امبراتريث
امبراتريث
ds ds :
اهلا بك وبعودتك ...وفقك الله لما يحب ويرضى .
اهلا بك وبعودتك ...وفقك الله لما يحب ويرضى .
بجانب جذع الزيتونة الرومية المجوف و تحت ظلالها الكثفية بدأت تخوض معركتها.
لم يكن قد انتبه لأمرها احد
كل قد التهى بنفسه و أطفاله
وقد تطايرت من حولنا قذائف وشظايا نارية
تتلوها صرخات تلتهمها أصوات المدفعيات .
كل في تحد مع الاخر من يصرخ بصوت أعلى !
صراخ الأطفال ,عويل النساء ,ضجيج الطائرات التي تلقي بحمم نارية فوق أسراب من البشر .
كل ذلك أصبح معتادا

بعد أن قضينا خمسة أيام بلياليها المعتمة المشتعلة بالنيران مشردين نساء وأطفالا وشيوخا.
اختبأنا أول ثلاثة أيام في المغر المتواجدة على أطراف القرية نتعاون فيما بيننا
لكننا سرعان ما تركنا مخابئنا هاربين منها عندما بدأت الطائرات بالقاء القذائف على المغر الكبيرة
يعلمون أن المغر التي كانت سكنا للروم طيلة قرون ستكون ملاجئا للكثيرين .
البعض قرر مواصلة المسيرة نحو الشرق , دون انه يأبهون بما يسقط
جماعات تجري نحو الحنوب أخرى نحو الشمال
عشرات التساؤلات والأفكار تتلاطم في داخل كل منا
لكل قصته وذكرياته مع الحرب والتشرد
فبعضنا كان قد خاض رحلة الهروب بأطفاله قبل ما يقارب العشرين عاما او اكثر .
كنت

من بين القلائل ممن نجوا من مذبحة دير ياسين
ومن مثلي من الصعب أن يقتنع أن العودة لبيوتنا التي ما زلنا نعتبرها مؤقته أو النجاة بأرواحنا أمرا سهلا ومسلم به بل أصبح بالنسبة لأمثالي أمرا مستحيلا
فقد سبق وخضت نفس الرحلة .اكن حينها قد نسيت ما عانيته انذاك وأنا في ريعان شبابي شاهدت زوجة أخي وطفلها في حضنها وقد ذبحوهم في فناء البيت.
ولم أستطع حمياتهم ولا حتى وداعهم
وكنت ممن داست اقدامه على جثث الاقارب والمعارف من اهل القرية دون
دون ان نجرؤ على تفاديها او حتى على الصراخ .
أصبحنا في غضون ساعات قلائل ممن يتقنون فن الصمت ونحن نشاهدهم يشقون بطون الحبالى ويصفون الرجال على جدار أحد البيوت ويطلقون عليهم الرصاص بدم بارد
تعلمنا فن الجري وفن عدم النظر للخلف .
فنون وفنون أصبحنا نتقنها الى أن وصلنا الى مناطق وقرى لم تطلها أيادي المحتل, استقبلنا أهاليها بكل حفاوة وفتحوا لنا بيوتهم وقدموا لنا كل ما يقدم لضيف وأخ عزيز .
كنا على أمل العودة لبيوتنا بعد أيام لكنها مضت الأيام والشهور والسنين ونحن ننتظر .
ها نحن نخوض رحلة تشريد أخرى, ربما كانت جديدة على بعض الشباب والأطفال وعلى من لم يسبق لهم وأن تشردوا من قراهم ومدنهم وبيوتهم
وها هو يأتي دورهم.
شعرت بشفقة كبيرة عليهم لأنهم لم يدركوا خطورة الأمر بعد !
كانوا متفائلين بالعودة السريعة كما كنا!
وكانوا يجهلون ما ينتظرهم كما كنا!

