منذ بداية الثورات بالدول العربية التي بدأت بتونس ثم مصر فليبيا، جاءتني رسائل من عدة اشخاص يسألونني عن اشاعة نسبت إليَّ مفادها انني ربطت هذه الثورات وسقوط الدول بخروج المهدي وخروج الدجال!! وكنت ارد على كل من سألني ان هذا الامر كذب وغير صحيح وان هذه الثورات لا علاقة لها بعلامات الساعة وان هذه الشائعة لا يجوز نشرها بين الناس لانها افتراء على الدين ولم اكن اظن ان الكذب ونشر الشائعات سينتشران بين الناس بهذه القوة ربما بحسن نية او سوء نية من الناقل والناشر.
والبعض اراد ان يؤكد الرسالة المكذوبة عني فوضع مقطعا لمحاضرة القيتها قبل اربع سنوات تقريبا وكان فيها اثر يروى عن الامام علي رضي الله عنه لا علاقة له ابدا بما يحصل اليوم من ثورات وسقوط انظمة!! بل لم يكن في المقطع أي اشارة لهذه الامور!!
المشكلة ليست فقط في الكلام «الركيك» الذي ينشر ولكن المشكلة ان يتكلم الناس بعلم الغيب بغير دليل من الكتاب والسنة وربط احداث الواقع بغيبيات قطعية ربما تسبب تشكيك العامة بهذه القطعيات او تكذيبها.
استغل الكثيرون هذا الكلام المنسوب لي كذبا وزورا ووجدوا فيه غايتهم ونالوا مني بما ارادوا والمشكلة ان الكثير منهم يقول ما يقول وهو يعلم ان الكلام لم يصدر مني ومن نقل الحديث فهو احد الكذابين «وكفى بالمرء كذبا ان يحدث بكل ما سمع».
احد الاعلاميين «الاسلاميين» وجدها فرصة ليخرج ما في قلبه عليَّ فكتب مقالة في جريدة «الوطن» السعودية يوم الجمعة قبل الماضية، ادعى فيها – كذبا – انه استمع لمقطع لي – يزعم – انني جزمت فيه ان «ما نشهده من ثورات تندلع على امتداد رقع الجغرافيا العربية هو ايذان بظهور المسيح الدجال» واستمر الكاتب «الاسلامي» في زعمه انني سقت كل الاحاديث التي وردت لاؤكد صحة استنتاجي!!
واستمر الكاتب بعد ايهام القراء انه استمع لكلامي وبدأ يناقش ما تخيله في رأسه واتهمني بالخرافة وبان حديثي يصلح لمجالس سمر في مقاه شعبية تخدر العامة فقط!! واستمر في الطعن بما يشتهي ولغاية في نفسه هداه الله واصلحه.
اما اهل العلم والخلق فموقفهم من هذه الشائعات يدل على سلامة منهجهم واذكر رسالة نشرها الدكتور الفاضل «عبدالمحسن الزبن» رد فيها على هذه الخرافة وجزم بان هذا الكلام لا يمكن ان يصدر عن «نبيل العوضي» وهذا هو الظن بأهل العلم الحقيقيين، فجزاهم الله خير الجزاء وجعل القبول لهم في الارض.
وليتذكر البعض – غفر الله لهم – قول الله تعالى {يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}.
نحن نعيش اليوم زمن ثورة المعلومات قبل ثورة الشعوب، والكلمة اليوم اذا اطلقت تصل الافاق وتخترقها، وينبغي على المتلقي الا يصدق كل ما يسمع وان يحسن الظن بالمسلمين والا يكون احد «الكذابين» الذين يحبون نقل الكلمات الكاذبة والشائعات المغرضة خصوصا اذا تعلق الامر بالدين {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}.
«الدجال» فتنة عظيمة ستأتي على الناس لاشك فيها، و«المهدي» سيخرج ويملأ الارض عدلا كما ملئت جورا وظلما، ولكن لا علاقة لما يحدث اليوم من ثورات بهذه العلامات الكبرى، أسأل الله ان يفقهنا في الدين ويبصرنا به.
الومضة «المئة وواحد»: قال أحد «السلف»: ليكن حظ المؤمن منك ثلاثا: «ان لم تنفعه فلا تضره، وان لم تفرحه فلا تغمه، وان لم تمدحه فلا تذمه».
منقول من موقع طريق الإيمان بإشراف الدكتور نبيل العوضي
أم همااااام @am_hmaaaaam
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
أم همااااام
•
للرفع
الصفحة الأخيرة