الأطفال لا ينسون الإساءة أبد

الأمومة والطفل

فهد عامر الأحمدي
كنتُ في طفولتي بعكس حالي هذه الأيام مغرما بقراءة قصص المخترعين والمكتشفين والشخصيات الناجحة في التاريخ..
ومن التاريخ الأمريكي قرأت قصص ثلاث شخصيات رائعة أولها محرر العبيد الرئيس إبراهام لينكولن (الذي وجدت قصته في برميل زبالة أثناء عودتي من المدرسة).. والثانية هيلين كيلر المرأة الكفيفة الصماء التي أضاءت الطريق لملايين المعاقين حول العالم .. أما الثالث فهو الرئيس ديفيد أيزنهاور الذي تولى قبل انتخابه كرئيس قيادة جيوش الحلفاء في الحرب العالمية الثانية ووضع خطة اجتياح شمال أفريقيا وغزو إيطاليا وعين بعد الحرب قائدا أعلى لحلف الأطلسي....
ومن مذكرات هذا الأخير علقت في رأسي قصة جميلة تعلمت منها درسين مهمين في سن مبكرة من حياتي (سأخبرك عنهما بعد انتهائي من القصة)..
ففي سن الخامسة كان ايزنهاور حسب ماجاء في مذكراته لا يرغب سوى بتعلم العزف على الناي أو البوص.. وذات يوم شاهد نايا في دكان صغير تعلق به فور رؤيته.. وبدون تردد دخل المحل وسأل البائع عن سعره فنظر إليه بتهكم وقال "دولاران" وكان مبلغا كبيرا في ذلك الوقت يعجز عن جمعه الأطفال.. غير أن ايزنهاور حرم نفسه من كل شيء حتى من شراء الطعام في المدرسة وبدأ يجمع كل سنت يجده في جرة زجاجية لمدة سبعة أشهر.. وحين امتلأت الجرة لنهايتها أخذها كما هي وذهب بها إلى البائع ونثرها أمامه وطلب منه الناي .. وهنا ابتسم البائع وقال بخبث اذهب وخذه بنفسك وانشغل هو في إعادة السنتات المتناثرة إلى الجرة .. واستمرت فرحة ايزنهاور بالناي لعدة أسابيع حتى دخل ذات يوم إلى نفس المتجر يتأمل بعض المعروضات فسمع البائع يهمس لزوجته "هذا الطفل الساذج دفع لي خمس دولارات ثمنا لناي كان يمكن ! أن يأخذه بدولار واحد فقط" !!
.. وحين سمع كلامه تملكه شعور بالغضب والحنق وخرج من المحل وهو يبكي وحين وصل الى المنزل كسر الناي ولم يتجرأ على شراء واحد غيره أبدا.. ويعترف ايزنهاور أنه لم يستطع نسيان وجه البائع ولا التخلص من شعوره بالحقد والغضب والرغبة بالانتقام حتى نهاية حياته !!
والآن راجع معي هذه المفارقات :
... رجل جرب فظائع الحرب العالمية الثانية وشهد مقتل آلاف الجنود أمام عينيه ، كما شارك في العمليات الحربية ضد اليابان كمساعد للقائد الأعلى في منطقة المحيط الهادي ، وبعد نهاية الحرب تولى رئاسة أركان الجيوش الأمريكية وقيادة قوات حلف الأطلسي في أوربا ، وبعد تقاعده خاض غمار الانتخابات السياسية وأصبح الرئيس الثالث والأربعين لأقوى دولة في العالم...
ومع هذا كله ؛ لم يستطع نسيان وجه بائع صعلوك خدعه في سن الرابعة .. لم يستطع نسيان سنتات تافهة سرقت منه وهو الذي أصبح لاحقا من أصحاب الملايين !!!
وقصة كهذه تفيدنا في تعلم درسين مهمين:
* الأول أن الأطفال لا ينسون الإساءة أبد كما يتصور معظمنا بل قد تزداد لديهم رسوخا بمرور الأيام.. وبناء عليه لا يجب أن نتعمد اهانتهم أو الإساءة إليهم أو معاملتهم بشكل غير لائق وكأنهم لن يكبروا أو يدركوا فداحة ماحصل في الماضي (وتذكر بنفسك كم شخصية أساءت إليك في سن الطفولة فحملت ضدها حقدا وغضبا استمر معك حتى اليوم)؟!
* أما الدرس الثاني فيتعلق بضرورة تعلم الضحايا أنفسهم (وبصرف النظر عن السن التي تعرضوا فيها للإساءة) أهمية الصفح والغفران حتى وإن عجزوا عن النسيان.. وهذا الكلام ليس رحمة بالظالم أو عطفا على الجاني (وليس أيضا من قبيل الادعاء أو السمو الأخلاقي) بل من أجل أن يتخلص المظلوم نفسه من عبء الغضب ونار الانتقام ويستمر في حياته بلا منغصات أو شخصية مهزوزة








بعض تعليقات القراء:

مقال جميل...
وبصراحه انا مريت بتجربه في الابتدائي (تلقيت كف من المعلم )
والا الان وانا لا انسى شكله ابدا (وبصراحه اتمنى ان اردها له)
ولكن في القريب العاجل

.....

