(( بسم الله الرحمن الرحيم ))
- _ أضرب الحرمة بالحرمة -_
المقدمة
تأليف / ابو هديب
تشك تشك تشك << صوت آلة كاتبه وهي تكتب المقدمة وتطلع لكم
* * *
تزوج ، أعرس ، لقينا لك وحده ، متى ناوي ..
تلك كانت العبارات القاسية التي تصب في أذن ( سليم ) عندما يحتسي قدحا من الشاي مع أسرته التي لا تمت للواقع بأي صلة ، فالكل له مآربه من تزويجه ، أمه تريد أن ترى أولاده الذين سيكتسحون الساحة بجمالهم ( أيه هين ) ، وأخته تريد تزويجه من صديقتها كي تجلس معها كل يوم وكأن منزلهم عبارة عن كفي يتواعد فيه الأصدقاء ..
عاش تحت ثقل الضغوط التي لا يرفعها بطل كمال الأجسام حتى وافق وتزوج من فتاة ( سمينه ) تدعى ( سعديه ) حاول رفضها ولكن والدته أقنعته ومدحتها له ( السمنه تروح يا ولدي بس أهم شي حرمة مؤدبه ومرتبه وبعدين ادفا لك ) .. شعر من خلال كلام والدته بأنه تزوج من موقد وليس من امرأة .
رضخ للأمر الواقع ودخل عش الزوجية الذي بالكاد كفاه هو وهي بسبب سمنتها المفرطة والتي عكست مع الوقت أنها لا تحب بذل أي مجهود في المنزل ولا تستطيع تلبية احتياجاته مما جعله يحاول معها مرارا وتكرارا في تعديل وتقويم سلوكها ولكن اليأس هو سيد الموقف حتى أتاه صديقه ( طعمية ) وهو لقب أطلق عليه لوجود شبه بين رأسه وبينها ، فقد ألهمه فكرة بأن يتزوج عليها كي يوقظ الغيرة المدفونة تحت شحومها وتستجيب إلى متطلباته ..
بادر بسرعة بتلبية الفكرة وأحاطها علما وأخذ يبحث حتى تزوج من فتاة نحيفة جداً وأقام زفة كبيرة لدرجة أن بعض الحضور ضن بأنه يسير وبجانبه فستان فارغ من شدة نحفها ..
ركب سيارته وتوجه إلى منزله بكل فرح .... !!
( البـدايــة )
( الصورة الوصفية )
دخل ( سليم ) المنزل وهو يمسك بيد زوجته الثانية ( سكينه ) وبيده الأخرى يرفع بشتة وهو يقول لها .. ثواني حياتي خل أرفع البشت عشان ما يتوصخ تخبرين عهده نضامنا بشت واحد الكل يتسلفه ويعرس فيه .. نطق بكلماته وأتبعه صوت زوجته الأولى ( سعدية ) التي قالت له .. ما شاء الله مكشخ وجايب لي فستان فرح يا حياتي تبي نعيد الذكريات الجميلة .. أمسكت بالفستان وسحبته كي تضعه على صدرها وتقيسه دون أن تعلم بأن ( سكينة ) تلبسه فأطلقت هذه الأخيرة صرخة ألم أفزعت ( سعدية ) وقالت وهي تنفث في صدرها .. بسم الله الرحمن الرحيم وش هذا يا ( سليم ) الفستان يتكلم .. زجر في وجهها بقولة ..
هذي زوجتي الثانية ( سكينه ) وبعدين أنت وش جابك من بيت أهلك .. قاطعته بقولها هذا بيتي ولي الحق الشرعي في المكوث في منزلي ( والله من شين التعبير ) ..
نطقتها باعتزاز ومن ثم تطلعت إلى ( سكينه ) وأكملت حديثها .. بعدين صدق ولد فقر هالحين مخليني أنا صحن الذبيحة ورايح للمعلبات ، طيب قلي أنك مشتهي نواشف وأنا أسوي لك رجيم .. قاطعها بعصبية ..
