الأشهر الحرم

الأسرة والمجتمع

🌙 *الأشهر الحرم*🌙

إعلان

inRead invented by Teads


قال تعالى: *{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ }* .
🌙 *والأشهر الحرم هي:*
ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب؛ عن أبي بكرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: *«إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم، ثلاث متواليات، ذو القعدة، وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان»* متفق عليه: خ(4662)، م(1679).
⬅ فضل الله تعالى هذه الأشهر الحرم على بقية الأشهر لحكمة أرادها وليتزود العباد بالطاعة في مثل هذه الأزمنة المفضلة، {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ }. فتلاعبت بهم شياطين الإنس والجن وصرفتهم لجعلها للهو والبدع.
⤵ *السبب في جعل هذه الأشهر حرمًا:*
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: أتدرون لماذا حرمت؟ حرمت؛ لأن الناس يحجون ويعتمرون؛ الحج يحتاج لذهاب وإياب وبقاء في مكة؛ قالوا: الشهر الذي قبل ذي الحجة للذهاب والشهر ذو الحجة لأداء النسك، وشهر محرم للإياب؛ هذه ثلاث أشهر يحرم فيها القتال، ويأمن فيها الناس؛ حتى أن الواحد من الناس يشاهد قاتل أبيه في هذه الأشهر ولا يقتله!
🔘قال تعالى: *{فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ }*
⤵ *ظلم النفس*
قد يفهم البعض قوله تعالى: {فلا تظلموا فيهن أنفسكم} ظلم الإنسان لنفسه فقط. بل الأمر أوسع من ذلك، فظلم النفس يشمل ظلم الغير أيضًا حسًّا ومعنًى. ففي قوله تعالى: {فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ}، وقوله تعالى: {وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ}، وقوله تعالى: {وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ}. المقصود ﺑ(أنفسكم): من كان على ملتكم أيضًا.
قال ابن كثير: وَذَلِكَ أَنَّ أَهْلَ الْمِلَّةِ الْوَاحِدَةِ بِمَنْزِلَةِ النَّفْسِ الْوَاحِدَةِ، كَمَا قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: *«مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَوَاصُلِهِمْ بِمَنْزِلَةِ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالْحُمَّى وَالسَّهَرِ»*. اﻫ
🔘 فالظلم بجميع أنواعه محرم، وهو في هذه الأشهر أشد حرمة.
عن عبدالله بن عمر- رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم : *«الظلم ظلمات يوم القيامة»* مُتَّفق عليه.
وعن أبي موسى- رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: *«إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته»*، ثم قرأ: *{وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}*. متفق عليه.
⤵ *فالظلم أنواع:*
⬅ ظلم بين العبد وربه سبحانه. وأعظمه الكفر والشرك والنفاق؛ ولذلك قال الله تعالى: *{إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}*.
وقال عز من قائل: *{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}*.
ومنه انتهاك حرمات الله، قال تعالى: *{وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ}*.
⬅ ظُلمٌ العباد، قال سبحانه: *{إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}*.
أي: إنما الحرج والعنت على الذين يبتدئون الناس بالظلم؛ ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: *«الْمُسْتَبَّانِ مَا قَالَا فَعَلَى الْبَادِئِ، مَا لَمْ يَعْتَدِ الْمَظْلُومُ»*.
‼فالظلم سبب الفناء في الدنيا، قال تعالى: *{فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا}*.
‼وفي الآخرة يفلس الظالم، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه -، أن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: *«أتدرون من المفلس؟»* قالوا: المفلس فينا من لا درهمَ له ولا متاع، فقال: *«إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطَى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فَنيتْ حسناته قبل أن يَقضي ما عليه، أُخذَ من خطاياهم، فطُرحَتْ عليه، ثم طُرِحَ في النار»*. رواه مسلم. لهذا قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: *«من كانت عنده مَظْلَمة لأخيه من عرضِه، أو من شيء، فليتحلله منه اليوم قبل ألاَّ يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح، أُخِذَ منه بقدر مَظلَمته، وإن لم يكن له حسنات، أُخِذَ من سيئات صاحبه فطُرِحَت عليه»*.
👈🏻 وفي الحقيقة إن كل هذا ظُلمٌ للنفس، قال الله تعالى: *{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}*.
فالمسلمون على درجات: أدناهم الظالم لنفسه، قال تعالى: *{ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير}*.
ومن فرط وتهاون ستصيبه الحسرة، ويندم يوم لا ينفع الندم، قال تعالى: *{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا}*.
والحمد لله
والله أعلم 📚
✍🏻 *أم حفص الحضرمية العدنية*

رجاء للي قرأت الموضوع ترفعه الله يرفع مقامها
10
498

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

وادي المطرون
وادي المطرون
جزاك الله كل خير💖💖💖
بتول~
بتول~
جزاك الله خير موضوع مفيد ..
أم عمير وعمار
أم عمير وعمار
آمين وإياكم يارب
صفحة البياض
صفحة البياض
جزاك الله خير
بتول~
بتول~
مضاعفه الذنب في الاشهر الحرم




ذكر غير واحد من المفسرين أن الذنوب تعظم وتضـاعف عقوبتها بعظم الزمان والمكان، قال الإمام الرازي: عند قوله تعالى: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم)
"ومعنى الحرم: أن المعصية فيها أشد عقاباً، والطاعة فيها أكثر ثواباً، والعرب كانوا يعظمونها جداً حتى لو لقي الرجل قاتل أبيه لم يتعرض له. فإن قيل: أجزاء الزمان متشابهة في الحقيقة، فما السبب في هذا التمييز؟ قلنا: إن هذا المعنى غير مستبعد في الشرائع، فإن أمثلته كثيرة، ألا ترى أنه تعالى ميز البلد الحرام عن سائر البلاد بمزيد الحرمة، وميز يوم الجمعة عن سائر أيام الأسبوع بمزيد الحرمة...). التفسير الكبير




وقال الإمام ابن كثير أيضاً عند هذه الآية. قال تعالى: ( فلا تظلموا فيهن أنفسكم) أي: في هذه الأشهر المحرمة، لأنها آكد وأبلغ في الإثم من غيرها، كما أن المعاصي في الحرم تضاعف لقوله تعالى: (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم) وكذلك الشهر الحرام تغلظ فيه الآثام، ولهذا تغلظ فيه الديّة في مذهب الشافعي وطائفة كثيرة من العلماء، وكذا في حق من قتل في الحرام، أو قتل ذا محرم...) تفسير ابن كثير