افشاء الزوجه سر بيتها وزوجها

الأسرة والمجتمع

إنَّ مِن أعظمِ الجوانبِ المشتركةِ بينَ الزَّوجينِ حِفظُ كلِّ واحدٍ لسرِّ الآخرِ؛ فكلُّ واحدٍ من الزَّوجينِ مطالَبٌ بكتمانِ ما يَراهُ مِن صاحبهِ أو يسمعهُ منهُ.
ولئِنْ كانَ إفشاءُ السِّرِّ بصفةٍ عامَّةٍ من المحرَّماتِ لأنَّهُ أمانةٌ، فإنَّ إفشاءَ أسرارِ الزَّوجِ والزَّوجةِ -وخاصَّةً أسرارَ الفراشِ- يُعَدُّ من أكبرِ المحرماتِ التي نهى عنها رَسولُنا الكريمُ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، وقدِ اعتبرَ الشيخُ ابنُ حجرٍ المكيِّ الهيتميِّ أنَّ نشرَ أسرارِ العلاقةِ الزَّوجيةِ من كبائرِ الذنوبِ، واستدلَّ على ذلكِ بالأحاديثِ الصَّحيحةِ الواردةِ في ذلكَ.
وقدْ حَدَثَ مرَّةً أنْ أفشتْ إحدى زوجاتِ النَّبيِّ سرَّه، فكانَ التأنيبُ القرآني واضحاً: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ} .
فالزَّوجةُ موطنُ سرِّ الزَّوجِ دائماً، وألصَقُ الناسِ بهِ وأعرفُهُم بخصائصِهِ وسرائرِهِ، وهي أولى الناسِ بمعرفةِ ذلكَ، ولذلكَ أمرها الشرعُ بحفظِ سرِّهِ.
والأصل أن تكون المرأة أمينةً على بيتها وسرِّ زوجها، وأن لا تفشي سرَّه، وهذه وصية أم الملكة زوجة الحارث بن عمر ملك كندة حين قالت لابنتها يوم زفافها إلى الملك: (لا تعصي له أمراً، ولا تُفشي له سراً، فإنك إن خالفتِ أمرَه أَوْغَرتِ صدرَه، وإن أفشيتِ سرَّه لم تأمني غدرَه).
وقد توعد الرسول صلى الله عليه وسلم الزوجة التي تفشي أسرار الزوجية الخاصة بوعيد شديد، ففي الحديث: «إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضى إليه ثم ينشر سرها» .
5
590

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بريق الماسss
بريق الماسss
جزاك الله خيرا
ام رسووووونه
ام رسووووونه
جزاك الله خيرا
جزاك الله خيرا
وياك يارب
noonoo252
noonoo252
جزاك الله خير💘💘💘