اسطنبول ... هل تستحق أن أزورها مرة آخرى ؟!!

الملتقى العام



اسطنبول




سمعت الكثير و المثير عن هذه المدينة

و التي تمثل جسر الوصل بين القارة الآسيوية و الأوروبية



و نقطة التلاقي بين الإسلام و النصرانية





و موضع التنازع بين الطبيعة و التمدن





و خط التلاحم بين الماضي مع الحاضر



و منطقة الامتزاج بين الفن الشرقي و نظيره الغربي




في البداية ...

اسطنبول لم تكن هي الوجهة التي أريد أن أزورها خلال إجازة العيد

- ماليزيا كانت اختياري الأول -

**********

احترت بين شركتي الطيران

Emirates = 1800

في تمام الساعة 2 بعد الظهر

Turkish = 1550

في تمام الساعة 5:50 بعد الفجر

و كما تلاحظون

السعر أغلى في الأول - و التوقيت مناسب

السعر أقل في الثاني - و التوقيت سيءّ

و انتظرت طويلاً قبل أسبوع من الرحلة بدون أن أشتري تذكرة

و لم أكن أعلم إن طيران العربية و الجديدة في عالم الطيران

يقوم برحلات إلى اسطنبول

العربية = 1390

في تمام الساعة 11 بعد العشاء

التوقيت جداً ممتاز !!

و السعر مرتفع لأنه آخر مقعد حجز في الطائرة

لكنه أحسن من عرض سابقيه على كل حال

و الرحلة تحط في مطار Sabiha

الطائرة كانت شبه فارغة في الذهاب ، حوالي 40 مسافر

لكنها كانت ممتلئة عن بكرة أبيها في رحلة الإياب


**********

الانطباع الأول عن اسطنبول

هو ازدحام هذه المدينة

حتى أنك تراهم في القطارات و الباصات ملاصقي الزجاج من كثرة الأشخاص في العربة الواحدة

بالطبع ... كان علي ركوب القطار للتنقل بين أرجاء المدينة

و الازدحام على حاله في كل حال و مكان

لا داعي أن أذكر رائحة العرق و الأفواه و الأنفاس الكريهة

- نتانة الأفواه تأتي من أكلهم اللب و المكسرات بإدمان -

المكان سيء التهوية ، و أنا أتساءل في نفسي ماذا لو تقيّأ أحدهم هنا

و فعلاً !! شاب صغير ....... فعلها


الأمر الآخر

هو عدم وجود سلّة مهملات بالقرب من الأماكن السياحية !!

فـ تجد القمامة و الزبالة في كل ركن و زاوية ، و حول أضواء إنارة الشوارع


مع هذا الأزدحام و هذا الإهمال ... نأتي إلى ضيق الممرات و الطرقات



الشوارع بلا لوحات تحمل أسماءها !!

تحس في ذاتك أنك سوف تختنق حين تجوالك بين المباني

و تبحث يمنة و يسرة عن متنفس ، لكن لا تجده إلى عند ساحة الـ Sultanahmet

و قريب من جسر Galata و خارج أسوار قصر Topkapi


الأتراك الرجال ... كثيفي الحواجب ، مقطبي الجبين ، تحوجرت أعينهم نحو الداخل

هذه الملامح تعطيهم هيئة العبوس !!

و التي تجعلك تظن أن هذا الشخص في ثورة غضبه أو أنه غير مرتاح بوجودك

أو أنه على استعداد لإصابتك بمكروه بعد أن تنعطف حول المبنى ، ليخلوا له الجو


الشيء الأخير و المهم و المؤسف

هو النصب و استغلال السياح

و كان أول احتكاك لي مع شخص تركي في أول يوم ... هي حالة نصب

**********

~ جميع اللقطات من تصويري الخاص ~

**********



للحديث بقية :

- قصة حزينة لـ شاب خليجي مع عروسه في تركيا
- الأتراك مدمني تصوير
- سنفروا بـ حياتكم !! فـ أنتم في شوارع اسطنبول

- الحجاب هل هو دين أم تقليد ؟
- الصيد ليس مجرد هواية في اسطنبول
- مسجد يحبس الأنفاس و قصر يثير الاندهاش

- هل هناك مساجد جديدة في هذه المدينة
- الأذان يُرفع ، لكن الصلاة لا تُسمع !!
- حمامات المساجد ليست مجاناً

- مركز تسوق مهيب
- ممنوع تصوير مجوهرات القصر ، لكني صورت :)
- من أصدق موقع الـ yahoo أم خريطة اسطنبول !!

