الأعضاء التناسلية للجنين

الحمل والإنجاب

كان المعتقد السائد والمبسط في الماضي أن كروموزوم y والهرمون الذكري، تستوستيرون هما من يحددان جنس الجنين وهويته الجنسية المستقبلية، ورغم الصواب الجزئي لتلك النظرية إلا أنها هنالك عوامل أخرى في غاية الأهمية تلعب دوراً أساسياً في تلك العملية مما يفسر أسباب الأعضاء الملتبسة عند بعض الأجنة بالرغم من امتلاكهم الكروموزوم الذكري لها وانتاج خصيتهم كميات طبيعية من التستوستيرون وقد اوضحت الدراسات المبتكرة الحديثة ملامح ومزايا تلك العملية المعقدة وأبرزت نظريات جديدة بالنسبة الى التفاضل والتخلق في الأعراض التناسلية التي تنتج الحيوانات المنوية والبيوض وفي القنوات والمجاري التناسلية التي تنقلها الى موقع الاخصاب وفي العوامل الأخرى التي تحدد السلوك الجنسي عند الطفل.
وقد ابرزت الاختبارات حديثاً أهمية بعض الجينات في تكوين الحرف البولي والتناسلي خلف الصفاق حيث تنزاح الخلايا التناسلية الأولية اليه لتكوين اعضاء تناسلية ذات طاقة مزدوجة أي أنها تملك القدرة على أن تصبح أعضاءً ذكرية أو أنثوية وأن أي خلل يصيب تلك الجينات قد يسبب العقم ومختلف التشوهات البولية والتناسلية، ومن ابرز تلك الجينات التي تؤثر على تحويل تلك الأعضاء التناسلية الأولية والمزدوجة الى خصى الجين الموجود على القسم القصير من كروموزوم Y والذي يدعى SRY والذي يساهم في انتاج جين ثانٍ يدعى soxg الذي يساعده مع عامل سترويدي آخر SFI وجينات أخرى ثانوية على انجاح تلك العملية التحويلية ومقابل تلك الجينات يوجد جسين يدعى DAX يقاوم هذا التحويل ويحول دون نشوء الخصية حتى بوجود طقم كروموزومي XY ذكري طبيعي (صورة).

بعد نجاح نشوء الخصية وبفضل وجود مستقبل للاندروجين أو الهرمون الذكري على كروموزوم X وبواسطة التستوستيرون المنتوج في الخصى تتكون الأبهر والبربخ والحويصلات المنوية من المجاري الولفية الأولية ويتحول هذا الهرمون الى هرمون أكثر فعالية وهو الديهيدرو تستوستيرون بواسطة انزيم ريدكتاز الف فئة 5 لخلق العضو التناسلي والصفن. فأي تشوه يصيب المستقبل الاندوجيني لهذا الهرمون او أي خلل في انتاجه أو عدم حساسية الانسجة له قد يؤدي الى ظهور أعضاء تناسلية ملتبسة عند الطفل الذكر مع ظهور أعضاء أنثوية كاملة أو حدوث تثدي لديه في المستقبل مع عقم ذكري شديد حسب درجة وشدة عدم حساسية الأنسجة له.

وأما المزايا السلوكية الجنسية التي تترافق مع الهوية الجنسية فهي من العوامل المبهمة كما وصفها الدكتور فيديرمان في احدى مقالاته التي نشرت في مجلة «نيو إنلغند الطبية» وترتكز عادة على 3 خطوات أولها الشعور الذاتي بالرجولة أو الأنثوية التي يترسخ عند الطفل عادة في سن سنتين ونصف الى 3 سنوات والذي اعتبر في الماضي كنتيجة العوامل النفسية النابعة من التلميح الاجتماعي المبني على شكل الأعضاء التناسلية، ولكن تلك النظرية قد تبدلت حديثاً بعد دراسة بعض الحالات التي تتميز بخلل في هرمونات ريدكتاز الف فئة 5 وديهيدروجيناز هيدروكسيتيرويد فئة 17 بثا رغم ان مظهر المولودين الخارجي انثوي مع تربيتهم كبنات الا انه يتحول الى الرجولة عند البلوغ مع تثبيت هويتهم ودورهم كرجال فضلاً ان هنالك بعض الصبيان الذين نشأوا وتربوا كبنات بسبب قطع عضوهم التناسلي في حادث والذين اختاروا أن يتحولوا الى ذكور مع تثبيت هويتهم الذكرية عندما بلغوا سن المراهقة وبعدها مما يشدد على أهمية العامل الهرموني في الانتقاء والتقيد بهوية جنسية خاصة وفي التفاعل للإثارة الجنسية والرغبة اللتين تترابطان ترابطاً وثيقاً مع الهرمون الذكري عند الذكور وحتى عند النساء، وعلاوة على ذلك فإن لهذا الهرمون تأثيراً مباشراً على طول الشخص وحجم وقوة عضلاته ونمو شعره وكثافة عظامه واستقلابه الدهني وربما لعدوانيته بينما يساهم الهرمون الأنثوي على تفجر النمو عند تجاوز سن البلوغ وتوقفه عند البنات كما يؤثر على كثافة العظام والاستقلاب القلبي والوعائي ونمو الثدي ومظاهر سريرية أخرى.


--------------------------------------------------------------------------------
منقوووول
1
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️