الأركان والبُنيان!!!!!

ملتقى الإيمان

يقول الله تعالى في سورة هود: " هُوَ أنْشأَكُم مِنَ الأرضِ واستعمَرَكُم فيها "

والمقصود ب" استعمَرَكُم فيها" هو أنه طلب منكم أن تَعمُروها ، :)

فكل حركة في الحياة تؤدِّي إلى إعمار الأرض فهي عبادة ، فلا ينبغي أن نأخذ العبادة على أنها صوم وصلاة فقط ، لأن الصوم والصلاة وغيرهما هي الأركان التي ستقوم عليها حركة الحياة التي سيُبنى عليها الإسلام ،

فلو جعلنا الإسلام هو هذه الأركان فقط لجعلنا الإسلام أساساً بدون مبنى!!!! :blink:

فإذن الإسلام هو كل ما يناسب خِلافة الإنسان في الأرض .

ولكن هناك أناس يقولون : " نحن ليس لنا إلا أن نعبد ، ولا نريد أن نعمل " <_<

ونقول لأيٍِّ منهم:
كم تأخذ منك الصلاة في اليوم؟ ساعة مثلاً ؟

والزكاة كم تأخذ منك في العام ؟ يوماً واحداً في العام .

والصوم كم يأخذ من وقتك في العام؟ شهراً واحداً فقط.

وفريضة الحج أتأخذ منك أكثر من رحلة واحدة في عُمرك؟!

فبالله عليك ماذا تفعل في الباقي من عمرك من بعد ذلك وهو كثير؟!!!

وبما أنك حيٌ فأنت محتا ج لأن تأكل وتلبس على الأقل،

وحين تطلب رغيف الخبز ،فمن سيصنعه لك؟!! :huh:

إن هذا الرغيف يمر بمراحل عديدة حتى يصير لُقمة تأكلها، ويحتاج إلى أكثر من عِلم ،
وأكثر من حركة ،
وأكثر من طاقة .


إن المحل الذي يبيعه فقط ، ولا يخبزه يحتاج إلى واجهة من زجاج أو غيره ، ولابد أن يعمل فيه من يذهب بعربته إلى المخبز ليحمل الخبز، وينقله إلى المحل ويبيعه ، وإذا نظرت َإلى الفُرن فسوف تجد مراحل عديدة من تسليم وتسلُّم للدقيق، ثم إلى العجين ، وإلى النار التي توقَد بالمازوت ، ويقوم بذلك عمال يحتاجون لمن يخطط لهم ،وقبل ذلك كان الدقيق مجرد حبوب تمَّ طحنها لتصير دقيقاً ، وبعد ذلك الأرض التي نبت فيها القمح ، وكيف تمَّ حرثها وتهيئتها للزراعة ، وريِّها وتسميدها وزرعها وحصدها ، وكيف دُرِسَ القشر والسنابل ، وكيف تتم تذريته بعد ذلك ، لفصل الحبوب عن التِبن، وتعبئة الحبوب ...إلى غير ذلك!!!!

أنظر كم من الجَهد أخذ رغيف الخبز الذي تأكله ، وكم من الطاقات ، وكم من رجل للعمل :o ...فكيف تستسيغ لنفسك أن يصنعوه لك ، وأنت فقط جالس لتصلِّي وتصوم ؟!!....

لا ، إيَّاكَ أن تأخذ عمل غيرك دون جهد ٍ منك!!!!!

إن الحق سبحانه إستخلفنا في الأرض كي نَعمُرها ، ومِن حُسن العبادة أن نُتقِن كل عمل ،
وبذلك ... لا نقيم أركان الإسلام فقط ،
ولكن نُقيم الأركان والبُنيان معاً ...
ونكون بذلك قد أدَّينا مسؤولية الإيمان ،
وطابق كل فِعلٍ من أفعالنا قولنا :
" لا إله إلا الله :rolleyes: "

****
كانت هذه الكلمات مقتطفات من كتاب" شرح أسماء الله الحُسنى" لفضيلة الشيخ / محمد متولي الشعراوي رحمه الله .
0
258

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️