للأبواب منذ العصور الأولى دور جمالي يحرص عليه المصممون، فلا يقتصر دور الباب على حماية المنزل فقط، وإنما له دور جمالي في تنسيق المنزل وإضفاء الأناقة عليه، وكانت الأبواب على مر العصور ذاكرة لفكر المبدعين تسجل التطور الفني والتاريخي في العصر وما دار به من أحداث، تقول مصممة الديكور نسرين القرشي "عالم الأبواب واسع ومتشعب، ويرتبط بطابع المكان الإجمالي، ويحمل هويته، وأشكال الأبواب ترصد حركة التاريخ وتدون سطور الإبداع والهندسة والفن، فالأبواب تعتبر المثال الحي للتطورات والسبيل المشرع أمام الاستلهام والصيحات والتجدد والتي تحمل وظائف حياتية وفنية عدة".
وأضافت: "العديد من الفنانين والرسامين استلهموا حسهم الفني في تشكيل الأبواب، ففي ديكور المنزل تشكل الأبواب العنصر الأساسي في الساحتين الهندسية والحياتية، لأنها مرآة الداخل المصمم والانعكاس الفعلي لمتطلبات المشروع والعازل المطلق عن المحيط، وما أكثر الإبداعات في هذا الإبداع في هذا الجزء".
وعن أنواع الأبواب وأشكالها قالت "تختلف الأبواب باختلاف المباني فهناك أبواب خاصة بالشركات وبالمنازل، وأخرى للمشاريع السكنية والفندقية والحكومية، وتتعدد أشكال الأبواب حاليا بأفكار متفرقة وأجزاء متنوعة، كذلك تتعدد أحجامها من عملاقة أو صغيرة، كذلك من حيث الزخارف والنقوش، فمن الزخارف الجريئة والنافرة إلى التصاميم الهادئة والبسيطة المتعددة المقاييس والأشكال، والتصاميم التي تبرز فيها التيجان المقوسة أو المستقيمة أو الملتوية المطعمة بالزخارف الناعمة والفضة والمزينة بالرسوم المربعة والدائرية والمستطيلة والمتوازية، أو المقتبسة من طراز فني محدد ، كما تتوزع في بعضها الآخر أجمل النتوءات الإيقاعية التي تعكس الهوية التقليدية والنمط الحضاري التاريخي والعريق لمرحلة قديمة أو حديثة أو معاصرة".
وعن الأنواع الحديثة للأبواب قالت "هناك أبواب من الخشب والفولاذ والحديد والمعدن والزجاج، تتخللها تصميمات تنعكس من خلالها الكوات والفتحات والتقاطيع الداكنة وغير الشفافة، وتنبعث منها الألوان الطبيعية بأشكالها المتناسقة، تظهر بأشكال هندسية تعبر عن التفرد والخصوصية والتماسك، كذلك توجد أبواب مقاومة للحرارة والمياه والعوامل الطبيعية"، مضيفة أن التطور الهائل منح الأبواب المزيد من الحماية والخصوصية والاستجابة لضرورات تقنية وشكلية لبناء جديد أو ترميم، فبرزت الأبواب العازلة للحرارة والصوت بأغلفة ولوحات مصنوعة من الألياف الخشبية، وتنوعت الطرز والتصاميم والأفكار المتوافرة بتركيبات مصنوعة من مواد كالألمنيوم، مما يقدم تماوجا وتناغما بين أنحاء المنزل بين الإيحاءات الكلاسيكية والعصرية تتوزع أشكال الأبواب.
وأشارت القرشي إلى أن الأبواب المصنوعة من الألمنيوم أفضل، لأنها عملية لا تتطلب عناية خاصة، فهي تتمتع بقدرة على مقاومة الصدمات، ويدوم مظهرها السليم طويلا، وتتوفر بألوان عدة وتصاميم مختلفة تتداخل بها أحيانا المواد الزجاجية والمعدنية.
وأبانت القرشي أن من التقنيات الجديدة في صناعة الأبواب تقنية "الباتين" وهي تعتمد على الرسوم الخادعة للنظر، والتي تضفي الجمال الواضح والحقيقي للأبواب وهويتها، وأضافت أن الأبواب المعتقة بإيقاعاتها اللونية يمكن أن تختصر التدرج اللوني الواحد أو المرحلة التاريخية الواحدة، لأنها تخضع للعمل الفني الدقيق والرقيق في آن واحد.
وعن أسعار الأبواب وأشكال التصاميم قالت إنها تتراوح بين العالية والرخيصة والمتوسطة، وذلك يرجع إلى الجودة في النوعية والمتانة والصلابة، حيث تطورت أساليب اللصوص في السطو على المنازل، والتي تحدث بواسطة الأبواب، لذلك وجب أن تتمتع الأبواب بمقاومة كافية، وأن تكون صلبة غير قابلة للكسر أو الخلع، وأن يكون الباب مزودا بمفاتيح فنية يتعذر تقليدها، وأن تكون مقاومة للرصاص والحريق والرطوبة والحرارة والخدش

ساره الحلوة @sarh_alhlo
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.



الصفحة الأخيرة
و هذا الرابط فيه أبواب عتيقة تونسية روعة
http://apressiat.free.fr/portes.html