الأصابع الخمس

ملتقى الإيمان

قال بعض المرابطين في ثغر الاسكندرية قدم علينا رجل من المغرب ورابطنا ورابط معنا بالثغر ، وكان

يخالطنا غير أنه لا يظهر لنا يده أبداً ، ولا يزال حريصاً على إخفائها ، وربما أظهر لنا رؤوس أصابعه

فقط ، وكنا نؤاكله ونشاربه ، فوقع في قلوبنا شيء من أمره وظننا به عاهه ، فما زلنا نتوقع رؤيتها

إلى أن كان في يوم من الأيام انكشفت لنا يده ، فرأينا في ساعده بياضاً مثل أثر الأصابع الخمس فظننا

برصاً ، فلما جاء وقت الأكل تأخرنا عن الأكل معه ، فقال لنا صاحب له: ما لكم تأخرتم ؟ فذكرنا له سر

ما رأينا من البياض ، في ساعده فقال: إنه ليس ببرص وإذا خلوتم به فسلوه عن قصته ، فسئل ثم قال:

لقد سألتموني فاسمعوا مني ! إن بلدي في المغرب قريب من بلد الإفرنج ، وكنا نخرج إليهم فنغير عليهم

ويغيرون علينا ، فخرجنا مرة عشرين رجلاً قاصدين بلاد العدو لنصيب منهم ، وكان من عادتنا أن

نسافر بالليل ونكمن بالنهار ، فلما توسطنا الطريق بين بلادنا وبلادهم وطلع علينا النهار أوينا إلى غار

في جبل لنكمن فيه ، فلما أردنا الدخول سمعنا فيه حساً ، وإذا بعلج قد خرج من الداخل ـ أي رجل كافر ـ

فلما رآنا رجع وإذا برفاقه قد خرجوا معه وهم مئة رجل من الكفار ، شغلهم شغلنا وقصدهم قصدنا، وقد

خرجوا من بلادهم يريدون الغارة على بلادنا ، وقد أدركهم النهار فآووا إلى ذلك الغار، فلما وقعت العين

بالعين ولم يبق إلا القتال ، قاتلناهم قتالاً شديداً وصبرنا لهم وأصبنا منهم ، ثم شدوا علينا شدة رجل

واحد ، حتى لم يبق من العشرين غيري ، وتكاثرت علي الجراح فوقعت لوجهي بين القتلى ، ثم انصرفوا

عنا وقد ظنوا أنه لم يبقى من القتلى أحد ، وبينما أنا كذلك ، إذا بنسوة من السماء لم أر مثل حسنهن قط

، فكانت كل واحدة منهن تنزل إلى واحد من أصحابي وتأخذه بيده وتقول: هذا نصيبي وتمسك بيده فكأنه

ينهض معها وهكذا. إلى أن جاءتني واحدة منهن وقالت هذا نصيبي وأخذت بيدي فحين أحست بيدي

روحاً أفلتتني من يدي مغضبه وقالت: إلى الساعة أي: لم تزل حياً إلى هذه الساعة ثم ذهبت وتركتني ،

ثم كشف عن ساعده فإذا أثر قبضتها وأصابعها الخمس على ساعده أشد بياضاً من اللبن .
7
757

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الاميرة الاصيلة
قصة عجيبة!
*أحاسيسـ أنثى*
جزاك الله خير اول مره اسمعها
نسجتُ أكفاني
نسجتُ أكفاني
لا عجب أختاي ، فهذه كرامات الأولياء يهبها الله من يشاء ، والقصة وغيرها ذكرها الشيخ يحيى آل شلوان في شريط (( مع الحور ))
فوفو الحلوه2007
جزاكى الله خير اول مره اسمعها
نسجتُ أكفاني
نسجتُ أكفاني
وإياك أختي في الله