- حرف الواو مفقود في اللغة التركية
- رجال أنيقين في الشارع
- سؤال محرج من مسؤول الجمارك

- هل سأزور اسطنبول مرة أخرى ؟
16
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

umalii
umalii
موضوع شيق وصور اكثر من رائعه شكرا
Ra3y AmReeKa
Ra3y AmReeKa
اسطنبول

الوصول



اشتريت التذكرة

لكن كان علي الانتظار حتى ليلة الأحد ... للتأكد من أن العيد يوم الاثنين

قبل أن أقوم بحجز فنادق الـ Hostels

و إلا كان علي العودة إلى مقر عملي و ألغي الرحلة ، حيث ستكون الإجازة فقط ليوم الثلاثاء إذا صادف العيد يوم الأحد

مدة الرحلة 4 أيام

قسمتها يومين لمنطقة Sultanahment و آخر يومين لمنطقة Taksim


حجزت Hostels لكلا المكانين من www.hostels.com مساء السبت

و بعثت إميل إلى الأول من موقعهم الالكتروني ... ليكي يدبروا لي وسيلة للنقل من مطار Sabiha

حيث أني دخلت على موقع المطار الخاص و لم أجد طريقة للذهاب للمدينة

لاسيما و أن الطيارة تصل في الواحدة بعد الليل


في يوم الأحد عصراً وصلني إميل من الفندق يسألوني فيه إن كنت أريد Shuttle لمقر فندقهم بـ 45 Euro

أجبتهم بـ نعم على الفور و أعطيتهم بيانات رحلتي و أنا أتساءل في نفسي لماذا أخذوا ما يقارب 10 ساعات

للرد على طلبي ... و راودتني الظنون أنهم قد يتأخرون في الاستجابة مرة أخرى و لا أجد من يلتقيني في

المطار ، حيث أن موعد رحلتي بعد 5 - 6 ساعات


في الطائرة

شد انتباهي فتاة أمريكية مسافرة لوحدها ، تتحدث العربية + التركية + الأسبانية + الإيطالية

كانت تحاور عائلة عربية مسافرة

لا أعتقد أنها تواجه صعوبات في ترحالها حول العالم

فمتى يأتي اليوم الذي اتعلم فيه هذه اللغات ... أو على الأقل لغة ثالثة بالإضافة للإنجليزية


و في مطار Sabiha

كان هناك شباك على يمين بوابة الدخول لشراء الفيزا التركية مع وجود لائحة آسعارها بمختلف العملات

تمت الفيزا و الختم عند مسؤول الجمارك على ما يرام بدون سين و جيم

خرجت من البوابة الأخرى و أنا أبحث عن اسمي في اللائحات التي يحملها السائقين


الحمدالله

كان هناك اسمي من ضمنها ... و زال عني هم حملته طوال رحلة الطائرة

الهم كان : كيف أثق في سائق Taxi في جنح هذا الليل المظلم

و كيف أدري إذا هو آخذني إلى اسطنبول ، أم إلى مكان آخر !

فنحن دائماً نحجز تذكرة الطائرة و غرفة الفندق ... و ننسى طريقة الوصل بينهما


في السيارة ... و أنا أتمعن في البنيان الجديد و العتيق على جانبي الطريق ، تذكرت


قصة شاب خليجي مع عروسه

ذهبا إلى اسطنبول لقضاء شهر العسل و يبدوا أنهما لم يحجزا فندقاً

أو ربما أرادا حجز أي فندق في وسط المدينة ... متاعهم كان كثير

أستوقفا Taxi و لم تتسع بعض الحقائب السيارة

فاقترح عليهما السائق ، أن يتركوا هذه الحقائب في المطار و يذهب بهما إلى فندق أو بيت

و ثم يعود مرة أخرى لجلب بقية الحقائب ... فـ وافقاه على الفور


انطلقوا بالسيارة و انتهوا إلى بيت أو نزل

نزلت الزوجة ... و عاد الشاب مع السائق إلى المطار

دخل الشاب المطار ليستلم بقية الحقائب و يخرج ...

ليحدث ما لم يكن في الحسبان !!

