شئ أغرب من الخيال
كنيسة صغيرة في التشيك ..
زخارفها من عظام وجماجم المسلمين !!
70 كم شرق براغ عاصمة جمهورية التشيك ، هناك مدينة صغيرة تسمى سيدليك ، وفي هذه المدينة كنيسة أثرية غير طبيعية تحولت إلى محج للسياح والزوار من جميع أنحاء العالم ..
كنيسة صغيرة بنيت في بداية القرن الخامس عشر ، تتميز زخارفها بأنها غيرمصنوعة من المواد التقليدية مثل الخشب أو الجبس أو الحجر ، ولكنها مصنوعة من آلاف الهياكل العظمية والجماجم البشرية !
تناقلت الكثير من الأقاويل في الأوساط العربية مفادها أن هذه العظام هي عظام المسملين الذين قتلوا في الحروب الصليبية ، وقد حملها معهم الرهبان الصليبيون خلال عودتهم من رحلة الحج لبيت المقدس لتزين كنيستهم في سيدليك وتكون لهم فخر وقربى ..!!
أترككم الآن مع الصور وبعدين أقول لكم أصل الحكاية
بدأت القصة عام 1278م عندما ذهب هنري (راهب الدير في سيدليك ) إلي بيت المقدس للحج ، ثم عاد ومعه كمية من تراب المكان الذي دفن فيه السيد المسيح وقام بنثر هذا التراب على مقابر سيدليك .. بعد ذلك حرص الكثير من الأوروبيين على دفن موتاهم في هذه الأرض التي صارت في نظرهم أرضا مقدسة
وبعد جائحة الطاعون الذي تسبب في موت ما لا يقل عن ثلث سكان أوروبـا في خمســة أعــوام فقط ( 1347 ـ 1352 م ) ، وبعد الحروب البوهيمية ( 1420 - 1434م ) ، وهي أول حرب أوروبية يستخدم فيها البارود وتسمى أيضا بالحروب الهوسية نسبة إلى المفكر والمصلح الديني التشيكي يان هوس (Jan Hus) .. بعد هاتين الكارثتيين البشريتين دُفن عشرات الآلاف من الأوروبيين في مقابر سيدليك
في بداية القرن الخامس عشر بنيت كنيسة وسط مقابر سيدليك ، وخزنت بالكنيسة آلاف العظام التي نـُبشت أثناء حفر أساسات البناء لها
في بداية القرن السادس عشر قام راهب نصف أعمى بتكويم آلاف الهياكل العظيمة المتراكمة في الكنيسة على شكل ستة أهرامات
في عام 1870 تم توظيف فرانتيـسيك رينت ( Frantisek Rint ) ، وهو نحات خشب معروف في تلك الفترة ، تم توظيفه ليحول أكوام العظام المتراكمة في الكنيسة إلى أعمال فنية ، فقام بإستخدامها لعمل زخارف وديكورات على شكل أقواس ، وأعمدة ، وثريات ، وكوؤس ، وتيجان ، وصلبان على الصورة الموجودة حاليا في الكنيسة
وبذلك يكون ما قيل وما يقال عن هذه العظام بأنها عظام المسملين الذين قتلوا في الحروب الصليبية هي شائعات لا أساس لها من الصحة .. فهي عظام الأوروبيين المسيحيين الذين ماتوا بالآلاف في هذه المنطقة خلال القرنين الرابع عشر والخامس عشر ، خاصة بعد إنتشار مرض الطاعون وخلال الحروب البوهيمية ( الهوسية ) كما أسلفنا
منقوووووول
اسأل الله العظيم ان يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه