اعفِ يعفُ الله عنكِ

ملتقى الإيمان








أختي الحبيبه:


أَرَأَيْتي لَو كَانَت لَدَيْكِ آَنِيَة مِن زُجَاج نَظِيْفَة لَامِعَة ...



ثُم تَعَرَّضْت لِلْأَتْرِبَة حَتَّى اغْبَرَّت وَانْطَفَأ بِرِيْقِهَا...



فَعَاجَلَتْيهُا بِالْمَسْح وَالتَّنْظِيْف فَعَاد إِلَيْهَا رُوَاؤُهَا وَرَوْنَقُهَا، مَا كَان أَسْهَل ذَلِك عَلَيْكِ...



ثُم أَرَأَيْتي لَو أَنَّكِ أَهْمَلْتيُهَا حَتَّى تَرَاكَمَت الْأَتَرِبَة ..



وَتَحَجَّرَت وَاسْتَمْسَكْت فَصَار مِن الْعَسِير عَلَيْكِ حِيْنَئِذ تَنْظِيْفِهَا...



إِلَا أَن تَقْسُي عَلَيْهَا فِي الْتَّنْظِيْف قَسْوَة قَد تَحْدُث فِيْهَا خَدْشَا لَا تَمْحُوَه الْأَيَّام...



كَذَلِك هِي الْقُلُوُب ..






تُحَمِّل عَلَى مَن حَوْلَهَا الشَّيْء بَعْد الْشَّيْء مِن الْغَضَب أَو الْحِقْد أَو الْحَسَد أو البغضاء...



فَإِذَا بَادر أَصْحَابِهَا بِتَنْقَيَّتِهَا زَال كُل كَدَر وغَم وَعَم الْصَّفَاء وَسَلَّم الْصَّدْر...



وَإِذَا أَهْمَلُوَا ذَلِك تَرَاكَمَت الْمَوَاقِف وَتَتَابَعَت الْمَآخِذ حَتَّى يُصْبِح فِي كُل قَلْب عَلَى أَخِيْه بَغْضَاء ...



فَتُشْحَن الْقُلُوْب وَتَضِيْق الْصُّدُوْر..



وَيَطُوْل الْهَجْر وَتَمْتَد الْقَطِيعَة...



وَتَذْهَب الْأَيَّام وَالْأَعْمَال لَا تُرْفَع ..



وَيَبْقَى الْتَّعَامُل مِن الْجَانِبَيْن مَشُوْبا بِالْحَذَر..



لِمَاذَا لَا تُسَرَّع الْنُّفُوْس فِي إِطْفَاء نَار الْخِلَافَات وَإِخْمَاد لَهِيْبِهَا ..



فلَا أَنْجَع فِي تَخْفِيْف سَعِيْر الْعَدَاوَات وَإِمَاتَة شُّعَلِهَا ..



مِن إِلْقَاء بَرْد الْعَفْو عَلَيْهَا وَمُعَاجِلْتِهَا بِغَيْث الْصَّفْح ..



وَصَب مَاء الْتَّسَامُح عَلَى الْقُلُوْب ..



لِيُطَهِّرَهَا مِن دَنسِهَا ويُنِقَيُّهَا مِن وَضَرَهَا ..



وَيَسْقِي جُذُوْر الْحُب وَيَرْوِي غِرَاس الْمَوَدَّة ..



وَيُعِيْد لَأَغْصَان الْأُنْس وَالْأُلْفَة رُوَاءَهَا ..



أَلَم نَتَأَمَّل قَوْل الْلَّه تَعَالَى ..





وتفسير هذه الآيه كما ذكر ابن سعدي {لِأَن الْجَزَاء مِن جِنْس الْعَمَل فَمَن عَفَا عَفَا الْلَّه عَنْه وَمَن صَفَح صَفَح الْلَّه عَنْه وَمَن عَامَل الْلَّه تَعَالَى فِيْمَا يُحِب وَعَامَل عِبَادَهُ بِمَا يُحِبُّوْن وَيَنْفَعُهُم نَال مَحَبَّة الْلَّه وَمَحَبَّة عِبَادِه وَاسْتَوْسَق لَه أَمْرَه} انتهى



ختاماً اسأل الله أن يعفو عنا وأن يغفر لنا وأن يُحسِن أخلاقنا..



15
872

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الجـمــ ام ـــــان
جزاك الله خير ،،
وبارك فيك ع النقل الهادف ،،
مرة عبدالرحمن
ااسعدني مرورك اختي الغاااليه
المشتاقة لجنةربها
سلمتي ياحبيبتي ...
على الدرر القيمه ,,,,
للاسف الشديد اصبح من يعفو ويصفو ضعيف شخصيه
انقلبت المفاهيم ... ولاحول ولا قوة الا بالله

باركـ فيك يالغلا ...وحقق لكـ ماتتمني ,,,
ودي وحبي ....

dudi
dudi
جزاك الجنه غاليتي

اللهم اهدي قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا
بنت سدير الشمرية
جزاك الله خيرا