اصنع من الليمون شرابا حلوآ

الأسرة والمجتمع

الذكي الأرب يحول الخسائر إلى أرباح ، والجاهل الرعديد يجعل المصيبة مصيبتين.

طـُرد الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة فأقام في المدينة دولة ملأت سمع التاريخ وبصره .

سجن أحمد بن حمبل وجلد ، فصار إمام السنة ، وحُبس ابن تيمية فأخرج من حبسه علماً جماً ، ووضع السرخسي في قعر بئر معطلة فأخرج عشرين مجلداً في الفقه ، وأقعد ابن الأثير فصنف جامع الأصول ، والنهاية من أشهر وأنفع كتب الحديث ، ونفي ابن الجوزي من بغداد ، فجود القراءات السبع ، وأصابت حمى الموت مالك بن الريب فأرسل للعالمين قصيدته الرائعة الذائعة التي تعدل دواوين شعراء الدولة العباسية ، ومات أبناء أبي ذؤيب الهذلي فرثاهم بإلياذة أنصت لها الدهر ، وذهل منها الجمهور ، وصفق لها التاريخ .

إذا داهمتك داهية فانظر في الجانب المشرق منها ، وإذا ناولك أحدهم كوب ليمون فأضف إليه حفنةسكر ، وإذا أهدى لك ثعباناً فخذ جلده الثمين واترك باقيه ، وإذا لدغتك عقرب فاعلم أنه مصل واق ومناعة حصينة ضد سم الحيات .

تكيف في ظرفك القاسي ، لتخرج لنا منه زهراً وورداً وياسميناً ،

( وعسى أن تكرهو شيئاً وهو خيرٌ لكم ) .

سجنت فرنسا قبل ثورتها العارمه شاعرين مجيدين متفائلاً ومتشائماً فأخرجا رأسيهما من نافذة السجن . فأما المتفائل فنظر نظرة في النجوم فضحك .وأما المتشائم فنظر الى الطين في الشارع المجاور فبكى .

انظر الى الوجه الاخر للمأساة ، لأن الشر المحض ليس موجوداً ، بل هنالك خير ومكسب وفتح وأجر . :39:





........................................................................................................................ ل د.عائض القرني
0
389

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️