فرحانة بجسمك هاللي ناقصه تراب فوق ظهرك وتصيرين نقل ثقيل ..ابتسمت ( سكينه ) ليزجرها ( سليم ) وش تضحكين عليه لو وقفتي جنبها طلع شكلكم طاولة بلياردوا بعصاها .. يا الله قدامي على الغرفة .. وأنت يا ( سعدية ) روحي لغرفتك وإلا خلك عند الباب كنك دالوب جزم .
صعد مع ( سكينه ) إلى الدور العلوي و ( سعدية ) تتابعه بقهر فما كان منها إلا أن أخرجت هاتفها الخلوي من جيبها وكأنه ( تلفون عمله ) فاتصلت على صديقتها وشرحت لها الموقف وطلبت منها الحل ، فأرشدتها على ببعض الحلول وأقفلت الخط بعدها وأخذت تتلفت وهي تردد .. يلعن أم القهر أحط على خصري حزام ناسف وأدخل أحضنهم اثنينهم وأفجر في نفسي ، والله ما أخليه يتهنى اليوم ..
نطقت بكلماتها وصعدت إلى غرفتهم وسمعت ضحكاتهم الماجنة فضربت الباب بقوة وهي تردد قصر صوتك أنت وحزام الجنز اللي معك ..
تجاهلها مما أثار حفيظتها وجعلها تفرك بأسنانها وتدخل إلى دورة المياه وتفتح المرحاض ولعبت في السيفون حتى تسربت المياه بعدها طرقت باب غرفته وسمعت زئيره وهو يصرخ .. وش تبين روحي انقلعي لغرفتك ؟ أجابته بسرعة وهي تتصنع الخوف .. ( سليم ) ألحق الموية تسرب من السيفون ولا في البيت أطواق نجاة ... فتح الباب وخرج بشورتة القصير وكأنه مزارع وعينه تحدق فيها حتى انكمشت وبصوت خافت قالت له ..
حياتي صدقني لو أعرف أسبح كان ما دقيت عليك باب الغرفة بس الخوف أجبرني أسوي كذا .. أشاح بيده وكأنه يحاول لطمها قائلاً .. ما راح نغرق تعرفين ليه لأننا بنركب على جسمك هالسفينه ، بعدها سار إلى الحمام وأقفل المحبس وعاد إليها وهو يقول لها .. خلاص روحي نامي بكره أجيب سباك ..
قال كلماته ودخل إلى غرفته ورحلت بدورها إلى غرفتها وجلست تفكر والحسرة تقتلها مع كل ضحكة يضحكونها وهي تردد .. ضحكتي من سرك أنت وياه ..
نطقت كلماتها واتصلت على صديقتها ( سوير ) وقالت بحرقة .. بالله شوفي لي حل أحس أن حرارة جسمي ترتفع شوي وأنقلب شمس .. أجابتها ( سوير ) وهي تتثاءب هدي يا قلبي وإلا سوي تمارين سويديه عشان تهدين .. أنارت فكرة في رأس ( سعدية ) جعلتها تقفل الخط في وجهها وتنهض نحو حبل الغسيل الذي قطعته والشر يقدح من عينيها وكأنها أعين فرن .
* * *
أقترب ( سليم ) من ( سكينه ) وهو يتلمس الوسادة بيده لتقول له له بكل نعومة .. وش فيك حياتي تسوي كذا .. ابتسم وهو يرد عليها .. كنت أدور وجهك عشان أحط يدي على خدك .. صمتت للحظات وقالت له .. هذا وحنا مولعين النور ما شفته .. لم تكد تكمل حديثها حتى أرتج البيت ليقفز ( سليم ) من السرير وهو يردد زلزال روحي لزاوية الغرفة بسرعة سمعت كلماته وأخذت تبكي حتى سمع صوت ( سعدية ) وهي تقول 1، 2، 3 ، عندها خرج من غرفته ودخل عليها وشاهدها ممسكة بالحبل وتقفز به وقد تغير مكان العفش بسبب تلك القفزات ليقول لها وهو يقذفها بعلب النواشف المرمية حولها ..
