(( اســبـــــاب الــنــــزول ))

ملتقى الإيمان

اود ان اضيف عن فوائد اسباب النزول :

..أسباب النزول:
..
وتتضمن :
الفوائد من أسباب النزول.+ أمثلة موضحة.
الحكمة من معرفة أسباب النزول.


الفوائد:

1- معرفة أسباب النزول مهمة جدا، لأنها تؤدي على فوائد كثيرة منها‏:‏

بيان أن القرآن نزل من الله تعالى، وذلك لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسأل عن الشيء، فيتوقف عن الجواب أحيانا، حتى ينزل عليه الوحي، أو يخفي الأمر الواقع، فينزل الوحي مبينًا له‏.


مثال الأول‏:‏ قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا‏}‏ ‏‏‏.‏ ففي صحيح البخاري ‏"‏ ‏‏ الآية .

مثال الثاني قوله تعالى‏:‏ ‏{‏يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلّ‏}‏ ‏‏ وفي صحيح البخاري ‏مثال:
‏أن زيد ابن أرقم ـ رضي الله عنه ـ سمع عبد الله ابن أبى رأس المنافقين يقول ذلك، يريد أنه الأعز ورسوله الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه الأزل، فأخبر زيد عمه بذلك، فأخبر به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فدعا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ زيدًا فأخبره بما سمع ثم أرسل إلى عبد الله ابن أبيه وأصحابه، فحلفوا ما قالوا، فصدقهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأنزل الله تصديق زيد في هذه الآية؛ فاستبان الأمر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏.‏

2- بيان عناية الله تعالى برسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الدفاع عنه.
مثال
ذلك قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ القرآن جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا‏}‏ ‏‏ وكذلك آيات الإفك؛ فإنها دفاع عن فراش النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتطهير له عن ما دنسه به الأفاكون‏.‏

3- بيان عناية الله تعالى بعباده في تفريج كرباتهم وإزالة غموضهم‏.

مثال ذلك آية التيمم، ففي ‏"‏ صحيح البخاري ‏"‏ ‏‏ أنه ضاع عقد لعائشة رضي الله عنها، وهي مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بعض أسفاره فأقام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لطلبه، وأقام الناس على غير ماء، فشكوا ذلك إلى أبي بكر، فذكر الحديث وفيه‏:‏ فأنزل الله آية التيمم فتيمموا فقال أسيد بن حضير‏:‏ ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر‏.‏ والحديث في البخاري مطولًا‏.‏

4- فهم الآية على الوجه الصحيح ‏.

‏ مثال ذلك قوله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا‏}‏ ‏‏ أي يسعى بينهما، فإن ظاهر قوله‏:‏ ‏{‏فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ‏}‏ ‏‏ أن غاية أمر السعي بينهما، أن يكون من قسم المباح، وفي صحيح البخاري ‏"‏‏‏ .

عن عاصم بن سليمان قال‏:‏ سألت أنس بن مالك رضي الله عنه عن الصفا والمروة، قال‏:‏ كنا نرى أنهما من أمر الجاهلية، فلما كان الإسلام أمسكنا عنهما، فأنزل الله تعالى‏:‏ ‏{]‏إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ‏)‏ ‏‏ إلى قوله‏:‏ ‏{‏أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا‏}‏ ‏‏ وبهذا عرف أن نفي الجناح ليس المراد به بيان أصل السعي، وإنما المراد نفي تحرجهم بإمساكهم عنه، حيث كانوا يرون أنهما من أمر الجاهلية، أما أصل حكم السعي فقد تبين بقوله‏:‏ ‏{‏مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ‏}‏ ‏‏

مثال آخر :

وهو قوله تعالى:{وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها}(البقرة:189) فهذه الآية لا يستقيم فهمها فهماً صحيحاً إلا في ضوء معرفة سبب نزولها.

وقد جاء في سبب نزولها، ما رواه البخاري في "صحيحه" من حديث البراء رضي الله عنه أنه قال: (كانوا إذا أحرموا في الجاهلية أتوا البيت من ظهره، فأنزل الله {وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها}.

فالمراد من الآية على ضوء سبب نزولها ليس مجرد الأمر بالدخول من الأبواب على حقيقته، بل المراد منها الأمر بالتزام أوامر الله ونواهيه، وطاعته على وفق ما أمر وشرع.

5_تُيسِّرُ حفظ كتاب الله وتُثَبِّتُ معناه، لأن ربط الأحكام بالحوادث والأشخاص والأزمنة والأمكنة يساعد على استقرار المعلومة وتركيزها.

6_أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وتعني أن النص الشرعي إذا ورد بسبب واقعة معينة حصلت في عصر التنزيل، فإن الحكم لا يكون مقتصراً على تلك الواقعة فحسب، وإنما يكون حكماً عاماً في كل ما شابهها من وقائع ونوازل.

وذلك أن أحكام القرآن - من حيث الأصل - هي أحكام عامة لكل زمان ومكان، وليست أحكاماً خاصة بأفراد معينين.

مثال:

فقد أخرج البخاري في "صحيحه" عن ابن عباس رضي الله عنه، أن هلال بن أمية قذف امرأته بـ شريك بن سحماء، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:(البينة أو حدٌّ في ظهرك) فقال: يا رسول الله، إذا رأى أحدنا مع امرأته رجلاً، ينطلق يلتمس البينة، فأنزل الله تعالى:{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ}(النور:6).

فهذه الآية سبب نزولها خاص، وهو هذه الحادثة، إلا أن حكم اللعان الذي جاءت به حكم عام، خُوطب به جميع المسلمين، ومن هنا قال أهل العلم: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

7_الاستعانة على فهم الآية وتفسيرها وإزالة الإشكال عنها، لما هو معلوم من الارتباط بين السبب والمسبب.

قال الواحدي: لا يمكن تفسير الآية دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها.

قال ابن دقيق العيد
: بيان سبب النزول طريق قوي في فهم معاني القرآن.

قال ابن تيمية: معرفة سبب النزول يعين على فهم الآية، فإن العلم بالسبب يورث العلم بالمسبب.

وقد أشكل على مروان بن الحكم قوله تعالى: {لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا...} .

وقال: لئن كان كل امرىء فرح بما أُوتي، وأحب أن يحمد بما لم يفعل معذباً، لنعذبنَّ أجمعون، حتى بين له ابن عباس أن الآية نزلت في أهل الكتاب حين سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء، فكتموه إياه، وأخبروه بغيره، وأَرَوْه أنهم أخبروه بما سألهم عنه، واستحمدوا بذلك إليه.
-----------------------------------
الحكمة:

أ- معرفة وجه ما ينطوي عليه تشريع الحكم على التعيين لما فيه نفع المؤمنين وغير المؤمنين، فالمؤمن يزداد إيماناً على إيمانه لما شاهده وعرف سبب نزوله، والكافر إن كان منصفاً يبهره صدق هذه الرسالة الإلهية فيكون سبباً لإسلامه، لأن ما نزل بسبب من الأسباب إنما يدل على عظمة المُنزل وصدق المُنزَل عليه.

اختيار من :
كتاب عنوانه: أصول في التفسير هنـــا:: للشيخ ابن عثيمين رحمه الله
ومن موقع موسوعة الاسلام هنــا
هنـــا:::من مكتبة موقع الشبكة الاسلامية
..
1
418

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

طالبة_علم
طالبة_علم
للتذكرة :26: