تتعدد توجهات مصممي الأزياء وألوانهم التي يستقونها من شتى بقاع الأرض، حيث عمل أولئك المصممون على الاستفادة من أجواء الكون وسهوله وهضابه وأشعة شمسه وشعابه المرجانية وأشجاره الخضراء وأدغاله وغاباته وإيحاءات الكون الغنية بالنقوش، إضافة إلى ألوان الصحراء الذهبية، وعملوا على الاستفادة من هذه الأجواء في تصميم أزياء غجرية بألوان متوهجة استهوت العديد من السيدات.
و أزياء الغجر كما اصطلح في عالم الأزياء تتميز بالأقمشة المركبة والألوان المتوهجة والإكسسوارات الكثيفة، و بطولها الذي يصل إلى الكاحل أو الركبة، وتكونها من عدة طبقات بعدة ألوان ونقوش، تجعلها مناسبة لكل الأعمار والأذواق، وهي تبرز الجانب الإبداعي والخفي في شخصية المرأة والتي تطمح إلى التجديد دائما .
وتفسر مصممة الأزياء السعودية غادة الصيرفي توجه السيدات إلى الأزياء الغجرية بأنه توجه للتجديد في الأزياء، مشيرة إلى أن الأزياء الغجرية تستهوي العديد من السيدات، لأنها تخفي عيوب الجسم وخاصة التنورة الغجرية التي برزت في الأسواق مؤخرا.
وأضافت أنها أدخلت بعضا من التصميمات الغجرية في أزيائها، وأن أبرز ما يميز الملابس الغجرية طريقة التصميم والألوان الفاقعة والنقوشات المتداخلة، وقالت إن هذه الموضة لا تختلف عن أي موضة، حيث تؤكد على التأثير بين الثقافات، وتأثر بعضها بالبعض الآخر من كافة أرجاء العالم .
وقالت مصممة الأزياء السعودية حنان المدني إن الأزياء الغجرية تمثل الحوار بين الثقافات على مستوى العالم، وإن كل ما يصل إلينا مبرر، بسبب التأثيرات الإعلامية والفضائيات التي نقلت الثقافات من كل بقاع العالم، مشيرة إلى إمكانية أن يحمل أحد المسلسلات أو الشخصيات الموجودة في الفضائيات موضة تنتشر لفترة زمنية، لتنتقل إلى موضة أخرى.
ورأت أستاذة النسيج والملابس في جامعة الملك عبد العزيز بجدة الدكتورة زينب الدباغ أن دورة الموضة قديما كانت تستغرق من 30 إلى 32 عاماً، وأن دورة الموضة حديثا أصبحت لا تستمر أكثر من عشر سنوات، وذلك لإيقاع العصر الحديث، وتطور وسائل الإعلام والفضائيات، والتأثير المباشر بين الحضارات، مما أدى إلى حدوث تغيرات كبيرة وسريعة في عالم الموضة.
وأوضحت أن التغير من السنن الكونية التي أوجدها الله في الكون، من ليل ونهار، وشمس وقمر، وتأثر الإنسان بالطبيعة، وبالأزياء القديمة والكلاسيكية، مبينة أن كل الأزياء والموضات الحديثة تستقي تصاميمها ومدلولاتها من القديم، ولكن تقوم بتطويره وتحديثه وعمل دمج بين الثقافات والحضارات، مما قد ينتج عنه تصميمات حديثة.
وتقول نهلة السلطي (اختصاصية في علم النسيج والأقمشة) إن كل عقد من الزمن يمنح المرأة فكرة جديدة عن مفهوم الموضة والأزياء، والتي تسعى المرأة من خلالها للتحرر من بعض القيود، والخروج من التقليدية والروتينية .
وقالت السلطي إن الاتجاه إلى الأزياء الغجرية هو موضة تجديدية دخلت على الأقمشة والألوان والموديلات على حد سواء، ولاقت إقبالا كبيرا من السيدات والفتيات في كافة أرجاء العالم، حيث عملت وسائل الإعلام المختلفة على توحيد الذوق العام للاتجاه للأزياء الغجرية، ولم يتم الاكتفاء بذلك، بل تبع ذلك المكياج الغجري، وطريقة تصفيف الشعر الغجرية، حيث يمكن أن تجد المرأة في ذلك أسلوبا سهلا ومريحا وأنيقا، يمكنها أن توظفه على طريقتها، لغرض لفت الانتباه، أو إثارة الإعجاب، أو فقط للشعور بالثقة بالنفس.
وأضافت " في الستينات مثلا كان التحرر يعني موضة التنورة القصيرة والضيقة، وفي التسعينات التايور المكون من جاكيت وبنطلون، ومنذ سنة ظهرت موضة البوهو، التي تدعو للانطلاق والإبداع من حيث خلط الألوان والأساليب، والإبحار في ثقافات بعيدة وغريبة، لخلق ذلك الإحساس بالحرية الذاتية".
وترى السلطي في هذه الموضة تأثرا كبيرا بأزياء الفقراء والفلاحين، لتخاطب نساء العالم بما تقدمه من الألوان المتضاربة والنقوشات المتداخلة والتصاميم المتراكبة بأطوال متنوعة و قطع وإكسسوارات، مشيرة إلى أنها تعكس الجانب المبتكر في شخصية المرأة.
ساره الحلوة @sarh_alhlo
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️