السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواتي العزيزات من عضوات ومشرفات أرتأيت أن أقوم بفتح موضوع في هذا المحور عن الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الأسرائيلي سوف أضع تقارير عما تعانيه الأسيرات في سجون الأحتلال وشهادات حية من بعض الاسيرات المحررات وأرجو من العضوات الإطلاع , لا أريد ردوداً ولكن أرجو منكن الإطلاع على هذا الموضوع .
68 أسيرة يكابدن مرارة الأسر وسوء الأوضاع المعيشية في الدامون وتلموند
كشفت دراسة أعدتها مؤسسة مانديلا لرعاية الأسرى عن عدد الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال 68 أسيرة يقبعن في سجني الدامون و تلموند.
و قالت الدراسة والتي أعدتها الباحثة تغريد حنني عدد الأسيرات المحتجزات في سجن الدامون 24، وفي تلموند 44، و عدد الزهرات تسعة، 21 منهن متزوجات، 13 أسيرة لديها أطفال خارج السجن.
و تقبع داخل سجون الاحتلال أربعة أسيرات محكومات إداري و هن عبير عودة حولت بعد انتهاء الحكم إلى الاعتقال الإداري، و سارة ياسر محمد السيوري من بيت لحم ومعتقلة منذ 5/6/2008، و سلوى رزق سليمان صلاح من بيت لحم ومعتقلة منذ 5/6/2008، و ماجدة فضة من نابلس ومعتقلة منذ 6/8/2008 .
كما أن أربعة أسيرات يحتجزن مع أزواجهن في السجون بشكل منفرد، و هن الأسيرة أرينا سراحنة من بيت لحم، و زوجها الأسير إبراهيم سراحنة، و إيمان الغزاوي وزوجها شاهر العشي في بئر السبع، و الأسيرة أحلام التميمي و زوجها الأسير نزار التميمي، و المعتقلة نوال السعدي و زوجها المعتقل الإداري بسام السعدي.
في حين ان الأسيرة أحلام عارف التميمي هي صاحبة أعلى حكم من بين الأسيرات والتي تقضي حكما بالسجن 16 مؤبد، بالإضافة الى اربعة أسيرات محكوم عليهن بالمؤبد وهن سناء شحادة، دعاء الجيوسي، أمنه منى، قاهرة السعدي.
و يبلغ عدد الأسيرات اللواتي تم اعتقالهن عام 2009 12 أسيرة ثلاثة منهن من تم اعتقالهن مرتين حيث واحدة منهن تم اعتقالها بعد أيام من الإفراج عنها نصفهن من منطقة الخليل.
و تطرقت الدراسة الى الأوضاع المعيشية للأسيرات في السجون، حيث تعاني الأسيرات من انعدام المياه الصالحة للاستهلاك الآدمي حيث تنتشر الإمراض، والالتهابات ناتجة عن استخدام المياه الملوثة والتي لم يتم صيانتها منذ سنوات.
كما تعاني من انتشار الحشرات والقوارض والتي تكثر و تنتشر في غرف السجن وفي حاجيات الأسيرات و مخزون الطعام لديهن دون القيام بإجراءات وقائية أو مكافحة لهذا الانتشار من قبل إدارة السجن.
و فيما يتعلق بالتغذية، فالأسيرات يعانين من إهمال إدارة السجن لتغذية من حيث الكم والنوع وتشكو الأسيرات من سوء الطعام وسوء إعداده والنقص في الوجبات، وسيطرة الجنائيين على المطبخ وسطوتهم في إدارته بالتواطؤ مع إدارة مصلحة السجون وفرض نوعيات طعام غير لائقة ، قد تسبب أمراض متعددة لدى الأسيرات خاصة المعدة، وحديثا أصبحت إدارة السجن تحدد الكمية التي تصرف لكل أسيرة ولا يجوز لها أن تطلب أكثر مثل الخضار والفواكه.
و عن الرعاية الطبية قالت الدراسة إلى ان الأسيرات تشكوا من حالات الإهمال الطبي وسوء المتابعة وانعدام الفحص المخبري وغياب الطواقم الطبية المختصة بالأمراض النسائية وانتشار الالتهابات مجهولة المصدر، و كثير من الأسيرات تعاني من أمراض الديسك والتي تسببها الأسرة التي تفتقر لأي مقومات صحية للنوم، كما تتعرض العديد من الأسيرات لمخاطر جسيمة بسلامتهن الصحية، فالعلاجات التي تصرف للأسيرات ليست ذا فعاليات علاجية.
و أشارت الدراسة الى سياسية التفتيش المفاجئ والليلي و المتكرر، حيث يتم إخضاع الأسيرات للتفتيش الجسدي المهين وفي بعض الحالات التفتيش العاري، دون أدنى احترام الخصوصية والكرامة لإنسانية، وبالأخص ما تعانيه الأسيرة خلال نقلها من سجن إلى آخر أو إلى المحكمة.
و تعاني الأسيرات أيضا من سياسة العزل والحبس الانفرادي والتنقلات التعسفية دون أدنى مبرر أو سبب ذا معنى وهو ما يؤثر في التواصل الإنساني بين الأسيرات فيما بينهن أو التأثير على مواعيد الزيارات العائلية وانتظامها، وما يؤثر على الوضع النفسي والعقلي للأسيرات.
وتعتمد الأسيرات داخل السجون وبشكل كامل على الشراء من الكانتينا، حيث غلاء الأسعار بصورة باهظة جدا ، فمثلا تمنع الأسيرة من إدخال الأحذية و يطلب من أي أسيرة الشراء من الكنتينا مع ارتفاع السعر والذي تصل إلى 300 شيكل لسعر الحذاء.
وفيما يتعلق بالتعليم، في بعض الاحيان تمنع الأسيرات من التقدم لامتحان الثانوية العامة بالإضافة إلى إعطاء الأسيرات الكتب الدراسية قبل تقديم الامتحان بأيام .تعاني الأسيرات من افتقارهن للكتب والمجلات العلمية والثقافية، ومحدودية النوعية والكمية، وتجديد إدخال الجديد منها ما يؤثر في الثقافة العامة وسهولة الانتهال منها، كما تعاني الأسيرات في الوقت الحالي أيضا من حرمانهن من إدخال مواد الأشغال اليدوية وإخراجها للأهل فقد كانت الأسيرة تقضي وقتها في عمل هذه الأشغال مما يخفف عنها عبء السجن والبعد عن الأهل .
ولا يختلف ما يعانيه الأسرى أثناء زيارة ذويهم عما تعانيه الأسيرات في ذلك، من حيث الإجراءات التعسفية حيث تتم الزيارة عبر حاجز زجاجي وهاتف بين الأسيرة وذويها فبعض الأسيرات لا تتم زيارتهن من قبل الأطفال، الذين لا يستطيعون الحديث حتى عبر الهاتف، فهي تتعمد إلى انتهاج أشكال من التعسف منها الحرمان من لقاء الأبناء الأطفال، والإهانة قبل الزيارة والتفتيش العاري قبل الزيارة وما يرتبط من تصرفات لا إنسانية بحق ذوي الأسيرات و ما يتعرضون له من سب وإهانة للكرامة الإنسانية.والحرمان من الزيارة كعقاب فردي و جماعي، و المنع الأمني لذوي الأسيرات.
المصدر: نادي الأسير الفلسطيني
.
.
.
.
يتبع
الفراشة الزهرية @alfrash_alzhry
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
وردة بكراوي .. شقيقة الرجال.. خلف القضبان
قرب الشواطئ الفلسطينية في عكا تعود جذور عائلة بكراوي .. تنشقت عبق الأصيل للوطن الأم فلسطين غرقت في بحور الندى العذبة ضربت جذورها في أعماق التاريخ لتخبر القاصي والداني أن الأرض لنا ثم انتقلت للعيش في عرابة البطوف في الجليل الغربي .
من سفوح جبال فلسطين تطل علينا بهية الطلة قوية العزيمة نبيلة المقصد هي قلعة أخرى صامدة خلف قضبان السجان الصهيوني الجبان وردة بكراوي تروى الغد بأساطير التحدي والبطولة .
في عائلة تضم سبع أشقاء وثلاث شقيقات نشأت وردة كانت وردة يفوح عطرها لينعش من يحيطون بها الابنة المقربة للأب الابنة الحنونة للام ما أن تحل في مكان حتى تنصب عليها نظرات الإعجاب تصفها والدتها " كانت وردة روح البيت والجميع يحبها كانت تتحمل المسؤولية وتعرف ما تريد"
لم تستطع وردة إتمام مسيرتها التعليمية لانشغالها بالعمل فقد تمكنت بحنكتها من امتلاك متجر للملابس الشرعية في عرابة البطوف حيث تسكن أرادت دوما أن تنشر فكرة الحجاب وكم حاول البعض إقناعها لتحويل متجرها إلى بيع الألبسة السافرة الدارجة ولكنها رفضت لقناعتها بأنها تؤدي دورا دعويا .
