هذا الكتاب يتناول فن من أحدث الفنون العلمية, وهو فن حياة الشباب, أو الحياة الفنية. وأهمية هذا الكتاب أنه يحقق التوازن بين الجوانب النفسية والبدنية, والاجتماعية والأخلاقية, وهو يهدف إلى مساعدة كل إنسان على إبراز سحره الخاص به بأحسن مظهر مستطاع.
والآن لنبدأ معاً الخطوات العملية لحصولك على أقصى إمكانات طبيعتك الخاصة وشخصيتك الجذابة:
* راقب سلوكك:
الشباب هو الحيوية. والحيوية ليست تلك القفزات والحركات التي تشبه حركات القطط.. ولكن الحيوية هي حالة يقظة النفس وتنبهها حتى ونحن لا نتحرك وهي تتمثل في الاستيقاظ الدائم والانتباه والنشاط والإقبال على كل ما يبهج النفس. وإليك هذه الوصايا الخمس التي يمكنك بعد تنفيذها البدء في تكوين الشخصية الشابة الجذابة:
* أجعل رأسك امتداداً لعمودك الفقري أي غير منحنية إلى الأمام.
* ارفع صدرك أمامك وليس معدتك.
* حافظ على مرونة ركبتك.. فهما من أوائل الحصون التي تهاجمها الشيخوخة.
* الاسترخاء والراحة ضروريان كالعمل.
* احرص على التنفس المنتظم العميق.
راقب سلوكك ولا تسمح لنفسك بالتخلي عن مستوى الإحساس والحيوية الذي تريده, فإذا واظبت على ذلك لم يكن لمرور الأيام تأثير جدي على شخصيتك.
* كيف تتنفس؟
إن الطريقة التي نتنفس بها هي أهم العوامل التي تؤثر في سلوكنا ومظهرنا العام. لهذا يجب أن تتعلم كيفية التنفس بهدوء وثقة واطمئنان وعليك مراعاة الوضع العام للجسم .. فلابد أن تتعلم بسط قامتك ورفع رأسك لأعلى لتهيئ لنفسك أكبر حيز ممكن من التنفس العميق.. ستفعل هذا في أول الأمر عامداً وواعياً لما تفعل, وسيوحي هذا إلى من يرونك بأنك قوي الشخصية, ولكن أهم من ذلك ما ستوحيه أنت إلى نفسك من الثقة بقيمة كل عمل يصدر منك.
* كيف نتحرك؟
مرونة الجسد والعقل .. هذا هو حجر الأساس في خطة الحركة التي يجب أن نلتزم بها لنصل إلى مظهر الشباب. إن مفاصل الشخص العادي تصاب باليبوسة بسبب الكسل أو عدم الاستخدام, وسوء التغذية وأهم من ذلك كله بسبب الخوف اللاشعوري من الشيخوخة, الذي يوحي إلى الشخص أنه صار عاجزاً عن مظاهر الشباب في العمل والرياضة واللهو .. إن الخوف إذا اعترانا يسري في أعصابنا التي تأمر غددنا بأن تتأهب لشيء فظيع .. فتفرز الغدد السموم التي أعدتها الطبيعة لمواقف الخطر الداهم فقط .. وتلك السموم تحفز العضلات إلى بذل مجهود خارق .. وهذه التعبئة الاستثنائية لقوى الجسم تتقاضى منا الثمن - بعد انتهاء الموقف - في صورة جهد وتعب عظيمين. فلا عجب أن نجد من يسيطر عليهم الخوف باستمرار يشكون من التعب الدائم بغير سبب ظاهر لأنهم يبذلون مجهوداً عصبياً وجسدياً ما كانوا ليبذلونه لولا الخوف المرضي المسيطر على عقولهم .. وهكذا تدب إليهم الشيخوخة قبل أوانها بزمان طويل.
ولعلاج القلق والخوف إليك التمرين النفسي التالي:
(1) إذا كان لديك إحساس خفي بالخوف من المستقبل فلا تتجاهله بل ناقشه بكل هدوء عقلي ولا تحاول أن تهون من مخاوفك في هذه المواجهة.