الاكثر جهلا بخطورة ما يحدث هم الاطفال الذين تم اخفاءهم في تجاويف جذوع الاشجار
كانوا فرحين بذلك فقد
اعتادوا الاختباء في تلك التجاويف المبهرة العريقة في مواسم قطف الزيتون وأثناء بحثهم عن الفقع أو الحنون , كانوا يختبؤون من بعض اثناء لعبة( على امك ) أو ليتفادوا زخات المطر ودوي الرعد .
بدى وكأنهم اعتقدو أن المطر قد عاد وعادوا معه الى مخابئهم وملاجئهم المفضلة لديهم . اياديهم الصغيرة تظهر تحت اضواء ما اعتقدوه برقا ,يمدونها خارج مخابئهم علها تظفر ببضع قطرات من ماء المطر المنتظر
طفولتهم البريئة ساهمت في حمايتهم من الرعب الذي يخلفه دوي صاروخ يزلزل الأرض من تحتنا
اعتقدوا ان دوي الصواريخ رعدا والنار الملتهبة التي تشعلها من فوقنا شظايا القنابل الفتاكة برقا!
...

يا ربي تشتي
واروح عند ستي
تعملي فطيرة
قد الحصيرة
اوكلها وانام على رف الحمام

ما ان بدأ احدهم بالغناء حتى تبعته اصوات بقية الأطفال منبعثة من تجاويف الأشجار واياديهم الصغيرة تظهر تحت اضواء ما اعتقدوه برقا ,يمدونها خارج مخابئهم علها تظفر ببضع قطرات من ماء المطر المنتظر ...
يا ربي تشتي
واروح عند ستي
تعملي فطيرة
قد الحصيرة
اوكلها وانام على رف الحمام

ما ان بدأ احدهم بالغناء حتى تبعته اصوات بقية الأطفال منبعثة من تجاويف الأشجار واياديهم الصغيرة تظهر تحت اضواء ما اعتقدوه برقا .

لم أنتبه الى فاطمة الا بعد أن تعالى صراخها
وجدتها تخوض المعركة وحيدة تحاول أن تتشبث بجذع الشجرة المباركة الألفية لكنه أكبر بكثير مما تستطيع ذراعاها الاحاطة به, تحدق في الاغصان وتمد نحوها ذراعيها المرتجفتين وكأنها تستجديها لتدنو منها قليلا وتتوسل اليها جاهدة لكن دون جدوى ...

تتضرع لله تارة وتتنفس أخرى والاصوات تتعالى من حولها والاقدام تكاد تسحقها .
احدى النساء صرخت بها محتجة على المساحة الكبيرة التي احتلها جسدها :
ـ مش وقت النوم على الارظ قومي وخلي محل لغيرتش .

همست لامنة وزهرة وأسرعتا للمساعدة
مسكت كفيها لكنها سرعان ما أفلتتهما لتتشبث بالأرض من حولها كانت قد بللتها بعرقها علها تلين من تحتها وتثبتها كما تثبت جذور تلك الشجرة التي أصبحت تغبطها
لكنها لم تحصل الا على حفنتين من تراب عفرتهما علي وعلى من حولها .
ليلة طويلة قاسية كانت على الجميع وأقسى على المقاومين الذين يتحدون قصف اليات الحرب المتقدمة التي يستعملها العدو, ببواريدهم الصدئة ومعظم رصاصها قد اتلفته الرطوبة !
ندعوا لهم بالنصر ونحن قلقين عليهم وبنفس الوقت فخورين بهم .
اشتدت حدة الطلقات على فاطمة
قاومت كما المكافحين الأبطال لكنها تعبت
كانت تحاول كتم صرخاتها حتى تكاد أن تختنق من نقص الاكسجين في رئتيها فتعود لتأخذ قسطا من الهواء وكأنها تشهق لتواجه مرة أخرى طلقة أقسى من سابقتها ,تنفذ كل ما تمليه عليها أمنه لكنها لم تعد تسيطر على نفسها .

