الأضحية صدقة والصدقة تصح عن الأموات ويصل أجرها إليهم، وقد روى الترمذي حديثًا عن علي رضي الله عنه أنه كان يُضحي عن النبي صلى الله عليه وسلم ويذكر أنه أوصاه بذلك، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى بكبش عن أمة محمد وذلك يعم الأحياء والأموات، وقد ورد في بر الأبوين بعد موتهما الصدقة عنهما والصلاة عليهما ـ يعني الدُعاء ـ وإنفاذ وصيتهما وذلك دليل على وصول الأجر إليهما، وحيث ثبت فضل الأضحية وأن للمضحي بكل شعرة حسنة، فإذا كانت عن الميت وصل إليه هذا الأجر وهذه الحسنات، وإذا أوصى أن يُخرج من تركته أضحية فإن على الوكيل إنفاذ الوصية وإخراجها من التركة أو من غلة الوقف وذلك لما ذُكر في الحديث من أن من بر الأبوين تنفيذ وصيتهما، ثم إن الأصل في الأضحية ذبحها في البلد والصدقة منها على الفقراء والمساكين، لكن إذا كثرت الأضاحي في بعض البلاد جاز إرسالها إلى البلاد الأخرى التي هي بحاجة وفاقة بحيث يكون للأضحية ولِلحمها وقع عند أهلها لما هناك من المجاعة والحاجة الشديدة، كما تُرسل إليهم لحوم الهدايا التي تُذبح لمنى لتخفيف ما هم فيه من الحاجة والفاقة؛ فإن الصدقة على الفقراء أكثر أجرًا إذا كانوا بحاجة شديدة، حيث إن في بلادنا والحمد لله تكثر الخيرات وتتوافر اللحوم طوال العام، فعلى هذا نرى إرسالها أولى إذا كثرت اللحوم، أما إذا كانت البلاد بها فقراء فإن إبقاءها هو الأصل . والله أعلم .
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين>>>/حفظه الله
نجدية شرقية @ngdy_shrky
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
صفاء الصافية
•
تقبلي مروري
الصفحة الأخيرة