يقول الله تبارك وتعالى"إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ" وأبدأ بالقول أن الهدف من هذا الدرس أن تثقي ثقة شديدة أن الرزق بيد الله؛ لذلك سنتفق على أمرين في نهاية الدرس، أولاً أن لا نأكل مالاً حراماً، وثانياً أن لا نذل أنفسنا لأي مخلوق من أجل لقمة العيش لأن الزرق ضمنهُ الرزاق. ثالثا ان نسعى ونبذل الاسباب.
معنى اسم الله الرزاق:
الرزق في اللغة هو النصيب والقسمة فما قُسم لنا هو رزق. والرزاق هو خالق الأرزاق والمتكفل بإيصالها فالكل يأخذ نصيبه من هذه الأرزاق.
الفرق بين الرازق والرزاق:
لم يُذكر الرازق في القرآن أبدا بل ذُكر اسم الله الرزاق.. فما الفرق بينهما؟ الرازق الذي يعطي ويمنع ويعطي بعض الناس ويمنع البعض الآخر، ولكن الرزاق تتضمن الشمول فالجميع يصله الرزق.. التقي والعاصي على حد سواء.. المؤمن والكافر والمسلم والمسيحي والبوذي. ليس لكل البشر فقط بكل للكائنات جميعا، يقول الله تبارك وتعالى" وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (سورة هود ، آية 6). أما سيدنا إبراهيم فظن أن من يستحق الرزق هم المؤمنين فقط، فعندما دعا قال عليه السلام " وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ " (سورة البقرة، آية 126). فرد عليه الله الرزاق تبارك وتعالى أن الرزق للجميع في الدنيا أما الحساب يوم القيامة فقال" قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (سورة البقرة، آية 126).
جاء في الأثر أن دعا سيدنا إبراهيم أحد الأشخاص فبدأ الرجل يأكل فرآه سيدنا إبراهيم يسجد للنار فقال له سيدنا إبراهيم: قم لا يجلس على مائدتي كافر فأوحى إليه الله تبارك وتعالى: يا إبراهيم مللت من إطعامه ساعة وأنا أصبر عليه وأرزقه وأُطعمه سبعين عاما.
سر قوله تبارك وتعالى "على الله "
لو فكر الجميع بهذا القول ملياً لسعدت البشرية جمعاء. ستسعد بها النملة، الحمامة.. لماذا؟ لأن كلمة إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا تفيد الإلزام فالله ألزم نفسه تبارك وتعالى برزق جميع الكائنات الحية وهذا مقتصر على الله وحدة، أما البشر فيمكن لأحد أن يعطيك وينذرك ويقول لك أنها أخر مرة أو يحدد توزيع الرزق. أما الله الرزاق فكل دابة رزقُها على الله. هذه الآية تُسعد النملة في جحرها.. تُسعد الحوت في بطن الأرض، أفلا يسعد بها الإنسان وهو خليفة الله في الأرض؟! يقول الله تبارك وتعالى إ"ِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً "
لذلك كان من دعاء سيدنا داود عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام ، اللهم يا رازق البُغاث ، (للبغاث قصة) ، والبغاث فراخ الغراب ، أضعف أنواع الطير ، هذا البغاث فرخ من فراخ الغراب فإذا انفقأت البيضة عنه خرج البغاث أبيض كالشحمة ، يعني قطعاً من الشحم ، فإذا رآه الغراب أنكره لبياضه ، لأن الغراب أسود اللون ، فيسوق الله تعالى له بعض الحشرات يتغذى عليها إلى أن ينبت ريشه ويسود لونه عندئذ يتعرف عليه الغراب .فمن أغرب هذه القصص أن فراخ الغراب وهي البغاث عبارة عن شحمة بيضاء لا تقوى على شيء والله سبحانه وتعالى يسوق لها الرزق ، إذاً ورد في بعض الأدعية يا رازق البغاث في عشه .
اسم الله الرزاق في القرآن :
يقول الله تبارك وتعالى بعد خلق الأرض " قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ، ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ"
ومعني قدر فيها أقواتها أي كتب الله تبارك وتعالى الأرزاق كمقدار كل ما تحتاجه الأرض من ماء، الزرع... هذه الآية دليل يطمئن العبد على رزقه.
* يقول الله تبارك وتعالى "اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ) فاستعمل الله تبارك وتعالى فعل "رزقكم" بالماضي أي أنه بالفعل تم تقدير الرزق. يقول النبي صلى الله عليه وسلم "إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِيْ بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِيْنَ يَوْمَاً نُطْفَةً؛ ثُمَّ يَكُوْنُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُوْنُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ إِلَيْهِ المَلَكُ فَيَنفُخُ فِيْهِ الرٌّوْحَ، وَيَؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيْدٌ...) رواه البخاري ومسلم. كمن يرسل ابنه في سفر وأعطاه كل ما يحتاج فيسافر الإبن مطمئن ولله المثل الأعلى.