تمنت لحظتها لو كانت حجرا أو محاربا أو حتى طلقة بندقية كانت تهذي بذلك ما بين طلقة وأخرى
تمنت ان تكون كل شيء ما عدى أن تكون امرأة!
امرأة كانت قبل أقل من عام, فخورة بأنها انضمت الى عالم النسوة, أصبحت عروسا تمتلك كل ما تمتلكه المتزوجات في صناديقهن من حلي, وفي دواليبهن من ملابس وعطور وطلاء وزينة, وأحذية عالية مميزة بكعبها المسمار.

فخورة كانت ببطنها التي بدأت تنتفخ ,لدرجة أنها كانت تعمد الى دفع بطنها نحوالامام وارجاع كتفيها وظهرها نحو الخلف و تضع يديها على جنبيها وتمشي كما كانت ترى الحبالى في صغرها .

الان لا مجال لديها لأن يراها الاخرون بالرغم من أنها لم تعد بحاجة لتقليد حبالى الماضي .

سمعنا دوي طلقات متتالية تلتها صرخة أحد الابطال
صرخة أصبحنا نميزها جميعا
لها حدة خاصة ونغمة خاصة وردة فعل خاصة .
صرخة وكأنها مزيج من معاني مفردات قاموس خاص بنا نحن, حفظناه عن ظهر قلب
صرخة حرب وكفاح
صرخة فخر بالبطولة
وصرخة حزن .
صرخة يتم تفوح برائحة الموت وبرائحة زكية عطرة حين اختلطت دماء الشهيد بارض الوطن.
صرخة يليها صمت لحظات ، يكسره صوت المقاومين مهللين مكبرين هاتفين.

لا اله الا الله والشهيد حبيب الله

فتتعالى أصوات النسوة ما بين عويل وزغاريد وهتاف
بالروح بالدم نفديك يا فلسطين

صرخة الشهيد رافقتها صرخة أخرى
صرخة فاطمة الأخيرة في معركتها الأخيرة
اطلقتها وتلتها لحظة صمت.
فاحت رائحة الموت واليتم والشهادة
وفاحت أيضا رائحة زكية أخرى
رائحة دماء فاطمة عند اختلاطها بتراب الوطن
ارتخى رأسها بين يدي وثقل بعدما اخذت نفسها الأخير وقذفته
كما تقذف البندقية الرصاصة ,وسدته التراب .
حدث ذلك عند سماعنا هتاف المقاومين بعد صرخة الشهيد وقد
رافقه هتاف مقاوم اخر ,بل مقاومة أخرى قذفتها فاطمة مع النفس الأخير, أبت ان تذهب دون أن تترك خلفها فلسطينية أخرى .
فلسطينية بقوتها واصرارها على الحياة
فلسطينية بتشبثها بالأرض , تبث نغمة الحياة ونغمة اليتم معا.

صراخك حثنا على كسر الصمت وأفاقنا من ذهولنا وهتفنا لفاطمة بأصوات تخنقها الدموع هتفنا للبطلة , هتفنا للأم و هتفنا للشهيدة
لا اله الا الله ,الشهيد حبيب الله
جمع مغارة وهي شبيهة بالكهف لكن ينحدر تجويفها تحت الارض )