كان التزامها وحجابها أكثر ما أثار إعجاب المجاهد الشاب رأفت الموكدي من قرية الزاوية القريبة من سلفيت وهو من أبناء الضفة الغربية والذين تمكنوا للتسلل إلى فلسطين المحتلة عام 48 لغاية في نفسه كان الموكدي يعمل في متجر قريب عندما لاحظ التزام وردة وتدينها فتقدم لخطبتها من أهلها وقبل أن تستكمل إجراءات الخطوبة يعتقل رأفت الموكدي.
اعد رأفت الوكدي نفسه لتنفيذ عملية استشهادية في قلب تل أبيب تلي آيات من القرآن الكريم وتخيل نفسه مهاجرا نحو الجنة تخيل أشلاءه تتطاير مع أشلاء نجس اليهود من القتلة اعد العدة وقبل شد حزامه الناسف حول خصره وبسمل ولكنه وقبل إتمام مشروعه في الشهادة يلقى القبض عليه وينقل إلى أقبية التحقيق ليعاني لحدود الموت من تعذيب وحشي رهيب يسفر عن تسرب معلومات من زميله عن علاقة وردة برأفت ومساعدته في إخفاء مواد متفجرة في متجرها الخاص وعلمها المسبق بنيته القيام بعملية استشهادية.
لم تكد تمضي أيام أربع على اعتقال رأفت إلا وتهاجم قوة بوليسية صهيونية كبرى منزل وردة قرب الفجر .. وتعيث فيه فسادا وتبعثر أثاثه وتقلب محتوياته مصطحبة معها الكلاب البوليسية وتنتزع وردة في ليلة قارسة البرد وسط دهشة أهلها .
غادرت وردة بيت أهلها تاركة والدتها تذرف دموع الحسرة والقهر عليها والأب الذي علا وشيجة على ابنته .. كان عاجزا عن الحركة لأصابته بالفالج طامة كبرى حطت بأوزارها على عائلة وردة الصغير فيهم قبل الكبير.
شهر وأربعة أيام قضتها وردة في زنازين العزل في الجلمة تعرضت خلالها لتعذيب قاس وضرب مبرح حتى فقدت اثنين من أسنانها الأمامية من شدة الضرب الذي تركز على وجهها كان التحقيق يأخذ منحنى يجعل وردة تشارف على الموت قبل أن تستفيق ثانية لتعود في دوامة جديدة وأسلوب آخر مؤلم .
وقد تعمدت المخابرات الصهيونية تهديها بالاغتصاب إن لم تعترف بالتهم الموجهة لها وكان على رأسها التستر على عملية استشهادية كان سينفذها خطيبها رأفت قبل اعتقاله وقد ضبط الحزام الناسف على خصره.
من الصعوبة بمكان وصف شعور الأم عندما أخبرتنا بكلمات متقطعة عن أول مرة تتمكن فيها من مشاهدة وردة بعد اعتقالها في عزل الجلمة تقول:" كانت شاحبة نحيفة للغاية وجهها يحمل كدمات عديدة وعيونها حزينة والقهر يطل منها لا اعرف كيف ضممتها إلى صدري بدون وعي ولربع ساعة متواصلة ظل بكاؤنا سوية هو كل ما استطعنا أن نفعله "
وتضيف:" لحظات قاسية عندما رأيت ابنتي بهذا المنظرعرفت أنها تعاني واني لا أستطيع مساعدتها أبدا وأنها ستقضي في السجن سنين طويلة قبل أن تعود إلينا"
الأب وبصعوبة بالغة يقول:" منذ اعتقلت وردة في العام 2002 لم استطع رؤيتها حتى الآن مرضي وضعفي يحول دون قيامي بزيارتها كما إني لا أتمالك نفسي إن رأيتها خلف القضبان بعيدة عني ولا أستطيع معانقتها كأي أب"
وفي يوم الخميس 23/9/2004 وبعد قرابة العامين على اعتقال وردة وعشرات الجلسات أصدرت محكمة حيفا العسكرية الصهيونية حكمها الظالم ضد وردة عباس بكراوي بالسجن لثمان سنين وعامين مع وقف التنفيذ عن ذلك الموقف تتحدث والدتها فتقول:" عندما أصدر الحكم إصابتنا نوبة عصبية وبدأنا نبكي ونصرخ بدون وعي ولكن وللعجب رأيت وردة وبكل وقار تهدئ من روعنا وتطمئننا أن الفرج قريب وترجونا آلانبكي أمام القضاة وابتسامتها لا تفارقها" كان تصرفا غريبا فقد توقعت أن تنهار وردة ولكنها احتفظت بكامل رزانتها وهدوئها "
أيام عصيبة تعيشها وردة في معتقل الرملة في غرفة تضم 8 أسيرات تملأها الرطوبة وتقفز فيها الجرذان بأعداد كبيرة وتطوف فيها الصراصير في أوعية الطعام وفوق الملابس
وترفض إدارةالسجن مكافحة الجرذان وتصر على منع شراء السموم لقتلها مما يؤدي إلى تكاثرها واباعداد ضخمة ووصولها لأحجام غير متوقعة .
وتبقى روح الدعابة شيء آخر تتميز به وردة فينقل على لسانها عبارة فكاهية عندما تتحدث عن الصراصير :" ها قد بدأت الإدارة برش منعش الصراصير " كناية عن عجز المبيدات الحشرية عن قتل الصراصيرالعملاقة بل تزيدها قوة ونشاط!.
تعاني وردة من مرض السكري الذي أصابها منذ أشهروما تزال أسنانها الأمامية مكسورة تنتظر طبيب الأسنان لإصلاحها منذ أربع أعوام ودون جدوى ما تزال تقاوم كل الصعاب لترسم الابتسامة على وجوه من يحيطون بها ماتزال جذابة كعادتها ما تزال صديقة حميمة لأي أسيرة تأتي إلى القسم.
وإذا أرادت خلف القضبان فكرة مميزة عن الأعمال اليدوية الفنية فليس أفضل من وردة مساعدا وملهما وإذا احتجت خلف القضبان إلى معلمة للعبرية فليس ابرع من وردة وإذا اشتاقت الروح للتحليق في رحاب القرآن الكريم فليس امهر من وردة في تعليمهم تجويد القرآن الكريم.
تاريخ النشر : 03/08/2009
.
.
.
.
يتبع
قرب الشواطئ الفلسطينية في عكا تعود جذور عائلة بكراوي .. تنشقت عبق الأصيل للوطن الأم فلسطين غرقت في بحور الندى العذبة ضربت جذورها في أعماق التاريخ لتخبر القاصي والداني أن الأرض لنا ثم انتقلت للعيش في عرابة البطوف في الجليل الغربي .
من سفوح جبال فلسطين تطل علينا بهية الطلة قوية العزيمة نبيلة المقصد هي قلعة أخرى صامدة خلف قضبان السجان الصهيوني الجبان وردة بكراوي تروى الغد بأساطير التحدي والبطولة .
في عائلة تضم سبع أشقاء وثلاث شقيقات نشأت وردة كانت وردة يفوح عطرها لينعش من يحيطون بها الابنة المقربة للأب الابنة الحنونة للام ما أن تحل في مكان حتى تنصب عليها نظرات الإعجاب تصفها والدتها " كانت وردة روح البيت والجميع يحبها كانت تتحمل المسؤولية وتعرف ما تريد"
لم تستطع وردة إتمام مسيرتها التعليمية لانشغالها بالعمل فقد تمكنت بحنكتها من امتلاك متجر للملابس الشرعية في عرابة البطوف حيث تسكن أرادت دوما أن تنشر فكرة الحجاب وكم حاول البعض إقناعها لتحويل متجرها إلى بيع الألبسة السافرة الدارجة ولكنها رفضت لقناعتها بأنها تؤدي دورا دعويا .
كان التزامها وحجابها أكثر ما أثار إعجاب المجاهد الشاب رأفت الموكدي من قرية الزاوية القريبة من سلفيت وهو من أبناء الضفة الغربية والذين تمكنوا للتسلل إلى فلسطين المحتلة عام 48 لغاية في نفسه كان الموكدي يعمل في متجر قريب عندما لاحظ التزام وردة وتدينها فتقدم لخطبتها من أهلها وقبل أن تستكمل إجراءات الخطوبة يعتقل رأفت الموكدي.
اعد رأفت الوكدي نفسه لتنفيذ عملية استشهادية في قلب تل أبيب تلي آيات من القرآن الكريم وتخيل نفسه مهاجرا نحو الجنة تخيل أشلاءه تتطاير مع أشلاء نجس اليهود من القتلة اعد العدة وقبل شد حزامه الناسف حول خصره وبسمل ولكنه وقبل إتمام مشروعه في الشهادة يلقى القبض عليه وينقل إلى أقبية التحقيق ليعاني لحدود الموت من تعذيب وحشي رهيب يسفر عن تسرب معلومات من زميله عن علاقة وردة برأفت ومساعدته في إخفاء مواد متفجرة في متجرها الخاص وعلمها المسبق بنيته القيام بعملية استشهادية.
لم تكد تمضي أيام أربع على اعتقال رأفت إلا وتهاجم قوة بوليسية صهيونية كبرى منزل وردة قرب الفجر .. وتعيث فيه فسادا وتبعثر أثاثه وتقلب محتوياته مصطحبة معها الكلاب البوليسية وتنتزع وردة في ليلة قارسة البرد وسط دهشة أهلها .
غادرت وردة بيت أهلها تاركة والدتها تذرف دموع الحسرة والقهر عليها والأب الذي علا وشيجة على ابنته .. كان عاجزا عن الحركة لأصابته بالفالج طامة كبرى حطت بأوزارها على عائلة وردة الصغير فيهم قبل الكبير.
شهر وأربعة أيام قضتها وردة في زنازين العزل في الجلمة تعرضت خلالها لتعذيب قاس وضرب مبرح حتى فقدت اثنين من أسنانها الأمامية من شدة الضرب الذي تركز على وجهها كان التحقيق يأخذ منحنى يجعل وردة تشارف على الموت قبل أن تستفيق ثانية لتعود في دوامة جديدة وأسلوب آخر مؤلم .
وقد تعمدت المخابرات الصهيونية تهديها بالاغتصاب إن لم تعترف بالتهم الموجهة لها وكان على رأسها التستر على عملية استشهادية كان سينفذها خطيبها رأفت قبل اعتقاله وقد ضبط الحزام الناسف على خصره.
من الصعوبة بمكان وصف شعور الأم عندما أخبرتنا بكلمات متقطعة عن أول مرة تتمكن فيها من مشاهدة وردة بعد اعتقالها في عزل الجلمة تقول:" كانت شاحبة نحيفة للغاية وجهها يحمل كدمات عديدة وعيونها حزينة والقهر يطل منها لا اعرف كيف ضممتها إلى صدري بدون وعي ولربع ساعة متواصلة ظل بكاؤنا سوية هو كل ما استطعنا أن نفعله "
وتضيف:" لحظات قاسية عندما رأيت ابنتي بهذا المنظرعرفت أنها تعاني واني لا أستطيع مساعدتها أبدا وأنها ستقضي في السجن سنين طويلة قبل أن تعود إلينا"
الأب وبصعوبة بالغة يقول:" منذ اعتقلت وردة في العام 2002 لم استطع رؤيتها حتى الآن مرضي وضعفي يحول دون قيامي بزيارتها كما إني لا أتمالك نفسي إن رأيتها خلف القضبان بعيدة عني ولا أستطيع معانقتها كأي أب"
وفي يوم الخميس 23/9/2004 وبعد قرابة العامين على اعتقال وردة وعشرات الجلسات أصدرت محكمة حيفا العسكرية الصهيونية حكمها الظالم ضد وردة عباس بكراوي بالسجن لثمان سنين وعامين مع وقف التنفيذ عن ذلك الموقف تتحدث والدتها فتقول:" عندما أصدر الحكم إصابتنا نوبة عصبية وبدأنا نبكي ونصرخ بدون وعي ولكن وللعجب رأيت وردة وبكل وقار تهدئ من روعنا وتطمئننا أن الفرج قريب وترجونا آلانبكي أمام القضاة وابتسامتها لا تفارقها" كان تصرفا غريبا فقد توقعت أن تنهار وردة ولكنها احتفظت بكامل رزانتها وهدوئها "
أيام عصيبة تعيشها وردة في معتقل الرملة في غرفة تضم 8 أسيرات تملأها الرطوبة وتقفز فيها الجرذان بأعداد كبيرة وتطوف فيها الصراصير في أوعية الطعام وفوق الملابس
وترفض إدارةالسجن مكافحة الجرذان وتصر على منع شراء السموم لقتلها مما يؤدي إلى تكاثرها واباعداد ضخمة ووصولها لأحجام غير متوقعة .
وتبقى روح الدعابة شيء آخر تتميز به وردة فينقل على لسانها عبارة فكاهية عندما تتحدث عن الصراصير :" ها قد بدأت الإدارة برش منعش الصراصير " كناية عن عجز المبيدات الحشرية عن قتل الصراصيرالعملاقة بل تزيدها قوة ونشاط!.
تعاني وردة من مرض السكري الذي أصابها منذ أشهروما تزال أسنانها الأمامية مكسورة تنتظر طبيب الأسنان لإصلاحها منذ أربع أعوام ودون جدوى ما تزال تقاوم كل الصعاب لترسم الابتسامة على وجوه من يحيطون بها ماتزال جذابة كعادتها ما تزال صديقة حميمة لأي أسيرة تأتي إلى القسم.
وإذا أرادت خلف القضبان فكرة مميزة عن الأعمال اليدوية الفنية فليس أفضل من وردة مساعدا وملهما وإذا احتجت خلف القضبان إلى معلمة للعبرية فليس ابرع من وردة وإذا اشتاقت الروح للتحليق في رحاب القرآن الكريم فليس امهر من وردة في تعليمهم تجويد القرآن الكريم.
تاريخ النشر : 03/08/2009
.
.
.
.
يتبع
الأسيرة الدكتورة فضه :"أنا بصبري وثباتي أقوى من السجان "
طموحة لأبعد الحدود لا تعرف للقيد وجود أحبت وطنها ووالديها فوهبت حياتها لهما, تسلحت بأقوى سلاح وأعظم سلاح العلم والإيمان بالله فكسبت حب الجميع وامتلكت قلوب الملايين تحاول أن تحتضن جميع الأسيرات.
تقاوم حزنها بتوجيه صرخة من قلبها إلى كل شعوب الأرض ليخلصوا الفلسطينيين من المأساة المستمرة في حياتهم منذ النكبة بأشكالها المتعددة, وبرغم مرور عام على اعتقالها الإداري إلا أن والديها محرومان من رؤيتها والسبب ليست الزيارة ممنوعة بل لا يوجد رد -لا بالرفض ولا بالقبول- كما تقول والدتها.
فمن هي؟وكيف قاومت المحتل ولماذا اعتقلت ؟ لتتعرف عليها أكثر التقت نساء من أجل فلسطين بأم الأسيرة ماجدة فضة.
أم ماجدة والتي بدأت حديثها "لنساء من أجل فلسطين" عن مأساة ابنتها موضحة أنها تشعر بالألم الشديد لفراق ابنتها ماجدة خاصة أنها الابنة الوحيدة التي تسكن معها في البيت، وأوضحت أنها الآن تعيش وحيدة هي وزوجها الطاعن في السن والذي يعاني من عدة أمراض زادت وطأتها بعد اعتقالها.
شهادتها ونشاطاتها
ماجدة أكرم فضة من مواليد مدينة نابلس, تحمل شهادة البكالوريوس في الصيدلة من كلية الصيدلة في موسكو في العام 1985، بدأت نشاطها الاجتماعي منذ العام 1987وهي عضو في العديد من المؤسسات الفلسطينية، ومنها:منسقة وعضو مؤسس في الرابطة الإسلامية للمرأة الفلسطينية, عضو لجنة فرعية لنقابة الصيادلة الفلسطينية,أمينة سر وعضو مؤسس في جمعية إسكان الصيادلة- عضو هيئة إدارية في جمعية الاتحاد النسائي العربي في نابلس،عضو هيئة عامة في الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية. عضو هيئة عامة في جمعية رعاية الطفل وتوجيه الأم عضو هيئة عامة في منتدى الخريجين الثقافي عضو هيئة عامة في مركز جذور للثقافة والفنون.