أبو هالوجه روعتيني أحسب البيت بيطيح ، وش جالسة تسوين أحد يناقز في هالليل .. قالت له وهي تلهث وتصد العلب .. حبيبي هذي رياضه شفتها في برنامج رعاية الشباب .. تطلع إليها للحظات قبل أن يجيبها .. فيه برنامج بتشوفينة بعد شوي أسمه زيارة المستشفى أن ما هجدتي .. توقفت ورمت بالحبل جانباً وهي تضرب بقدمها كناية عن الغضب مرددة ..
كنت حاسة أنك ضد نجاحي قلي وش شايف فيها ما شفته فيني أنا يوم زواجي ما ضحكت معي وفوق هذا نمت برى الغرفة .. صرخ فيها .. أنا نمت برى لان السرير ما كفاني أنا وياك لو كنت أدري أن هذا حجمك كان فصلت سفنج في الحوش ونمت معك عليه .. نطق بكلماته وخرج وهاتفها يرن فأمسكت به وردت على المكالمة .. هلا ( سوير ) .. بادلتها بنفس التحية قبل أن تسألها .. وش فيك يا ( سعدية ) ؟ .. تنهدت هذه الأخيرة وهي تجيبها ... مدري ليش طاير فيها ودي أعرف كيف يشوفها من نحفها لو تركزين فيها يجيك صداع نصفي ..
قاطعتها ( سوير ) شوفي يا وخيتي هذولي الرجال ياخذون الحرمة لحم ويرمونها عظم وأكيد والعالم الله أنها قد أعرست قبل كذا واللي قبله رماها عظم ، شوفيني أنا مع ( أبو عنبر ) ما يناظرني ولا شي .. تمتمت ( سعدية ) بصوت خافت يمكن عشان بشرتك سوداء ما يشوفك لكن أنا ماله عذر حجمي كبير حتى أنه لازم يوقف بعيد عشان يشوف أبعادي تصوري مره وقف قدامي وجلس يتلفت يمين ويسار ويناظر في جسمي ويقولي يا ( سعدية ) عرض جسمك يذكرني بسور المدرسة أكيد يوم كنت تدرسين كانوا البنات يطبون من فوقك ويركضون يحسبون أنهم منحاشات ..
وأنا ساكتة مره قلت ابسوي له أغراء لبست له أبيض وفيه نقطه سوداء على جنب يوم جيت فرحانة عليه وقف قام يأشر قلت وش فيك حبيبي تأشر قالي .. هلا ( سعديه ) معليش حياتي كنت أحسبك لموزين على هاللبس ...كانت تتحدث و ( سوير ) تهدئها .. يا ( سعديه ) هدي وروقي .. قاطعتها ( سعدية ) صح أنا فاشلة في الحياة الزوجة وأكره شغل البيت مو ذنبي أن أمي ما علمتني واعتمدنا على الشغالة ، وبعدين هو ما حبني مخليني عشان أمه بس ..
وبينما هي تتحدث قالت لها ( سوير ) شوفي يا قلبي أنت لا تفكرين ثمن يجيك شعور يخليك تسوين تصرفات ما تدرين عنها .. نطقت بكلماتها جعلت ( سعدية ) تبتسم وهي تقول لها ينصر دينك يا ( سوير ) الهمتيني بفكره أطير برج من مخه سكري يا الله ..
أقفلت سماعة الهاتف وهمت بعمل فكرتها ..
* * *
جلس ( سليم ) على السرير وهو يتطلع إلى ( سكينه ) ويسألها قلبوا ما فكرتي تسمنين أكثر من كذا أنا صراحة يا قلبي يوم شفتك قلت ما تنامين زينا على سرير وغرفة نوم أكيد أهلك معاملينك معاملة دوده وحاطين لك تراب في حوض ... ضحكت وهي تجيبه .. إلا حاولت تعرف حنا البنات نحب الحلويات والدونات والشغلات هذي بس أنا جسمي مو قابل للسمنة ..