احدى المجازر التي راح ضحيتهال المئات على يد عصابات المحتل عام 1948



شجرة من الاشجار المعمرة والتي زرعها الروم قبل اكثر من الف عام


من اللهجة العامية لفلسطينية
امبراتريث
امبراتريث
بجانب جذع الزيتونة الرومية المجوف و تحت ظلالها الكثفية بدأت تخوض معركتها. لم يكن قد انتبه لأمرها احد كل قد التهى بنفسه و أطفاله وقد تطايرت من حولنا قذائف وشظايا نارية تتلوها صرخات تلتهمها أصوات المدفعيات . كل في تحد مع الاخر من يصرخ بصوت أعلى ! صراخ الأطفال ,عويل النساء ,ضجيج الطائرات التي تلقي بحمم نارية فوق أسراب من البشر . كل ذلك أصبح معتادا بعد أن قضينا خمسة أيام بلياليها المعتمة المشتعلة بالنيران مشردين نساء وأطفالا وشيوخا. اختبأنا أول ثلاثة أيام في المغر المتواجدة على أطراف القرية نتعاون فيما بيننا لكننا سرعان ما تركنا مخابئنا هاربين منها عندما بدأت الطائرات بالقاء القذائف على المغر الكبيرة يعلمون أن المغر التي كانت سكنا للروم طيلة قرون ستكون ملاجئا للكثيرين . البعض قرر مواصلة المسيرة نحو الشرق , دون انه يأبهون بما يسقط جماعات تجري نحو الحنوب أخرى نحو الشمال عشرات التساؤلات والأفكار تتلاطم في داخل كل منا لكل قصته وذكرياته مع الحرب والتشرد فبعضنا كان قد خاض رحلة الهروب بأطفاله قبل ما يقارب العشرين عاما او اكثر . كنت من بين القلائل ممن نجوا من مذبحة دير ياسين ومن مثلي من الصعب أن يقتنع أن العودة لبيوتنا التي ما زلنا نعتبرها مؤقته أو النجاة بأرواحنا أمرا سهلا ومسلم به بل أصبح بالنسبة لأمثالي أمرا مستحيلا فقد سبق وخضت نفس الرحلة .اكن حينها قد نسيت ما عانيته انذاك وأنا في ريعان شبابي شاهدت زوجة أخي وطفلها في حضنها وقد ذبحوهم في فناء البيت. ولم أستطع حمياتهم ولا حتى وداعهم وكنت ممن داست اقدامه على جثث الاقارب والمعارف من اهل القرية دون دون ان نجرؤ على تفاديها او حتى على الصراخ . أصبحنا في غضون ساعات قلائل ممن يتقنون فن الصمت ونحن نشاهدهم يشقون بطون الحبالى ويصفون الرجال على جدار أحد البيوت ويطلقون عليهم الرصاص بدم بارد تعلمنا فن الجري وفن عدم النظر للخلف . فنون وفنون أصبحنا نتقنها الى أن وصلنا الى مناطق وقرى لم تطلها أيادي المحتل, استقبلنا أهاليها بكل حفاوة وفتحوا لنا بيوتهم وقدموا لنا كل ما يقدم لضيف وأخ عزيز . كنا على أمل العودة لبيوتنا بعد أيام لكنها مضت الأيام والشهور والسنين ونحن ننتظر . ها نحن نخوض رحلة تشريد أخرى, ربما كانت جديدة على بعض الشباب والأطفال وعلى من لم يسبق لهم وأن تشردوا من قراهم ومدنهم وبيوتهم وها هو يأتي دورهم. شعرت بشفقة كبيرة عليهم لأنهم لم يدركوا خطورة الأمر بعد ! كانوا متفائلين بالعودة السريعة كما كنا! وكانوا يجهلون ما ينتظرهم كما كنا! الاكثر جهلا بخطورة ما يحدث هم الاطفال الذين تم اخفاءهم في تجاويف جذوع الاشجار كانوا فرحين بذلك فقد اعتادوا الاختباء في تلك التجاويف المبهرة العريقة في مواسم قطف الزيتون وأثناء بحثهم عن