لها العديد من أوراق العمل والمشاركات في عدد من المؤتمرات في جامعات الضفة ومراكز الأبحاث الفلسطينية، ترأست مؤتمر المرأة الفلسطينية وتحديات الأسرة المعاصرة والذي عقد في مدينة نابلس في العام 2000والآن هي منسقة الرابطة الإسلامية للمرأة الفلسطينية.
هي ذات شخصية قوية ثابتة متزنة في اتخاذ قرارها صابرة مثابرة تعمل بشكل دءوب ومتواصل بدون ملل لذا متأكدة من أنها ستستطيع تحدي السجان والثبات في وجهه لأنها صلبة تعرف معنى التضحية والفداء, وفي نفس الوقت هي إنسانة طيبة تحب الخير للجميع حيث تقول والدتها:" تعمل على إرضائي أنا ووالدها وأكثر ما يقلقها الآن حسب ما تقول لي أختها الكبرى التي تسكن القدس وتتمكن من زيارتها أنها تشعر بقلق كبير جداً على والدها ووالدتها لأننا نعيش وحدنا فهي كانت تملأ البيت علينا وتشعرنا بالمحبة, إلا أنها كانت تقول دائماً ما في أغلى من الوطن لذا يجب علينا أن نضحي من أجله, ففي اعتقالها الأول خاضت جولات صعبه وقاهرة مع المحققين وكانت ترد عليهم بالقول : " أنا بصبري وإرادتي أقوى من الإداري الذي تلوحون لي به "".
رفضت المحكمة الصهيونية العليا الإفراج عنها بعد اعتقال إداري دام لمدة عام, ولكن السبب لم يذكره الاحتلال حسب ما توضح لنا والدتها, ولكنها اعتقلت لأنها من كتلة التغيير والإصلاح وبنظر المحتل يكفي هذه التهمة.
تضيف الوالدة:" تمديد الاعتقال كان خبراً مؤلماً جداً حيث بكى والدها كثيراً عندما علم بالخبر وكان على أمل أن يتم الإفراج عنها, فوالدها رجل كبير في السن ولم يسمح له بزيارتها منذ لحظة اعتقالها ويتمنى رؤيتها قبل موته أو حتى السماح له بزيارتها".
يتم التواصل بين الأسيرة فضة وعائلتها من خلال المحامي أو الرسائل وكلما زارتها أختها من وقت لآخر, وهي الآن بصحة جيدة ولكن نفسيتها سيئة بسب تمديد الاعتقال الإداري لها دون تهمه ولقلقها الشديد على والديها, بالإضافة إلى أنها تعاني من سوء معاملة السجانات لها مما ضاعف من معاناتها فكلما حاولت فتح باب غرفة السجن إلا أن السجانات يقمن بإغلاقه عليها لذا فهي تشعر بالضيق والألم من تلك التصرفات .
وهي تقبع الآن في سجن تلموند في ذات الغرفة التي كانت فيها عام 2004 حيث تم اعتقالها لمدة ثلاثة أشهر ثم أفرج عنها, لم تتغير جدران الغرفة ولم تتغير نزيلات ذلك المكان بل زاد عددهن ، ولم تغير هي من طباعها وأسلوبها تستيقظ قبل ساعات الفجر تصلي وتدعو الله وتقرأ في كتابه الحكيم، وبعد الفجر تمضي ما تبقى من وقت بالذكر والطاعات ، ومع ساعات الصباح الأولى تجهز الإفطار تبادل رفيقات قيدها الحديث والابتسامات ، تتابع أوضاعهن الصحية مع صباح كل يوم جديد.
طبيبة الأسيرات
وعن طبيعة حياتها عن الأسيرات التقينا بالأسيرة المحررة إسراء العمارنة والتي حدثتنا عن حياة الأسيرة ماجدة قائلة:" إنها إنسانه طموحة جداً ومحبة للعلم بشكل كبير, فرغم حصولها على شهادة الصيدلة إلا أنها تتقن اللغة الانجليزية والروسية وتتعلم وهي داخل السجن اللغة العبرية، كما أنها تتعلم التجويد وتعكف على حفظ كتاب الله كما أنها سريعة التعلم حيث تعلمت داخل السجن الأشغال اليدوية بالإضافة إلى كونها فنانه ترسم وتنقش على الزجاج ولديها أعمال رائعة اشتغلتها قبل سجنها تحب القراءة وتقرأ كثيراً .
أما عن علاقتها بالأسيرات فهي علاقة طيبة جدا علاقة الأخت الحنونة والأخت الأكبر للجميع استفادت من علمها فكانت عندما تشعر أي أسيرة بألم معين تطلب من إدارة السجن توفير العلاج اللازم لها وتحدد لهم اسم الدواء وعندما لا تستجيب الإدارة لها تقوم بتدريب الأسيرة على عمل تمارين رياضية لها كي تتغلب على الألم كما تحدد لها المشروبات الساخنة اللازمة كي تساعدها على تخفيف الألم كما أنها لديها علم كامل بالأدوية تحدد لكل أسيرة هل الدواء الذي قدمته لها إدارة السجن يناسبها أم لا في حالة توفر الدواء .
ربة بيت رائعة
كانت الدكتورة ماجدة لا تعرف الطبخ إلا عمل الحلويات الروسية لانشغالها بالعلم والعمل, ولكنها تعلمت ذلك في السجن فكانت تعمل للأسيرات الأكلات الروسيه وتبتكر لهم من الأغذية التي تقدمها إدارة السجن للأسيرات بشكل سيء نوع آخر من الطبخ وأحيانا تقوم بتحويل الطبخة إلى نوع جديد من الحلويات.
معلمه ماهرة
فهي تقوم بعمل دروس تعلم من خلالها الأسيرات فن مقاومة السجان من خلال أن يكون لدى الأسيرة سرعة بديهة كما قامت بتعليم الأسيرات "القراءة التصويرية " وهي كيف يمكن لك أن تقرئي أي ورقة بسرعة وتفهمي محتواها وكذلك أن يكون لديها قدره على قراءة الكتب بسرعة وفهمها بسرعة وكان هدفها من ذلك كله هو مقاومة المحقق الذي يحاول دائما أن يقدم إفادات للأسيرة تم فيها الاعتراف عليها من قبل شخص آخر فعندما يكون لديها قدرة على قراءتها بسرعة وفهمها تستطيع التعامل مع المحقق دون أي ارتباك أو تردد بالإضافة إلى أنها كانت حريصة أن تعلم الأسيرات كل ما تعلمته في حياتها من علم وما حصلت عليه من دورات من خلال عمل دروس وحلقات علم لهن .
ألمها الوحيد
أكثر ما يؤلمها هو بعدها عن أهلها كونها اكبر أخواتها فهي الابنة الأكبر لأهلها كون والدتها لم ترزق بمولد ذكر وأنجبت 6بنات فكانت ماجدة ولا تزال فرحة البيت وشمعته التي لا تنطفئ وهي الآن المعيل الوحيد لوالديها الكبار في السن خاصة أن والدها مريض وازداد مرضه بعد اعتقالها .
نموذج مميز لامرأة مميزة لأنها تدرك أن هذه التضحيات لن تكون هباء منثورًا وإنما ستكون الجسر الذي ستمر عليه سعادة نساء فلسطين لتتحول الاحتفالات بكل المناسبات إلى ابتسامات على الوجوه وليس دموعًا تسيل على الخدود.
.
.
.
.
يتبع
طموحة لأبعد الحدود لا تعرف للقيد وجود أحبت وطنها ووالديها فوهبت حياتها لهما, تسلحت بأقوى سلاح وأعظم سلاح العلم والإيمان بالله فكسبت حب الجميع وامتلكت قلوب الملايين تحاول أن تحتضن جميع الأسيرات.
تقاوم حزنها بتوجيه صرخة من قلبها إلى كل شعوب الأرض ليخلصوا الفلسطينيين من المأساة المستمرة في حياتهم منذ النكبة بأشكالها المتعددة, وبرغم مرور عام على اعتقالها الإداري إلا أن والديها محرومان من رؤيتها والسبب ليست الزيارة ممنوعة بل لا يوجد رد -لا بالرفض ولا بالقبول- كما تقول والدتها.
فمن هي؟وكيف قاومت المحتل ولماذا اعتقلت ؟ لتتعرف عليها أكثر التقت نساء من أجل فلسطين بأم الأسيرة ماجدة فضة.
أم ماجدة والتي بدأت حديثها "لنساء من أجل فلسطين" عن مأساة ابنتها موضحة أنها تشعر بالألم الشديد لفراق ابنتها ماجدة خاصة أنها الابنة الوحيدة التي تسكن معها في البيت، وأوضحت أنها الآن تعيش وحيدة هي وزوجها الطاعن في السن والذي يعاني من عدة أمراض زادت وطأتها بعد اعتقالها.