فلماذا بعد ذلك تحملين هم المستقبل والتفكير في رزقك الآتي حتى تصلين احيانا لمرحلة الأرق والحزن .والله تكفل وقدر وكتب رزق كل واحدة فلا تفكري كثيرا ..لأن رزقك الذي كتب لك لن يأخذه غيرك أبدا ...كم من سبب سعيت فيه فقدر لغيرك ، وكم من أمر سعى غيرك فيه لأجله فقدر لك ، فتوكلي على الله في رزقك واملأئي قلبك بالثقة به وحسن الظن والرجاء به ولن يخيبك . إذاً ربنا سبحانه وتعالى طمأننا بأنه تكفل لنا رزقنا ، ومع ذلك يجهد الناس ويبيعون دينهم بعرض من الدنيا قليل من أجل الرزق !!.
*يقول النبي صلى الله عليه وسلم "إن روح القدس نفث في روعي أن نفساً لن تموت روح حتى تستكمل رزقها وأجلها" أتؤمني بذلك أم لا؟ ثقي أنك لن تموتي ناقصة نَفسْ واحد!!..
وأستشهد لذلك قصة وقعت في عنيزة ذكرها بن عثيمين رحمه الله أنه مرت دراجة نارية في تقاطع طريق وإذا بسيارة تريد ان تقطع ، فوقف الدباب ينتظر عبور السيارة ،والسيارةوقفت تنتظر عبور الدباب، ثم انطلقا جميعا فصدم الدباب ومات الراكب الرديف الذي وراء السائق.
فعلق الشيخ قائلا : فتأمل الآن وقف هذه الدقيقة إنما كانت لاستكمال الأجل!!!.وصدق رسول الله (إنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها )
*يقول تعالى :( " وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ"
فالرزق مكتوب لكل كائن حي فنزلت هذه الآية على جزئين الجزء الأول" وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ" فلما سمعها الأعرابي قال: صدق الله نعم نعم ، ومن ثم عاد نفس الأعرابي بعد عدة شهور فكان حينها قد نزل الجزء الثاني من الآية وهو" فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُم ْتَنطِقُونَ " فبكى الأعرابي عندما سمعها وقال: ماذا فعلتم ليٌقسم الله سبحانه وتعالى أن الرزق حق؟! فنحن صدقناه من الآية الأولى..
* يقول الله تبارك وتعالى" أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَل لَّجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ" فمن تذلل لغير الله من الذي سيرزقكم سواه ان امسكها ؟؟
قال شيخ الإسلام:(من رجا رزقا من غير الله خذله الله )
فالخلق كلهم انسهم وجنهم لو أرادوا أن يمنعوك رزقا لن يمنعوك ، ولئن اجتمعوا ان يرزقوك أمرا لن يرزقوك الا بأمر من عند الله وهذا مصداقا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ)
فالشيء الدقيق أنك إذا علمت أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين أفردته بالقصد ، الناس أحياناً يتجهون إلى زيد إلى عبيد إلى فلان إلى هذه الجهة يطمعون ليأخذوا ، ولكن إذا علمت أن الله وحده هو الرزاق تفرده بالقصد ولا تسأل أحداً سواه ، تكسب العزة والكرامة والطمأنينة والحظوة عند الله عز وجل .
قيل لإنسان آخر من أين تأكل قيل من خزائن مَلِكِ لا تدخلها اللصوص ولا يأكلها السوس ، خزائن الله عز وجل مفتوحة وخزائنه مملوءة وخزائنه فيها كل شيء.
فمن عرف أن الرزاق واحد قصده ولم يسأل أحداً سواه ، كلكم يعرف القصة التالية وهي أن أحد خلفاء بني أمية طلب عالماً جليلاً ليلتقي به ، فالتقى به ، فأراد هذا الخليفة أن يكرم هذا العالم، قال له سلني حاجتك ، فقال والله إني لا أسأل غير الله في بيت الله ، فهذا بيت الله أستحي أن أسأل أحداً سواه ، فلما التقى به خارج المسجد قال له سلني حاجتك ،فقال له : أسألك من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة ؟؟فقال الخليفة : طبعا من حوائج الدنيا لأن الآخرة بيد الله !!فقال العالم :والله ما سألتها ممن يملكها أفأسألها من لا يملكها ؟!!!
فمن آداب العبد مع الله عز وجل ، أن يرجع إليه في كل شيء خسيساً كان أو نفيساً ، أي إن الله يحب من العبد أن يسأله شسع نعله إذا انقطع ..
