السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسم الله الســــــلام
معنى كلمة السلام...
لغة: البراءة من الشرك والخلاص والنجاة من الشر والعيوب.
سلمك الله: أي من كل شر.
سَلِم لفلان: أي خلص لفلان.
القلب السليم: الذي سلم من كل عيوب (الحقد والغل والحسد والنفاق... الخ).
السِلـّم: ضد الحري.
ومنه أخذت كلمة الإسلام: وهو الاستسلام والانقياد لله والتخلص من شوائب الشرك.
ومنه سميت الجنة دار السلام: لأنها دار ليس فيها آفات ومنغصات ونصب وتعب.
السلام في القول: أي فيه سداد وصواب بسلامته من الفحش والبذاءة.
ورد اسم الله تعالى السلام في القرآن الكريم مرة واحدة في سورة الحشر، قال تعالى: " الملك القدوس السلام المؤمن".
معنى اسم الله السلام: أي الذي سلم من جميع العيوب والنقائص لكماله سبحانه في ذاته وأسمائه وصفاته.
يقول ابن القيم رحمه الله:
اسم السلام أحق أن يسمى به الله سبحانه وتعالى من كل ما في الكون.
سلام الله في ذاته وأسمائه وصفاته من كل عيب ونقص في كل اسم من أسمائه سالم فيه من كل نقض يناقضها.
واعلمي أن..
- قدر الله تعالى سالم من كل جور وعبث وكله بحكمة.
- حلم الله تعالى ورحمته سلام من حاجته لخلقه، فهو يعفو ويحلم وهو لا يريد مصلحة.
- عقاب الله وبطشه سلام من أن يكون ظلماً فكل عقوبة تكون قد وقعت في محلها ويحمد عليها.
- شرع الله ودينه سلام من الاختلاف والتناقض والتفاوت.
- عطائه سبحانه سلام من أن يكون معاوضة.
- منعه سبحانه سلام من أن يكون بخل وخوفاً من إملاق، فإذا منع منع بحكمة.
- ولايته ومحبته سلام من أن تكون لحاجته للمخلوق أو لمصلحة وسلام من الذل، بل هي مولاة رحمة وخير وإحسان ( ولم يكن له ولي من الذل).
فمحبته لأوليائه سلام من عوارض محبة المخلوق للمخلوق لأن محبة المخلوق للمخلوق تكون لحاجة خارجية أو داخلية من أنس وغيره.
- أسما الله تعالى الحسنى هي سلام من أن تشبه أي مخلوق في الكون وسلام من أي تعطيل.
يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
فتأمل كيف تضمن هذا الاسم؟
وكم ممن حفظ هذا الاسم لا يدري ما يتضمنه من الأسرار والمعاني.
- السلام هو المسلم على عباده في الجنة "سلام قولاً من رب رحيم".
- السلام الذي سلم الخلق من ظلمه، لا يظلم أحداً من خلقه.
يطلب من الله السلام ولا يطلب له (( اللهم أنت السلام ومنك السلام )).
لا يقال السلام على الله فإن الله هو السلام.
فقد قالت خديجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما أبلغها سلام الله تعالى: (إن الله هو السلام وعليك السلام وعلى جبريل السلام).
الكون كله آثار لأسماء الله سبحانه وتعالى تتجلى فيه معاني أسماء الله سبحانه.
فمن آثار اسم الله تعالى الســــــلام:
السلام سبحانه من أجل سلامتك جعل في جسمك خلايا العظام تنمو وتكبر إلى سن معين ثم تتوقف إذا انكسر العظم أعيدت الحياة في هذه الخلية وبدأت تعمل من جديد لتعين لعى التئام العظم فسبحان الله السلام.
السلام سبحانه جعل لك جهاز في الأذن الوسطى ليستقيم توازنك فيقال بدون هذا الجهاز تحتاج إلى قدم بطول "10 فيت" حتى تستطيع الاستقامة والانتصاب على قدمك لثقل الجسد.
السلام سبحانه أودع لك في جسمك جهاز مناعة من أجل سلامتك من الأمراض.
من أجل سلامتك جعلت الأوردة على الوجه والشرايين من الداخل لأن الشرايين هي التي تضخ الدم إلى القلب فلو فتح شريان واحد لنضخ أكثر دم الجسم إلى الخارج.
من أجل سلامتك حفظ الله أخطر الأعضاء بأماكن آمنة، فجعل الدماغ في الجمجمة وجعل في الجمجمة مفاصل حتى إذا انضربت الجمجمة لا تتهشم بل تنكمش بتلك المفاصل ثم تعود كما كانت، وجعل العين في المحجر حتى لا تحفظ من الضربات وليتفادى المحجر الضربات، وجعل القلب في القفص الصدر والرحم في الحوض وكل ذلك من أجل سلامتك.
إذا جف النبات ولم يسقى أخذ الماء من الورق ثم من العود ثم من الجذور، أما إذا انعكست هذه العملية فأخذ الماء من الجذور أولاً لمات النبات سريعاً.
الاتقان في الكون أثر من آثار السلامة:
الاتقان برفع السماء حتى لا تسقط علينا وببسط الأرض حتى تستطيع السير عليها.