شهادتها ونشاطاتها
ماجدة أكرم فضة من مواليد مدينة نابلس, تحمل شهادة البكالوريوس في الصيدلة من كلية الصيدلة في موسكو في العام 1985، بدأت نشاطها الاجتماعي منذ العام 1987وهي عضو في العديد من المؤسسات الفلسطينية، ومنها:منسقة وعضو مؤسس في الرابطة الإسلامية للمرأة الفلسطينية, عضو لجنة فرعية لنقابة الصيادلة الفلسطينية,أمينة سر وعضو مؤسس في جمعية إسكان الصيادلة- عضو هيئة إدارية في جمعية الاتحاد النسائي العربي في نابلس،عضو هيئة عامة في الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية. عضو هيئة عامة في جمعية رعاية الطفل وتوجيه الأم عضو هيئة عامة في منتدى الخريجين الثقافي عضو هيئة عامة في مركز جذور للثقافة والفنون.
لها العديد من أوراق العمل والمشاركات في عدد من المؤتمرات في جامعات الضفة ومراكز الأبحاث الفلسطينية، ترأست مؤتمر المرأة الفلسطينية وتحديات الأسرة المعاصرة والذي عقد في مدينة نابلس في العام 2000والآن هي منسقة الرابطة الإسلامية للمرأة الفلسطينية.
هي ذات شخصية قوية ثابتة متزنة في اتخاذ قرارها صابرة مثابرة تعمل بشكل دءوب ومتواصل بدون ملل لذا متأكدة من أنها ستستطيع تحدي السجان والثبات في وجهه لأنها صلبة تعرف معنى التضحية والفداء, وفي نفس الوقت هي إنسانة طيبة تحب الخير للجميع حيث تقول والدتها:" تعمل على إرضائي أنا ووالدها وأكثر ما يقلقها الآن حسب ما تقول لي أختها الكبرى التي تسكن القدس وتتمكن من زيارتها أنها تشعر بقلق كبير جداً على والدها ووالدتها لأننا نعيش وحدنا فهي كانت تملأ البيت علينا وتشعرنا بالمحبة, إلا أنها كانت تقول دائماً ما في أغلى من الوطن لذا يجب علينا أن نضحي من أجله, ففي اعتقالها الأول خاضت جولات صعبه وقاهرة مع المحققين وكانت ترد عليهم بالقول : " أنا بصبري وإرادتي أقوى من الإداري الذي تلوحون لي به "".
رفضت المحكمة الصهيونية العليا الإفراج عنها بعد اعتقال إداري دام لمدة عام, ولكن السبب لم يذكره الاحتلال حسب ما توضح لنا والدتها, ولكنها اعتقلت لأنها من كتلة التغيير والإصلاح وبنظر المحتل يكفي هذه التهمة.
تضيف الوالدة:" تمديد الاعتقال كان خبراً مؤلماً جداً حيث بكى والدها كثيراً عندما علم بالخبر وكان على أمل أن يتم الإفراج عنها, فوالدها رجل كبير في السن ولم يسمح له بزيارتها منذ لحظة اعتقالها ويتمنى رؤيتها قبل موته أو حتى السماح له بزيارتها".
يتم التواصل بين الأسيرة فضة وعائلتها من خلال المحامي أو الرسائل وكلما زارتها أختها من وقت لآخر, وهي الآن بصحة جيدة ولكن نفسيتها سيئة بسب تمديد الاعتقال الإداري لها دون تهمه ولقلقها الشديد على والديها, بالإضافة إلى أنها تعاني من سوء معاملة السجانات لها مما ضاعف من معاناتها فكلما حاولت فتح باب غرفة السجن إلا أن السجانات يقمن بإغلاقه عليها لذا فهي تشعر بالضيق والألم من تلك التصرفات .
وهي تقبع الآن في سجن تلموند في ذات الغرفة التي كانت فيها عام 2004 حيث تم اعتقالها لمدة ثلاثة أشهر ثم أفرج عنها, لم تتغير جدران الغرفة ولم تتغير نزيلات ذلك المكان بل زاد عددهن ، ولم تغير هي من طباعها وأسلوبها تستيقظ قبل ساعات الفجر تصلي وتدعو الله وتقرأ في كتابه الحكيم، وبعد الفجر تمضي ما تبقى من وقت بالذكر والطاعات ، ومع ساعات الصباح الأولى تجهز الإفطار تبادل رفيقات قيدها الحديث والابتسامات ، تتابع أوضاعهن الصحية مع صباح كل يوم جديد.
طبيبة الأسيرات
وعن طبيعة حياتها عن الأسيرات التقينا بالأسيرة المحررة إسراء العمارنة والتي حدثتنا عن حياة الأسيرة ماجدة قائلة:" إنها إنسانه طموحة جداً ومحبة للعلم بشكل كبير, فرغم حصولها على شهادة الصيدلة إلا أنها تتقن اللغة الانجليزية والروسية وتتعلم وهي داخل السجن اللغة العبرية، كما أنها تتعلم التجويد وتعكف على حفظ كتاب الله كما أنها سريعة التعلم حيث تعلمت داخل السجن الأشغال اليدوية بالإضافة إلى كونها فنانه ترسم وتنقش على الزجاج ولديها أعمال رائعة اشتغلتها قبل سجنها تحب القراءة وتقرأ كثيراً .
أما عن علاقتها بالأسيرات فهي علاقة طيبة جدا علاقة الأخت الحنونة والأخت الأكبر للجميع استفادت من علمها فكانت عندما تشعر أي أسيرة بألم معين تطلب من إدارة السجن توفير العلاج اللازم لها وتحدد لهم اسم الدواء وعندما لا تستجيب الإدارة لها تقوم بتدريب الأسيرة على عمل تمارين رياضية لها كي تتغلب على الألم كما تحدد لها المشروبات الساخنة اللازمة كي تساعدها على تخفيف الألم كما أنها لديها علم كامل بالأدوية تحدد لكل أسيرة هل الدواء الذي قدمته لها إدارة السجن يناسبها أم لا في حالة توفر الدواء .
ربة بيت رائعة
كانت الدكتورة ماجدة لا تعرف الطبخ إلا عمل الحلويات الروسية لانشغالها بالعلم والعمل, ولكنها تعلمت ذلك في السجن فكانت تعمل للأسيرات الأكلات الروسيه وتبتكر لهم من الأغذية التي تقدمها إدارة السجن للأسيرات بشكل سيء نوع آخر من الطبخ وأحيانا تقوم بتحويل الطبخة إلى نوع جديد من الحلويات.
معلمه ماهرة
فهي تقوم بعمل دروس تعلم من خلالها الأسيرات فن مقاومة السجان من خلال أن يكون لدى الأسيرة سرعة بديهة كما قامت بتعليم الأسيرات "القراءة التصويرية " وهي كيف يمكن لك أن تقرئي أي ورقة بسرعة وتفهمي محتواها وكذلك أن يكون لديها قدره على قراءة الكتب بسرعة وفهمها بسرعة وكان هدفها من ذلك كله هو مقاومة المحقق الذي يحاول دائما أن يقدم إفادات للأسيرة تم فيها الاعتراف عليها من قبل شخص آخر فعندما يكون لديها قدرة على قراءتها بسرعة وفهمها تستطيع التعامل مع المحقق دون أي ارتباك أو تردد بالإضافة إلى أنها كانت حريصة أن تعلم الأسيرات كل ما تعلمته في حياتها من علم وما حصلت عليه من دورات من خلال عمل دروس وحلقات علم لهن .
ألمها الوحيد
أكثر ما يؤلمها هو بعدها عن أهلها كونها اكبر أخواتها فهي الابنة الأكبر لأهلها كون والدتها لم ترزق بمولد ذكر وأنجبت 6بنات فكانت ماجدة ولا تزال فرحة البيت وشمعته التي لا تنطفئ وهي الآن المعيل الوحيد لوالديها الكبار في السن خاصة أن والدها مريض وازداد مرضه بعد اعتقالها .
نموذج مميز لامرأة مميزة لأنها تدرك أن هذه التضحيات لن تكون هباء منثورًا وإنما ستكون الجسر الذي ستمر عليه سعادة نساء فلسطين لتتحول الاحتفالات بكل المناسبات إلى ابتسامات على الوجوه وليس دموعًا تسيل على الخدود.
.
.
.
.
