وسن 77

وسن 77 @osn_77

عضوة نشيطة

الأرحام الواجب صلتهم

ملتقى الإيمان

بنات انا متزوجه اهلي واهل زوجي في مدينه ثانيه واعمام زوجي ساكنين في المنطقه الي انا فيها اجيهم في العزايم والاعياد والطلعات فقط واذا احدمريض اونفاس في هذي الحالات فقط ازورهم وهم بعد اذا عندي عزيمه او نفاس يجوني فقط انا ماروحلهم لان المجتمع كله منافق ويطلعون علي كلام ماقلته وضحك في لبسي وحركاتي لاني على الطبيعه ماتصنع مثلهم اسوي نفسي دلوعه منزينهم عاد ودي اعرف هم من الرحم اولا بس زوجي يقابل اعمامه بشكل اسبوعي وانا لا ماجيهم الاكل شهرين او اكثر حسب المناسبه اذكرولي الارحام بشكل نقاط :26:
5
802

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

&دمعه فرح&
&دمعه فرح&
والله حنا نفس الحاله عم ابوي نفس المنطقه ومشاكل معهم ونفاق على قولك وحسودين امي قطعتهم وسالت انهم مو من صلة رحمي اواصلهم بس الي ابي اعرفه هم يكونو صلة رحمي
ابوي يواصلهم بس حنا لا والله يهدي الجميع
طموحي لله ولية ،،
الارحام هم من يجوز لك مقابلتهم :

الوالدينوالأجداد والجدات والاخوة والاخوات واولادهم .. والخالة والخال والعمة والعم ..

---------------------------------


كيف أصل رحمي دون أن أخسر كرامتي؟
أ. عائشة الحكمي

تاريخ الإضافة: 27/9/2009 ميلادي - 7/10/1430 هجري
زيارة: 3100



السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
جزاكم الله خيرًا على هذا الموقع الرائع، أنا قرأتُ ردَّ أ. عائشة الحكمي على رسالة بعنوان: "التعامل مع خبيث القلب واللسان"، وقد أعجبتُ به كثيرًا.

أنا لي بعض الأهل (قريبي الصلة) الذين يُسيئون التصرُّفَ في بعض الأمور، وعندما أقوم بلفْت نظرِهم وتوجيه العتاب، يقومون بمقاطعتي، وعندما أحاول انتهاز أيِّ مناسبة للاتِّصال بهم، يكونون في غاية البرود والجفاء، ولا يُعاوِدون الاتصال بي، وأنا لا أريد أن أخسرهم، وفي الوقت نفسه أريد أن أحفظ كرامتي، علمًا بأنهم لا يعملون حسابًا لكبير أو قريب؛ فهم في غاية العناد والكبر.

أرجو الإفادة، ولكم جزيل الشكر.
الجواب
عزيزتي الغالية، حياكِ الله ومبارك عليكم الشهر، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أشكر لكِ هذا الثناء العطِر، أسعدتِ به قلبًا، ونلتِ به أجرًا، واعذِريني أرجوكِ على تأخُّري في الرد عليكِ، "لو كنتَ تعلم ما بي كنتَ تعذرني"؛ ولكني أعلم أنكِ ستعذرينني وإن لم تعلمي؛ فلكِ الشكر ألف ألف مرة.

تسألين عن الأقارب، وآه! ما أقسى الأحبةَ والأقارب! كلُّ المعاني المؤلمة في الدنيا ما عرَفها الناس إلا من أقرب الناس!

فالعقوقُ: من الأبناء فلذات الأكباد، والقسوةُ: من الآباء والأمهات أسرار الحياة، والخيانةُ: من الأزواج أنصاف النفوس والأرواح، والهجرُ: من الأحبة فراديس الدنيا، والغدرُ: من الأصدقاء أجمل ما في الحياة، والقطيعةُ: من الأرحام جذورنا العميقة العميقة، والإساءةُ: من الجيران وصية جبريل - عليه السلام!

وماذا بعد؟ إننا لا نلوم الأعداءَ إذا عادَوْنا؛ فهؤلاء أعداء، هكذا نعرفهم، أما وأن يكونوا ذوي قربى وأصدقاء، وتجمعنا بهم الأرواحُ والدماء، فالأمر جِدُّ قاسٍ؛ ولكنها سُنَّة ماضية قد جَرَتْ على الأنبياء من قبلُ، فها هي كل نصائح نوح - عليه السلام - لابنه العاصي وزوجته الخائنة، تذهب سدًى، وتغرق معهم في الطوفان، في واحدة من أكثر المشاهد التصويرية المؤثِّرة والموجعة في القرآن الكريم؛ {وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ * وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} .

ومن ينسى الخليلَ إبراهيمَ - عليه السلام - مع أبيه آزر؟! {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا * يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا * يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا * يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا * قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا * قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا} .

{وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ} .

أقول لكِ ذلك؛ كي تعلمي أنكِ لستِ وحدكِ من يقدم لأهله وأحبَّتِه النصحَ، ثم يجازى بالصدود والمقاطعة.

أختي العزيزة:
أحيي فيكِ هذه الرغبةَ الصادقة في النصح، والحرص الجميل على صلة الرحم، وحفظ الوشائج الدموية التي تربطكِ بذوي قرابتكِ؛ فعن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن، يكفُّ عليه ضيعته، ويحوطه من ورائه))؛ رواه أبو داود.

وعن تميم الداري: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الدين النصيحة))، قلنا: لمن؟ قال: ((لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامَّتهم))؛ رواه مسلم.

وقد أورد ابن أبي شيبة في "مصنفه" عن زهير بن عبدالرحمن، عن يزيد بن ميسرة - وكان قد قرأ الكتب - قال: "إن الله أوحى فيما أوحى إلى موسى: أنَّ أَحبَّ عبادي إليَّ الذين يمشون في الأرض بالنصيحة، والذين يمشون على أقدامهم إلى الجُمعات، والمستغفرون بالأسحار، أولئك الذين إذا أردتُ أن أصيب أهلَ الأرض بعذابٍ ثم رأيتهم، كففتُ عنهم عذابي، وأنَّ أبغض عبادي إليَّ الذي يقتدي بسيئة المؤمن ولا يقتدي بحسنته".

كتب الله لكِ الأجر يا مديحة، ولكِ الحق كل الحق أن تحافظي على كرامتكِ؛ فالإنسان مخلوق مكرَّم، سجدت له الملائكة المكرمون؛ {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا * قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا} .

إنما يبقى السؤال: كيف نوجِّه النصيحةَ للآخرين؟
تبدأ النصيحة دائمًا بالكلمة الطيبة، حتى وإن كان المنصوح من أشرِّ عباد الله كفرعون؛ فقد وصى الله -سبحانه وتعالى - موسى وهارونَ - عليهما السلام - بالترفُّق في نصح هذا الطاغية؛ {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} ؛ فالقسوة والشدة تزيدانِ من النفرة، ولن يتغير الحال أبدًا؛ {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} .

من المهم الإشارة هنا إلى أن وصية الله - تعالى - لموسى - عليه السلام - بالترفق في نصح فرعون، تحمِل بين طياتها معنًى جميلاً، قد خفي على الكثير، هو: ألا ننسى الجميل.

ففرعون - برغم كل المعاني السلبية التي يَعجِز القلمُ عن وصفها - يبقى الرجل الذي تربَّى موسى في كنفه؛ {قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ} ، وقد علَّمَنا الله - تعالى - ألا ننسى الفضل والجميل؛ {وَلاَ تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} .

لقد علَّمنا الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - ألا ننصح فردًا وسط جماعة، فإن كان ولا بد ناصحًا فلا يَذكُره باسمه؛ فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا بَلَغَه عن الرجلِ الشيءُ، لم يَقل: ما بال فلان يقول؟ ولكن يقول: ((ما بال أقوامٍ يقولون كذا وكذا؟))؛ رواه أبو داود.

وخيرُ النصيحة ما كانت في السرِّ؛ قال ابن رجب - رحمه الله - : "كان السلف إذا أرادوا نصيحة أحد، نصحوه سرًّا"، وقال مسعر بن كدام - رحمه الله - : "رحم الله من أهدى إليَّ عيوبي في سرٍّ بيني وبينه".

لكِ أن تعلمي - يا عزيزتي - أن تقبُّل الناس للنصيحة يختلف من شخص إلى آخرَ، كلٌّ حسب شخصيته، وقد برع النبي - صلى الله عليه وسلم - في فهم شخصيات صحابته الكرام - رضوان الله عليهم - أكثرَ من علماء النفس أنفسهم المتبحرين في علم الشخصية؛ ولهذا اختلفتْ طريقةُ نصحه لهم حسب تقبُّلهم لتوجيهاته النبوية - صلوات الله وسلامه عليه.

فقد كان أكثر لينًا مع الأعراب - أهل البادية - إذ فيهم غلظةٌ وجفوة، لا يجدي معها إلا الأسلوبُ العملي غير المباشر؛ فعن أنس: أن أعرابيًّا بال في المسجد، فوثب إليه بعض القوم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تُزْرِمُوهُ))، ثم دعا بدلوٍ من ماء فصبَّ عليه؛ متفق عليه.

وعن أبي هريرة: دخل أعرابي المسجد فصلى ركعتين، ثم قال: اللهم ارحمني ومحمدًا، ولا ترحم معنا أحدًا، فالتفتَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((لقد تحجَّرتَ واسعًا))، ثم لم يلبث أن بال في المسجد، فأسرع الناس إليه، فقال لهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنما بُعثتم ميسِّرين، ولم تبعثوا معسِّرين، أهريقوا عليه دلوًا من ماء، أو سجلاً من ماء))؛ رواه أحمد.

لكنه يلمِّح بالنصيحة لعبدالله بن عمر وخريم الأسدي - رضي الله عنهما - بطريقة: نِعْم الرجلُ.

عن سالم، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "كان الرجل في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى رؤيا، قصَّها على النبي - صلى الله عليه وسلم - فتمنَّيتُ أن أرى رؤيا أقصها على النبي - صلى الله عليه وسلم - وكنتُ غلامًا شابًّا عزبًا، وكنت أنام في المسجد على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - فرأيتُ في المنام: كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا لها قرنان كقرني البئر، وإذا فيها ناسٌ قد عرفتُهم، فجعلتُ أقول: أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، فلقيهما ملكٌ آخر، فقال لي: لن تراع، فقصصتُها على حفصة، فقصَّتْها حفصةُ على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((نِعْمَ الرجلُ عبدُالله، لو كان يصلي بالليل))، قال سالم: فكان عبدالله لا ينام من الليل إلا قليلاً"؛ رواه البخاري.

وروى أحمد وأبو داود قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((نِعم الرجلُ خريمٌ الأسديُّ، لولا طولُ جمته، وإسبالُ إزاره))، فبلغ ذلك خريمًا، فعجل فأخذ شفرةً فقطع بها جمته إلى أذنيه، ورفع إزاره إلى أنصاف ساقيه.

أما مع الصغار، فقد كانتْ نصائحه رقيقةً مباشرة ومختصرة، معتمدًا فيها - صلوات لله وسلامه عليه - على تصغير الأسماء في الخطاب، من باب التحبُّب والتقرُّب إليهم، مع الوجه الطلق الضحوك أثناء الحديث معهم.

قال أنس: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أحسن الناس خُلقًا، فأرسلني يومًا لحاجة، فقلتُ: واللهِ لا أذهب، وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم - فخرجتُ حتى أمرَّ على صبيانٍ وهم يلعبون في السوق، فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد قبض بقفاي من ورائي، قال: فنظرتُ إليه وهو يضحك، فقال: ((يا أُنيس، أذهبتَ حيث أمرتُك؟))، قال: قلتُ: نعم، أنا أذهب، يا رسول الله.

وعن ابن عباس أنه قال: كنتُ رديف النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((يا غلامُ - أو: يا غليِّم - ألا أعلِّمُك كلمات ينفعُك الله بهن))، فقلتُ: بلى، فقال: ((احفظِ الله يحفظْك، احفظ الله تجدْه أمامك، تعرَّف إليه في الرخاء يعرِفْك في الشدة، وإذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعن بالله، قد جفَّ القلم بما هو كائن، فلو أن الخلق كلهم جميعًا أرادوا أن ينفعوك بشيءٍ لم يَكتبْه الله عليك، لم يقدروا عليه، وإن أرادوا أن يضرُّوك بشيء لم يكتبه الله عليك، لم يقدروا عليه، واعلم أن في الصبر على ما تَكره خيرًا كثيرًا، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا))؛ رواه أحمد.

