بسم الله الرحمن الرحيم
افهم يا كـنـود
الحياة فيها تكامل والشريعة شرعة التعايش بين الناس بعضهم لبعض
فمع مرور الأيام واليالي
يكون كلُ إنسان إما فاضل
وإما متفضّلٌ عليه
فالإنسان الأصيل لا يجحد المعروف الذي ناله إزاء الخير الذي بذل له
فتأملت حال بني البشر يأكلون ولا يقولون الحمد لله
ويشربون
ويقولون هذا بفضل فمي الذي فتحته لهذا الماء العذب
وحينما يقابل صاحب الفضل
يُنكرهـ ويجحده إما بطريقة مباشرة شجاعة
أوأن يغلفها بشيء من البجاحة
فيُغلف هذا النـكران
بغلاف الكنود
وطريقهما للجحود واحد
أختي الفاضلة
لا تستغرب حينما يأتي إنسان ويجحدك بكل ما فيك
من خير وبذل وإحسان وإنعام لهذا الإنسان الجاحد
فالله تعالى وضع لنا مافيه شفاء القلوب ودواء النفوس
بقوله جل في علاه في سورة العاديات
( إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ )
قال مجاهد : الكنود الكفور الذي يكفر اليسير ولا يشكر الكثير
فإن علمت أن الإنسان بطبيعته جاحداً لربه صاحب الفضل والإنعام
فمن باب أولى أن تجد من يجحدك أنت
بكونك إنسان يعتريك ما يعتري بقية البشر
أخواتي ...
لا تستغرب أن يأتي يوم ويجحدك إنسان أعطيته كل ما في وسعك
من وقت - وجهد - وفكر - ومال - ودعاء - وقلب
لأن الجحود والكنود
سمة فطرية لا يقاومها إلا الشكور، والجحود لحظة
يجدهـا الشيطان نقطة نصر وعلو للإنسان
فيصدق الإنسان نفسه وشيطانه
فمن باب أولى أن يجحد الناس بعضهم أفضال بعض
قد يأتي يوم ويجحدك أخوانك وقد يأتي ويجحدك أبنائك
وقد يأتي يوم وجحدك كل من يسير على هذه الدنيا
سبق أن كان لك فضلاً عليهم
فلست أعظم من رب السماوات والأرض لكي نطالب بعدم الجحود
ولست أعظم من النبي صلى الله عليه وسلم حينما جحده بعض قريش
دعوة لكل أخت
لا داعي للغضب ولا داعي لتحطيم أنفسكم ولا داعي للركون إلى مصاب الجحود إزاء الكنود وما بدر منه تجاهنا
دعوة أقولها لكل مسلم لا تلتفت للكنود
فأمره بين ناظريه لا يعدو مكانه .
أجركم ثابت يا أصحاب الفضل
أجركم راسخ في ميزان أعمالكم بإحسانكم وإنعامكم
بعد توفيق الله لكم
فلا تتأثروا بطائفة الكنوديّة
ولتكن الأصالة دليل على معادنكم الأصيلة