



هو حديث كل عام,, ومدخل مهم لكل صيف,, واهتمام بالغ من كل الجهات المعنية بهذا الأمر,, ذلك أن الاجازات الصيفية هي هاجس كل أسرة وكل داعية وكل مسؤول,,
على أبواب الصيف يتجدد الحديث عن مجتمعاتنا والصيف .. ذلك أن أموراً وأحوالاً وأوضاعاً كثيرة ربما يقع فيها كثيرون وهي مما ينبغي أن ينتبه له المسلم وأن يحذر منه المؤمن ذلك أنه لا يليق به ولا تناسب مع غاياته وأهدافه ومع سماته وصفاته .
الظواهر السلبيه في الأجازات تتكرر كل عام على ا لنحو التالي...
السهر والعبث....النوم والكسل...... السفر إلى خارج البلاد بلاد الكفر.....وتبديد الأموال....
أين المسارعة إلى الخيرات ,,

أين هذا كله الذي كان يترك بعضه أو كثير منه بحجة الانشغال بالدراسة والتفرغ لها ؟ .
فما بالنا نشكوا هذه الشكاوى المزعومة وندعي هذه الدعاوى الموهومة ثم إذا جاء الوقت وحانت الفرصة لم نجد لهذه الدعوة الصورة الحقيقية الصادقة لتنفيذها...
كيف نجنب شبابنا,,و وفتياتنا ,,,وانفسنا,,,وأطفالنا,,,هول الفراغ وانعكاساته المدمرة

عنوان الأجازه

نهارهم ليل,, وليلهم نهار,,,
قبل الدخول في صلب الموضوع وعرض البرامج المفيدة والنافعة في الاجازة الصيفية
نتطرق الى سلبيتين دائما ما تتكرران في الاجازات الصيفية ...
أن أغلب الناس من الأسر بمختلف اعمارها جعلوا من الليل نهارا ومن النهار ليلا أيام الاجازات والعطل ودليل ذلك أنك اذا خرجت الى الشوارع العامة بعد منتصف الليل تجد الحركة دؤوبة والناس منتشرين وكأنك في رابعة النهار،
الأمهات والفتيات بالأسواق ومن سوق لأخر ومن مركز لأخر....بلا داعي..ولكن نهم بالشراء والتجول ....واكتساب للسيئات اكثر..خاصة وان اغلب مانرى هو عدم الألتزام بالحجاب الشرعي مما يؤدي الى المعاكسات والمشاكل اللا أخلاقيه..
.
تبرج ,,وتكشف,, واختلاط تقوم به بعض النساء في داخل بلادنا في بعض الأماكن الترفيهية وعند السفر إلى خارج البلاد، ,,,بلاد الكفر
والشباب جعلوا من الليل نهارا ومن النهار ليلا أيام الاجازات والعطل ودليل ذلك أنك اذا خرجت الى الشوارع العامة بعد منتصف الليل تجد الحركة دؤوبة والناس منتشرين وكأنك في رابعة النهار، وبعد صلاة الفجر يخيم السكون على المدينة وتقل الحركة وكأنك في وسط الليل، وهذا مشاهد ومحسوس عندما تجد كثيرا من الشباب في الشوارع العامة وعلى عتبات المنازل وفي الطرقات يلعبون وعلى الأرصفة يجلسون وعند أبواب البوفيهات ..والمطاعم...
او السفر لبلاد الكفار ,,,,فتصور ذلك الشاب الذي نشأ في بيئة صالحة وتربة خصبة وفطرته سليمة عندما يذهب لبلاد لا تعرف الحلال من الحرام، بلاد انتشرت فيها كثير من المعاصي مثل الزنا والربا والقمار والشذوذ الى جانب ترك الدين وبث الزندقة والالحاد، والذهاب لنوادي العراة والسينما والأفلام ووجود المجلات والكتب الساقطة، فهم بذلك لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا، حياتهم لهو ولعب:(إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل),
منكرات ومعاصي,,,, فسهر على مشاهدة وسماع المحطات الفضائية وما يبث في أغلبها من السموم والأفكار المنحرفة والأغاني والأفلام الساقطة والمشاهد المثيرة، سهر على شرب الدخان والشيشة والمخدرات والمسكرات او,,,, بالدوران في الشوارع والتجمعات المشبوهة وايذاء الناس في منازلهم وطرقاتهم بأي نوع من أنواع الأذية، ناهيك عن بعض الاستراحات وما يحصل فيها من المخالفات والمنكرات ثم بعد هذا السهر الى الهزيع الأخير من الليل،
ما هي النتيجة؟ وماذا يترتب على ذلك؟
والسؤال الذي ينبغي أن نسأله أنفسنا كآباء ومسؤولين ....
