مفكرة الإسلام : أثارت تصريحات قائد القوات الأمريكية البرية الجنرال وليام والاس لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية أمس الأول حول احتمال استمرار الحرب في العراق لمدة طويلة, حالة من الارتباك والقلق داخل البيت الأبيض وفي الإدارة الأمريكية.
وأشار المراقبون إلي أن تصريحات والاس أثرت بالسلب علي تماسك الرئيس الأمريكي جورج بوش, وأنه بدا مرتبكا خلال حديثه أمس الأول مع المحاربين القدامي في البيت الأبيض, وقد قوضت تصريحات والاس تفاؤل القيادات الأمريكية بنهاية سريعة للحرب, بل وشككت في مصداقية تصريحاتهم عقب بدء العمليات العسكرية والخاصة بأن العمليات تسير وفقا لما هو مقرر سلفا وأنها تتقدم في اتجاه تحقيق هدفها بنجاح.
ومن جانبه صرح المتحدث باسم البيت الأبيض آري فلايشر عقب نشر تصريحات والاس بأنه لا أحدا في الإدارة الأمريكية يمكنه توقع إلي متي ستستمر الحرب, ولا توقع ذلك قبيل بدء العمليات.
وهو التصريح الذي يناقض توقعات نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني قبيل الحرب الخاصة بأن الحرب ستكون سريعة وأنها ستستغرق أسابيع وليس شهورا.
وبعد أن واجهه الصحفيون بتصريحات تشيني السابقة ارتبك فلايشر واستدرك قائلا إنه بعد أسبوع من المعارك لا يوجد أحد قادر علي القول إذا ما كان تشيني دقيقا أم لا.
وكان والاس قد أكد في تصريحاته للواشنطن بوست أيضا أن استخدام القوات العراقية غير النظامية لأساليب حرب العصابات جاء علي غير ما توقعته القوات الأمريكية, وأن العدو الذي يقاتله الجنود الأمريكيون مختلف عن ذلك الذي تدربوا علي قتاله.
جنود أميركيون: «نخشى الموت.. كل شيء في العراق يعاندنا الطبيعة والبشر والمستقبل»
البيان / ينشغل كثير من الجنود الاميركيين في العراق الآن بشيء واحد.. انهم يفتقدون عائلاتهم ويخشون ان يكون مصيرهم الموت، ذلك ما يؤكده تقرير لوكالة رويترز،
في حين ان تقريراً آخر لـ «بي.بي.سي» يؤكد ان الحرب استنزفت معنويات القوات الأميركية التي أصبحت في الحضيض. ( ويتساءل بعضهم بعد أكثر من اسبوع من غزو العراق عما حدث لأملهم في الوصول خلال ثلاثة ايام الى بغداد التي تلوح لهم برايات الاستسلام وتنتظرهم الفاتنات والرقص الشرقي كما كانوا يتوقعون.
قال مايكل سانشيز جندي مشاة البحرية الاميركية «اشعر ان فرصي في ان ابقى على قيد الحياة تقل كلما طال بقائي هنا». واضاف الجندي البالغ من العمر 21 عاما الذي ارتسم الاستياء على وجهه «كل شيء يعاندنا هنا. لا نعرف التضاريس ولا نعرف الناس ولا نعرف ما أعدوه لنا».
وكان سانشيز يتوقع كبقية زملائه نوعا من «الهرولة الى بغداد» بلا مقاومة في اعقاب حملة قصف هائلة تحطم ارادة العراقيين. لكن افرادا من قافلته تعرضوا لاطلاق النار من قناصة وصدتهم عاصفة رملية ومكثوا اياما في رقعة من الصحراء لا يسكنها سوى بعوض يؤرقهم. وعرف كثير من مشاة البحرية ما بدأ كبار الضباط الاميركيون يعترفون علانية الآن وهو ان المقاومة العراقية أشرس مما كانوا يتوقعون.
قال دنيس كوتس (20 عاما) الجندي بمشاة البحرية «كان من المفترض ان تكون هذه واحدة من اسرع الحروب... لم نتصور ان نتعرض لهجوم مبكر كهذا لم نكن نتصور كل هذا النشاط الارهابي».
وعلى هذا الطريق المؤدي الى بلدة الناصرية جنوب العراق لم يكن في استقبال «المحررين» فتيات يقدمن الورود امتنانا كما توقعوا. لم يكن في انتظارهم هناك سوى كمائن والغام وشراك مفخخة.
وصرخ احد جنود مشاة البحرية من خندق حفره على جانب طريق قائلا «أكره هذا المكان». واثار ضحك زملائه في خنادقهم عندما تساءل «اين الفاتنات.. أظن انه كان من المفترض ان يكون هناك بعض من الرقص الشرقي».
وعبر ضباط في مناطق اخرى عن القلق من الوقت الذي يمضى في الصحراء.
قالت الليفتنانت جيسيكا نيومان من سرية المهندسين 535 التي تشكل جزءا من اللواء 130 «ظننت انها ستكون اياما قليلة لكن اشعر انها ستستغرق فترة اطول».
وقال اللليفتنانت مارك بيتراك الضابط بالسرية نفسها ان الحرب «ستسغرق وقتا اطول من المتوقع خصوصا اذا لم نقض على هذه الجيوب للمقاومة. ان تحييد مقاومة محاربي العصابات سيتطلب وقتا».
ويشعر مشاة البحرية الذين يقومون بحراسة قافلة الامداد على الطريق الى الناصرية بالقلق اكثر مما يشعرون بالارهاق وبالملل اكثر مما يشعرون بالرعب.
قد تنشب مشاجرات حول من يقوم باجلاء الجرحى والجثث والمسافة التي يجب ان تفصل بين الشاحنات. لكن هناك قدرا وافرا من المياه وكثيرا من الطعام وعشرات الالاف من الطلقات والذخائر. هناك عجز في السجائر فقط.
ولدى بعض سائقي الشاحنات اجهزة لتشغيل الاسطوانات المدمجة مثبتة على اسقف الشاحنات التي يقودونها وهم يتشاغلون احيانا عن الحرب بالاستماع للموسيقى.
وبغض النظر عن التأخير يعتقد كثير من جنود مشاة البحرية ان بغداد ستسقط في غضون اسبوع او اثنين.
قال الجندي روبي رييس (22 عاما) وهو يشعر بدفء الشمس تبدد برودة الليل من موقع الاتصالات الموجود به «بالنسبة لي هذا وقت عظيم. اشعر كما لو انني اشاهد فيلما مثيرا». لكن الافلام المثيرة قد تكون مرهقة بعض الشيء.
وقال الميجر برني ليندستورم من المجموعة 937 الهندسية «اعتقدت دائما ان هذا الامر سيستغرق ستة اشهر او اكثر. لنفكر فيما تعنيه الاطاحة بنظام. ماذا يحدث لو ان صدام اصبح اسامة بن لادن وانتهى به الامر في الاختفاء في مكان ما».
واجاب قائلا «قد نبحث عنه لسنوات ويمكن ان يظل على اتصال مع اتباعه بفضل وسائل الاتصال الحديثة». ـ
للبيع: طائرة اباتشي بمزرعة منقاش!!
باب / يتبادل السعوديون منذ بدء الحرب الاميركية البريطانية على العراق في 20 آذار/مارس الجاري عبر هواتفهم النقالة العديد من الرسائل الهاتفية التي تمجد بطولة العراقيين في مواجهة قوات التحالف، تراوح بين النكات والشعر الشعبي.
ومن اطرف ما جاء في هذه الرسائل التي اوردتها صحيفة "الحياة" الصادرة في لندن اليوم الاحد رسالة في شكل اعلان يقول :
"للجادين فقط. للبيع طائرة اباتشي رمادية اللون. للمعاينة: مزرعة حجي منقاش جنوب العراق".
والحاج منقاش هو المزارع الذي اكدت السلطات العراقية انه اسقط ببندقيته القديمة (البرنو) طائرة اباتشي.
ومن الشعر الشعبي (النبطي) المتداول "ليت النشامى كلهم مثل منقاش .. سدد من البرنو وصاب الضريبة" وايضا "سلمت يمين اللي طرح طايرة بوش .. عود تحزم بام خمس وصفقها" وكلمة عود تعني الرجل المسن اما ام خمس فهي بندقية "البرنو" ذات الخمس طلقات.
ولم ينس السعوديون ميسون عبد الله التي قال وزير الاعلام العراقي محمد سعيد الصحاف انها استخدمت قاذف ار بي جي لاعطاب دبابة وقالوا في شأنها في رسائلهم الهاتفية "وميسون مرحومة لها الجنة فراش .. الله يكثر من امثالها في الشبيبة".
غير ان اكثر الابيات الشعرية المتداولة هي تلك التي وردت في نشيد شهير غناه محمد عبد الوهاب "اخي جاوز الظالمون المدى .. فحق الجهاد وحق الفدا".
.. إنهم يألمون كما تألمون !
جندي أميركي يبكي قبيل مغادرته الى جنوب العراق

