اشتهرت بلاد الهند والشرق الأوسط بالبهارات والتوابل، وكانت من المواد الأولية والمنكهه التي أبهرت الغرب وأخذ يستخدمها ليبهّر بها طعامه. وكان كل ما يستخدمه هو الفلفل الأسود بعد الملح والذي عرفه عن طريق الشرق أيضاً.
ولو نظرنا إلى بلد مثل الهند نجدها تنقسم إلى أقسام ومطابخ، كلٍ منه معروف بنوع بهارات وتوابل وكذلك مكسرات. ولا يعتبر الكاري من الأطباق المتعارف عليها في جميع أنحاء الهند، ولكن إنتشر خارجها لمعظم أنحاء العالم. وبطبيعة الجو والمناخ فالبهارات والتوابل هي جافة ويُمكن حفظها لمدة طويلة ويمكن تجميدها او التخلص من الرطوبة فيها عن طريق قليل من الحرارة، إما بالفرن أو المقلاة ثم بطحنها للحصول على أفضل نتيجة، ولكن عندما نتحدث عن الأعشاب فهي دائماً طازجة وعمرها قصير.
وتعتبر الأعشاب العطرية مثل البقدونس والكزبرة والأوريجانو والزعتر وغيرها من المنكهات المستخدمة في المطبخ الغربي والأنواع المشتركة بين المطبخ الغربي والشرقي هى البقدونس والكزبرة الخضراء وفي بعض الأحيان الشبت.
وعندما نقول أن مذاق البهارات والتوابل يزداد بعد تجفيفها والتخلص الكامل من الماء فيها، فإن العكس يكون للأعشاب. حيث يجب أن تكون الأعشاب طازجة.
ولقد نجح الغرب في غزو الشرق بالأعشاب وإن كان نجاحاً محدوداً برغم تطور المواصلات و سهولة النقل من بلد إلى آخر، أما النجاح الأكبر فكان للشرق في استخدام الغرب للبهارات الشرقية على نطاق أوسع. وحتى مع استخدام الشرق للأعشاب فلا يوجد طبق متعارف عليه كما هو الحال في حالة الكاري، وعادةً ما يُستخدم البقدونس في تزيين الطبق وليس بإضافة مذاق له .
فيا تُرى وبعد هذه السنين سيأتي اليوم الذي نجد فيه أطباق من إكليل الجبل (روزماري) في الهند كما نجد الكاري في بريطانيا؟