هل هذا السهر وهذه الحركة الدؤوبة الى ما بعد منتصف الليل على خير أم سوء؟
هل التجول بالأسواق يوميآ هو الحل الأمثل لقضاء الأجازهّ!!!!
هل التجول اليومي بالأسواق هو الحل للقضاء على طول الأجازه!!!
وما هي الحلول لذلك!!!
من الصعب أن يترك الإنسان نفسه كريشة في مهب الريح، أينما تأخذه الرياح يمضي؛
إذ لابد من تخطيط لحياته يسير وفقه....جدول منظم يساعدنا في الأستفاده من العطله الصيفيه بشكل ايجابي...واهم شئ كما نعلم هو التخطيط المسبق..
ولذا ألخص قولي في دعوةٍ صادقة لنا جميعاً - أيها الإخوات -
أن نحرص حرصاً أكيداً على طاعة الله ، وأن نستثمر الأوقات التي أتاحها الله - عز وجل - لنا لا لشيءٍ إلا لذكره ولشكره سبحانه وتعالى : { تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سرجاَ وقمراَ منيرا * هو الذي جعل الليل والنهار خلفةً لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا } .
لما لا نستثمر هذه الأوقات في طاعة الله عز وجل !.
هيا معي نرى كيف نستعد للعطله الصيفيه...
ضياع ثلاثة أشهر على الأقل من كل سنة من عمر أبنائنا دون الاستفادة منها،
هذا إن لم تعد هذه الأشهر ببعض العادات السلبية على الفرد وبالتالي الأسرة ككل،
اليكم مقتطفات من لقاء مع هدى حواس الجاسم "أستاذة التربية وعلم النفس"
التي حدثتنا عن أهمية تربية أولادنا على الاستفادة من أيام الإجازة فتقول:
إن أهم ما يميز الإجازة هو امتلاكنا للوقت فيها والذي يمكن أن نوظفه بطريقة نستفيد فيها منه، و نربي أولادنا على ذلك، فمن المعروف أن الإجازة هي وقت فراغ، وعلينا أن نربيهم أولاً على الاستفادة من وقت الفراغ. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ" (رواه البخاري).
ولا تأتي تربيتنا لأولادنا على حسن استغلال الإجازة في وقت الإجازة فقط، بل إن هذه التربية تسبقها في أي وقت فراغ آخر، فعلى سبيل المثال يوم الجمعة يمكن الاستفادة منه، وكذلك أيام الأعياد، وحتى في أوقات المدرسة يوجد وقت فراغ يجب الاستفادة منه، فإن نحن عودنا أولادنا على أن يتم استغلال وقت الفراغ على مدار السنة في العبادة، كارتياد المساجد مثلاً، فإن هذا سينعكس على سلوكهم في الإجازة الصيفية.
كما علينا أن نحرص كل الحرص على أن نكون لأولادنا القدوة الحسنة في الاستفادة من الإجازة؛ لأن الأولاد يُقلّدون الآباء والأمهات في كل شيء تقريباً، فبقدر ما نستفيد نحن من إجازتنا بشكل يرضي الله عز وجل، ونبتعد عن معاصيه، بقدر ما ينعكس ذلك على سلوك أفراد الأسرة.
نقطة أخرى أحب أن أذكرها هنا، وهي أن رفاق السوء
يعتبررفاق السوء.. من أهم المؤثرات المباشرة على طريقة قضاء الإجازة لأولادنا، فعندما يحدثهم أصدقاؤهم عن رحلة في الدول الأوروبية مثلاً وما فيها من لهو.. فإنهم سينشئون وفي قلوبهم شغف لارتياد هذه الأماكن، وكذلك إذا حدثهم زميل لهم عن قضاء قسم من الإجازة في مكة المكرمة، أو في صلة الرحم، واجتماعات الأسرة الكبيرة، فإنهم سيحبون ذلك.