جرحى أميركيون نقلوا الى ألمانيا من الجبهة العراقية الجنوبية يتحدثون للصحافيين (أ. ف. ب)

الرقيب الأميركي تشارلز هورغان يستخدم عكازين في المستشفى في ألمانيا (رويترز)

والدة أسير أميركي تبكي وهي تحمل صورته

طاقم سفينة "ارك" الملكية البريطانية يقفون دقيقة صمت حدادا على ثلاثة من رفاقهم الذين قتلوا في المعارك الدائرة في العراق. (رويترز)

السيرجنت جايمي فيلافان 31عاما من نيويورك والسيرجنت شارلس هورغان 21عاما من مونتانا أصيبا في الحرب في العراق خلال مؤتمر صحافي في مستشفى للجيش الأميركي بألمانيا (أ. ف. ب)

نقل جريح أميركي من ميدان المعركة على أطراف الناصرية جنوب العراق

عائلة عراقية تفر من ويلات الحرب تحت وابل من الغارات الجوية والقصف العشوائي على مدينة "البصرة" المحترقة. (أ.ف.ب)

اللعب تحت النار
مباراة بين فريقي الزوراء (باللباس الأبيض) وتكريت في استاد الشعب ببغداد ضمن منافسات الدوري العراقي الذي استمرت مباراياته رغم الحرب.

دبابة أميركية تحترق على جبهة الناصرية
ضابط عراقي يشير الى طائرة "أباتشي" أميركية اسقطها العراقيون أول من أمس في منطقة وسط الفرات