أسمى أنواع الحب. ولكن
ذلك الحب الذي يجعلك تسامح ولا تعاقب . تتغاضى عن ما يجب أن تتوقف عنده . أو يجعلك تزيد في قسوتك حتى تجعلهم يخافون منك ويتحاشونك . أو توفر لهم كل ما يأمرون ويحلمون به .وتخشى أن تنزل دمعة واحدة من أعينهم . كلها أشكال مختلفة مرجعها واحد وهو شدة الحب الذي أطلقت عليه أنا في قاموسي ( الحب السلبي ) . أقدر والله أنها غريزة طبيعية وأنكم تفدونهم بماء أعينكم وترونهم لؤلؤة من شدة حبكم لها وخوفكم عليها تتمنوا لو تحبسونها داخل صدفتها حتى لا تتعرض لأي عسيرأمر . أتكلم هنا على حب الوالدين لأولادهم خاصة . لكنها تسمية يمكن تطبيقها على كل أشكال الحب الذي يحمل تلك الصفات .
لا أقتنع أبدا مهما كانوا قاسيين مهما ظلموا مهما فعلوا لا أعترف أبدا بمن يقول أن أمه أو أباه لا يحبونه ( أوشكت ان أكتب يكرهونه لكنها محالة أبى قلمي تصديقها) فحتى المشردين أو مجهولي النسب هم فعلا مجني عليهم من قبل أهلهم ولكن لا نعلم قدر حسرتهم ووجعهم ولهفتهم عليهم . كثير من الشباب اليوم تجده يشتكي من سوء طريقة أحد والديه معه .و أحيانا تصل حتى للضرب لدرجة أنه يشعر فعلا أنهم لا يحبونه وحينما تبحث معهم عن السبب تجد منبعه هو الحب ولكن بالطريقة السلبية . كل هذا على إعتقاد منهم أن ذلك سينفعهم ويدفعهم للأفضل .
نعم هو نوع من الحب الغريب له وجهان بعيد كل البعد عن النفاق ظاهره القسوة وباطنه خوف و حب عمييييق .
ولكن لحظة من فضلكم يا أغلى الناس . أنتم مخطئون . أتركونا نتألم قليلا حتى نتعلم . أتركونا نتعثر حتى نعرف كيف نقوم . نتشاجر مع الأطفال . يضربوننا ونضربهم .أتركوا لنا المجال كي نفشل في شبابنا ونتعلم من فشلنا ونفرح بنجاحنا . لا تكونوا درع الحماية الذي يتلقى كل المشكلات عنا فالفشل هو أقوى وأجدر معلم لنا قومونا وأدفعونا للأمام بالتشجيع والتقويم . أرجوكم أحبونا بطريقة أخرى . ناقشونا تحدثوا معنا إعرفوا مواهبنا و نموها تعرفوا علينا حتى تعرفوا ما ينقصنا وتكملوه كونوا مصدر أمان لنا كونوا قدوتنا في كل شيء حتى في أبسط الأمور ( في طريقة الحديث مع الناس والتعامل معهم في التعامل مع المشكلات والعثرات . حتى في طريقة الأكل والشرب واللبس ... ) كلللل شيء . إجعلونا نتصرف ونخطئ بأمان متأكدين أننا عندما نخطئ سنجد من يصححنا سنجد من يوبخنا بطريقة صحية تجعلنا نتعلم من خطأنا حتى نخرج للناس بأبهى صورنا تتباهون بنا وتفخرون بأخلاقنا وتربيتنا وثقافتنا . أزيلوا خوفنا من مقارنتكم لنا بالأخرين (خصوصا المقارنة والتمييز سواء بين الأخوان أو بين أبنائك وأبناء الأخرين ) لأنك إذا إعتمدت هذه الطريقة فأبشرك بأسوأ النتائج ولك مني هذا الخبر السار (إبنك أو بنتك قااااادرين على النجاح لكن بهذه الطريقة وبتسفيهك لأفكارهم وكلامهم تجعلهم يتخذون أحد الأمرين إما أن يفشلوا لأنك أفقدتهم الثقة في أنفسهم و إما أن يفشلوا فقط تطبيقا لنظرتك فيهم أي (عناد) .
فبدلا مثلا من الضرب أو الصراخ وإعتماد التخويف كمتحدث بإسم حبكم وخوفكم عليهم إعتمدوا أسلوب القدوة الأسلوب الأنجع في نظري أسلوب يعتمد على الفعل أكثر من الكلام ( فقط إفعل ولا تتكلم ) وإنتظر النتائج ..
لا تقل لي يجب ولا يجب ولا تقل لي عيب وحرام لأني وعذرا منك ( سأفعل ). نعم سأفعل ما يقنعني . سأكبر وأخرج وأرى و أختار قدوة تقنعني وتتناقش معي بهدوء تحتضنني وتشعرني بقيمتي تتيح لي المجال لأسال وأعرف وأناقش وأخطئ وأستفسر عن كل شيء بدون محظور حتى وإن كان إختياري خاطئ لكنه صحيح في نظري لأنه لم يأمرني بل أقنعني و إستوعبني .
أكثر مايشتكي منه الأباء اليوم من الأبناء هو العناد . (لا يسمع الكلام يعاند حتى على حساب نفسه ).ولكن لماذا يعاند ؟ هو يعاند لأنك تريده فقط آلة مثل آلة حرق الخشب تمسكها أنت وترسم بها ما تريد بدون أن تفسر له ولا حتى تسأله عن رغبته ( ماذا يريد ) ؟ (أو ماذا يحب ) ؟ وإن لم ينفذ فهو فاشل ولا فائدة منه تذكر أنك تتعامل مع إنسان وليس آلة له ميول ورغبات وأشياء يحبها وأشياء يكرهها . ولو حاولت أن تضع كل هذا جانبا وأن تجعله النسخه المصححه منك فتحمل العنااد خصوصا إذا إعتمدت على فرض سلتطك عليه . ولكن كن ذكيا فطنا فكل الأولاد يتمنون أن يكونوا مصدر سعادة والديهم ووالله أحيانا قد يتنازلون عن ما يحبون ارضاء لهم . والسر فقط يكمن في طريقة حبكم لهم .
فحبهم بالطريقة الخطأ هو أكبر خطأ في حقهم ودفعهم بالقوة لمصلحتهم هو ما يجعلهم يرون مصلحتهم ويعرفون أين تكون ولكن يديرون لها ظهورهم .
والدلع الزائد حب خطأ والقسوة الزائدة حب خطأ ووضع الأولاد في زجاجة كتب عليها ممنوع الإقتراب أو اللمس خطأ خطأ خطا.
لا تجعلوا أولادكم لقمة من ذهب تلقوها بحبكم السلبي لمن يستغلها بطريقته التي نخشاها فهناك أفواه مفتوحة تنتظر لقمة منكم تلتقطها وتضع عليها البهارات التي تناسبها.
دعاء عيسى الحلو
حورية -3 @hory_3_1
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️