إذا نظرنا إلى الإجازة على أنها فترة ثلاثة أشهر كاملة تقريباً،
عرفنا أن مسألة توظيف الإجازة في الرحلات أو الزيارات أو السفر أو أي شكل من أشكال التسلية لهو أمر صعب. الإضافة إلى ذلك فإن الدورات العلمية والعملية عادة ما تأخذ الوقت القليل من الإجازة، لذلك فإنني أرى أن مسألة توظيف الإجازة في إلحاق أبناءنا بالدورات العلمية والعملية،
بالإضافة إلى دورات نشاطية,,, ودورات تحفيظ قرآن,,, أو من هذا القبيل لهو أمر ضروري للاستفادة من وقت فراغ كبير وضخم.
أضف إلى ذلك أنَّ تعود الأولاد على قضاء إجازتهم بدون عمل عقلي أو حفظي أو نشاط علمي أو عملي سيؤدي بهم إلى الركود والخمول والنوم، وأحياناً السهر واللهو، وهذا أمر سيئ للغاية، خاصة وأن أبناءنا مقبلين على فترة دراسية أخرى، وإذا تعودوا على الخمول أو الكسل، سيصعب عليهم معاودة النشاط الدراسي مرة أخرى مع بداية العام بشكل جيد.
على أن لا توظف الإجازة في الأمور العلمية والعملية ......
فحسب بل نحرص على التنويع بين ذلك الجانب.... والجانب الترفيهي أيضاً، مع الاهتمام بأمور الدين أيضاً كدورات تحفيظ القرآن.... التي تكثر في المساجد أيام الأجازات، وكذلك دورات الفقه والحديث والمحاضرات التي يلقيها بعض العلماء والفقهاء في المساجد والإكثار من أمور الخير التي تفيد في الدنيا والآخرة.
ولا بد أن أنبه هنا بألا تأخذ الدورات العملية أو العلمية كل أو معظم الإجازة لئلا يفقد الطالب إحساسه بالإجازة، ومن المفيد جدا أن تكون هذه الدورات قصيرة وبأوقات مناسبة.
ما هي السلبيات التي قد تنجم على سلوك الأولاد إن تركناهم من غير توجيه أو تخطيط في الإجازة؟
إن قسماً كبيراً من المشاكل التي تحدث للشبان والفتيات تأتي في أوقات الإجازة؛
لأن الإجازة بالإضافة إلى كونها تتيح فرصة كبيرة من الفراغ الذي قد يؤدي بالبعض إلى اتخاذ وسائل جديدة وربما سيئة لتمضية الوقت،
يُعتبر أيضاً مجالاً واسعاً لغياب الرقابة عليهم.
الإجازة، فيها تغيب كامل لرقابة المدرسة، كذلك فإن غياب التحصيل العملي، يغيب معه مراقبة الأهل للأبناء، مما ينشأ عنه وقت فراغ بدون رقابة.
فإذا ما زاد عليها عدم التوجيه الصحيح لهم في الاستفادة من الوقت، فإن رفاق السوء يتربصون بهم، والأعمال والعادات السيئة كثيرة وفي متناول اليد.
يظهر أن صحبة السوء مزلق مفسد لكثير من الأبناء، فكيف يمكن ـ يا أستاذة هدى ـ أن تجنب الأمهات بناتها أو أبناءها صحبة السوء التي تصبح خطرة خاصة في أوقات الفراغ والأجازات؟
يأتي هنا في المرتبة الأولى الرقابة الدائمة للأبناء، فمن غير الممكن أن نتركهم طوال فترة العام الدراسي دون رقابة، ثم نأتي ونراقبهم بشكل دقيق في أوقات الإجازة، صداقات المدرسة تشكل في الغالب الصداقات الدائمة بين الطلاب؛
لذلك فمن الملاحظ دائماً أن زميل المدرسة هو نفسه صديق الإجازة، بالإضافة إلى بعض الجيران والأقارب، لذلك معرفتنا السابقة برفاق الأبناء (في أوقات العام الدراسي) تنذرنا برفاق الإجازة، وحرصنا على رفاق الإجازة لأبنائنا تأتي استكمالاً لحرصنا على رفاق العام الدراسي.
ومن هنا يبرز الحرص الشديد من قبل العائلة على مسألة رفاق الأبناء،
وأي استهتار أو تقاعس في هذه المهمة التربوية سيؤدي (لا سمح الله) إلى انحرافات خطيرة وكبيرة تحدث في مجتمعاتنا بدون أن يعرف الآباء، ليكتشفوا بعد فوات الأوان هذه الانحرافات التي ما كانت لتحدث لو أن الآباء شددوا على مسألة رفاق الأبناء.