اكتشفي مشاعر زوجك من طريقة مشيه وحديثه بالجوال

الأسرة والمجتمع

اكتشفي مشاعر زوجك من طريقة مشيه وحديثه بالجوال 60 % من حالات التخاطب والتواصل بين الناس تتم بصورة غير شفهية
الاستحسان وعدم الرضا يمكن التعبير عنهما باليد
أبها : نادية الفواز ، تغريد العلكمي
يعتقد علماء النفس أن 60 % من حالات التخاطب والتواصل بين الناس تتم بصورة غير شفهية أي عن طريق الإيماءات والإيحاءات والرموز، لا عن طريق الكلام واللسان ، ويقال إن هذه الطريقة ذات تأثير قوي، أقوى بخمس مرات من ذلك التأثير الذي تتركه الكلمات، وانطلاقا من ذلك وبعد أن عجزت بعض الزوجات في إيجاد تفسيرات واضحة لصمت الأزواج، ورغبة في استشراف مشاعرهم تجاههن اضطر بعضهن للبحث عن هذه المشاعر من خلال طرق جديدة بعيدة عن ملل الاستجواب المباشر أو التوقع المتعب ، وذلك من خلال ما يسمى باختبارات لغة الجسد .
فانتشر ببعض المواقع الإلكترونية والمنتديات الخاصة بالأسرة مؤخرا مواضيع متعددة خاصة بهذه الاختبارات كــ"اكتشفي مشاعر زوجك من لغة يديه أو نظراته اللا إرادية أثناء تحدثه معك، واختبري حب زوجك لك من خلال طريقة رده بالجوال أو طريقة سيره، كما نظمت بعض الجهات دورات نسائية للتعرف على هذا النوع من اللغة .
تقول عبير غانم (متزوجة) إنها اضطرت للبحث عن كل ما يتعلق بلغة الجسد لتكتشف ما خلف صمت زوجها، بعد أن ملت أساليب استجداء المشاعر منه، وطلبه أن يبوح بمشاعره تجاهها، مبينة أنها غير متأكدة من صحة نتيجة مثل هذه الاختبارات، ولكن ما تعرفه أن الكثير من قريناتها يتبعن هذا الأسلوب للتعرف على مشاعر أزواجهن .
وعن أمثلة هذه الاختبارات التي قامت بتجربتها تقول عبير "بحثت كثيرا بالمنتديات النفسية بالإنترنت، والتي تحوي مواضيع كــ"اكتشفي مشاعر زوجك من خلال العديد من التفاصيل" كحركات يديه أو نظرات عينيه أو بعض طباعه، فأصبحت أعرف مثلا أنه حين يتحدث بنظرات معينة أو بحركات لا إرادية بيديه أثناء تحدثه يكون غير راغب في التحدث أو يشعر بالملل أو العكس ، بالإضافة إلى معرفتي مدى تقبله مثلا لما أقول من خلال هذه اللغة" .
وتضيف "أفادتني لغة الجسد كثيرا بحيث أصبحت أكثر تفهما وتفاهما مع زوجي ومعرفة بحالته النفسية، وعلى ذلك أضحيت أوجه تعاملي ، فحين أستشعر عدم رغبته في التحدث أو النقاش أصمت، وحين أستشعر ضيقه أحاول تهدئته وهكذا" .
في المقابل رفضت هدى العمري هذه الطريقة لمعرفة مشاعر الأزواج، مؤكدة أن التواصل اللفظي هو الأجدى والأكثر وضوحا ودليلا على الثقة المتبادلة بين الأزواج.
ويقول علي الألمعي "ليست الزوجة هي الوحيدة التي تستطيع من خلال لغة الجسد التعرف على مشاعر زوجها ، فحتى الرجال لديهم القدرة على معرفة الأوقات التي تكون فيها المرأة غي راغبة في التحاور، أو غير متقبلة لمزاح الزوج ، أو عكس ذلك ومن خلال معرفة كل هذه المشاعر يقوم التعامل على أساسها بما يضمن التفاهم بين الطرفين، والذي هو أساس أي علاقة زوجية ناجحة" .