يعني مو مثل ( سعدية ) .. لم تكد تكمل كلماتها حتى اقتحمت ( سعدية ) الغرفة وقد مدت يديها إلى الأمام وغمضت عينيها ليقفز ( سليم ) ويتعلق في عنقها من الخلف وهي تمشي به وهو يردد ( سعديه ) قومي الله ياخذ عدوك كانك جبتي لي المرض ، أخذ يهزها حتى أفاقت وهي تتلفت بخوف وتردد .. معليش حياتي شكلي أمشي وأنا نايمه أشوى أني جيت غرفتكم وما طلعت في الشارع وإلا كان صرت عرضه للخطيئة .. ضحكت ( سكينه ) وهي ترد عليها ..
أي خطيئة أنت لو توقفين عند الرصيف ربع ساعة جو ناس يدورون حوليك يحسبونك برميل زباله .. تقدمت منها ( سعديه ) وهي تقول بالله عليك هالحين بلبسك هالاحمر مسويه أغراء قومي شوفي شكلك كنك إصبع مجروح ..
مسكها ( سليم ) من طرف بجامتها وهو يدفعها إلى الأمام ويقول لها .. أطلعي برى شايفتها مثلك هي على الأقل تلبس أغراء مهوب مثلك لا بستلي هذاك اليوم أبيض حسيت أني مواعد ممرضه قاطعته بقولها .. قصدك يوم توقف تأشر لي وتقولي تكسي .. تجاهل كلماتها وكمل حديثه .. وبعدين شوفي بجامتك ماتوا اللي يلبسون صور تويتي وتوم وجيري والرسوم المتحركة أنا لو أبي أشوف فلم كرتون شبكت التلفزيون على بجامتك ما رحت اشتري سيدي ..
وهو يحاول أخراجها كانت تقول له ( سليم ) الله يخليك خلني أنام معكم أوعدك والله لأغمض ما أشوف شي بس خلني معكم أخاف أنام لحالي .. قاطعها بنفاذ صبر .. خلاص خذي الثلاجة تنام معك في الغرفة ..
طردها وأوصد الباب وغط في نوم عميق وفي الصباح الباكر استيقظت ( سكينه ) وعملت الإفطار وتفننت فيه ووضعته على المائدة وتجمعوا كلهم حول السفرة لتقوم بإطعام ( سليم ) بيدها و ( سعديه ) تأكل وتطلع إليها وهي تقول .. مدري ليش أحسك كلك على بعضك ملعقة وأنت تشيلين اللقمة وتوكلينه ..
أخذ ( سليم ) بيضة من الصحن ورمى بها على ( سعدية ) لتضرب في جبهتها وهو يرد عليها .. على تبن وتعلمي منها ، مهوب أجيب أكل من برى وأروح أغسل وأرجع ما ألقى شي .. ضحكت ( سعديه ) وهي تقول بسخرية على الأقل أنا ما فيه شي ينكب في الزبالة لكن بوجود ( سكينه ) أتوقع الذباب بياكل معك أكثر منها ..
نهض وتجاهل كلماتها وهو يقول (لسكينه ) حياتي وش تبين أجيب غداء من برى .. قاطعته بقولها .. لا حبيبي أنا أبطبخ لك أحلى أكله من يديني .. ضحكت ( سعديه ) وهي تقول .. من زين يديك هاللي كنها رجلين عنكبوت .
تجاهلاها وكأنها بطارية فارغة حتى خرج ( سليم ) من المنزل كي ينجز بعض الأعمال وترك ( سكينه ) تعمل في صمت و ( سعديه ) تتابعها وهي تتمتم بعذرك ما تسمنين من كثر الحركة كنك جراده .. ردت عليها بكل برود أوكي أنا نحيفة بس أن رحت السوق ألقى مقاسي مهوب مثلك أفصل كفن عشان يكفيني .. ضحكت ( سعديه ) وهي تقول لها أي مقاس أنت يعطونك الباقي من قصاصات القماش بعد التفصيل.
أنهت كلماتها وهمت ( سكينه ) في عمل المطبخ و ( سعديه ) أخذت تتابع التلفاز وأمامها دستة من المشروبات الغازية حتى سمعت ( سكينه ) تتصل على ( سليم ) وتطلبه منه أن يحضر بسرعة ومن ثم أقفلت الخط وذهبت إلى دورة المياه لتقوم ( سعديه ) بفتح القدر ووضع الملح بكميات كبيره وهي تردد أن ما خليتكم تعطشون وتنامون عند البرادة طول الوقت ما أكون أنا ( سعديه ) .