جاء في الأثر أن موسى عليه السلام قال ياب إنه لتعرض علي الحاجة فأستحي أن أسألك اياها فأوحى الله اليه ان ياموسى سلني حتى ملح طعامك وعجينك ..!
بل حتى ان ضيعتَ مفاتيح البيت قولي اللهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه ، اجمع بيني وبينهم ، اِسأله الأشياء الخسيسة كما تسأله الأشياء النفيسة ..
إذا أضعت مكان موعد اللقاء مثلاً فاسأليه أن يرزقك معرفة الطريق !!.. وأذكر قصة أحد الأخوة أنه توجه إلى المدينة المنورة ونسي العنوان الذي سوف يتوجه إليه فدعا الله في الطريق أن سيوقه للطريق ،،،فساقه إلى البيت بشكل يسير بينما إنسان آخر بقي عشر ساعات ضائعاً عن مكان البيت .
إذاً اسأليه الأشياء الخسيسة كما تسألينه الأشياء النفيسة ، وهذا من تمام العبودية لله عز وجل.
كم أنفق الله تبارك وتعالى على الأرض؟؟
لو سألتكم جميعاً كم أنفق الله سبحانه وتعالى على الأرض لستتمر الحياة على الأرض منذ خلقها حتى اليوم؟
كم انفق الله منذ ان خلق الارض هل فكرت في هذا السؤال ؟؟كم اطعم وكم اسقى وكم اعطى من صنوف النعيم كم ذلل لنا هذه الحيوانات لنأكلها..كم رزق الطير والسمك والحيتان في بحورها والنمل في حجورها كم وكم .!!
ويأتينا الجواب في قول رسول الله عن ربه ..ذلك الحديث الذي كلما رواه ابو ادريس الخولاني جثا على ركبتيه يقول الله سبحانه :
(يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ) رواه مسلم
قصة شفيق البلخي:أصاب في زمانه قحط بالمدينة فجاع الناس وهلك العيال وبينما هو يمشي إذ بعبد رقيق يمشي وهو يبتسم مسرورا ..فاستوفقه شفيق وقال له أتبتسم والمدينة كلها في قحط وجوع وهلاك وشدة!!فقال العبد له : إن سيدي يمتلك مزرعة فيها من الثمار والفواكه ما يغنينا فلماذا احزن ..
فقال شفيق لنفسه :هذا العبد قد سعد وابتسم لأن مولاه يمتلك مزرعة فكيف أحزن انا وسيدي يملك السماوات والأرض وما بينهما..ايه والله كيف نحزن !! كيف نحزن!!
أشكال الرزق:
ليس كل الرزق مال وطعام وشراب فقط فأشعة الشمس رزق، والجار الصالح رزق، والزوج الصالح رزق، وذكاء عقلك رزق ،والروح التي في جسدك هي رزق، والزوجة الصالحة رزق والدعاء رزق وركعتين في آخر الليل رزق.يابنات رزق الارواح واحلى من خير الأجساد؟؟؟فاسألي نفسك أيهما أحب إليك؟ رزق الجسد - رزق مادي - أم رزق الروح؟؟
قال بعض العلماء : " الرزاق من غذّى نفوس الأبدان بتوفيقه ، وحلَّى قلوب الأخيار بتصديقه " دائماً الرزق رزقان رزق الأبدان ورزق النفوس. يعني إذا صليت صلاةً وأعجبتك ، إذا صليت وبكيت إذا قرأت القرآن وخشع قلبك تطمئن فمعناها أنك قريب من الله عز وجل ، وأن هناك حياة ونبض ، وأن هناك شيئاً من الإخلاص حتى خشعت إذا أكرمك الله بالحج مثلاً ، وقف في عرفات وبكى حتى انتشى ، يبقى أحياناً شهراً في نشوة هذا البكاء ، أو هذا القرب أو هذه الرحمة..فهذا رزق ساقه الله لك .
إذا صليت فرض صلاة وشعر أن هذه الصلاة جيدة ، هذه الصلاة التي أرادها الله عز وجل شعرت بخشوع فتح الله عليه في فهم ما تلا من قرآن ، هذه أرزاق ، إذا صمت رمضان صياماً مقبولاً وشعرت أن صيامه كان صحيحاً ، ليس فيه معاصيٍ ، كنت منيبة إلى الله فيه ، وصليت التراويح بنشاط هذه كلها ارزاق.، يقول بعض الإخوة الأكارم لو كانت التراويح خمسين ركعة نحن في سرور طبعاً صيامه كان صحيح مستقيم أثناء النهار ، أكل قليلاً ، نام قليلاً عصراً ، جاء إلى التراويح نشيط...أحياناً الإنسان يضيع وقته بأشياء تافهة وأحياناً يمضي وقته بأشياء ثمينة ، وهذا أيضاً رزق ،فأرزاق الأرواح أحلى بكثير من أرزاق الأجساد.
