة العدوية ( رحمها الله ) :

فليتك تحلو والحياة مريرة ... وليتك ترضى والانام غضاب

وليت الذي بيني وبينك عامر ... وبيني وبين العالمين خراب

اذا صح منك الود فالكل هين ... وكل الذي فوق التراب تراب

فالرضا هو من اعظم عبادات القلوب وهونهاية التوكل وأفضل من الزهد , وشعور بالارتياح لما كتبه الله تعالى وقدره , فكل الناس راضية قبل القضاء ولكن ان نزل القضاء تمايزوا فمنهم من يسلم لله تعالى وهو الرضا فله الاجر ومنهم من يسخط فعليه السخط والاثم وما قدر الله نازل به , وفي هذا المعنى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أسألك الرضا بعد القضاء " , وقال صلى الله عليه وسلم : " من رضي فله الرضا ومن سخط فعليه السخط " .

قصة الرضا : تتحدث هذه القصة عن بطلها وصاحبها شاب أسلم وعمره 17 ومن أوائل الذين أسلموا وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة وقائد معركة القادسية وصاحب دعوة مستجابة هو سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه .

لما قدم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه إلى مكّة وقد كُف بصره , جعل الناس يُهرعون إليه ليدعو الله لهم , فجعل يدعو لهم , قال عبد الله بالسائب فأتيته وأنا غلام فتعرفت عليه , فعرفني فقلت له : يا عم أنت تدعو للناس فيشفون فلو دعوت لنفسك أن يرد الله بصرك , فتبسم وقال : يا بني قضاء الله أحب الي من بصري ! .


هل انت راضٍ عن كل ماكتبه الله لك وعليك ؟ هل انت من أصحاب الرضا ؟ هل انت مقتنع برزقك ومكانتك وما تمتلك من صفات وقدرات ؟ هل أنت دائم الشكوى ؟ هل أنت ساخط عن كل ما يجري حولك ؟ هل انت راضٍ عن قدرك ونصيبك ؟ هل ترضى بما كتب لك سواء كنت بشدة أو رخاء , غنى أو فقر , منع أو عطاء , سراء أو ضراء ؟ أجب عن هذه الاسئلة بمحاورة صادقة مع نفسك .

ثواب وجائزة ومكافأة الراضين بما كتبه الله تعالى وقدره :

عنْ
عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ،عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ،أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،قَالَ" : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، يَقُولُ لأَهْلِ الْجَنَّةِ :يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُونَ : لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ ، وَالْخَيْرُ بَيْنَ يَدَيْكَ ، فَيَقُولُ : هَلْ رَضِيتُمْ ، فَيَقُولُونَ : وَمَا لَنَا لا نَرْضَى ، وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ ، فَيَقُولُ : أَلا أُعْطِيكُمْ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ ؟ قَالُوا : يَا رَبِّ ، وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ ؟ فَيَقُولُ : أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رضْوَانِي ، فَلا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا "

وان أهل الرضا هم أسرع الناس مروراً على الصراط , فعن وهب بن منبه ( رحمه الله ) قال : ( وجدت في زبور آل داود : هل تدري من أسرع الناس مراً على الصراط ؟
( الذين يرضون بحكمي وألسنتهم رطبة من ذكري ) .

وتذكر أنك عبد والعبد لا يسخط من حكم سيده , وأنك مسلم والمسلم من استسلم لله عزوجل , وأنك محب وعين الرضا عن كل عيب كلية , وأنك مؤمن بقضاء ربك والمؤمن يعرف بأنه لا تبديل لكلمات الله تعالى ولا راد لحكمه , وأنك مخلوق والمخلوق يتبع حكم خالقه الذي " له الخلق والامر " .

ان الرضا بالقضاء أشق شيء علي النفس , بل هو ذبحها في الحقيقة , ولا تصير مطمئنة قط حتى ترضى بالقضاء , فحينئذ تستحق أن يُقال لها : " يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فأدخلي في عبادي وأدخلي جنتي " .



همسة الوداع : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ارضى بما قسم الله لك تكن أغنى الناس " ...


القناعه كنز ثمين وفقدانها يولد الاحباط والكآبه , ففي هذه الحياة قد لا نحصل على كل ما نريد حتى مع توفر جميع الاشياء المادية فقد لا يعطينا ذلك الرضا التام ونظل نعاني من الخوف من زوال النعم وذهابها .


يقول أحد الحكماء ( لو أن أحدا ملك الدنيا كلها ما استطاع أن ينام إلا على سرير واحد ، وما وسعه أن يأكل أكثر من ثلاث وجبات في اليوم ، فما الفرق بينه وبين الفلاح الذي يحفر الأرض ؟ لعل الفلاح أشد استغراقا في النوم ، وأوسع استمتاعا بطعامه من رجل الأعمال ذي الجاه والسطوة )


فأحذر القلق والهموم فهي تفتك بالجسم وتهرمه كما قال المتنبي :
والهم يخترم الجسيم نحافــة ويشيب ناصية الصبي ويهرم
وقد ذم الرسول صلى
الله عليه وسلم التكالب على الدنيا فقال ( من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة . ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه ، وفرق عليه شمله ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له ) رواه الترمذي .
ويهدف هذا التوجيه النبوي إلى بث السكينة في الأفئدة ، واستئصال شأفة الطمع والتكالب على الدنيا وان الأرزاق مقسومة مقضية .
فلا شك أن علاج الهموم هو في الرضا بما قدر
الله ، والصبر على الابتلاء واحتساب ذلك عند الله ، فإن الفرج لا بد آت .
والساخطون والشاكون لا يذوقون للسرور طعما . فحياتهم كلها سواد دامس ، وليل حالك .
أما الرضا فهو نعمة روحية عظيمة لا يصل إليها إلا من قوي بالله إيمانه ، وحسن به اتصاله .
والمؤمن راض عن نفسه ، وراض عن ربه لأنه آمن بكماله وبحكمته ، وأيقن بعدله ورحمته .
ويعلم أن ما أصابته من مصيبة فبإذن
الله

. وحسبه أن يتلو قول الله تعالى ( وما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم )
والمؤمن يؤمن تمام اليقين أن تدبير
الله له أفضل من تدبيره لنفسه ، فيناجي ربه ويقول ( بيدك الخير إنك على كل شيء قدير )
ولاتنسى ان الرسول صلى
الله
عليه وسلم وصانا بالقناعه.


اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد اذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا