
- "للبيع بالمزاد العلني.. قرب.. قرب"، ما سبق ليس مشهدا سينمائيا، لكنها لافتة رفعها أب مطحون وسط العشرات من المعتصمين في ميدان مجلس الأمة في العبدلي، عارضا أولاده الثمانية للبيع.
الأب أحمد المصري من منطقة كفرنجة بمحافظة عجلون افترش الأرض مناديا عن مشتر لأولاده: "إبراهيم 18 عاما، وعلي 12 عاما، وضامن 9، وسليمان وأحمد 4 سنوات وحسين الصغير "2" وبنتان".
وروى المصري قصته، ولماذا قرر بيع فلذات كبده والدموع تتساقط من عينيه، قائلا: "بعد تعــــــثر مشروع المخبز الذي كنت أملكـــــه عندما استولى عليه "البعض" بطرق غير مشـــــروعة، توالت المصائب علي، إذ توفــــيت زوجتي في إحدى المستشفيات الخاصة قبل سنوات بخـــطأ طبي، وتعرضت إلى أزمة صحيـــــة شديدة بت بعدها لا أقوى على العمل، وأصبت بمرض في القلب، وأصبحت غير قادر على العيش بعد أن أغلقت كافة سبل الرزق في وجهي، وانقطع الأمل لدي من الاستجابة لمئات الشكاوى التي أرسلتها لكافة المسؤولين لإنقاذ عائلتي من الجوع".
المصري أعلن أنه لم يعد يستطيع الصرف على أولاده الثمانية، ولم يجد حلا أمامه إلا أن يبيع أسرته بكاملها لمن يوفر لهم حياة كريمة وبأسعار منخفضة جدا. أبناء المصري افــــترشوا الأرض أيضا بجانبـــــه، أمام مجلس الأمة، مرددين الأناشيد الداعية إلى الحرية والعدالة الاجتـــماعية التي حفظوها لكثرة تردادها في الربيع العربي.. ومن يسمع لهم؟.
اللهم اني اسالك ان ترزقهم من فضلك وان تغنهم عن حاجة الناس
اللهم تولهم برعايتك ياكريم وافرجها عليهم فرجا عاجلا غير اجل
اللهم لاتجعل لنا ولهم مريضا الا شفيته ولا عائلا الا اغنيته
ولا ضالا الا هديته ولا حاجة لنا من حوائج الدنيا وهي خير لنا الا قضيتها يارب العالمين
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم