*هبة

*هبة @hb_16

مشرفة مجالس الإيمان وقسم المجلس العام

الأسباب العشرة الموجبة لمحبة الله سبحانه وتعالى

ملتقى الإيمان






الحمد لله وكفى , والصلاة والسلام على النبي المصطفى محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن لهديه اقتفى .
اللهم إني أسألك حبك , وحب من يحبك والعلم الذي يبلغنا حبك .. أما بعد :

روى البخاري ومسلم في صحيحهما عن أنس بن مالك رضي الله عنهما قال : بينما أنا ورسول الله صل الله عليه وسلم خارجين من المسجد ,فلقينا رجل عند سدة المسجد , فقال : يا رسول الله : متى الساعة ؟ قال رسول الله صل الله عليه وسلم : (( ما أعددت لها ؟ )) قال : فكأن الرجل استكان . ثم قال : يا رسول الله : ما أعددت لها كبير صلاة ولا صيام ولا صدقة ولكني أحب الله ورسوله . قال : (( فأنت مع من أحببت ))

وهنا نقدم
الأسباب العشرةالموجبه لمحبه الله
التي ذكرها الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى في كتابه العظيم (( مدارج السالكين )) مع شرح مختصر لها وأسأل الله أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم فأعني يا معين .....


السبب الأول
قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه , وما أريد به , كتدبر الكتاب الذي يحفظه العبد ويشرحه ليتفهم مراد صاحبه منه .

نعم فمن أحب أن يكلمه الله تعالى فليقرأ كتاب الله ,
قال ابن الجوزي رحمه الله (( ينبغي لتالي القرآن العظيم أن ينظر كيف لطف الله تعالى بخلقه في إيصال معاني كلامه إلى أفهامهم وأن يعلم أن ما يقرآه ليس من كلام البشر , وأن يستحضر عظمة المتكلم سبحانه , ويتدبر كلامه )) .

قال الإمام النووي رحمه الله : أول ما يجب على القارئ , فينبغي أن يستحضر في نفسه أنه يناجي الله
تعالى . ولهذا فإن رجلا من أصحاب النبي صل الله عليه وسلم استجلب محبة الله بتلاوة سورة واحدة وتدبرها ومحبتها , هي سورة الإخلاص التي فيها صفة الرحمن جل وعلا فظل يرددها في صلاته , فلما سئل عن ذلك قال : (( لأنها صفة الرحمن , وأنا أحب أن أقرأها )) فقال النبي صل الله عليه وسلم : (( أخبروه أن الله يحبه ))

وينبغي أن نعلم أن المقصود من القراءة هو التدبر , وإن لم يحصل التدبر إلا بترديد الآية فليرددها كما فعل النبي صل الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم .


* السبب الثاني
التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض , فإنهاموصلة إلى درجة المحبوب بعد المحبة .

قال رسول الله صل الله عليه وسلم

في الحديث القدسي عن رب العزة سبحانه وتعالى
(( من عادى لي وليا فقد أذنته بالحرب , وما تقرب إلي عبد بشئ أحب إلى مما أفترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه , فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به , وبصره الذي يبصر به , ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها , ولئن سألني لأعطينه , ولئن استعاذني لأعيذنه )) ( البخاري )

وقد بين هذا الحديث صنفان من الناجين الفائزين ,

الصنف الأول : المحب لله مؤد لفرائض الله , وقاف عند حدوده .
الصنف الثاني : المحبوب من الله متقرب إلى الله بعد الفرائض بالنوافل وهذا مقصود ابن القيم رحمه الله بقوله :
(( فإنها موصلة إلى درجة المحبوب بعد المحبة )) .


* السبب الثالث
دوام ذكره على كل حال , باللسان والقلب والعمل والحال , فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من الذكر .


قال رسول الله صل الله عليه وسلم
(( إن الله عز وجل يقول , أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه ))
( صحيح ابن ماجة للألباني ) .

وقال تعالى


وقال رسول الله
صل الله عليه وسلم :

(( قد سبق المفردون , ))
قالوا : ومن المفردون يا رسول الله : قال :
(( الذاكرون الله كثيرا والذاكرات )) ( مسلم )




وقال


صل الله عليه وسلم يبين خسارة من لا يذكر الله :

(( ما قعد قوم مقعدا لا يذكرون الله عز وجل ويصلون على النبي صلى الله عليه وسلم إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة وإن دخلوا الجنة للثواب )) ( صححه أحمد شاكر في تخريجه للمسند ) .





* السبب الرابع
إيثار محابه على محابك وعند غلبات الهوى , والتسنم إلى محابه وإن صعب المرتقى .




يقول ابن القيم في شرح هذه العبارة (( إيثار رضى الله على رضى غيره , وإن عظمت فيه المحن , وثقلت فيه المؤن , وضعف عنه الطول والبدن )) .



قال رحمه الله (( إيثار رضى الله عز وجل على غيره , هو أن يريد ويفعل ما فيه مرضاته , ولو أغضب الخلق , وهي درجة الإيثار وأعلاها للرسل عليهم صلوات الله وسلامه , وأعلاها لأولي العزم منهم , وأعلاها لنبينا محمد صل الله عليه وسلم ))



وهذا كله لا يكون إلا لثلاث أمور :
1- قهر هوى النفس .
2- مخالفة هوى النفس .
3- مجاهدة الشيطان وأوليائه .






* السبب الخامس
مطالعة القلب لأسماء الله وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها , وتقلبه في رياض هذه المعرفة , فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله , أحبه لا محالة .






فمن جحد الصفات فقد هدم أساس الإسلام والإيمان وأتلف شجرة الإحسان. ومن أول الصفات فكأنما يتهم البيان النبوي للرسالة بالتقصير إذ لا يمكن أن يترك النبي صل الله عليه وسلم أهم أبواب الإيمان بحاجة إلى إيضاح وإفصاح من غيره لإظهار المراد المقصود الذي تبينه العبادات في النصوص .
وثبت عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال :
(( إن لله تسعا وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة ))




* السبب السادس
مشاهدة بره وإحسانه , وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة فإنها داعية إلى محبته .




العبد أسير الإحسان فالأنعام والبر واللطف , معاني تسترق مشاعره وتستولي على أحاسيسه , وتدفعه إلى محبة من يسدي إليه النعمة ويهدي إليه المعروف . ولا منعم على الحقيقة ولا محسن إلا الله , هذه دلالة العقل الصريح والنقل الصحيح , فلا محبوب في الحقيقة عند ذوي البصائر إلا الله تعالى , ولا مستحق للمحبة كلها سواه . والإنسان بالطبع يحب من أحسن إليه ,
. ( إبراهيم : 34 ) .





وعلى هذه الهبات الضخمة التي أعطيها الإنسان لينهض بتلك الأمانة الكبرى فإنه لم يشكر وهو أمر يثير الخجل والحياء عند التذكير به . كما يذكرهم القرآن في هذا المجال ويذكر كل جاحد وكافر لا يشكر نعمة الله عليه , وهو لا يوفيها حقها ولو عاش للشكر دون سواه!! .




* السبب السابع
وهو من أعجبها : انكسار القلب بين يدي الله تعالى , وليس في التعبير عن المعنى غير الأسماء والعبارات .




والانكسار بمعنى الخشوع , وهو الذل والسكون .
قال تعالى :
.




يقول الراغب الأصفهاني (( الخشوع : الضراعة , وأكثر ما يستعمل الخشوع فيما يوجد على الجوارح , والضراعة أكثر ما تستعمل فيما يوجد في القلب ولذلك قيل , إذا ضرع القلب : خشعت جوارحه ))



وكان علي ابن الحسين رضي الله عنهما إذا توضأ اصفر لونه , فقيل له , ماهذا الذي يعتادك عند الوضوء . قال : أتدرون بين يدي من أريد أن أقوم ؟ )) .




* السبب الثامن



الخلوة به وقت النزول الإلهي , لمناجاته وتلاوة كلامه , والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية بين يديه , ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة .



قال تعالى :

( السجدة : 16 ) .




إن أصحاب الليل هم بلا شك من أهل المحبة , بل هم من أشرف أهل المحبة , لأن قيامهم في الليل بين يدي الله تعالى يجمع لهم جل أسباب المحبة التي سبق ذكرها .
ولهذا فلا عجب أن ينزل أمين السماء جبريل عليه السلام على أمين الأرض محمد صل الله عليه وسلم ويقول له :
(( واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل وعزه استغناؤه عن الناس )) ( السلسلة الصحيحه ).




* السبب التاسع
مجالسة المحبين الصادقين , والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقي أطايب الثمر , ولا تتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام وعلمت أن فيه مزيدا لحالك ومنفعة لغيرك .




قال رسول الله
صل الله عليه وسلم :



(( قال الله عز وجل : وجبت محبتي للمتحابين في , ووجبت محبتي للمتجالسين في , ووجبت محبتي للمتزاورين في )) ( صححه الألباني < مشكاة المصباح > ) .



فمحبة المسلم لأخيه في الله , ثمرة لصدق الإيمان وحسن الخلق وهي سياج واق ويحفظ الله به قلب العبد ويشد فيه الإيمان حتى لا يتفلت أو يضعف .



* السبب العاشر

مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل .




فالقلب إذا فسد فلن يجد المرء فائدة فيما يصلحه شؤون دنياه ولن يجد نفعا أو كسبا في أخراه . قال تعالى
: ( الشعراء : 88 ) .





أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا إنه ولي ذلك والقادر عليه ...
وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ...





17
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

حكايه صبر
حكايه صبر
بااارك الله فيك
نور نور الدنيا
اللهم إني أسألك حبك , وحب من يحبك والعلم الذي يبلغنا حبك ..
جزاك الله خير
والله يجعله فى ميزان حسناتك
الله يجعله شاهد لك لا عليك
رندا...
رندا...
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
*هبة
*هبة
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
جزاكم الله خيرا وجعله فى ميزان حسناتكم
اللهم اغفر لى لكم ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات
والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات
امين يا رب العالمين
السكاندرا
السكاندرا