وعَظَ النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - رجلاً فقال:«اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغِناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك»
ففي الشباب عزيمة وقوّة، فإذا هرم الإنسان فترت العزيمة وضعفت القوّة ولم يستطع التخلّص مِمَّا شبَّ عليه، وفي الصحة انشراح ونشاط، فإذا مرض الإنسان ضاقت نفسه وانحط نشاطه وثقلت عليه الأعمال، وفي الغِنى راحة وفراغ، فإذا افتقر الإنسان قَلِقَ فكره وانشغل بطلب العيش لنفسه وحياته، وفي الحياة ميدان فسيح للأعمال، فإذا مات الإنسان انقطعت عنه أوقات العمل وفات زمن الإمكان كما قال نبيّنا صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية أو علْم يُنتفع به أو ولد صالح يدعو له» .
فاعتبروابهذه المواعظ وقيسوا ما بقي من أعماركم بِما مضى منها؛ فإن ما بقي منها سوف يمضي سريعًا كما مضى ما سبق، واعلموا أن كل آتٍ قريب وكل شيءٍ من الدنيا زائل، ﴿كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا﴾ .
أيها الإخوة الأحياء، تذكّروا إخوانًا لكم كانوا معكم في مثل هذه الأيام من سالف الأعوام ثم انتقلوا من القصور إلى القبور ومن الأهل والأموال إلى الجزاء على الأعمال فأصبحوا مُرتَهنين بأعمالهم في قبورهم يتمنّون زيادة حسنة واحدة في أعمالهم فلا يستطيعون، ويتمنّون أن يتوبوا من سيئات أعمالهم وهم عن التوبة بعد الموت محجوبون .
صرير القلم @sryr_alklm
محررة فضية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الرصافة
•
جزاااااااااااااااااك الله خير
الصفحة الأخيرة