إلى ذلك بين مدرب برامج التنمية البشرية حسن بن مانع آل عمير أن "لغة الجسد عبارة عن تعبيرات جسد الإنسان المقصودة وغير المقصودة سواء التي تظهر على الوجه أو حركات اليدين. أو طريقة الوقوف أو المشي، ومشاعر الإنسان وشخصيته يمكن قراءتها من خلال طريقة مشيه , فتجد الواثق من نفسه يمشي منتصب القامة، وبسرعة متوازنة. بينما الشخص الحزين أو المكتئب غير السعيد تجد خطوته بطيئة، ويسير متثاقلاً ورأسه للأسفل، والإنسان المنفتح الإيجابي صاحب الأفكار المشرقة تجده مبتسماً ينظر بكل حب وإنسانية للمحيطين به. بينما صاحب الفكر السلبي تجده متجهماً عبوساً ، ونظراته نظرات شك وريبة، فتجدها غير مستقرة وتجوب المكان خوفاً أو شكاً".
وأضاف أن من حركات الجسد والتي تعد لغة يمكن قراءة الإنسان من خلالها إشارات اليدين، فتجد أن الإشارة مباشرة على الآخرين، وبإصبع واحدة، ورفع الصوت أثناء الحديث دليل على العدوانية. بينما صاحب نبرة الصوت الهادئة، والمستخدم يديه بمستوى معقول يتناسب مع نوعية الحديث الذي يقدمه، مؤشر على ثقته واحترامه للنفس أولاً وللآخرين ثانياً .
وفيما يتعلق بالزوجات اللائي يبحثن من خلالها عن مشاعر أزواجهن أوضح آل عمير أن موضوع الأزواج والتواصل فيما بينهم يعد من الأمور المهمة لنجاح العلاقة الزوجية، وللغة الجسد دور كبير في توصيل المشاعر بين الزوجين، ولكن استعجال الزوجة أو الزوج في قراءة لغة جسد الآخر بشكل سلبي أمر نحذر منه، فربما تكون تفسيرات خاطئة، وعلى الإنسان أن يغلب جانب إحسان الظن في مثل هذه الأمور ، فيما من المؤكد أن التواصل اللفظي مطلوب بين الزوج والزوجة .
وينصح آل عمير الأزواج الذين تسير حياتهم الزوجية بصمت أن يعرفوا أهمية التواصل والحديث فيما بينهم، فنجاح العلاقة الزوجية يحتاج إلى كل التسامح والألفة والتواصل اللفظي وغير اللفظي بين الزوجين .
وتقول المدربة المعتمدة في لغة الجسد سلطانة الثميري إن "لغة الجسد هي التعرف على تلك الحركات التي تصدر عن الجسد، حيث إن العديد بعض الأفراد يستخدمون أيديهم أو تعبيرات الوجه لإيصال المعلومة.
وأضافت أن "العديد من السيدات السعوديات اتجهن لتعلم لغة الجسد للتقرب من أزواجهن، وتعديل طريقتهن في التعامل معهم باستخدام لغة الجسد والتي تنقسم إلى جزء علوي وآخر سفلي، فالجزء العلوي يعني حركات الوجه والأيدي والأصابع والقدم والدلالات التي تصدر عن الوجه، وحركة الحواجب والشفة والعيون".
وأكدت الثميري أن لغة الجسد جزء من الدورات التي تقدم في البرمجة اللغوية العصبية باعتبارها جزءا من هذه البرامج، وهي تجعل المرأة تتخلص من الإيحاءات والإشارات التي تعطي انطباعا سلبيا عنها لدى زوجها، وهي تستند على تصوير الوجه وطريقة الحركة بكاميرا ومراقبة طريقة التعبير بالجسد في المواقف المتعددة أو بتخيل الحوار مع الزوج وطريقة الكلام، وعمل دراسة لجميع هذه الحركات، والتي تؤدي إلى إيجاد إيحاء سلبي مثل رفع الحواجب، حيث يتم تعديل هذه السلوكيات من خلال الوقوف إمام المرأة، ومحاولة تعديل أي سلوك سلبي، واستبدال لغة الجسد بلغة أخرى.
وعن أهم فوائد هذه الدورات ذكرت الثميري أنها تساعد على بناء الألفة ، والتعامل الأمثل مع الآخرين ولغة تحسين السلوك والتخلص من الإيحاءات والإشارات التي تعطي انطباعا سلبيا عن الإنسان، وتعديلها بعد تخيل الموقف الذي نريده ودراسة الحركات التي تؤدي إلى الإيحاء السلبي وتعديلها وبناء ألفة لغوية .


المصدر الوطن
0
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️