يتبع
الأسيرة المحررة منال غانم.. كبلوني بالأصفاد حين جاءني المخاض!
"ياالله ما أجمل الحرية، الله يلعن السجن وسجانيه".... بهذه الكلمات عبرت الأسيرةالمحررة منال غانم عن فرحتها بنيل حريتها ، بعد خمسين شهرا من الاعتقال خلف ستائرالعتمة .
اعتقلت منال 28 عام من بيتها في مخيم طولكرم بتاريخ 17/4/2003 وحكم عليها بالسجن مدة 50 شهراً بتهمة مساعدة نشطاء الانتفاضة, وكانت في ذلك الحين حاملاً في شهرها الرابع بتوأم, ووضعت منال مولديها في إحدى المستشفيات الإسرائيلية وسط حراسة مشددة ليعيش احدهما ويفارق الحياة الأخر, أطلقت منال وبإجماع من كافة السجينات عليه اسم "نور".
عاشت منال مع رفيقاتها الأسيرات حياة اسر مليئة بالآلام والأوجاع، وقسوة وجبروت السجان المحتل للأرض والإنسان والكرامة و الحرية، وحرمان الأم من احتضان فلذة كبدها .
تركت منال خلفها أكثر من اثني عشر ألف أسير فلسطيني، بينهم 128 أسيرة من كافة محافظات الوطن،منهن 62 أسيرة محكومة و63 موقوفة وثلاثة أسيرات محكومات إداريا وبينهن 95 عزباء و21متزوجة و4 أرامل وواحدة مخطوبة وسبعة مطلقات ويقبع في سجن الرملة 70 أسيرة وفي سجن تلموند 58 أسيرة.
تقول منال إبراهيم عبد الرحمن غانم "أم إيهاب" التي ولدت بتاريخ 2/11/1975وهى أم لأربعة أطفال أصغرهم نور الذي وضعته في سجون الاحتلال ومكث معها ما يقارب الثلاثون شهرا وقالت والألم يعتصر قلبها أن كافة السجينات يعشن ظروفا إعتقالية بعيدة عن الإنسانية، حيث الأمراض المنتشرة، سوء التغذية، إهمال طبي متعمد، تضييق و كبت، عزل انفرادي دون أي ذنب، حرمان من ابسط الحقوق، وفرض غرامات مالية بحجة المخالفة وعدم الانضباط، وجنود دروز يتقنون الضرب والاهانات، والألفاظ النابية البعيدة عن الأخلاق .
وتضيف منال" أي أسيرة تعاني من آلام أو صداع، وتذهب إلى العيادة لملاقاة الطبيب، يعطيها حقنة أو نوع من الحبوب، لتعود خاملة لا تدرك ما حولها، يصيبها تشنج عصبي، إضافة إلى ساعات النوم الطويلة، حتى تغدو غير قادرة على ممارسة أي نشاط، وتفقد التركيز، عدا عن الأمراض الجلدية الصعبة و التي تسبب الآلام الشديدة التي لا علاج لها ".
وتتابع بالقول " في الكثير من الأحيان يقوم السجانون برش غرف الأسيرات بالغاز الذي يوتر الأعصاب ويسبب اختناقات وتظهر في الجسم بقع لونها بني ".
وتضيف " معظم الأسيرات كبيرات السن أما الصغيرات، فقد فقدن معظم أسنانهن بالكامل، لظروف غير معروفة، وهن بحاجة ماسة لتركيب أسنان جديدة، مثل الأسيرة سناء عمرو ولطيفة أبو ذراع، إلا أن إدارة السجن تطلب مبالغ طائلة، لا تقدر الأسيرة على توفيرها، ولا حتى أهلها خارج السجن ".
وعن ساعة المخاض التي مرت بها منال في سجن تلموند، تقول "أن السجانين أخرجوها إلى مستشفى كفار سابا مكبلة الأيدي والأرجل، رغم طلبها بأن لا تقيّد من شدة تعبها و آلامها، إلا أن السجانين رفضوا وتعاملوا معها بقسوة ".
وتتابع بالقول "وعندما وصلت المستشفى، طلب مني التوقيع على ورقة كتب عليها باللغة العبرية التي لا أجيد قراءتها، عبارات تقضي بإعطائي حقنه منومة حتى أضع مولودي دون آلام ".
وقالت أنها رفضت الطلب وأوضحت للطبيب أنها تلد بشكل طبيعي كما في السابق مع أبنائها خارج السجن، مضيفةً فور ولادتي توفي احد التوءمين و بقي نور على قيد الحياة، إلا أن السجانين لم يجعلوها ترى مولودها ونقلوه إلى الحضانة، وأصروا عليها أن تغادر المستشفى في ذات اليوم ولوحدها دون ابنها نور،ا فرفضت وطالبت بالعودة برفقة وليدها حتى تتمكن من رضاعته و العناية به، وكان لها ما طلبت .
وتضيف منال والدموع تومض في عينيها " عند وصولي إلى السجن، ودخولي الغرفة التي أحتجز فيها، علت زغاريد السجينات وتكبيراتهن، وإنهلن بقوة تجاهي يتقاتلن من التي ستحمل نور، ومن التي ستلبسه وتصنع له الطعام وتقوم بتنظيفه وووو....، وخاصة الأسيرات المتزوجات والمحرومات من فلذات أكبادهن، فقد كان المشهد مؤلما و محزنا، لا تستطيع العين تحمله، وفوراً أطلقن الأسيرات تسمية المولود الجديد " نور " علهن يرينه في القريب العاجل .
وعن تسلسل حياة الطفل نور داخل السجن، توضح منال انه كان يحب جميع الأسيرات، وانه كان دوماً يذهب إلى كافة الغرف و الأقسام، ومرة يتناول الطعام معي، ومرة أخرى يطلب مني أن يتناوله مع الأسيرة الفلانية، ومع الأيام، أصبح نور هو من يوقض الأسيرات من نومهن ليقول" يلا يا صبايا ... سفيرا " ومرة أخرى يقول " يا بنات .... سوراديم " ويقوم بعدهن وذكر أسمائهن، لقد تأثر بالبيئة المحيطة به، وما يقوم به السجان خلال العدد وغيره .
وعن قرار فصل نور عنها، أوضحت منال أن القرار كان مفاجئا ودون سابق إنذار، وأنها طلبت منهم أن يمددوا وجوده معها لمدة ستة أشهر إضافية، فوافقوا، لكنها فوجئت بعد شهرين أنهم سيقوموا بفصله .
وأضافت " في اليوم التالي، حيث حضر زوجي و أولادي من مخيم طولكرم، وسمحت إدارة السجن لنا بزيارة خاصة، لكي يتأقلم نور مع والده و أخوته، ومن ثم يعود معهم إلى طولكرم، عندها، عدت وحدي إلى غرفتي، وكانت اللحظات المؤلمة و العصيبة، حيث الدموع والعويل يصاحباني، وعند وصولي لغرفتي سمعت بكاء كافة الفتيات، كلهن يبكين فراق نور، بل إن عددا منهن أصابهن تشنج عصبي ولم يقدرن على فراقه .
وعن حياة الأسيرات اليومية في سجن تلموند، تقول منال، أن الأسيرة المحررة سيما عنبص كانت من اشد الأسيرات متابعة للأخبار، والبرامج عبر التلفاز، إضافة إلى متابعة البرامج الدينية والثقافية من خلال المذياع، حيث تقوم بتدوين ما تسمعه على الورق، وتقوم بعد ذلك عرضة علينا في جلسات كنا ننظمها داخل الغرفة، مشيرةً إلى أن أهم القنوات التي كانت تتابع هي الجزيرة و العربية و فلسطين إضافة إلى قنوات إذاعية مختلفة .
وعن كيفية معرفة أخبار الحركة الأسيرة والتعليمات الصادر منها للسجون، توضح منال أن سجن هدريم المركزي للرجال لا يبعد عن نافذة سجن تلموند مسافة 15 مترا، حيث كان الشبان المتواجدون هناك يخبرونا بما لديهم عن طريق الكلام، ونحن بدورنا كنا نلتزم بكافة القرارات الصادرة منهم وننفذها في كافة الغرف .
وتشكو منال من عدم قبول ابنها له بعد مغادرتها السجن وتتابع بالقول " ابني نور اليوم لا يقبل بي، ولا يأتي إلي عندما اطلب منه ذلك، ولا يقبل الخروج معي، مع انه عندما استقبلني على الحاجز الإسرائيلي ساعة الإفراج عني انساب علي وقبلني بحرارة، إلا انه اليوم يفعل عكس ذلك، وهذا سببه سنوات الاعتقال والحرمان الطويلة .
