اشعر بالضيق لحد الموت، وهو لا يبالي وكأني لست موجودة

الملتقى العام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة متزوجة وعندي ولد وأحب زوجي ولا أعتقد أنه يكرهني، مشكلتي أني لا أشعر بأي اهتمام وخصوصا أنه ليس هناك أي حديث مشترك بيننا، وهذا يشعرني بالضيق والاكتئاب, لا أدري ماذا أفعل؟ حاولت أن أكلمه عن حياتنا معا, حتى إنني قلت له أن يطلقني إذا كان هذا ما يريده, قال لي أنت جننت؟ إذا كنت لا أريدك فليس هناك شيء يجبرني على البقاء معك! هذا الكلام لم يقنعني لأني لا أشعر به!
نعيش معا وكأن كل واحد منا عنده عالمه الخاص به، حتى عندما أقترب منه أقبله يبتعد عني بسرعة، حتى عندما أمر بجانبه وأضع يدي على كتفه ينتفض وكأنه أصيب بصدمة كهربائية, ماذا أفعل؟ ماذا أفعل وأنا في الغربة من دون قريب أو صديق؟ الاكتئاب بدأ يتملكني لأني أفكر أحيانا أن أؤذي نفسي ليس لحد القتل ولكن...
قررت أن أتجاهله، أن أبتعد وكأنه ليس موجودا، مع أني أقوم بكل واجباتي تجاهه، بهذه الطريقة لا أشعر بالمهانة برفضه لي ولكني أشعر بالضيق لحد الموت، وهو لا يبالي وكأني لست موجودة ولو بقيت على ذلك لشهور عدة أو حتى سنة فلن ينطق بكلمة أو يقول ماذا جرى لك؟؟ تعبت ومللت من حياتي كلها، مع العلم أنه إنسان خلوق وكريم ولا يعيبه شيء سوى بعده عني.
الجـــواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ سلمى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أهلاً بك وسهلاً على موقعك الشبكة الإسلامية، وأسأل الله أن يحقق لك أمانيك في طاعته، اللهم آمين.
اطلعت على رسالتك التي تتعلق بعدم اهتمام زوجك بك، وعدم الحديث معك.
ابنتي: إن اهتمام الناس بالحياة يختلف كما تختلف همومهم ومشاكلهم، وهذا الأمر يشكّل فارقاً كبيراً بين الزوجين، فنجد الزوج مشغولٌ أحياناً بهموم العيش أو تأمين المستقبل من بناء بيت أو تأسيس مشروع، أو مهموم بتعليم الأولاد، أو بشهادات يريد أن ينالها، أو غير ذلك من الهموم الكثيرة، والتي أحياناً تنسيه واجبه في البيت، فيحصل التقصير من جانبه، ولكن الزوج الفطن هو الذي يعمل موازنة في حياته، ويعمل بالحديث الشريف: (إن لنفسك عليك حقاً، ولربك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً، فأعط كل ذي حق حقه) ولكن كثيراً ما يغفل الأزواج عن ذلك، فلا تنزعجي ابنتي لهذا الأمر، فهو طبيعي عند كثير من الرجال، وليس ناتجاً عن كراهية للزوجة.
أرى أن العلاج أولاً ألا تزعجيه، ولا تشعريه بانزعاجك لهذا السلوك، وعليك أن تكتشفي ما يشغله إن كانت القراءة أو المعيشة أو غيرها، وحاولي أن تعينه عملياً في كل مشكلة، وذلك بأن تساعديه ما أمكنك، هذا من جانب.
ومن جانب آخر، فإن استطعت الحصول على كتاب يتحدث عن واجبات كل من الزوجين تجاه الأخر فأحضريه له، أو اطلبي ممن تثقين فيه أن يحرر لك رسالة عن هذا الموضوع له .
وختاماً: أرى أن تملئي فراغك، فالفراغ الذي تعيشين فيه هو الذي سبب لك هذا الضيق، فأنت في بلاد الغربة، ولا أنيس معك سوى زوجك وطفك، فأرى أن تبدئي مشروع دراسة أو حفظ لكتاب الله عن طريق الأِشرطة المسجلة، أو تدرسي لغة أو جهاز الحاسوب حتى تملئي فراغك، وهذا سيجعله يأتيك، بل وربما كان العكس يتعلق بك أكثر.
وعموماً لا تنزعجي فهذا أمرٌ مؤقت، وسيتغيّر الحال.
وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه.
المجيب :
د/ أحمد محمد نصر الله

منقول من
الشبكة الاسلامية
0
730

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️