سمعت ( سعديه ) فتح باب دورة المياه وخروجها لتقول في نفسها .. أمداها تدخل لو بتطل في الحمام وترجع كان أخذت وقت أكثر من كذا ..
جلست في مكانها ودخل ( سليم ) وهو يقول حطي الغداء يا ( سكينه ) أنا ميت من الجوع .. وضعت الغداء و ( سليم ) يشاهد ( سعديه ) الجلسة أمامه وهو يقول لها جلستي أنا وياك كذا تحسسني أننا شباب متقاطين في شقه وخوينا يطبخ لنا قومي ساعديها .. همت بالنهوض وتمسكت بكل شيء حولها حتى تقف وعندما وقفت قال لها ( سليم ) كل هذي وقفه البنت حطت كل شي أجلسي عشان يمديك توصلين وتاكلين معنا قبل يبرد .. جلست ( سكينه ) بجانبه وأمسكت بملعقة ومدتها له وهي تقول .. ذق هذي من يدي يا حبيبي .. و ( سعديه ) تضحك في سرها وهي تقول بصوت خافت أقول أجلسي في مكانك صايره كنك حزام أمان وانت لاصقه فيه ..
أخذ اللقمة وتلون وجهه وأخرجها وهو يردد وش هالملح .. صعقت ( سكينه ) وهي تبرر وتقول بأنها تذوقته وعلمت بأن ( سعديه ) فعلت ذلك ولكنها لم تخبره وتوالت الأحداث والمصائب والمواقف المحرجة فقد دخلت مره ( سعدية ) دورة المياه و ( سكينه ) أقفلت الباب عليها مما جعلها تفقد أعصابها وتردد .. أن طلعت مصعت شوشتك يا العصلا ..
أبعد لما ثلاثه أن ما فتحتي قلبتك عود أسنان وحطيتك على مغاسل الرجال .. تركتها تتحدث وقامت ( سكينه ) ببعثرة شعرها واتصلت على ( سليم ) وأخبرته بأن ( سعديه ) ضربتها فحضر بسرعة والخوف يعتريه لانه يعلم بأن ( سكينه ) لو وقعت تحت قدم ( سعديه ) ستكون كمن دهستها سيارة .
دخل بسرعة وشاهد ( سكينه ) بشعرها المبعثر فأصابه الفزع وهو يسألها وش هذا يا قلبي من اللي حطك في الغسالة .. بكت وارتمت في حضنه وهي تشتكي له من ( سعدية ) ..
أبعدها عنه ودخل على ( سعدية ) في دورة المياه وهو يصرخ في وجهها .. أنت ما تستحين على وجهك ضاربه البنت أنت لو عطستي عليها رحنا نستاذن الجيران عشان نرجعها كيف تمدين يدك .. ناويه تخلين الطب الشرعي يدخل بيتي على آخر عمري عشان جريمة قتل وبعدين مجرحتها ودمها سايل أنت تدرين أن الدم اللي في عروقها كثر قطرة العين .. أخذ يتكلم حتى انفجرت ( سكينه ) بقولها .. خلاص يا ( سليم ) لعنت خيري بزعمك تهزئها .. تجاهل حديثها وهو يكمل كلامه .. بعدين هذي فرصتك تتعلمين وتثبتين وجودك .. شوفيها كيف تتنقل في البيت كنها غزال مهوب مثلك أن جيتي تمشين كنك ابو الهول ييتطمن على الأهرامات .. يا الله قومي قدامي أنت وياها ألبسوا بنطلع المطعم نغير جو .. حسبي الله عليكم كانكم جننتوني .
امتثلتا إلى أمره ولبستا وعندما همتا بالخروج تصارعا على من تركب في الأمام حتى فصل بينهما ( سليم ) بوضع قرعه أخفى في أحد يديه حجر صغير ومد يداه الاثنتان وهو يقول .. اللي بتجي عليها الحصاة تركب قدام كل واحدة منهما اختارت يد فوقع الاختيار على ( سكينه ) لتركب في المقعد الأمامي ..