لا يوجد أثر للسائق ، و لا يعرف رقم سيارته ، و لا يعلم عنوان البيت الذي نزلت فيه زوجته

جن جنون الرجل

اتصل الشرطة و أبلغ سفارة دولته ... لكن المعلومات - إن وجدت - لم تكن كافية حتى للبحث عن مكان البيت


عاد الرجل لبلاده بعدما قضى وقتاً في التنقيب عن زوجته

أصيب باليأس ... و مات حزناً عليها


*********


القصة قرأتها منذ فترة بعيدة ، لكن يصعب على المرء نسيانها

حكيتها لـ صديق لي ... فقال أن المرأة قد قتلت

اختلف المضمون ... أو أنها رواية أخرى قد تكون

لكن العبرة واحدة :

قد تتحول رحلتك إلى أسوأ كوابيس حياتك

كأن تفقد جواز سفرك ، أو تتعرض للاختلاس ، أو أن تتيه في الطرقات

و تجنب كل ذلك بسيط

و هو قليل من الحرص و الحذر ... و التخطيط التام قبل السفر


حدث لي نفس موقف العروسين و هو عدم حجز فندق إلى Thailand

بقرار من صديقي الذي أصر على الذهاب إلى فندق معين

ذهبنا هناك ... و كما توقعت ، الفندق ممتلأ عن بكرة أبيه

لم يكن لدينا حل آخر سوى الانصياع لرأي سائق الـ Taxi بعد رحلة طويلة

وصل بنا إلى مكان مريب ، و نظافة الفندق ... حدث و لا حرج

غادرناه في اليوم التالي

*********

ها أنا ذا أرى مآذن مساجد ترتفع في السماء

يبدوا أني وصلت مدينة اسطنبول ... و قريباً إلى منطقة Sultanahment

بعد أن أقطع هذه الجسر الفاصل بين القارتين
@نوره@
@نوره@
we are waiting
Ra3y AmReeKa
Ra3y AmReeKa


اسطنبول

Sultanahmet



فكرة الرحلة كما ذكرت سابقا ً كانت تقسيم يومين لمنطقة Sultanahmet و آخر يومين لمنطقة Taksim

و على ذلك حجزت فندق في كل منطقة على حسب الأيام اختصاراً للوقت و المسافات

لكن الأمور لم تسير كما يجب

بحثت عن الأماكن التاريخية و السياحة و كان أحد مصادري موقع

www.travel.yahoo.com

الموقع يزودك كذلك بأيام الزيارة المسموحة و متى يفتح و يغلق المكان و سعر التذكرة إن وجد

أيضاَ صور عن المكان نفسه و رقم الهاتف و موقعه الالكتروني

ثم دونتها في جهازي و طبعتها قبيل دقائق من مغادرتي المنزل

الطابعة و جهاز أخي الشبه معطل كادا يخوناني و يجعلاني أتأخر عن موعد الرحلة

رتبت الأماكن ، كل في منطقته و تحت التاريخ المعين

*********

وصلت الفندق الساعة الـ 3 يعد منتصف الليل و رغم شعوري بالإرهاق لكني لم استطع النوم

بسبب صداع ألم بي ناتج عن الجوع حيث كانت آخر وجبة لي هي الإفطار و طيران العربية لا تقدم وجبات

طعام على متنها

مر الوقت و سمعت صوت الأذان يرتفع ، و لكنها تكبيرات متتابعة و ليس أذان !!

إنها صلاة العيد ، اتبعها بعد أقل من ساعة أذان الفجر

بـ معنى أنهم يصلون العيد قبل الفجر !!

*********

استيقظت في الصباح الباكر و بعد تناول وجبة إفطار خفيفة

سألت أصحاب النزل "كيف أصل إلى مسجد السلطان أحمد"

و تبين أنه لا يبعد سوى بضعة أمتار من النزل و لم أكن لأراه بسبب هذه المباني

المصطفة على طول هذا الشارع



خرجت من الفندق و كان الجو لطيفاً مع هبات نسيم باردة و شمس مشرقة و سماء صافية

التففت حول الركن في نهاية الشارع لأرى مبناً ضخماً قديماً على جهة اليسار





واصلت التقدم ليظهر مبنى آخر أكثر ضخامة من على اليمين و مواجه تماماً للمبنى الأول

بعد قليل من التمعن في الطراز المعماري لكلا الصرحين

عرفت أن هذا القريب مني هو المسجد و ذاك المبنى أحمر اللون هو كنيسة آيا صوفيا










فقررت البدء بالمسجد


* خطأ استراتيجي *

المساجد تكون مفتوحة للزوار و للصلاة طبعاً طوال اليوم على مدار الأسبوع ، حتى صلاة العشاء

و لا توجد رسوم لدخولها

أمّا المباني التاريخية الأخرى ، فهي تغلق الساعة في الساعة الـ 6 و توجد طوابير عند بواباتها