وعن الشئ الذي فاجأها ساعة وصولها لطولكرم، تقول منال أنا لم تتوقع العدد الهائل من المواطنين و الصحفيين الذي انتظروها على الحاجز الإسرائيلي، بل أنها كانت تعتقد أن أهلها و أقاربها فقط هم الذي سيستقبلونها، معبرةً عن فرحتها الشديدة لهذا الموقف من أهالي المحافظة و الإعلام، متمنية هذه اللحظات لكافة الأسيرات و الأسرى .
وتضيف منال" من المفاجآت أيضا انه و بعد وصولي إلى بيتي بساعة واحدة، اتصل بي رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية " أبو العبد "، لم اعرف ماذا أقول، فقد كانت أول كلماته لي " الله يعطيكي العافية يا بنتي"، وقام بالإشادة بي، ووصفني بالمناضلة التي تستحق كل الاحترام والتقدير، قائلاً لي أن اطلب ما أريد وانه سيعمل على توفيره بإذن الله، مؤكدةً أنها كانت مكالمة مباركة وطيبة من رئيس الوزراء، حيث شعرت بالسعادة و الارتياح لهذا الاهتمام من المستوى القيادي ".
وحول ما تريده منال في حياتها المستقبلية،قالت أنها ترغب من الرئيس ورئيس الوزراء بتفريغها على إحدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية وان يتاح لها أيضا التفرغ للاعتناء بأبنائها التي حرمت منهم أربع سنوات؟؟، كما ناشدت رئيس الوزراء بالاعتناء بطفلها الصغير نور، من تعليم وغير ذلك، لعدم قدرتها و زوجها توفير كافة متطلبات الحياة في هذه الظروف الصعبة، وان يحفظ الله الوطن وأهله .
وناشدت منال آسري الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط، والقيادة الفلسطينية من حكومة و رئاسة، إن يضعوا نصب أعينهم كافة الأسيرات في أي صفقة تبادل كحق أولوية إلى جانب القدامى والأشبال و المرضى، مؤكدةً أنها تشعر بما يشعرون داخل الأسر .
.
.
.
.
يتبع
"ياالله ما أجمل الحرية، الله يلعن السجن وسجانيه".... بهذه الكلمات عبرت الأسيرةالمحررة منال غانم عن فرحتها بنيل حريتها ، بعد خمسين شهرا من الاعتقال خلف ستائرالعتمة .
اعتقلت منال 28 عام من بيتها في مخيم طولكرم بتاريخ 17/4/2003 وحكم عليها بالسجن مدة 50 شهراً بتهمة مساعدة نشطاء الانتفاضة, وكانت في ذلك الحين حاملاً في شهرها الرابع بتوأم, ووضعت منال مولديها في إحدى المستشفيات الإسرائيلية وسط حراسة مشددة ليعيش احدهما ويفارق الحياة الأخر, أطلقت منال وبإجماع من كافة السجينات عليه اسم "نور".
عاشت منال مع رفيقاتها الأسيرات حياة اسر مليئة بالآلام والأوجاع، وقسوة وجبروت السجان المحتل للأرض والإنسان والكرامة و الحرية، وحرمان الأم من احتضان فلذة كبدها .
تركت منال خلفها أكثر من اثني عشر ألف أسير فلسطيني، بينهم 128 أسيرة من كافة محافظات الوطن،منهن 62 أسيرة محكومة و63 موقوفة وثلاثة أسيرات محكومات إداريا وبينهن 95 عزباء و21متزوجة و4 أرامل وواحدة مخطوبة وسبعة مطلقات ويقبع في سجن الرملة 70 أسيرة وفي سجن تلموند 58 أسيرة.
تقول منال إبراهيم عبد الرحمن غانم "أم إيهاب" التي ولدت بتاريخ 2/11/1975وهى أم لأربعة أطفال أصغرهم نور الذي وضعته في سجون الاحتلال ومكث معها ما يقارب الثلاثون شهرا وقالت والألم يعتصر قلبها أن كافة السجينات يعشن ظروفا إعتقالية بعيدة عن الإنسانية، حيث الأمراض المنتشرة، سوء التغذية، إهمال طبي متعمد، تضييق و كبت، عزل انفرادي دون أي ذنب، حرمان من ابسط الحقوق، وفرض غرامات مالية بحجة المخالفة وعدم الانضباط، وجنود دروز يتقنون الضرب والاهانات، والألفاظ النابية البعيدة عن الأخلاق .
وتضيف منال" أي أسيرة تعاني من آلام أو صداع، وتذهب إلى العيادة لملاقاة الطبيب، يعطيها حقنة أو نوع من الحبوب، لتعود خاملة لا تدرك ما حولها، يصيبها تشنج عصبي، إضافة إلى ساعات النوم الطويلة، حتى تغدو غير قادرة على ممارسة أي نشاط، وتفقد التركيز، عدا عن الأمراض الجلدية الصعبة و التي تسبب الآلام الشديدة التي لا علاج لها ".
وتتابع بالقول " في الكثير من الأحيان يقوم السجانون برش غرف الأسيرات بالغاز الذي يوتر الأعصاب ويسبب اختناقات وتظهر في الجسم بقع لونها بني ".
وتضيف " معظم الأسيرات كبيرات السن أما الصغيرات، فقد فقدن معظم أسنانهن بالكامل، لظروف غير معروفة، وهن بحاجة ماسة لتركيب أسنان جديدة، مثل الأسيرة سناء عمرو ولطيفة أبو ذراع، إلا أن إدارة السجن تطلب مبالغ طائلة، لا تقدر الأسيرة على توفيرها، ولا حتى أهلها خارج السجن ".
وعن ساعة المخاض التي مرت بها منال في سجن تلموند، تقول "أن السجانين أخرجوها إلى مستشفى كفار سابا مكبلة الأيدي والأرجل، رغم طلبها بأن لا تقيّد من شدة تعبها و آلامها، إلا أن السجانين رفضوا وتعاملوا معها بقسوة ".
وتتابع بالقول "وعندما وصلت المستشفى، طلب مني التوقيع على ورقة كتب عليها باللغة العبرية التي لا أجيد قراءتها، عبارات تقضي بإعطائي حقنه منومة حتى أضع مولودي دون آلام ".
وقالت أنها رفضت الطلب وأوضحت للطبيب أنها تلد بشكل طبيعي كما في السابق مع أبنائها خارج السجن، مضيفةً فور ولادتي توفي احد التوءمين و بقي نور على قيد الحياة، إلا أن السجانين لم يجعلوها ترى مولودها ونقلوه إلى الحضانة، وأصروا عليها أن تغادر المستشفى في ذات اليوم ولوحدها دون ابنها نور،ا فرفضت وطالبت بالعودة برفقة وليدها حتى تتمكن من رضاعته و العناية به، وكان لها ما طلبت .
وتضيف منال والدموع تومض في عينيها " عند وصولي إلى السجن، ودخولي الغرفة التي أحتجز فيها، علت زغاريد السجينات وتكبيراتهن، وإنهلن بقوة تجاهي يتقاتلن من التي ستحمل نور، ومن التي ستلبسه وتصنع له الطعام وتقوم بتنظيفه وووو....، وخاصة الأسيرات المتزوجات والمحرومات من فلذات أكبادهن، فقد كان المشهد مؤلما و محزنا، لا تستطيع العين تحمله، وفوراً أطلقن الأسيرات تسمية المولود الجديد " نور " علهن يرينه في القريب العاجل .
وعن تسلسل حياة الطفل نور داخل السجن، توضح منال انه كان يحب جميع الأسيرات، وانه كان دوماً يذهب إلى كافة الغرف و الأقسام، ومرة يتناول الطعام معي، ومرة أخرى يطلب مني أن يتناوله مع الأسيرة الفلانية، ومع الأيام، أصبح نور هو من يوقض الأسيرات من نومهن ليقول" يلا يا صبايا ... سفيرا " ومرة أخرى يقول " يا بنات .... سوراديم " ويقوم بعدهن وذكر أسمائهن، لقد تأثر بالبيئة المحيطة به، وما يقوم به السجان خلال العدد وغيره .
وعن قرار فصل نور عنها، أوضحت منال أن القرار كان مفاجئا ودون سابق إنذار، وأنها طلبت منهم أن يمددوا وجوده معها لمدة ستة أشهر إضافية، فوافقوا، لكنها فوجئت بعد شهرين أنهم سيقوموا بفصله .
