السبت -2-محرم 1431 الموافق 20 -12-2009
حسين علي المويل البالغ من العمر (16 عاما) لم يهنأ برحلة الحداق التي مارسها للمرة الاولى في حياته مع اصدقائه عبدالمحسن دشتي ومحمد العطار وعلي دشتي، إذ لقي حتفه بعد مضي ساعة تقريبا من تركه البحر ووطء قدمه اليابسة عندما غرزت السيارة التي يقلها «الحداقة الصغار في بر الصبية لينفجر لغم صدامي اودى بحياة حسين».
ما حصل ان الاصدقاء الاربعة شدوا الرحيل إلى البحر بعد منتصف ليل الجمعة وكانت المرة الاولى التي يمارس فيها حسين علي المويل الحداق، حسب ما قاله لـ«الراي» صديقه عبدالمحسن ، والذي اكد ان «حسين رحمه الله كان مستانس وايد، كونها المرة الاولى التي يرمي فيها السنارة والخيط لاصطياد الاسماك».
وقال عبدالمحسن «بعد ان امضينا الليل في عرض البحر قررنا فجرا ان نكمل عطلة نهاية الاسبوع في البر، ورسا القرار بيننا (عبدالمحسن، وعلي ، وحسين وعلي العطار) ان تكون وجهتنا بر الصبية».
وتابع «بمجرد وصولنا صبيحة يوم أمس (السبت) وذلك في تمام الثامنة صباحا إلى خلف ميدان الرماية غرزت السيارة التي يملكها ويقودها صديقنا محمد ونزلنا منها في محاولة رفعها لكننا لم نفلح في ذلك، وفي وقت توجه فيه (عبدالمحسن و علي) وحسين علي المويل للبحث عن طابوق تابع محمد ا وعلي الحفر تحت اطارات السيارة تمهيدا للطابوق الذي سنحضره، لكن خطتنا تم اغتيالها بفعل لغم متروك منذ زمن الغزو الصدامي الغاشم على بلدنا الكويت».
ومضى «كنت ابعد عن حسين علي المويل قرابة خمسة امتار عندما رفع طابوقة، واذ به يرتفع على الارض نتيجة انفجار لغم كان مخفيا تحت الطابوقة، على ما اعتقد، وسيطر الذهول علينا من هول ما حصل
واضاف «وخلال انتظارنا لسيارة الاسعاف ابلغ زميلنا محمد خال حسين والذي حضر إلى الموقع».
قال الخال: «كنت في منزلي الكائن في عندما تلقيت الخبر المفجع في الساعة العاشرة صباح امس (السبت) وعلى اثر ذلك انطلقت نحو بر الصبية، حيث وصلت الساعة الحادية عشرة وفوجئت بمنعي من الدخول من قبل رجال كتيبة هندسة الجيش ووزارة الداخلية، وعند اصراري سمح لي بالدخول لاجد الفقيد (ابن شقيقتي) مبتور اليدين والشظايا تملأ جسده».
كشفت مصادر عسكرية ان تطهير الأراضي من الألغام والمتفجرات مسؤولية الجيش الكويتي»، مشيرة إلى ان ظهور الألغام بين فترة وأخرى يعود إلى عدم التزام الشركات المكلفة بهذه المهمة بالشروط الموضوعة في هذا الشأن.
وقالت المصادر «ان الشركات الأميركية والبنغلاديشية المكلفة بتطهير الأرض من الألغام والمتفجرات كانت تتعامل مع الحقول العشوائية بطريقة غير قانونية حيث كانت تقوم بردم هذه الحقول بطبقة سميكة من التراب ومع مرور الزمن وعوامل التعرية يتطاير التراب وتخف هذه الطبقة وتظهر الألغام على الأرض وهذا ما حصل في الصبية تقريباً».
وأشارت المصادر «إلى ان المتعارف عليه دولياً أن الجيش الخاسر يسلم خرائط الألغام للجيش المقابل ولكن في كل الأحوال إذا كانت هناك حقول عشوائية لا أحد يستطيع تطهيرها كلياً وذلك لكثرة الحوادث فيها»، لافتة «إلى ان البر غير نظيف ولا تزال بعض الألغام فيه، ومع ذلك دائماً يحذر الجيش بأن أي مواطن يعثر على جسم غريب ألا يقترب منه»