الفقع أو الحنون , كانوا يختبؤون من بعض اثناء لعبة( على امك ) أو ليتفادوا زخات المطر ودوي الرعد . بدى وكأنهم اعتقدو أن المطر قد عاد وعادوا معه الى مخابئهم وملاجئهم المفضلة لديهم . اياديهم الصغيرة تظهر تحت اضواء ما اعتقدوه برقا ,يمدونها خارج مخابئهم علها تظفر ببضع قطرات من ماء المطر المنتظر طفولتهم البريئة ساهمت في حمايتهم من الرعب الذي يخلفه دوي صاروخ يزلزل الأرض من تحتنا اعتقدوا ان دوي الصواريخ رعدا والنار الملتهبة التي تشعلها من فوقنا شظايا القنابل الفتاكة برقا! ... يا ربي تشتي واروح عند ستي تعملي فطيرة قد الحصيرة اوكلها وانام على رف الحمام ما ان بدأ احدهم بالغناء حتى تبعته اصوات بقية الأطفال منبعثة من تجاويف الأشجار واياديهم الصغيرة تظهر تحت اضواء ما اعتقدوه برقا ,يمدونها خارج مخابئهم علها تظفر ببضع قطرات من ماء المطر المنتظر ... يا ربي تشتي واروح عند ستي تعملي فطيرة قد الحصيرة اوكلها وانام على رف الحمام ما ان بدأ احدهم بالغناء حتى تبعته اصوات بقية الأطفال منبعثة من تجاويف الأشجار واياديهم الصغيرة تظهر تحت اضواء ما اعتقدوه برقا . لم أنتبه الى فاطمة الا بعد أن تعالى صراخها وجدتها تخوض المعركة وحيدة تحاول أن تتشبث بجذع الشجرة المباركة الألفية لكنه أكبر بكثير مما تستطيع ذراعاها الاحاطة به, تحدق في الاغصان وتمد نحوها ذراعيها المرتجفتين وكأنها تستجديها لتدنو منها قليلا وتتوسل اليها جاهدة لكن دون جدوى ... تتضرع لله تارة وتتنفس أخرى والاصوات تتعالى من حولها والاقدام تكاد تسحقها . احدى النساء صرخت بها محتجة على المساحة الكبيرة التي احتلها جسدها : ـ مش وقت النوم على الارظ قومي وخلي محل لغيرتش . همست لامنة وزهرة وأسرعتا للمساعدة مسكت كفيها لكنها سرعان ما أفلتتهما لتتشبث بالأرض من حولها كانت قد بللتها بعرقها علها تلين من تحتها وتثبتها كما تثبت جذور تلك الشجرة التي أصبحت تغبطها لكنها لم تحصل الا على حفنتين من تراب عفرتهما علي وعلى من حولها . ليلة طويلة قاسية كانت على الجميع وأقسى على المقاومين الذين يتحدون قصف اليات الحرب المتقدمة التي يستعملها العدو, ببواريدهم الصدئة ومعظم رصاصها قد اتلفته الرطوبة ! ندعوا لهم بالنصر ونحن قلقين عليهم وبنفس الوقت فخورين بهم . اشتدت حدة الطلقات على فاطمة قاومت كما المكافحين الأبطال لكنها تعبت كانت تحاول كتم صرخاتها حتى تكاد أن تختنق من نقص الاكسجين في رئتيها فتعود لتأخذ قسطا من الهواء وكأنها تشهق لتواجه مرة أخرى طلقة أقسى من سابقتها ,تنفذ كل ما تمليه عليها أمنه لكنها لم تعد تسيطر على نفسها . تمنت لحظتها لو كانت حجرا أو محاربا أو حتى طلقة بندقية كانت تهذي بذلك ما بين طلقة وأخرى تمنت ان تكون كل شيء ما عدى أن تكون امرأة! امرأة كانت قبل أقل من عام, فخورة بأنها انضمت الى عالم النسوة, أصبحت عروسا تمتلك كل ما تمتلكه المتزوجات في صناديقهن من حلي, وفي دواليبهن من ملابس وعطور وطلاء وزينة, وأحذية عالية مميزة بكعبها