الاتقان باختيار أماكن الكواكب حتى لا تصتدم ببعض فتتفجر وتتناثر وتؤذينا.
من آثار اسم الســـلام:
أن الله المسلم على أنبيائه ورسله فهم أكثر البشر تعباً في تبليغ الدعوة ونشر الدين "قل الحمد الله وسلام على عباده الذين اصطفى".
سلمهم الله من شرور الدنيا والفتن وسلمهم في الآخرة.
"وقلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم".
من آثار الســـــلام في الدين:
أمرنا: بالصلاة – الصوم – الحج وغيره.
ونهينا عن: شرب الخمر – الغيبة – السرقة وغيرها.
إذا التزم العبد بأوامر شرع الله سلم في الدنيا الآخرة.
(إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) إذا أقمت الصلاة كاملة كما تنبغي سلمت من كل فحش ومنكر في الدنيا والآخرة.
فإن سلم من الصلاة نصفها قبل نصفها ولعل بسبب النصف الآخر الذي لم يسلم تقع في الفحش أو المنكر.
إذاً هي تسلمك من الفحشاء والمنكر إن أديت كاملة.
والصلاة سلام من الهموم، قال صلى الله عليه وسلم : " أرحنا بها يا بلال ".
وكان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة.
أما الصيام فهو سلامة لقلبك ولبدنك من الآفات.
والزكاة سلامة للمجتمع من الحقد والحسد فلا يحقد الفقير على الغني ولا يسرق المحتاج.
"فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى".
التعبد لله بمقتضى آثار اسم السلام:
"بمجرد معرفتك اسم من أسماء الله عليك التعبد بمقتضاه"
- يزيد الحب لله في القلب وهذا نوع من أنواع العبادة وهي المحبة.
- التأدب مع الله سبحانه وتعالى وزيادة تعظيمك له. فكم كانت تقول كلمات أو تفعل أفعال فيها تنسب إلى الله القصور والظلم والجور، مثل "ما يستاهل"، " ليش يارب وما الذي فعلته يارب... " " الله يظلمك كما ظلمتني" وغيره.
- الإيمان والاعتقاد بأن أفعال الله تعالى كلها خالية من الشر المطلق.
فكرجل يطعن إنسان في بطنه بسكين بدون سبب سنقول عنه أنه شرير وهذا شر، أما إذا جرح الطبيب بطن المريض ليعالجه من دائه فنقول هذا خير وإنسان خيري.
ولله المثل الأعلى فأفعاله كلها خالية من الشر المطلق لأنه هو السلام.
- الإيمان والتيقن بأن كل ما فعله الله هو خير وإن كان ظاهره يوحي لنا غير ذلك، فإن نزل بك البلاء أحسني الظن بالله تعالى وقولي هذه تربية لي من الله سبحانه وتعالى.
- التأدب مع الأنبياء والرسل والإحسان في الحديث عنهم.
- اتباعك طريق السلامة في الدنيا حتى تصلي إلى دار السلامة في الآخرة.
ولا يكون ذلك إلا باتباع شريعة الله سبحانه وتعالى.
وبإتباع أوامر الله واجتناب نواهيه تأتي الملائكة عند موتك وأنت في خوف ورعب لتبشرك وتسلم عليك "سلام قولاً من ربٍ رحيم".
وبذكر الله تعالى تعيش في سلام تام. "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً"" وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ""هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً".
- الجهد والاجتهاد بالعمل على تسليم القلب. "إلا من أتى الله بقلب سليم".
"ونزعنا ما في قلوبهم من غل إخواناً على سرر متقابلين". لو كان في قلوبهم غل لما استطاعوا العيش في الجنة بسلام.
- افراغ القلب من حب الدنيا وملأه بحب الله السلام.
- العمل على إفشاء السلام. "يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خيرٌ لكم لعلكم تذكرون".
إفشاء السلام سبب من أسباب دخول الجنة، "والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم".
((أفشوا السلام تسلموا)). وإفشاء السلام يكون على من تعرف ومن لا تعرف.
معنى كلمة "السلام عليكم":
أي عليك السلام والأمان فإذا قلت لأختك السلام عليك فأنت آمنة من شروري وكل ما يؤذي ويضايق فلا تؤذيها بوجهها ولا من ورائه بغيبتها.
- قولي لمن أخطأ إليك"سلاماً".
"وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً" أي لن نقابل إساءتكم بالإساءة وإنما بالإحسان.
"وما يلاقها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم".
يقول ابن القيم رحمه الله: يتعمد المؤمن قول سلاماً لمن أخطأ إليه بقول كلمة "سلاماً".
منقول من محاضرة إحدى الداعيات،
أسأل الله أن ينفعكم بما قرأتم في الدنيا والآخرة.
اخيتي الغاليه...سنابل العطاء
جـــــزاك الله كل خير
موضوع قيــــم جداااااَ
بارك الله فيكِ وسدد خطاكِ وجعلك الله مباركه اينما كنتِ
وجعله الله في ميزان حسناتكِ
:26: