" تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا
سيماهم في وجوههم من أثر السجود "
جعلوا همهم ان يفوزوا بروح وريحان ...
ورب راض غير غضبان ... في جنات ونهر...
جعلوا همهم قصورا ...
لبنة من فضة ولبنة من ذهب ... تجري من تحتها الأنهار ...
جعلوا همهم دريات حسان ... مخلوقات من زعفران ...
لو اطلعت إحداهن على الدنيا ... أظلم من نورها النيران ...
يترك الزوجة والدنيا ... ليلقي نفسه بين أعداء الدين ...
لتقطع أوصاله وتسيل دماؤه على ارض الشهادة ... مقبلا غير مدبر ...
قال لنفسه ... يا نفس الى أي شيء تتوقين ...
الى فلانه ... الى بستاني ...!!!
أقسمت يا نفس لتنزلن ... طائعة او لتكرهن ...
مالي أراك تكرهين الجنة ... فلا تأخير ولا تباطؤ ...
قوموا الى جنة عرضها السماوات والأرض ..
أولئــك آبــائـي
فليكونوا لنا قدوة... نحمل الهم الذي حملوه ...
رغبة وشوقا لما اشتاقوا إليه و جاهدوا أنفسهم لأجله ...
فلنجاهد أخي / أختي في الله أنفسنا جهادا
ننتصر به على أعدائنا ... ونصل عبره لمبتغانا...
محاولين اصلاح أنفسنا ...
تقربا الى الله تعالى بالطاعات والابتعاد عن المحرمات ...
حتى نصل لحلم لن يموت بإذن الله ... بل يظل ينبض حتى أنفاسنا الأخيرة ...
وما دامت الجنة هي حلمنا الأكبر ... فسنسخر كل طاقتنا لها ...
فكلما كبر الحلم ... كلما عظم وكبر الطريق إليه ...
لذا سنقبض بأيدينا على الجمرة ... مهما اشتد لسعها ... وعظم ألمها ...
في سبيل تحقيق حلمنا و مبتغانا ...
حيث الرسول عليه افضل الصلاة والسلام وصحبه الكرام البررة ...
هناك حيث يكشف الحجاب ... ليظهر الله جل جلاله ...
هناك حيث لا حزن ولا هم ... ونعيم دائم بلا انقطاع ...
فكلما تعثرتَ وأخفقتَ وأنتَ تسعى في طريقِ الكمال والفوز والفلاح
فلا تجزع ولا تفزع ولا يصيبك الهلع ..!
بل اعزم من جديد ، واجمع قواك مرة أخرى
وانفض رأسك وشمر للجولة التالية ، وقل في ثقة
عثرتي هذه تعلمني كيف أتجنب التعثر في المرة القادمة !
وشمر للنهوض .. واعزم على المضي ..وابق متطلعاً إلى القمة !
وأنت على تمام الثقة أن الله لن يتخلى عنك طالما بقيت على هذا الإصرار
قد تسير خطوة ، خطوتين ، ثلاثا .. ثم تتعثر من جديد !!
لا بأس ..! إياك واليأس ..
( إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون )
مرة أخرى .. أعد الكرة ، واجمع قواك ، وانفض رأسك ...
لا تقبل فكرة الفشل في هذا الطريق المشرق ،
ارفض وسوسة الشيطان أنك لا تصلح ولن تصل ..
إياك والسماح لخيوط اليأس أن تتسلل إليك
وخذ هذه الجرعة الربانية معك في الطريق
" والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين "
المهم حاول جاهدا أن تحسن في كل ما تحاول القيام به
وجاهد نفسك على الإحسان ..
" إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين "
وما يصيبك في أثناء تلك المجاهدة من العثرات والزلات
فلن يصيبك في مقتل إن شاء الله ..
إنك واصل ... فواصل !
نعم .. إنك واصل ... فواصـل ..!
هكذا علمنا القرآن الكريم .. وهكذا أدبتنا السنة المطهرة
وهكذا تربينا من السيرة النبوية .
وهكذا يقرر لنا التاريخ الإسلامي المشرق قديماً وحديثا ..
فاستعن بالله ولا تعجز ...
إذا كنتَ ترجو كبارَ الأمور ... فأعددْ لها همةً أكبرا
طريقُ العلا أبداً للأمام ... فويحك هل ترجع القهقرى ؟
وكل البرية في يقظةٍ ... فويلٌ لمن يستطيبُ الكرى
~ قطــوف مختــارة ~
كما ننصح بسماع الشريط القيم
~ أولئـك آبــائـي ~
للشيخ الفاضل / علي ياسين اثابه الله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www.jahra.org/free/eshraqah/fathers.rm