المسمار. فخورة كانت ببطنها التي بدأت تنتفخ ,لدرجة أنها كانت تعمد الى دفع بطنها نحوالامام وارجاع كتفيها وظهرها نحو الخلف و تضع يديها على جنبيها وتمشي كما كانت ترى الحبالى في صغرها . الان لا مجال لديها لأن يراها الاخرون بالرغم من أنها لم تعد بحاجة لتقليد حبالى الماضي . سمعنا دوي طلقات متتالية تلتها صرخة أحد الابطال صرخة أصبحنا نميزها جميعا لها حدة خاصة ونغمة خاصة وردة فعل خاصة . صرخة وكأنها مزيج من معاني مفردات قاموس خاص بنا نحن, حفظناه عن ظهر قلب صرخة حرب وكفاح صرخة فخر بالبطولة وصرخة حزن . صرخة يتم تفوح برائحة الموت وبرائحة زكية عطرة حين اختلطت دماء الشهيد بارض الوطن. صرخة يليها صمت لحظات ، يكسره صوت المقاومين مهللين مكبرين هاتفين. لا اله الا الله والشهيد حبيب الله فتتعالى أصوات النسوة ما بين عويل وزغاريد وهتاف بالروح بالدم نفديك يا فلسطين صرخة الشهيد رافقتها صرخة أخرى صرخة فاطمة الأخيرة في معركتها الأخيرة اطلقتها وتلتها لحظة صمت. فاحت رائحة الموت واليتم والشهادة وفاحت أيضا رائحة زكية أخرى رائحة دماء فاطمة عند اختلاطها بتراب الوطن ارتخى رأسها بين يدي وثقل بعدما اخذت نفسها الأخير وقذفته كما تقذف البندقية الرصاصة ,وسدته التراب . حدث ذلك عند سماعنا هتاف المقاومين بعد صرخة الشهيد وقد رافقه هتاف مقاوم اخر ,بل مقاومة أخرى قذفتها فاطمة مع النفس الأخير, أبت ان تذهب دون أن تترك خلفها فلسطينية أخرى . فلسطينية بقوتها واصرارها على الحياة فلسطينية بتشبثها بالأرض , تبث نغمة الحياة ونغمة اليتم معا. صراخك حثنا على كسر الصمت وأفاقنا من ذهولنا وهتفنا لفاطمة بأصوات تخنقها الدموع هتفنا للبطلة , هتفنا للأم و هتفنا للشهيدة لا اله الا الله ,الشهيد حبيب الله جمع مغارة وهي شبيهة بالكهف لكن ينحدر تجويفها تحت الارض ) احدى المجازر التي راح ضحيتهال المئات على يد عصابات المحتل عام 1948 شجرة من الاشجار المعمرة والتي زرعها الروم قبل اكثر من الف عام من اللهجة العامية لفلسطينية
بجانب جذع الزيتونة الرومية المجوف و تحت ظلالها الكثفية بدأت تخوض معركتها. لم يكن قد انتبه لأمرها...
شكرا اخواتي الغاليات على مروركن وترحيبكن العطر
وشكري للاخوات المشرفات على التثبيت
ام جنى2004
ام جنى2004
"تمنت ان تكون كل شيء ما عدى أن تكون امرأة!"(امبراتريث. 2011)

يبدو ان امنيه فاطمه اصبحت امنيه للكثيرات ....!!!

رائع ماكتبتى ....امبراتريث
شام
شام
لك يا ميت اهلا وسهلا بالغالية الحبيبة الغالية على قلوبنا جميعا صاحبة البسمة والقلم الهادف والفستان الأبيض الذي قضينا معه وفيه وفي آجوائه ومناقشته آجمل اللحظات وآكثرها عمقا في ذاكرتنا التي لن تمحى منه هذه الذكريات ..

طمئنينا عنك وعن صحتك يا غالية ، وأشكرك جزيل الشكر لهذه الإطلالة الرائعة ... متمنين آن تظلي معنا دائما وتعود تلك الآيام ...
لي عودة معك يا غالية ..
الــعــز
الــعــز
رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائع