عزيزي الأب ، عزيزتي الأم ، كما تعلمون فإن الحب حاجة أساسية متأصلة عند الإنسان يحبها الصغير والكبير ، الرجل والمرأة ، وهي جزء من تكويننا الأسري ، بل عنوان العلاقة الوالدية والأبوية .
هل تعلمان أن كل حركة وسكون وتعبير وصوت تقومان به يؤثر بطريقة ما على سلوك أولادكما ؟
هل تعلمان أن مستقبل أبنائكما الأسري مبني على ما يصدر منكما من حنان أو قسوة وجفوة ؟
للدكتور / محمد الثويني – العميد المساعد للشؤون الطلابية – كلية التربية الإساسية – الكويت .
عدوى الحب والجفاء
نعم هناك عدوى الحب والقسوة والضحك والعبوس ، جرّب أن تدخل على أولادك وأنت مبتسم وضاحك مرفوع الرأس مفتوح الأيدي ، ثم لاحظ الأثر ، وأدخل وأنت عابس منكس الرأس قابض اليدين وتحر الأثر ، وبلا شك ستجد أن الموقف الأول يجعل عند الأبناء حماساً لاستقبالك وتقبيلك والضحك معك ، والثاني على العكس ، إنهم يتجاهلونك وينفرون منمك بسبب البأس الذي أدخلته عليهم .
التأثيرات العاطفية ضمن الأسرة
والآن .. ما هو الأثر المتوقع للحالة العاطفية في البيت على الأبناء ؟ سؤال يحتاج إلى إجابة .
الوالدان قاسيان
ينتج عن هذا البيت أبناء غير أسوياء من حيث العواطف والمشاعر يغلب عليهم التعاسة ، والسكون وعدم المشاركة والعدوانية ، وقلة الأصدقاء ، وكره الحياة ، والجفاء في التعامل مع الوالدين ، ورفض الأوامر ، أو ضعف الشخصية والرضوخ نتيجة الخوف لا الرغبة في إرضاء الوالدين ، وسوء اتخاذ القرار والرغبة في الانتقام إما للتعويض ، أو بسبب الحقد والحسد على الآخرين لما ينعمون به من خير وعناية .
أحدهما قاس والآخر لين :
قد يكون الأبناء قاسيين أو لينين حسب المؤثر فيهما من الوالدين ، فإن كان القاسي هو المؤثر كان الأثر كما بينا في الفقرة السابقة ، وإن كان المؤثر هو اللين كان الأثر كما سنبين في الفقرة الثالثة ، ولكن في كلتا الحالتين ، بمستوى أقل مل الحالة الأولى والثانية .
وقد يكون هناك أثر سلبي آخر وهو الحيرة في ما هو أفضل وأنسب في بعض المواقف عندما يكون مستوى القسوة واللين متساوياً عند الوالدين ، فقد لا يحسن الابن اختيار التفاعل المناسب .
الأبوان لينان
هنا يكون الابن والابنة أسوياء ، حيث إن العلاقة الأسرية يسودها الهناء والراحة والحب والحنان واللين والرفق الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم ما كان اللين في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شأنه ، ويكون هذا الأثر الإيجابي عند جميع أفراد الأسرة ، بل ويتعدى إلى خارجها عند الأهل والأصحاب والأقران والزملاء في العمل ، أي يغلب على الأسرة الهدوء وحسن التفاعل مع المواقف اليومية واتخاذ قرارات سديدة وصائبة .
بعض الآثار المترتبة على العيش في أسر تتسم بالقسوة :
1- الميل إلى الطرف اللين على حساب الطرف القاسي ، مما يزيد من مشاكل الأسرة .
2- عدم استقرار حال الأبناء في حياتهم خارج البيت وسهولة وقوعهم في الانحراف .
3- الرغبة في عدم الإقبال على الزواج .
كأن ترفض البنت الزواج من الرجل لأن الأب كان قاسياً وظالماً وخالياً من العواطف ، أو أن يعزف الابن عن الزواج بسبب تسلط والدته وعنفها في التعامل مع أبيه ومعه ومع أخوته وخلوها من الحب والحنان ، ومعاملتها لهم وكأنهم موظفون في دائرة حكومية أو شركة مالية .
4- كثرة المشاكل العاطفية والتحرش بالطرف الآخر للتعويض العاطفي والوقوع في شرك القصص الغرامية والأفلام الفاسدة .
لذا يجب علينا جميعاً أن نورث لأبنائنا الحب والحنان والاتزان الانفعالي ، كما نورثهم المال والمنزل وغيرها من الماديات ، لتكون حياتهم المستقبلية حياة ناجحة ومستمرة يسودها الحنان والإيجابية والرغبة في تنشئة أسرة صالحة تضيف إلى المجتمع لبنة صالحة سوية .
وأخيراً فإن أول من يجني ثمار الحب واللين والرفق هم الآباء أنفسهم ، حيث إن ما نزرع في نفوس الأبناء من حب وحنان واستقرار ، يعود علينا منهم ، فيحبوننا ويخدموننا ويحموننا ويبروننا عندما نكبر ونكون أحوج إليهم من حاجتهم إلينا ، وأما العكس ، فأنتم أدرى به نسأل الله عز وجل أن يجنبنا العقوق ويهبنا البر والوفاء بالحقوق .
منقول من مجلة الفرحة
هذا الموضوع مغلق.
نــــور
•
شكرآ لك عزيزتي
وفعلآ البيت هو المنشأ الأساسي للتربية سواء كانت صحيحة أو خاطئة و يتحمل الآباء هذه المسؤولية على عاتقهم
فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته
وفعلآ البيت هو المنشأ الأساسي للتربية سواء كانت صحيحة أو خاطئة و يتحمل الآباء هذه المسؤولية على عاتقهم
فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته
الصفحة الأخيرة
ومعاك حق في كل كلمة قلتيها و احب اكد ان سبب ضياع ابناء اليوم و قلة الاداب الاسلامية و العامة ايضاً هو البيت اولاً و اخيراً
فادعوا لكل أم و أب ولنفسي ان الله يعينا على تربية ابنائنا التربية الصحيحة