"فبأبي هو وأمي، ما رأيتُ معلمًا قبله ولا بعده أحسن تعليمًا منه" كما قال معاوية بن الحكم السلمي.

احرصي - يا أختي الفاضلة - على الدخول إلى الناس من مداخلهم النفسية، باستعمال مفاتيح شخصياتهم الذهبية، التي تمكِّنكِ من الدخول إلى أبواب قلوبهم بكل ترحيبٍ ورضا؛ فالشخصُ المتدين يسهل نصحُه من المدخل الديني المرتبط بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، والشخصُ العقلاني يُجدي معه الحوارُ بالدليل والمنطق وضرب الأمثلة، والشخصُ العاطفي يتقبَّل النصيحة حين تأتيه معزوفةً على أوتار قلبه، وهكذا، وهذه أمور تُعرَف بالعشرة والمخالطة.

لي ابنة أخت في العاشرة من عمرها، تعشق قصص الأنبياء، فإذا أردتُ تنبيهَها إلى أمرٍ، أبحث عن موقف مشابهٍ من قصص الأنبياء وأحكيه لها، فتتأثر سريعًا وتستجيب للتوجيه، أما أختها الكبرى، فمراهقة تهتمُّ كثيرًا بجمالها وحسنها، فكيف بظنك ستستجيب لولا الموشحاتُ الأندلسية التي ننثرها على مسامعها؟!

من المهم أن تعلَمي أن الناس بطبعها لا تحب النصيحة، وكما قال أبو العلاء المعري:
سَمْعِي مُوَقًّى سَالِمٌ فَقُلِ الصَّوَابَ وَلاَ تَصِحْ
مِنْ قَبْلِ يَوْمِ حَلِيمَةٍ حَلِمَ الأَدِيمُ فَمَا يَصِحّْ
وَالمَرْءُ فِي تَرْكِيبِهِ غَضَبٌ يَهِيجُ إِذَا نُصِحْ
فاحرصي على ألاَّ تُكثري من النصيحة، ولا تلحِّي فيها؛ فالغاية منها ليست الهداية بل التبليغ، وهكذا كان الرسل مبلِّغين ومبشِّرين، وعلى الله هداية الناس؛ {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} .

ولا يزال معكِ من الله ظهيرٌ عليهم ما دمتِ على ذلك يا عزيزتي؛ فعن أبي هريرة أن رجلاً قال: يا رسول الله، إن لي قرابةً، أصلهم ويقطعون، وأُحسن إليهم ويسيئون إليَّ، وأحلم عنهم ويجهلون عليَّ، قال: ((لئن كنتَ كما تقول فكأنما تُسِفُّهم الملَّ - الرماد الحار - ولا يزال معك من الله ظهيرٌ عليهم ما دمتَ على ذلك))؛ رواه أحمد، وعن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قُطعتْ رحمُه وصَلَها))؛ رواه البخاري وغيره.

ختامًا: لقد قرن الله - تعالى - بين تقْواه وصلة الأرحام؛ {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} ؛ ذلك لأن الله يعلم من عليائه وفوق سمائه أن أكثر الأذى والألم المسفوح فوق هذه الأرض منبعُه الأقاربُ والأرحام، وهو أذًى لا يُطاق ولا يُحتمل، إلا إذا قدَّمنا رضا الله - تعالى - على رضانا، وتقواه على كراماتنا، ولولا مخافة الله وتقواه - يا مديحة - لهجرنا أكثر الأحبة وأقرب الأقارب.
مَطَرٌ مِنَ العَبَرَاتِ خَدِّي أَرْضُهُ حَتَّى الصَّبَاحِ وَمُقْلَتَايَ سَمَاؤُهُ
أَحْبَابُهُ مَا يَفْعَلُونَ بِقَلْبِهِ مَا لَيْسَ يَفْعَلُهُ بِهِ أَعْدَاؤُهُ
دمتِ بألف خير، ولا تنسيني من صالح دعائك.


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/0/14317/#ixzz1r7DlosEi
طموحي لله ولية ،،
وهذا سيفيدك :

http://ar.islamway.net/fatwa/29030


كيف يصل المسلم الرحم حدود الشرع في ذلك

طموحي لله ولية ،،
وهذا ملف شااامل عن صلة الرحم .. لا يوفتك يغنيك عن اي اجابة :

http://islamqa.info/ar/cat/2061