
بسم الله الرحمن الرحيم
23ist2_1824570_tongue_tied_117
قال تعالى {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً}
اللسان - عظيم في كسب الحسنات وعظيم في اخذ السيئات ، له في الخير مجال عظيم وله في الشر باع طويل ، سلاح ذو حدين ، وميزان ذو كفتين
فمن استخدمه في قول الحق والذكر والخير فقد نجاه الله من مصاب عظيم ، ومن تركه على هواه ، يشتم هذا ويقذف ذاك ، ويكذب تارة ويسخر تارة اخرى ، حديثه باطل ، وقوله فاحش لسانه نقمه عليه لانعمة ، يحسب ان قوته في بذائة لسانه ، فقد وقع في هلاك
فكل العجب من لسان سليط يتعدى الحدود ، ولا يعرف القيود ، صاحبه خصاله مذمومة ، والفاظه مسمومة ،
imagesCAFPRA2T
فالقذف واللعن والكذب والاستهزاء جزء لايتجرأ من ذلك اللسان الذميم
وللاسف كثر في مجتمعنا ، واصبح البعض يرمي بكلمة لايعرف ماخلفته من ذنب عظيم
(إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ)
اصبحنا نسمع كثيرا كلمات والفاظ القذف والاستهانه بها ، والتهاون بذنبها العظيم عند الله ، بكلمة قذف لعنتي من رحمة الله وطردتي منها ، واصبحتي من الفاسقين ووعد لك من الله بالعذاب العظيم
باي حق تكلمتي بعرض مسلمة ! وماذا جنيتي
اللعن - كلمة للاسف نسمعها كثير حتى الطفل يرددها دون ان يتعجب منها البعض
ووصل التهاون بها ان البعض اصبح يرددها في كل وقت في المزح والجد والنقاش والجدال وكأن دعاؤه على مسلم بان يبعد من رحمة الله امر هين
الرسول صلى الله عليه وسلم عندما كان في سفر سمع امراة تلعن ناقتها فقال من التي لعنت ناقتها واين هي تلك الناقة الملعونة فحضروا له الناقة فتركها واكمل سفره وقال ليس بيننا ناقة ملعونة
هذه ناقة الرسول صلى الله عليه وسلم غضب لانها لعنت ولم يدعها معهم فكيف بمن تلعن مسلمة !
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها ثم تأخذ يمينا وشمالا فإذا لم تجد مساغا رجعت رجعت إلى قائلها "
كلمة قد تخرجك من الاسلام ، كلمة قد تهوي بك لقاع جهنم ، كلمة قد تشتت اسر ، كلمة قد تقيم الحروب ،
ابو بكر الصديق رضى الله عنه كان يمسك بلسانه ويقول هذا الذي اوردني الموارد اي ان اللسان هو الذي يوردك للجنة او النار
إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان، تقول: اتق الله فينا فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا» . قوله: تكفر اللسان، قيل: معناه تخضع له وفي الحديث: أن الصحابة لما دخلوا على النجاشي لم يكفروا له، أي لم يسجدوا ولم يخضعوا. ولذلك قال عمرو بن العاص: أيها الملك، إنهم لا يكفرون لك. وإنما خضعت للسان لأنه بريد القلب وترجمانه والواسطة بينه وبين الأعضاء. وقولها: إنما نحن بك، أي نجاتنا بك وهلاكنا بك، ولهذا قالت: فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا.
وسُئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال : ( تقوى الله وحسن الخلق , وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار. فقال : الأجوفان : الفم والفرج )
حديث صحيح أخرجه ابن ماجه .
قيل للرسول صلى الله عليه وسلم : ( ما النجاة ؟ قال : أملك عليك لسانك وليسعك بيتك , وأبكِ على خطيئتك) حديث صحيح رواه الترمذي وغيره .
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( من يتوكل لي ما بين لحييه و رجليه أتوكل له بالجنة )
وقال تعالى


فظا اي سيئ الكلام واللفظ
فانظروا الى توجيه الاية الكريمة ودلالتها الاجتماعية
ان الانسان فظ الكلام سيئ القول مكروه من الناس ، الكل يتركه لفظاظة لسانه ، ويبتعدون عنه
ومجتمعنا خير دليل على ذلك
فكم من صلة ارحام تقطعت بسبب فحش اللسان والكلمة الخبيثة ، والسب والشتم .
البعض ما ان تجلس بالمجلس الا وعينها تصول وتجول ، تبدأ بالبحث والتدقيق لتجد العيوب وتشبع رغبة لسانها الجامحة فترمي سهاما قاتلة من الالفاظ والانتقادات والاستهزاء ، غير مبالية بمشاعر الاخرين ، متهاونة بالاثام التي ارتكبتها ، والذنوب التي جنتها
يتبع
777
قال رسول الله : ((لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه))
وقال معاذ رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، أنؤاخذ بما نقول؟ فقال:" ثكلتك أمك يا ابن جبل، وهل يكبّ الناس في النار على مناخرهم الا حصائد ألسنتهم؟!". الترمذي
وقيل لعيسى عليه السلام: دلنا على عمل ندخل به الجنة، قال: فلا تنطقوا أبدا.
قالوا: لا بدّ لنا من ذلك. قال: فلا تنطقوا الا بخير
قال تعالى ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة، كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء
الكلمة الطيبة بوابة الوصول للقلوب ، وتأثير على العقول ، ومفتاح السعادة
هي سر من اسرار السعادة ، وفن من فنون المعاملة
وادب من الاداب التي علمها الله للانبياء والرسل فقولا له قولاً ليناً ..
عندما ارسل الله موسى وهارون عليهما السلام لفرعون امرهم ان يقولا له قول لين لطيف ليستميلا قلبه ويطفئوا غضبه
ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم
من هنا نبدأ بصياغة قانون معاملاتنا الاجتماعية والاسرية
بالكلمة الحسنة
لنحفظ بها مودة من نودهم ، وتستمر الصداقات ، ونصل الارحام ،ونطفئ غضب الاعداء ، ونكسب حبهم او نكف من شرهم ،نمنع كيد الشيطان وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً
لنجني فوائدها واجرها
(( وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( في الجنة غرفة يُـرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها)) فقال أبو مالك الأشعري: لمن هي يا رسول الله ؟ قال: " لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات والناس نيام))
علاج لآفات اللسان
- اكثري من الاستغفار وذكر الله
- ابعدي عينيك عن مراقبة الناس وتتبعهم وصوني نظرك
عينــك إن أبـدت إليــك معـايبــا فصنها وقل ياعين للناس أعين
- اشغلي بالك وتفكيرك فاصلاح عيوبك بدل من الانشغال بعيوب الناس
رحم الله امرئ انشغل بعيوبه عن عيوب الاخرين
- صوني لسانك من الثرثرة وذكر الناس ونقل الاخبار او انتقاداتهم فخير الكلام ماقل ودل
- لاتنطقي قبل ان تعي الكلمة جيدا
- ابعدي عن مجالس الغيبة والنميمة ، ولاتتحدثي فيما لايخصك ولا يعنيك
- كرري دائما اللهم اني اعوذ بك من شر لساني وسمعي وبصري