ركبت وربطت حزام الأمان و ( سعديه ) خلفها تشاهدها وتقول .. منتب عاقله يا النظامية الظاهر تحسبين نفسك في دله طالع شكلك من هالدما اللي يسوون عليهم تجارب الحوادث .. بالله ميلي بجذعك شوي على اليسار عشان أي واحد يجي من قدام يشوف الحزام ويشوف جسمك يقول وش هاللي حاط علامة ( x ) في المرتبة ... ألتفت ( سكينه ) عليها وهي ترد بكل برود .. على الأقل أنا حرف أكس مهوب مثلك اللي يشوفك معنا يقول ناقلين عفشهم ..
خيم الصمت بعد كلماتهما وصعد ( سليم ) وانطلقوا إلى أحد المطاعم الفخمة وهناك جلسوا في أحد القواطع وكان بجانبهم تجمع فتيات يصفون حال الجامعة وهموم الدراسة والموضة والأزياء لتقوم ( سكينه ) برمي بعض الكلمات على ( سعديه ) بأنها لا تفقه شيئاً وبينما هي تتحدث خرجت ( سعدية ) وعملت مكالمة تلفونيه إلى صديقتها طلبت منها بأن تتصل عليها بعد دقيقه وتلح في الاتصال ومن ثم عادت إليهم وشاهدته يبتسم معها ويؤكلها بيديه أثار المنظر حفيظتها مما جعلها تقول له .. ( سليم ) ترى العدل بين الزوجات مطلوب مثل ما توكلها المفروض توكلني وتنام معي وتجلس معي مهوب تقزز ..
تجاهلها وأخذ هاتفها الخلوي يرن وهي تنظر إليه وتتأفف قائلة بدلع .. يوه فيه واحد أزعجني من أمس وهو يتصل شكله يغازل الله يقلعه .. نظر إليها ( سليم ) للحظات قبل أن يجيبها ببرود .. مو مشكلة أرسلي له صورتك وسائط وبيبطل يتصل .. أرسلت رسالة إلى صديقتها بألا تتصل وانغمست في الأكل حتى كادت أن تأكل النادل وبعد ذلك خرجوا من المطعم وأمام السيارة تخاصمتا من يركب في الأمام وقام ( سليم ) بوضع قرعة وقال نفس الكلام ..
اللي تجي عليها تركب قدام .. اختارتا ولم تخرج الحصاة لأحدهما ليقول لهم يعني أركبوا كلكم ورى ما أبي ولا وحده قدام .. ركبتا في الخلف وبينما هو يسير سمع صراخ ( سكينه ) وهي في يد ( سعديه ) التي أخذت تشدها من نقابها وهي تقول .. أنا أبوريك أن السمنه لها فايده يا عود القصب ما يكفي متعقدة من هالبنقالي اللي يسوق فينا تجين أنت فوقه بعد ..
أنهت كلماتها و ( سليم ) يرجع بجسمه إلى الخلف محاولا فصلهما عن بعض وهو يقول ( لسعديه ) خلاص خلاص بتقلبين السيارة ، وبينما هو يتحدث كانت السيارة تتمايل ولم ينتبه إلى سيارة الشرطة التي كاد أن يرتطم بها حتى سمع ندائهم وهم يطلبون منه التوقف فوقف بجانب الطريق فتقدم الشرطي منه وتطلع إليه وإلى الخلف ولم ترى عينه سوى ( سعديه ) وهو .. الحيوان هذا خاطفك .. أجابته بصوت ناعم وخجول .. لا يا حضرة الضابط هذا زوجي .. واللي جنبي زوجته بعد .. أقترب الضابط أكثر من النافذة ونظر من خلالها بتمعن وهو يقول ..
