اعظم الاماكن التي يجب ان يتواضع المرء فيها

ملتقى الإيمان





قال الله جل وعلا: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (الحشر:23)







والكبر يحق لمن كان لا لأحدٍ سلطانٌ عليه، ولا يوجد أحد لا سلطان لأحدٍ عليه؛ لأن كل الخلائق مخلوقون، وما داموا مخلوقين فهم تحت سلطة الله جل وعلا، فالله جل وعلا وحده من {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} (الأنبياء:23)،







فلما كان جل وعلا وحده من بيده ملكوت كل شي كان له جل وعلا أن يتكبر، أما غيره فالكبر في حقه منقصة، بل إنه من أعظم أسباب غضب الله, والمؤمن - وكل أحد - إذا عرف أنه لم يكن شيئاً مذكوراً طأطأ لله رأسه وخشع لله قلبه،






وأعظم الأماكن التي يجب أن يتواضع المرء فيها بيوت الله، فإن المساجد سماها الله بأنها بيوته، وإذا قُدر أن أحداً – عياذاً بالله – وهو في بيت الله يدخله الكبر؛ فهذا كيف يكون في بيته أو كيف يكون في بيوت الضعفاء، وإنما يبدأ انكسار القلب عندما يدخل المؤمن المسجد، فيشعر بأن هذا بيت الله، وأن الله مُطّلع عليه، وأن من اصطفاء الله له واجتبائه أن أدخله بيته، فإذا دخل لا ينظر نظرة احتقار لأحدٍ ممن هو في المسجد، فوالله لا يدري من منهم هو أقرب إلى الله,







يقول صلى الله عليه وسلم: "إن الله غفر لبغيّ من بغايا بني إسرائيل سقت كلباً فغفر الله لها"، الآن هذه المرأة عند بني إسرائيل عند من يعرفها من هي؟ بغيّ، وهي عند الله مغفورٌ لها، فربما نظر إليها رجل - وهو صادقٌ في نظرته؛ لأن له الظاهر - فتعامل معها على أنها بغيّ مطرودةٌ منبوذة، وهي عند الله مغفورٌ لها,






فكذلك من يستشعر هذا بحق إذا دخل المسجد يعلم أن هؤلاء كلهم عبيدٌ لله، وأنه واحدٌ منهم، وأن الأقدام لن تمشي إلى شيء أعظم من بيوت الله، فإذا أدخلك الله بيته فأرِ الله جل وعلا منك ما يحب، ولا يريد الله من الخلق إلا أن تنكسر قلوبهم له {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ} (النساء:147)، "إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً"، {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} (الأحزاب:43)، {الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا} (الأنفال:2)، {أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} (الإسراء:58)،







فلا تنشغل بالناس وأنت تدخل بيتاً من بيوت الله، انشغل بالجبار المتكبر كيف تُرضيه، كيف تُريه قلباً منكسراً يشتاق إلى ربه، ويرجو رحمته، ويخاف عذابه، ولا يأمن مكره، بهذا وأمثاله يصل الإنسان برحمة الله إلى مقصوده.







المصدر: اللآليء والدرر في تفسير آخر سورة الحشر

منقووووول للامانه
2
356

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

Ameerat Al-3shag
Ameerat Al-3shag
الله يجــــــزآأإآأإكـ الف خيـــر يالغلآأإآأإ ,,,