يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ
بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ { 12 }
نهانا الله في هذه الايه العظيمه عن عدة صفات ذميمه ومحرمه :
1 / سوء الظن ..
2 / التجسس على الغير ..
3 / الغيبه ..
1 / نهانا عن سوء الظن ..
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
"إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ، ولا تحسسوا ، ولا
تجسسوا ، ولا تحاسدوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا ، وكونوا
عباد الله إخوانا "
رواه البخاري ومسلم
و من الامور التي تساعدنا على حسن الظن :
ان لا نحكم على الناس ونتجنب تحليل التصرفات ،،
وان نلتمس لهم العذر ،، و لاندقق بأفعال الغير وكلامهم ،،
ونحمل اقوالهم على المحمل الحسن قدر المستطاع .
قد روي عن ابن قدامه المقدسي رحمه الله تعالى انه قال :
متى خطر لك خاطر سوء على مسلم : فينبغي أن تزيد في
مراعاته وتدعو له بالخير , فإن ذلك يغيض الشيطان ويدفعه
عنك , وإذا تحققت هفوة مسلم , فانصحه في السر.
روي عن ابن سيرين رحمه الله انه قال :
"إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرا،
فإن لم تجد فقل: لعل له عذرا لا أعرفه"
2 / نهانا عن التجسس على الغير ..
فمن ترك لنفسه المجال وظن بالناس سوء فبتأكيد سيتجسس ليتأكد من صحة ظنه ..
فيجب الحذر فلا تجسسي يا غاليه على زوجك ، فنهاية هذا الامر الندم والحسره ،،
راقبي ابنك وقوي مخافته ورقابته من الله ولكن لا تتجسسي ..
تأكدي اختي الحبيبه لم ينهانا الاسلام عن شي الا ومفاسده وسلبياته اكثر .. ولا فائده من فعله ..
3 / نهانا عن الغيبه ..
وفي الحديث :
" قيل ما الغيبة يا رسول الله ؟ فقال : ذكرك أخاك بما يكره، قيل : أفرأيت إن كان في
أخي ما أقول ؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته ".
رواه مسلم.
يقول صلى الله عليه وسلم:
(أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس عندنا من لا دينار له ولا درهم، قال صلى الله عليه وسلم: لا.
المفلس من يأتي يوم القيامة بحسنات كالجبال، ولكن يأتي وقد سب هذا، وشتم هذا، وهتك عرض
هذا، وأكل مال هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، حتى إذا فنيت حسناته أخذ من
سيئاتهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار)
فأن كنا نخاف الله لا نغتاب ولا نسمح بالغيبه .. فيجب النصح والانكار والتذكير باسلوب لطيف ،،
اذا لم نستطع الانكار فلا نجلس معهم .. الامر صعب ولكن نحاول ونجاهد ..
قال الشيخ سعيد بن مسفر ان سماع الغيبه معصيه لأن الغيبة لا تتم إلا من طرفين :
مغتاب وسامع ، هل يوجد مغتاب يجلس في غرفة ويغتاب؟ من يغتاب معه؟ هل يوجد من يسمع؟
فإذا سمعت الغيبة فأنت أحد المغتابين وبمجاملتك وسكوتك فأنت المغتاب الثاني ، ولك صورة
طبق الأصل من معصيته ؛ لأن الغيبة لا تتم إلا من طرفين، مثل الزنا لا يتم إلا بطرفين،