لا حول ولا قوة الا بالله ما كنت أدري أن معكم جنازة ، بس ما يمنع أنك بتاخذ مخالفه .. طلب رخصة ( سليم ) وحرر له مخالفة وتركه ينطلق ليرتفع غضبه وهو يشاهد ( سعدية ) من المرآة ويردد .. أوريك الوعد في البيت أن ما قلبتك غاز مركزي ما أكون ( سليم ) ألقى بكلماته وأكمل طريقه وهناك في المنزل أوسع ( سعديه ) و ( سكينه ) ضرباً وصرخاتهما تتعالى .. ( وسعديه ) تردد .. أضرب مثل ما تبي وعذبني .. لكن مستحيل ضربك يغير قناعاتي ..
أستمر في ضربهما وهو يقول أنتم تسوون فيني كذا أجل أخذ قسيمة عشان هبالكم .. وبينما هو يهوي عليهما شعر بيديه لم تعد تقويان على الحركة وذهب إلى غرفته تاركاً ( سعدية ) و ( سكينه ) تتأوهان من الألم الذي جعلهما تتفقان على أن تحيلا حياة ( سليم ) مكب نفايات وهما بتنفيذها وأشعلا المر في حياته وأشربوه من كأس المقالب فقد كان يحضر إلى المنزل متأخراً ويجد الباب موصدا عليه وينام في الفناء وعندما يدخل كل واحدة منهن تقفل على نفسها باب غرفتها ويستلقي في الصالة وكأنه عابر سبيل ،وفي دورة المياه كانت ( سعديه ) تغلق المحبس الرئيسي وتمسك بمجلة وهي تستمع إلى صراخه في الحمام مطالبهم بتشغيل ( الدينمو ) ولكن لا حياة لمن تنادي ..
هذا غير ملابسه التي لم يعد يجد من يعتني بها من غسيل وكوي وإن تلطفت وغسلت وضعت الأبيض مع الملون واختلف لونه أو حروق تكتسح بملابسه جراء الكوي .
تفاقمت مشاكله حتى اختنق من نفسه فما كان منه إلا أن قرر مجابهتهما وفي يوم من الأيام وبينما كانتا في صالة المنزل تحتسيان القهوة الخالية من البن ( كيف تجي ) دخل عليهما وهو يقول بصوت عالي .. تفضلي حياتي البيت بيتك .. تقدمتا منه وتطلعتا إليه وإلى الفتاة التي معه وهو يشير إليها والابتسامة لا تفارق محياه أعرفكم زوجتي الثالثة ( سيرين ) وبتسكن معنا .. انفجرت ( سكينه ) بقولها .. هذا أنتم يا الرجال ما يهمكم إلا مصلحتكم وبس تنكدون على الحرمة عادي ومن يوم الحرمة تقول شي على طول يا يطلقها وإلا يعرس عليها صدق مالكم أمان ..
نطقت كلمتها بحرقة وما إن أنتهت حتى قال لها ( سليم ) نشكرك على الخطبة العصماء وروحي شيلي أغراضك ونامي في الغرفة الثانية مع ( سعديه ) .. رمى بكلماته ودخل إلى غرفته وأقفل الباب ..
* * *
أضيئت أنوار القاعة ليصفق الجميع بحرارة بعد نهاية عرض فلم ( أضرب الحرمة بالحرمة ) لأول مره والأبطال يرحبون بالحضور ... وقبل أن يغادر الجميع قال المؤلف والمخرج ( أبو هديب ) كلمته عن المشاكل الزوجية بأن الزواج من الثانية ليس هو الحل وإنما الحل هو إيجاد لغة حوار مشتركه بين الطرفين .. كما أنه تمنى حياة مديدة خالية من المشاكل بين كل زوجين .. وبعدها أنهى اللقاء بكلمة لطيفة ..أن جميع ما ورد في الفلم من أحداث ومن أسماء فإنها لا تمت للواقع بأي صلة ولا تجسد أي شخص بعينهوإنما هو خيال كاتب .. قد يعجب به البعض ويستاء منه البعض الآخرولكن المحبه تبقى هي عنوان تواصلنا
منقووول من ايميلي
ديمه الرياض @dymh_alryad
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
ديمه الرياض
•
يوه ولا رد وش دعوه
الصفحة الأخيرة