الأسرة هي تلك الخلية الأولى التي تبنىعليها المجتمعات، فبسلامتها يسلم المجتمع وبتصدعها يتصدع وينهار، والطلاق هو أهم أسباب تصدع هذه النواة واندثارها، وكثير من الأطفال ضحايا الانفصال يرون في أن أنانية والديهم وعدم التفكير فيهم هو أهم أسباب الانفصال، إذ لا شيء في نظرهم يبرر تخلي الأم أو الأب عن أبناءه.
كثيرة هي الحالات التي يكون فيها الانفصال هو الحل الوحيد، إذ يصبح الوالدان غير قادرين على الاستمرار أو العيش معا، وهذا ربما مؤلم على نفسية الأزواج، لكنه أشد إيلاما على الاطفال الذين ومهما حدث لا يجدون تبريرا لذلك. وواجب الوالدين في خضم مشاكلهما اللامتناهية أن يدركوا أن دورهم لا يقتصر فقط على كونهم أزواج ولكن أيضا آباء وأولياء أمور ومن واجبهما التمهيد في نقل خبر الانفصال للأبناء، لأنه من الخطورة بماكان إخبار الابناء في اللحظة الأخيرة، لأن الأطفال يدركون ما يحدث من تصرفات غير اعتيادية بين الوالدين لذلك فهم يحتاجون تفسيرا لكل التصرفات.
وهناك من الآباء من يستشير أبناءه في مسألة الانفصال، ويجعلهم يتخذون قرار الانفصال معه، وهذا صعب جدا على نفسيتهم، لأنهم قد يشعرون أنهم السبب في ما آلت إليه الأسرة من تدهور وضياع، لأن الأطفال في الأسر غير المستقرة وغير المتوازنة، غالبا ما يعيشون حالات القلق والخوف ويحملون أنفسهم بعض المسؤوليات في تعاسة أسرهم، مما يصيبهم بالانغلاق والاكتئاب و الشعور بالذنب طوال الحياة. وعند إخبار الأبناء بقرار الانفصال، يجب على الآباء عرض المشكلة عليهم بصورة واضحة، ولا يجعلونهم يحسون أنهم طرفا في النزاع لأنهم بذلك يكونون قد أراحوا نفسية أبناءهم وأجابوهم على تساؤل بداخلهم دون أن يسألوه، ويمهدون بذلك وقع عملية الانفصال عليهم.
وقرار الانفصال يجعل بعض الابناء يحسون أنهم فقدوا حب آبائهم مما يزيدهم قهرا فوق قهر، لذلك على الآباء أن لا يفتروا على إثبات حبهم للأبناء وإن احتاج الأمر إلى التكرار. وعلى الأهل أن يدركوا أن وقع المفاجأة على الأبناء حين إخبارهم بخبر الانفصال ، سيجعلهم غير قادرين علي جمع أفكارهم وتوجيه الأسئلة والاستفسارات التي تقلقهم ، فعلي الوالدين أن يجيبوا عن كل ما يمكن أن يهم أبنائهم دون أن يسألوهم عنه كأن يوضحوا ما أسباب الانفصال ، وكيف سيكون اتصالهم بالطرف الذي سيخرج من حياتهم ( الأب أو الأم ) – فإن اقل ما يستحقونه وسط هذه المشكلة هو معرفة ما يحدث .
إن توضيح الأمر للأبناء يعني الاهتمام بهم رغم تحطم الأسرة ولكن يفضل أن يكون هذا التوضيح مجرد خطوط عريضة بعيدة عن التفاصيل الدقيقة مثل المشاكل المادية أو الأزمات النفسية أو الصراعات فهذه الحقائق أصعب من أن يتحملها الأبناء . وعند المصارحة يجب ألا تحتوي الشروحات على كلمات قاسية في حق الطرف الأخر حتى وإن كانت تلك هي الحقيقة ، فإن استمرارية علاقتهم بأمهم يحتم علي الأب عدم دفعهم إلي كراهيتها والعكس صحيح .
ومن جهة أخرى على الأهل أن يوضحوا للأبناء أن هذا القرار لا رجعة فيه فعلي الرغم من صعوبة هذا الأمر إلا أن تقبل الطفل للحقيقة كاملة وعدم تعلقه بآمال وخيالات عودة شمل الأسرة يجنبه صدمة أخري إذا ما تزوج الأب أو الأم من آخر .
ربما كان قرار الانفصال قاسيا على نفسية الآباء والأبناء معا، وربما كان قرارا ظالما ومجحفا للأبناء الذين ومهما حدث، لا يطيب لهم عيش إلا في حضن الأب والأم معا، إلا أنه في أحيان كثيرة يكون البتر هو أفضل طرق العلاج والاستمرارية.
فينوس @fynos
محررة ماسية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
فينوس
•
مشكووووووره غاده على المرور والتعليق
وفعلا عندما يحدث الطلاق فان الرجل لا يستشير لا عقله ولا قلبه انما اهوائه
ومشكوره مره ثانيه
وفعلا عندما يحدث الطلاق فان الرجل لا يستشير لا عقله ولا قلبه انما اهوائه
ومشكوره مره ثانيه
الصفحة الأخيرة
ولكن يكفي الأطفال عزاءا