بالرغم من جميع التحذيرات التي يطلقها خبراء التغذية والصحة العامة والتي تتضمن المزيد من الاهتمام بنمط الحياة التي نعيشها والابتعاد،
عن تناول الوجبات السريعة ومحاربة كافة اشكال قلة الحركة وممارسة الرياضة، الا اننا مازلنا نميل الى اتباع النمط الغربي في التغذية حيث نتهافت على مطاعم الوجبات السريعة وتناول مختلف انواع اللحوم والسندويتش والمشروبات الغازية اضافة الى الميل الى قلة الحركة وعدم تخصيص ولو وقت قصير لممارسة بعض انواع التمارين الرياضية الخفيفة التي تكسب الجسم المزيد من الحيوية وتحافظ على رشاقته وتقي ايضا من الاصابة بالأمراض والاضطرابات العديدة كأمراض القلب والاوعية الدموية والسكري والتهاب المفاصل وتسوس الاسنان والبدانة وغير ذلك من الامراض التي باتت سمة مميزة للعصر الذي نعيشه بفوضى وبشكل متسارع دون ان نمنح جسدنا ونفسنا اي راحة، وللدلالة على ما سبق من كلام لينظر كل واحد منا بشكل دقيق الى كيفية استيقاظه من النوم وكيف يبدأ يومه بتناول فنجان من القهوة مع التدخين طبعاً بدلا من تناول وجبة الافطار التي تعد ضرورية كونها تمد الجسم بحوالي ثلث احتياجاته الاساسية من الطاقة ومن ثم يتجه بسرعة الى عمله دون ان يقوم باجراء بعض الحركات الضرورية، بالاضافة الى ذلك نجد ان معدل التوتر والضغط النفسي يزداد تدريجيا منذ ساعات الصباح الأولى وتتفاقم بتعدد المشكلات والمواقف الحياتية التي تواجه الشخص.
وبسبب عدم التنظيم او كثرة الانشغال في العمل يلجأ الكثير من الاشخاص الى تناول الطعام في مطاعم الوجبات السريعة، وينتهي اليوم بعشاء ثقيل واضطراب في النوم وحدوث العديد من الاضطرابات التي تزداد تدريجيا والتي تؤدي لحدوث البدانة والاصابة بأمراض القلب والاوعية الدموية والسكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع كولسترول الدم والتهابات المفاصل وتسوس الاسنان، وغير ذلك من الامراض الانحلالية التي باتت تعد سمة من سمات الحياة المعاصرة والمتسارعة.
التسمم الغذائي تشير الدراسات الى ان وتيرة العمل الغربية وطبيعة الحياة المتسارعة قد ساعدت على انتشار نمط التغذية المتمثلة بتناول وجبات الطعام السريعة، فظروف العمل ساعدت على تغير اسلوب الحياة، وانعكس ذلك بشكل سلبي على الاطفال ايضا، اذ ان ظروف العمل قد دفعت المربين للابتعاد عن اطفالهم وعدم مراقبة ما يأكلون ولهذا فان العديد من الاطفال يعانون من البدانة وتسوس الاسنان والاضطرابات المرضية الاخرى. ومن بين الاضطرابات المرضية التي تصيب الاشخاص الذين يكثرون من تناول الطعام خارج المنزل والذين اعتادوا على تناول الطعام الجاهز في مطاعم الوجبات السريعة الاصابة بالاضطرابات الهضمية والتسمم الغذائي الناجم عن عصيات السالمونيلا التي تؤدي لحدوث الاسهالات والآلام البطنية. ووفقا للدراسات والاحصائيات فإن عدد الحالات الناجمة عن التسمم الغذائي بسبب تناول الاطعمة الغربية في مطاعم الوجبات السريعة تفوق 80 الف حالة مرضية كل عام، وان عدد الحالات يزداد تدريجيا. لهذا ينصح خبراء الصحة العامة والتغذية بتجنب مثل هذه الاطعمة وتناول الاطعمة الاخرى البديلة كالخضار والفواكه والحبوب واللحوم الطازجة كونها تمد الجسم باحتياجاته الاساسية من العناصر الغذائية وتقيه من شر الامراض. وبالاضافة الى ذلك ينصح ايضا بممارسة كافة اشكال قلة الحركة والعمل على ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم، وتنظيم ساعات النوم والعمل والراحة وتناول الطعام من اجل المحافظة على صحة وسلامة الجسم واستمرار حيويته ونشاطه.
سيدة الوسط @syd_alost
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️