اظفر بذات ( الخدر)

على موسيقى صاخبة أخذت تلك الفتاة تستعرض مواهبها في فنون الرقص ، فبدت كأبنوسة

بيضاء تسر الناظرين .. وكانت عينان تراقب عن كثب حركات وسكنات تلك الفتاة التي

ماكادت لتفرغ من وصلة الرقص حتى بادرتها امرأة في منتصف العقد الخامس وتبدو على

محياها ابتسامة الرضى يعلوها وقار السنين .. وبعد تعارف بسيط جلستا في ركن بعيد

عن الأعين يتجاذبان الحديث الباسم المفعم بخفة الظل وروح المرح وفي خضم تلك الأجواء

الإيجابية تسأل تلك المرأة الفتاة هل أنتِ مرتبطة فبادرتها الفتاة بدلال مُتكلف بعدما أدركت

مغزى السوأل " خطبوني كثير بس مالقيت الشخص المناسب "

وهنا اتسعت حدقتا تلك المرأة وأثار الجواب فضولها .. وبدأت كلتيهما تُحيك شباكها

للأخرى (ببراءة ) منقطعة النظير !!

وبين عشية وضحاها غدت الفتاة (كنَّةً) لتلك المرأة الوقورة ! وتوتة توتة خلصت الحتوتة

هذه القصة ليست من (بنات) أفكار غابة عشق .. بقدر ماهي سيناريو (واقعي) تشهده

يومياً وربما لحظياً قاعات الأفراح والتي أضحت (أوكازيون) لعرض تلك الأجساد

(الغضة) (لسماسرة) الزواج !

وهنا يستوقني تساؤلان :

أحدهما .. هل على الفتاة أن تكون (مانيكان) لتحظى بفرص الزواج

والآخر .. هل الفتاة المُتحصنة (بخدرها) المتلفعة (بحياءها) انسانة (معقدة)

في نظر (سماسرةالزواج) فيسقطونها من حساباتهم .. وهل لغة الجسد

لاتكذب كما يقرر ذلك أنيس منصور في كتابه (جسمك لايكذب) أم أنه

إرثٌ لايقاومه أحد !!