
الاسبوع الماضي ذهبت للسوق انا واختي , لم اكن احمل معي نقد فوقفت امام مكينة الصراف الآلي كان الزحام على اشده مابين رجال ونساء لانها الوحيدة في هذا الجزء من السوق والتجاوزات كانت على قدم وساق
لذلك آثرت ان اتجه الى الجهه الاخرى من السوق حيث تقبع مكينة صراف آلي بهدوء والزحام عليها قليل
كل ذلك كان قبل المغرب تقريبا بساعه إلا ربع , وبينما انا امشي تذكرت اذكار المساء فشرعت بقراءتها غيران مراقبة السيارات خلال عبوري للطريق انستني ان اكمل ,
صرفت نقودي واتجهت مباشرة الى محل ودفعت قيمة بضاعه سابق ان حجزتها وخرجت طبعا بشكل تلقائي ادخلت محفظتي الى حقيبتي ومشيت الى المحل المقابل حيث كانت اختي تتبضع , وقفت بالقرب منها انتظر , انتبهت لاحدى النساء وهي تقول ( شوفي البوك تحتك ) استدرت ونظرت للاسفل فإذا بي اشاهد محفظتي على الارض اخذتها وشكرت المرأة ,
اتفقت مع اختي ان اذهب لمحل آخر استبدل سلعه كنت قد اشتريتها بيما تكمل هي تبضعها اختصارا للوقت , وصلت للمحل الهدف واستبدلت البضاعه واشتريت اخرى ووضعتها في الكيس اللذي احملة وعندما فتحت المحفظه كانت خاويه على عروشها ,
صعقت , قبل قليل فقط كنت احمل مبلغ من ثلاث اصفار والان لاشي
الهمني الله في هذه اللحظة فقلت انا لله وإنا اليه راجعون
اخرجت البضاعه التي معي واعدتها للبائع و انطلقت لاختي اخبرها خبري
طبعا كان هناك انعدام في الرؤية الافقية لكن الامر لم يصل مرحلة الزوابع الرعدية الماطرة :06:
اخبرت اختي فأخذت تكيل الدعوات على السارق
اظلمت الدنيا في عيني
كنت اعول على هذا المبلغ امور كثيرة لكن الحمد لله على كل حال
جلست امام احد المحلات انتظر ولم يعد لي أي رغبه في مرافقة اختي
شعرت بعطش لم اشعر به في حياتي
احسست بشعور لم اشعر به في حياتي
شعور الضعف بعد القوة
شعور المسكنة بعد العزة
شعور الفقر بعد الغنى
في السابق كنت اذهب للسوق في شدة الحر ولم اكن اشرب الماء حتى اعود للمنزل
تلك اللحظة تمنيت ان يتصدق احدهم علي بريال واحد ثمن زجاجة ماء
اختي كانت تحمل معها فكة الا ان الصدمة انستها ذلك
يا الله قبل ثواني فقط كنت سأشتري كذا وكذا
والآن اتمنى رشفة ماء اروي بها ظمأى
طبعا انا هنا لست اشكو لكم ضياع مالي لان الشكوى لغير الله مذلة ولان الموضوع اصبح من الماضي
لكني اوردت هذه القصة لان فيها دروس وعبر:
1-الدنيا زائلة ودوام الحال من المحال ( يصبح احدنا غنيا ويمسي فقيرا ويصبح فقيرا ويمسي غنيا)
2-شعرت بشعور الفقراء عندما يتوق احدهم لشراء سلعه لكن ضيق ذات اليد يجعله يقف عاجزا عن دفع قيمتها ( زجاجة الماء ام ريال اكبر دليل )
3-الحرص على قراءة اذكار الصباح والمساء
قرأت في كتاب الحصن الواقي للشيخ عبد الله السدحان فضل قول استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه مرة واحدة على كل شئ يراد حفظة
(حيث أن من آثارها المجربه النافعه : حفظ الاموال والاولاد وغيرهما من السرقه والتعدي
عن ابن عمر رضي الله عنه انه صلى الله عليه وسلم قال : ان الله اذا استودع شيئا حفظه
وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله انه قال : من اراد ان يسار فليقل لمن يخلف استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
وهذا الحفظ عام في السفر وغيره , وهو امان من السرقه والتعدي , ولو كان المستودع شيئا يسيرا , ففي ذلك اظهار حاجة العبد الى ربه في كل صغيرة وكبيرة .
ولو قال الانسان مثلا : استودع الله الذي لاتضيع ودائعه , ديني ونفسي وأمانتي وخواتيم عملي , وبيتي واهلي ومالي , وجميع ما نعم الله به علي, لحفظ الله له ذلك كله , ولم ير ما يسوؤه فيه , ولحفظ من شرور الانس والجن اجمعين )
4-الحرص في أي مكان تذهبين اليه والتأكد من اغلاق الحقيبه جيدا ( مهوب تاقفين مفهيه مثلي لين راحت قروشي ) :icon33:
5-الحرص امام مكائن الصرف الآلي على ان لايرى المحيطين بك من الناس رقم بطاقة الراف او حتى المبلغ الذي قمت بسحبه . والتأكد بعد كل عملية شراء من انك وضعت المحفظة في مكان آمن .
6-آخر فائدة وهي الاهم على الاطلاق هو ان ما يصيب الانسان من هم او غم او مصيبه فيصبر عليها فله بها اجر ان شاء الله بشرط ان يكون الصبر عند الصدمة الاولى
قال تعلى (وبشر الصابرين * الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون * أولائِك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولائِك هم المهتدون )
وقال تعالى(وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) وقال: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ).