لفــــــتة مهمة :
تأكدوا أن للرزق علاقةً بالاستقامة ،فإن الله يجازي المحسن بالإحسان في الدنيا والآخرة ،وإنذا غضب الله سبحانه على عبد قد يمنع عنه الرزق. يقول النبي صلى الله عليه وسلم "إن العبد ليُحرم الرزق بالذنب يُصيبه"
لذلك فإن من أعظم أسباب الرزق ترك المعاصي وكثرة الاستغفار قال عليه الصلاة والسلام : ( من لزم الاستغفار جعل الله لم من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب )
فأكثري من الاستغفار يأتيك الرزق من حيث لا اااا تحتسبين والقصص في ذلك كثيرة ...
ماذا يريد الرزاق منا ؟؟(علاقتنا بهذا الاسم )
1/ أول شيء إذا علمت أن الله هو الرزاق فلابد أن ترضى بقسمة الرزاق بِدأً من أمك وأبيك أنت ابنة فلان وفلانة ، هذا تقدير الله عز وجل ، أنا أبي ليس مثل أبي فلانة انظر إلى أبي فلان ةراق جداً ، أخلاقه عالية أنا أبي شرس أبي قاس أبي جاهل ، أبي فقير ، انظر إلى رفيقي أبوه غني أبوه مثقف ثقافة عالية ، أبوه راق .
يجب أن ترضي بوالديك لأن هذا منتهى الحكمة ، ويجب أن ترضى بشكلك ، فالله أقامك بهذا الشكل ، طول زائد ، قصر ، وسامة ، دمامة صحة ، ضعف ، هكذا أقامك الله ، فإذا اعترضت على الله فلست مؤمنة يجب أن ترضى عن اختيار الله لك من أي رجل وامرأة كان وجودك وبأي شكل كان وجودك ، وعن رزقك وعن زوجتك ، فالله اختار لك هذه الزوج ، أكثر الأشخاص غير المؤمنين يمضي كل حياته في عذاب يقول ما توفقت في هذه الزوج ، فالله اختاره لك ، علم فيك خيراً فضمه إليك لعلك تهدينه إلى الله ،فالمؤمن عنده حسن ظن بالله ، لو أن الله ساق له ولد سيئ لا يتبرم ، يقول لك الله عز وجل هكذا اختار ، لو زوجه امرأة سيئة ، وفي القصة .. قال له أحدهم طلقها قال والله لا أطلقها فأغش بها المسلمين .
هذا يعني أن ترضي عن رزق الله لك.
2/ السعي : لكي تحصلي على الزرق المكتوب لك يطلب منك الرزاق أن تسعىن له أردت النجاح فابذلي الاسباب ، أردت المال فابحثي عن الوظيفة وجدي وهكذا
لأن الله ضمن رزق العبد لكنه مع ذلك جعل لها أسبابا أوجب على العبد فعلها مع توكل القلب على الله في حصولها ..يقول تعالى (فابتغوا عند الله الرزق).
ولنا اكبر شاهد قصة أمنا هاجر حينما كانت تسعى طالبة الماء لسقي وليدها ،، فهي سعت واجتهدت وبذلت ولم تبق مكانها تنتظر الرزق فبعد ان سعت سبعة اشواط ،جاءها الرزق بعد سعيها من الرزاق الكريم ؟.
فينزل جبريل ويضرب بجناحه عند قدم اسماعيل فيخرج نبع ماء يشرب منها المسلمين من آلاف السنين وإلى الآن.
3/ لا تذلي نفسك أبدا لأحد من البشر .لأن الله لن يتركك فهو قد تكفل برزقك. لذلك كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بقوله "اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك"
انظروا إلى سيدنا علي بن أبي طالب وهو يقول: والله والله لَحفرُ بئرين بإبرتين ولكنسُ الجزيرة بريشتين أهون علي من أقف باب إنسان أسأله بذلِ نفسي والرزاق موجود.
قال بعض العلماء : " كما أن الله لا شريك له في خلقه ، لا شريك له في رزقه ، كما أنه لا إله إلا الله ، أيضاً لا رازق إلا الله .
يقولون دائماً أن الرزاق إذا أعطى الله أدهــــــش!! فعطاؤه لا حدود له ..
سبحانك ما أكرمك يالله .
ولنضع أمام نصب أعيننا دائما :
"إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ
norh666 @norh666
عضوة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
وجزاك الله خيرا