(2) افترض أن مخاوفك قد تحققت في أسوأ صورها, وستدرك في هذه الحالة أنه إما أن تموت نتيجة لحدوث الكارثة المفترضة أو لا تموت.
(3) وستدرك أنك لن تمت .. عندئذ تستطيع أن تبدأ حياتك على أساس سليم .. أما إذا تسببت الكارثة - التي تخاف منها في موتك فعلاً, فلا فائدة من التفكير فيما لا جدوى منه .. فمن ذا الذي لا يدركه الموت أبداً؟!
* ما بين الحركة والسكون:
إذا راقبت الشباب وجدت جميع حركاتهم تسير في الاتجاه من أسفل إلى أعلى كالنبات اليانع الذي ينبثق من الأرض نحو السماء.. فراقب حركاتك وأوضاعك وفتش عن كل اتجاه فيها إلى أاسفل واستبدل بها ما استطعت اتجاهاً إلى أعلى .. فأقرأ وأنت ناظر إلى فوق واجلس منتصب القامة وأنت تعمل وامشي مرفوع الرأس. هذا ما يجعلك شاباً أو على الأقل يوحي لمن يراك بأنك شاب!
* التعب عدوك اللدود:
إن الإحساس المستمر بالتعب هو العدو الأول لنظرية: السعي إلى الشباب الدائم. ولتجنب الإحساس بالتعب والقضاء عليه عليك بفيتامينات المجموعة ب فهي التي تتيح للجسم استخلاص الطاقة من الطعام والأمر لا يكلفك سوى 3 ملاعق صغيرة من خميرة البيرة الذائبة في الحليب أو عصير الفواكه على أن يكون ذلك يومياً. كذلك البروتينات هامة جداً. وباختصار عليك أن تتبع نظام غذائي سليم وتتناول وجباتك في مواعيدها.
* راقب صوتك:
الصوت الجميل قد يجعل السامع ينسى كل شيء عن صاحبه: هل هو شاب أم شيخ .. بدين أم نحيف .. وسيم أو غير ذلك. والخطوة الأولى نحو شباب الصوت هي شباب العقل والقلب, فمن يقبلون على الحياة هم الذين تفيض أصواتهم بالحماسة والاهتمام. يجب أن يكون صوتنا هادئاً معبراً عن الرضا والطمأنينة والثقة بأنفسنا وبالحياة .. فأنبذ من صوتك كل ما يدل على خيبة الأمل والكراهية والمرارة والسخط لأن صوت الشاب هو الصوت المتوازن الذي لا يفتح الباب لتلك الآثار الكريهة المكتسبة من تجارب ماضية.
* حديث الشباب وحديث الشيوخ:
الحديث كالأجسام .. يمكن أن يكون نشيطاً رشيقاً كما يمكن أن يكون ثقيلاً راكداً. فعليك في أحاديثك أن تتجنب التفتيش عن العيوب والتنبؤ بوقوع الكوارث. تدرب على أن تنظر إلى الغد بتفاؤل وابتسام .. فالشيخوخة تعيش بالخوف أما الشباب فحديثه كله ثقة بنفسه وبحاضره وبغده. وليكن موقفك موقف من يريد أن يتعلم ويتقبل لا موقف المعارض المنسحب الخارج على الجماعة. فإذا حدث وتعرضت لبعض الموضوعات التي تشعر بعدم الاطمئنان إليها كبدعة في السلوك أو موضة لا تعجبك فلا تظهر هذا الرأي للملأ وإنما اكتفى بتوجيه الأسئلة والاستفسارات بشأن هذا الموضوع. وليس معنى هذا ألا تخالف الآخرين في أي شيء .. فهذا غير طبيعي .. ولكن المقصود أن تخالف ما شئت ولكن بحب وتفهم وليس بحقد وتجهم.
* كيف تستخدم يديك؟
إن طريقة استخدام اليدين من أهم العلامات الدالة على الشباب أو الشيخوخة .. فمن الأوضاع السخيفة عقد اليدين على الصدر أو في الحجر أو وضعهما على الفخذين مما يضفي على الرجل أو المرأة صورة المتفرج أو المراقب المنعزل .. إن هذا الوضع مناسب فقط عندما تكون جالساً تستمع إلى محاضرة أو تشاهد مسرحية, أما في الحياة فهو غير مناسب إطلاقاً. لذا احرص على بقاء يديك حرتين منفصلتين على الدوام .. كذلك استخدم يديك في التعبير عن والتوكيد على حديثك بدون إسراف فذلك يزيد من جاذبيتك الشخصية.