فما من قربة إلا وأجرها بتقدير وحساب إلا الصبر،
أما الأحاديث ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "ما أعطي أحد عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر".
وقال الحسن: الصبر كنز من كنوز الخير، لا يعطيه الله -عز وجل- إلا لعبد كريم عنده. وكان بعض العارفين في جيبه رقعة يخرجها كل ساعة فيطالعها، وفيها: (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا)
وفي الصحيحين عن عائشة -رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفّر الله - عز وجل - بها عنه، حتى الشوكة يشاكها"، وفي حديث آخر: "ما يصيب المسلم من وصب ولا نصب ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفّر بها من خطاياه".
وفي حديث آخر: "لا يزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة، في جسده، وفي ماله، وفي ولده، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة".
والبلاء من سنن الله الكونية القدريه قال عز وجل ( ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين )
والبلاء من الله للمؤمن والكافر , فهو للمؤمن عقوبه تخفف من عقوبته في الآخرة , او تكفير لسيئاته او رفعة لدرجاته او اختبار لايمانه وصبرة , اما الكافر فهو عقوبة لكفره وعصيانه
ومرد ذلك الى تقدير الله , فقد يبتلي طوائف وغيرهم اسوأ منهم , وقد يبتلي المؤمن ويمهل الكافر , او يعجل جزاءهم فينعمهم, فلا قسي ذلك بعقولنا , بل الامر لحكمة الله البالغة التي قد تخفى علينا .
ولابتلاء المؤمنين والصالحين حكم وفوائد منها :
1- انه دليل الايمان فقد سئل النبي صلى الله علية وسلم أي الناس اشد بلاء ؟ قال : الانبياء ثم الصالحون ثم المثل فالامثل من الناس يبتلى الرجل على حسب دينه , فأن كان في دينه صلابة زيد في بلائه , وإن كان في دينه رقه خفف عنه )
2-انه علامة محبة الله للعبد . قال صلى الله عليه وسلم : (وإن الله اذا احب قوما ابتلاهم )
3-انه من علامات ارادة الله بعبده الخير , قال صلى الله عليه وسلم ( إذا اراد الله بعبده الخير عجل له العقوبه في الدنيا , وإذا اراد الله بعبده الشر امسك عنه بذنبه حتى يوافى يوم القيامة )
4-انه كفارة للذنوب وإن قل , قال صلى الله عليه وسلم ( ما من مسلم يصيبه اذى شوكة فما فوقها إلا كفر الله بها سيئاته كما تحط الشجرة ورقها )
والبلاء يكون بالخير كزيادة المال وبالشر كالمرض , قال سبحانه وتعالى : ( ولنبلونكم بالشر والخير فتنه )
وإذا وقع البلاء بتقدير الله فإن المشروع للمسلم :
1-
الصبر : وعدم التسخط والشكوى , وقول الدعاء المشروع ( إنا لله وإنا إليه راجعون , اللهم آجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها )
2- الرضا بالقضاء : فالله لايقدر إلا لحكمة وخير , والأدلة السابقة تؤكده .
3- الشكر : وهو اعلى الدرجات وتمام التسليم , ولا يحمد في المكروه إلا الله .
والصبر والرضا دلالة قوة ايمانك بالقدر خيره وشره , وبأن ما اصابك لم يكن ليخطئك , وما أخطأك لم يكن ليصيبك , ودليل الايمان بحكمة الله البالغة.
4-يشرع دفع البلاء والسعي في ذلك إن كان مما يدفع ومن وسائل ذلك :
-التوبه إلى الله , فإن الرجوع إلى الله يرفع البلاء مثلما تجلبه المعاصي .
-الدعاء والتضرع إلى الله برفع البلاء, وان يوقن بالا جابه ولا يستعجل
-قراءة الاوراد والادعيه وأذكار الصباح والمساء فإنها توقف البلاء او تخففه
وتأثير هذه الأذكار يزيد وينقص بإذن الله لأمرين :
1-الإيمان بأنها حق وصدق وأنها نافعة بإذن الله .
2-أن يصغي لها وقلبه حاضر , لأنها دعاء والدعاء لا يستجاب من قلب غافل لاه كما صح عنه صلى اله عليه وسلم
من كتاب الحصن الواقي للشيخ عبدالله السدحان
من المفارقات العجيبه ان الحادثة وقعت يوم الاحد والخميس الذي يسبقه رأيت رؤيا ليس هذا مجال ذكرها, حاولت الاتصال بمفسر احسبه من الثقات والله حسيبه لكن الخط كان مشغولا جدا فلم اتمكن من محادثته , انتظرت حتى يوم الاربعاء لانه يستقبل المكالمات يومي الاربعاء والخميس فقط , قصصت علي الرؤيا فسألني ان كنت املك مفاتيح , اجبت بالنفي , قال : ابد , قلت : ابد , قال الرؤيا تدل على ان سيضيع لك غرض ما , قلت له هل من الممكن ان يكون مال ؟ قال ممكن , قلت له لقد ضاع المال , ضحك وقال لقد وقعت ,
سبحان الله تأخر تفسير الرؤيا بقدر الله فضاع المال بقدر الله
يا ترى لو استقبلت من امري مااستدبرت و فسرت الرؤيا قبل ان اذهب للسوق هل كنت سأذهب ؟
اظن انني سأسحب المال واحطة تحت المخدة خشية عليه من الضياع:42:
اسأل المولى جل وعلى ان يرزقني وإياكم الصبر وان يرفع به منزلتنا يوم نلقاه
وفعلا من استودع الله شيئا فانه لايضيعه ابدا...