وانا لن انسى صفحة مدرسة الفنيه لي بكف عندما.. لم اتقن قص اللزق في ثاني ابتدائ.. ولو شاهدته الأن لصفعته وأتقمت منه

.....


سأقلب الصورة
انا اذكر شخصاً كان يعاملني بقمة الحنان والعطف فأحببته حباً جماً وحين كبرت اكتشفت ان هذا الشخص محتقر في مجتمعنا لا لشيء سوى انه يعاني من مرض نفسي الا ان هذا الامر لم يهز صورته الجميلة التي كونتها عنه في طفولتي ولازلت اتواصل معه

......


ولازلت اتذكر مدرسي في الصف الثاني الابتدائي الذي كان يعاقبني(لأنني كنت اكتب بيدي اليسرى) بوضع القلم بين اصبعي هذه اليد ويقوم بضغطه حتى ابكي، ويكرر هذه العقوبة كلما رآني استخدم يدي اليسرى في الكتابه
اقول مازلت اذكر وجهه النحيل كوجه النسر كلما رأيت خط يدي اليمنى الرديء واتمتم بكلمات لاتصلح للنشر

......

ذكرتني بوحدة كانت حاقرتني وانا صغيرة
مادري بالضبط كم عمري
لادخلت تسلم اوقف مع الحريم
وتجي تطمرني وكأني نكرة!!
ههه
الله يسامحها
بس تعلمت درس اني اسلم على الاطفال
كلهم واحسسهم
انهم مهمين لاني حاسة باحساسهم


......


رااائع كما عهدناك
ذكرنني درسك الثاني ببرنامج اوبرا حيث قابلت بعض ضحايا الحوادث الذين اجمعوا انهم يتعلقون بحوادثهم ولايستطيعون التخلص منهم والعيش بلا منغصات الا بعد ان صفحوا عن من اجرم في حقهم

.....

صباح الخير
حتى انا عندما كنت في الصف الثاني الابتدائي اخذ بائع المقصف فسحتي ولم يعطني فطوري وانكر اني دفعت له وكان من طلاب الصف السادس الذين نخشاهم فطأطأت رأسي وبقيت دون فطور وانا احبس في داخلي انواع الدعاء عليه ولازلت احفظ شكله
فعلا امر غريب وهي ريالين...
.....


أنا أذكر أن امرأة ضربتني وأنا ابن خمس سنين, ووالله أني أكرهها حتى اليوم ولا أنسى وجهها وضروسها أبداً,حتى وقد شاب رأسي اليوم.
.....

ايضا من القصص التي لاينساها الاطفال
اخي ذو سن 26 سنةلاينسى تلك المرأة التي قست علية واخذت منة كأس الشاي بشدة من اجل ان تعطية ابنها
وجلس ذلك الابن يحتسي الشاي واخي ينظر اليهما بحسرة وانكسار في نفسة
وايضا من القصص ذلك الشاب من العائلة لاينسى تلك المرأة التي اتهمتة بسرقة مالها وتلقى هذا الطفل اشد انواع القسوة والضرب
وعندما انكشفت الحقائق تبين ان السارق هو ابنها.

.....


في قدييم الزمان..رجل حكيم..
قال لأبنه الطفل:الكلمه السيئه مثل أثر المسمار على الخشب..لاينمحي مهما كان الثمن. ومنها نستفيد ان,
جرح الاطفال بكلمه واللعب بمشاعرهم جدآآ خطير.

.....

صدقت
انا اتذكر المواقف المؤلمة في طفولتي
اتذكر لما انا وولد خالتي وبنت اخته نسولف عن "عيادي العيد"
ووصلنا لفقرة عيدية الاب وجيت باتكلم
رد علي ولد خالتي : انتي اسكتي ما عندك ابو.!!!
رجعت لبيتنا ابكي (والدي متوفي عليه رحمة الله)
او مرة كنت صغيره وحاطة روج امي والفرحة مش سيعاااني
واروح لبيت خالتي
وتهزاني خالتي اول ما دخلت بيتهم
وش حاااطة روحي امسحيييه.!!
رحت اركض لبيتنا احاول استوعب نوع الجرم الي مسويته.!!

....

للاسف جيل الثمانينات وماقبله تعرضوا للظلم مرتين الاولى من قبل المجرمين اللي اسميهم مدرسين والثانية من قبل الاباء اللي يقولون لهم لكم اللحم ولنا العظم اما ليش مجرمين لانهم مارسوا ضدنا اصناف التعنيف النفسي والاستهزاء والضرب العنيف تقول يضرب له رجال مو طفل هذا غير الكفوف - او بالضرب على الوجه - او وضع الطباشير بين الاصابع والضغط حتى تنكسر او بالعصا شف كم واحد كره الدراسه وضاع اوانه وقف عن الدراسه للابد وعلى ان الزمن تغير الا اني انبسط اذا شفت شباب مكفخين لهم مدرس او مدير. :)

....
منقول من ايميلي
0
523

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️