اسمع لهذه الكلمات واحفظها جيدا، احفظ هذه الكلمات كما تحفظ اسمك، حتى تنجو من قضية الوساوس والهواجس في الإخلاص والرياء، يقول الفضيل رحمه الله: ( ولو فتح الإنسان عليه باب ملاحظة الناس ، والاحتراس من ظنونهم الباطلة لأنسد عليه أكثر أبواب الخير، وضيع على نفسه شيئا عظيما من مهمات الدين وليس هذه طريقة العارفين).
انتهى كلامه رحمه الله تعالى وهو كلام نفيس جدا .
واسمع لكلام ابن تيمية – رحمه الله – في الفتاوى عندما يقول:
(ومن كان له ورد مشروع من صلاة الضحى ، أو قيام الليل، أو غير ذلك.
فإنه يصليه حيث كان، ولا ينبغي له أن يضع ورده المشروع لأجل كونه يسن الناس، إذا علم الله من قلبه أنه يفعله سرا لله ، مع اجتهاده في سلامته من الرياء ومفسدات الإخلاص).
اسمع بعض الناس يدخل على بعض الناس من هذا الباب، فينهاه عن أمر لا يفعله أمام الناس، لماذا؟ يقول : خشيه الرياء.
يقول ابن تيمية –رحمه الله تعالى- عن ذلك:
(ومن نهى عن أمر مشروع بمجرد زعمه أن ذلك رياء فنهيه مردود عليه من وجوه:
الأول: أن الأعمال المشروعة لا ينهى عنها خوف من الرياء، بل يؤمر بها والإخلاص فيها، فالفساد في ترك إظهار المشروع أعظم من الفساد في إظهاره رياء.
ثانيهما: لأن الإنكار إنما يقع على ما أنكرته الشريعة، وقد قال رسول الله _صلى الله عليه وآله وسلم- (إني لم أؤمر أن أنقب قلوب الناس ولا أن أشق قلوبهم)..
الثالث: إن تسويغ مثل هذا يقضي إلى أن أهل الشرك والفساد يمكرون على أهل الخير والدين، إذا رأوا من يظهر أمر مشروعا قالوا : هذا مراء فيترك أهل الصدق إظهار الأمور المشروعة حذرا من المزعوم، فتعطل الخير. هذه كلمات جميلة جدا من ابن تيمية رحمه الله.
الرابع: إن مثل هذا يعني إنكار الناس عمل مشروعا بحجة أنه رياء، يقول : إن مثل هذا من شعائر المنافقين ، وهو الطعن على من يظهر الأعمال المشروعة، قال تعالى:
الذين يلمزن المطوعين من المؤمنين في الصدقات، والذين لا يجدون إلاّ جهدهم فسيخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم. انتهى كلامه مختصر من الفتاوى .
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
اوراق الخريف2
•
الله يجزاك خير وجعل ماكتبت في موازين حسناتك:26:
الصفحة الأخيرة