* راقب نظرات عينيك:
إن نظراتك التي توجهها إلى الناس وإلى الأشياء هي صورة شخصيتك .. فالنظرة الرقيقة الحالمة تعطي انطباعاً غير تلك التي تؤديها النظرة الصارمة. والنظرة الرقيقة الودود تغير بالتبعية من طريقة الشعور والتفكير .. فلتجرب هذه التجربة البسيطة:
ركز تفكيرك في أحب الناس ثم انظر في المرآة .. ستجد في نظرات عينيك لمعاناً وحرارة وحماسة. وهكذا لا يقتضيك الأمر إلا تصور من تحبهم لتومض عينيك بالمودة والحماسة, كلما لقيت إنساناً لا تكترث له إلا قليلاً .. وشيئاً فشيئاً ستتعود المحبة وسيتعودها منك الناس فيحس كل من يراك أن عينيك شابتان فيهما نور وغنى وسخاء.
* ماذا تأكل؟
الطعام هو الأساس العضوي لقوام الحياة.. لذا عليك اتباع نظام غذائي سليم يحتوي على جميع العناصر الغذائية الهامة .. وباختصار يمكن القول بأن الإكثار من الفيتامينات والأملاح المعدنية والبروتينات وتجنب الدهون والسكريات هي أكبر ضمان للخداع في عمر الإنسان. ولو أننا وضعنا في اعتبارنا أن ننظم ونحسن تغذية خلايا جلدنا عن طريق مجرى الدم - كما ينبغي - لحصلنا على جلد جديد جميل ناضر وبمعنى آخر نحظى بنضارة الشباب على الدوام فلا يتجعد الجلد تحت تأثير الشيخوخة والعنصر الأساسي اللازم لغذاء الجلد هو الكبريت - الموجود في البصل والطماطم والخس - فهو الذي ينظف خلايا البشرة من الشوائب.
* أنت تحب .. إذن فأنت شاب:
إن الحب هو العامل الذي يقضي على بذور الخوف الرابضة في نفوسنا من تقلب الحياة ومفاجآتها وهو الذي يحول الإنسان البائس الذي ينظر إلى الحياة نظرة الريبة والشك إلى إنسان يستشعر ما حوله من جمال ويتطلع إلى المستقبل بعين التفاؤل والرضا. ويخطئ من يظن أن العزلة والانطواء على النفس يحفظان للمرء كرامته وشخصيته "المعتبرة". فالكرامة ليست هدفاً لذاتها ولكنها وسيلة لتمهيد الاتصال بالناس.
* قاوم شعورك بالنقص:
الشعور بالنقص شعور طبيعي وهو خير فهو يهدينا إلى ما ينبغي أن نستكمله من نقص ونستقويه من ضعف. ولكن المبالغة والتضخم المرضي في هذا الشعور هو الذي يدفع بنا إلى الالتواء والعاهات النفسية. وأضمن وقاية للنشء من الشعور بالنقص هو أن نلقنهم الطريق القويم للتعويض حتى لا يتخبطوا في تعويضات خاطئة تشوه شخصياتهم وأن نعلمهم أن الإنسان ناقص بطبيعته وأن هذا النقص ليس عيباً طالما أنه مشاع بين الجميع وإنما الخطأ حقاً أن نزيف الواقع ونتظاهر بغير الحقيقة .. والسلوك القويم يقتضي مواجهة النقص بتفكير هادئ للوصول إلى أفضل الطرق لتلافيه أو تحسينه. كذلك يجب أن نتعلم التسامي على أنفسنا وننظر إلى ما ينقصنا على أنه ينقص كثيرين من غيرنا .. إن الثقة بالنفس والإيمان هما مفتاح القوة والشباب.

ahzaan @ahzaan
عضوة جديدة
هذا الموضوع مغلق.
الصفحة الأخيرة
نصائح رائعة ...
احسنت اختيار الموضوع ..
أختك في الله
الداعيـــة ..