للتفتيش و قص التذاكر ، تزداد طولاً و ازدحاماً مع تقدم الوقت

كما أنها تغلق يوماً واحد في الأسبوع ، و يختلف هذا اليوم من مكان لـ مكان آخر

فـ كان الأولى علي البدء بها أولاً ثم زيارة المساجد لاحقاً

*********

التقطت هذه الصور قبل شروعي بالدخول إلى المسجد




















Ra3y AmReeKa
Ra3y AmReeKa













رأيت السياح الأجانب يتجهون حول المسجد للدخول من البوابة المخصصة لهم ، فـ تبعتهم

و كان من المفروض أن أدخل من أي باب يحلو لي

اصطففت في الطابور و من خلال الحوارات التي تدور حولي عرفت أن معظمهم من الأمريكان

توجب على الجميع خلع أحذيتهم و وضعها في أكياس بلاستيكية

و كذلك النساء كان عليهن تغطيت رؤوسهن قبل الدخول ، و إن نست إحداهن غطاءها

فـ يوجد هناك مجموعة من الـ بالطو أو إن تعذر ، حلها الوحيد استعارة احد تلك الأكياس !


أول ما لفت انتباهي داخل المسجد هذه الأعمدة الضخم





و كذلك تجمهر السياح في الداخل و سماع علامات التعجب و عبارات الانبهار





توقف السياح عند حاجز بين العامودين الخلفيين و الذي ظننته وضع لمنع تقدمهم

و لكنه خصص ليكون الحد الفاصل بين الرجال و النساء أثناء الصلاة





أيضاً ما يثير الانتباه في المسجد هذه المقاعد





و التي لم أعرف سرّها حتى رأيت أحدهم يضع حذاءه فيها ، فكان هذا إذا موضع لوضع الأحذية





حتى في المساجد الصغيرة تجد أكياس البلاستيك خارجها ، ليدخل المصلي حذاءه معه إلى المسجد

يبدو أن سرقة النعل كانت تجارة مربحة في الماضي

*********

زرت هذا المسجد مرة أخرى و كان ذلك في صلاة الفجر من اليوم التالي

عدد المصلين قليل جداً

و يبدو أن الحضور لـ صلاة الفجر في تركيا لا يختلف كثيراً عن بلادنا

وصل الإمام و تقدم المصلين ماراً من الباب تحت المنبر

و لا أعلم إن كان هذا عرفاً متبعاً في تركيا ، أو أنه جاء من هنا اختصار للمسافة



يذكرني زيه بلباس علماء الدين في سوريا ، الجلباب الأزرق الغامق و العمة البيضاء تتوسطها قبعة حمراء

فـ نهضنا للصلاة ، و أنهى الإمام قراءة الفاتحة أقام الصلاة شخص جالس في الخلف

"آمييين"

قلتها أنا وحيداً !! فـ انحدرت نبرة صوتي لدرجة الهمس حرجاً

قراءة و صوت الإمام كانت جميلة جداً

بعد الفراغ من الصلاة

قام أحد المصلين بـ اعطائي مسبحة ، و يبدو أن كل مصلي قد تناول واحدة كذلك

لكني أرجعتها إلى مكانها لأنها ليس من عادتي أن استخدمها في التسبيح

قمت من مكاني و ذهبت أجلس في الخلف و نظرات بعض المصلين تطاردني

" اللهم أنت السلام و منك السلام تباركت يا ذا الجلال و الإكرام "

قالها بصوت عالٍ و مسموع نفس الشخص الذي أقام الصلاة

يسبح الجميع في هدوء و صمت ، ثم يعاود ذلك الشخص قول أحد الأذكار

فـ هل هذا الأسلوب نوع من الترديد الجماعي للذكر ؟ لست متأكداً

- شابان يصليان العصر ، المأموم فعل مثل ما فعل الذي أقام صلاة الفجر -


في النهاية ، تلا الإمام الآيات الأخيرة من سورة الحشر

"صدق الله العظيم"

ثم دعا بعض الأدعية ، و المصلين يؤمون وراءه

"تقبلني برحمتك ..."

و في صلاة العشاء في مسجد آخر ، قرأ الإمام آخر آيتين من سورة البقرة

يبدو أن الأئمة تقرأ هذه الآيات التي هي جزء من أذكار الصباح و المساء

عوضاً عن بقية المصلين الذين لا يجيدون العربية هذه وجهة نظري

يذكر أنه لم أرى نسخة من مصحف المدينة المنورة في مسجد السلطان أحمد

*********