وأضافت " في اليوم التالي، حيث حضر زوجي و أولادي من مخيم طولكرم، وسمحت إدارة السجن لنا بزيارة خاصة، لكي يتأقلم نور مع والده و أخوته، ومن ثم يعود معهم إلى طولكرم، عندها، عدت وحدي إلى غرفتي، وكانت اللحظات المؤلمة و العصيبة، حيث الدموع والعويل يصاحباني، وعند وصولي لغرفتي سمعت بكاء كافة الفتيات، كلهن يبكين فراق نور، بل إن عددا منهن أصابهن تشنج عصبي ولم يقدرن على فراقه .
وعن حياة الأسيرات اليومية في سجن تلموند، تقول منال، أن الأسيرة المحررة سيما عنبص كانت من اشد الأسيرات متابعة للأخبار، والبرامج عبر التلفاز، إضافة إلى متابعة البرامج الدينية والثقافية من خلال المذياع، حيث تقوم بتدوين ما تسمعه على الورق، وتقوم بعد ذلك عرضة علينا في جلسات كنا ننظمها داخل الغرفة، مشيرةً إلى أن أهم القنوات التي كانت تتابع هي الجزيرة و العربية و فلسطين إضافة إلى قنوات إذاعية مختلفة .
وعن كيفية معرفة أخبار الحركة الأسيرة والتعليمات الصادر منها للسجون، توضح منال أن سجن هدريم المركزي للرجال لا يبعد عن نافذة سجن تلموند مسافة 15 مترا، حيث كان الشبان المتواجدون هناك يخبرونا بما لديهم عن طريق الكلام، ونحن بدورنا كنا نلتزم بكافة القرارات الصادرة منهم وننفذها في كافة الغرف .
وتشكو منال من عدم قبول ابنها له بعد مغادرتها السجن وتتابع بالقول " ابني نور اليوم لا يقبل بي، ولا يأتي إلي عندما اطلب منه ذلك، ولا يقبل الخروج معي، مع انه عندما استقبلني على الحاجز الإسرائيلي ساعة الإفراج عني انساب علي وقبلني بحرارة، إلا انه اليوم يفعل عكس ذلك، وهذا سببه سنوات الاعتقال والحرمان الطويلة .
وعن الشئ الذي فاجأها ساعة وصولها لطولكرم، تقول منال أنا لم تتوقع العدد الهائل من المواطنين و الصحفيين الذي انتظروها على الحاجز الإسرائيلي، بل أنها كانت تعتقد أن أهلها و أقاربها فقط هم الذي سيستقبلونها، معبرةً عن فرحتها الشديدة لهذا الموقف من أهالي المحافظة و الإعلام، متمنية هذه اللحظات لكافة الأسيرات و الأسرى .
وتضيف منال" من المفاجآت أيضا انه و بعد وصولي إلى بيتي بساعة واحدة، اتصل بي رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية " أبو العبد "، لم اعرف ماذا أقول، فقد كانت أول كلماته لي " الله يعطيكي العافية يا بنتي"، وقام بالإشادة بي، ووصفني بالمناضلة التي تستحق كل الاحترام والتقدير، قائلاً لي أن اطلب ما أريد وانه سيعمل على توفيره بإذن الله، مؤكدةً أنها كانت مكالمة مباركة وطيبة من رئيس الوزراء، حيث شعرت بالسعادة و الارتياح لهذا الاهتمام من المستوى القيادي ".
وحول ما تريده منال في حياتها المستقبلية،قالت أنها ترغب من الرئيس ورئيس الوزراء بتفريغها على إحدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية وان يتاح لها أيضا التفرغ للاعتناء بأبنائها التي حرمت منهم أربع سنوات؟؟، كما ناشدت رئيس الوزراء بالاعتناء بطفلها الصغير نور، من تعليم وغير ذلك، لعدم قدرتها و زوجها توفير كافة متطلبات الحياة في هذه الظروف الصعبة، وان يحفظ الله الوطن وأهله .
وناشدت منال آسري الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط، والقيادة الفلسطينية من حكومة و رئاسة، إن يضعوا نصب أعينهم كافة الأسيرات في أي صفقة تبادل كحق أولوية إلى جانب القدامى والأشبال و المرضى، مؤكدةً أنها تشعر بما يشعرون داخل الأسر .
.
.
.
.
يتبع
الصفحة الأخيرة
الأسرى للدراسات
حنان الأم أكثر ما يفتقده أبنائى الثمانية فى ظل غياب أمهم الأسيرة فاطمة الزق- " 40 عام " من غزة - من يوم اعتقالها ، هذا ما أكده زوج الأسيرة محمد الزق خلال مقابلة أجراها معه مركز الأسرى للدراسات .
وأضاف أن زوجتى موقوفة منذ عامين فى سجن تلموند - هشارون ، ويوجهوا لها تهمة النية للقيام بعملية استشهادية داخل دولة الاحتلال ، وابنى يوسف ابن " سنة وثلاث شهور " ولد فى السجن معها ولا زال معتقل ولم أراه لحتى هذه اللحظة .
وأضاف الزق أن للأسيرة تسعة من الأبناء " محمود وسمية وسارة وبلال وعلى وزكريا وعثمان وسليمان ويوسف المعتقل مع والدته ، وللأسف أنا والأبناء الثمانية لم نرى يوسف منذ ولادته ولم نعرفه إلا من خلال الصور ، ولم نلتقى ولا بزيارة واحدة مع أم محمود منذ عامين ولم نكلمها إلا ثلاث مرات بمعدل كل 7 شهور مرة عبر الهاتف عند السماح لها من إدارة السجن للحديث معنا لانقطاع زيارات كل أسرى قطاع غزة .
وأضاف الزق لمركز الأسرى للدراسات أن أكثر ما يؤلمنى هو ابنى سليمان ابن الستة سنوات ، حيث أنه كان بحاجة لرعاية وحنان أم وهو فى سن الرابعة ، ويضيف الزق نحن الآن نحاول الاعتماد على ذواتنا بعد اعتقال أم محمود ولا أخفى عليكم أن هذا الأمر صعب ، فأم محمود تركت فراغ كبير بعد اعتقالها وكانت مواظبة وتقوم بدورها مع زوجها وأبناءها وعملها الأمر الذى خلف آثاراً كبيرة على الجميع من بعدها .
يذكر أن الأسيرة الزق خلال زيارة لمحامي نادي الأسير لها مؤخرا أبدت قلقاً وشوقاً لابناءها الثمانية فى الخارج وتمنت اللقاء بهم قريباً وطالبت الجهات المعنية بإثارة قضية زيارة أسرى القطاع ، مضيفة أن أسيرات قطاع غزة في السجون الإسرائيلية يعشن معاناة بالغة وقاسية جراء عدم اهتمام المؤسسات الحقوقية والمعنية بهم في ظل شح وانعدام الكثير من احتياجاتهن الأساسية التي ترفض إدارة السجون الإسرائيلية توفيرها لهن، بل وتمنعهن من الحصول عليها بواسطة أسرهن جراء استمرار قرار منع أسرى وأسيرات القطاع من الزيارات منذ أكثر من 20 شهرا.
وأضافت الأسيرة "الزق": منذ أشهر ونحن نطلق صرخات الاستغاثة ولكن دون جدوى خاصة من الإدارة التي تصادر حتى رسائلنا التي تعتبر وسيلة التواصل الوحيدة مع أسرنا بعد منع الزيارات، فرغم أننا أرسلنا عشرات الرسائل عبر الصليب الأحمر فإنها لم تصلهم وكذلك الرسائل التي ترسل لنا من القطاع لا ندري أين تذهب فأي مأساة اكبر من هذه حيث نعيش في انقطاع تام وعزلة كامل عن عائلتنا التي أصبح مشاهدتها أمنية مستحيلة وبحاجة لمعجزة؟".
وأكدت الأسيرة أن مأساتهن تأخذ أشكال متعددة خاصة على صعيد نقص احتياجات ومستلزمات طفلها "يوسف" الذي يتجرع معهن مرارة وعذابات الاعتقال وحتى اليوم لم يتمكن والده وعائلته من رؤيته أو زيارته.
هذا وطالب رأفت حمدونة مدير مركز الأسرى للدراسات الجهات التى تعنى بقضية الأسرى والحقوقيين العمل على انجاز لقاء ما بين الأسيرة الزق وأبناءها ، والضغط على دولة الاحتلال للافراج عنها وابنها الأسير الطفل " يوسف " وتأمين حاجات الأسيرات عامة من ملابس واحتياجات بسبب منع الزيارات وتأمين الرسائل والاتصالات بذويهن .