الألـــم العبقري

" تفردتُ بالألــم العبقري** وأجــمل ما في الحياة الألم"

يا أيها الألم العبقري.. يا أشد العباقرة بأساً وأكثرهم تحصيلاً لأ قسى النتائج
أناشدك بالله إن كنت تخشى الله فيّ , أن تقف وتهدأ فلقد خلّفت وراءك في فؤادي مجازر وكنت بالفعل عبقرياً فاجر.. عثت في الجوف فساداً وأورثتني من البؤس مالم ترثه ثموداً وعاداً..
حين تخمد أيها الألم أشعر أنا بالخطر, لأن عبقريتك تدعوك للسكون فتجعلني أتناساك وأحلم..أحلم.. أرفع رأسي للسماء وأشعر يوماً أنني سأرتديها وأخفض عينيّ إلى الأرض فأشعر أني سأجمع قواي وأوقف دورانها بإصبعي ثم أربّت عليها ساخرة منها فأقذفها بقدمي ليبتلعها رأسي.. وحين إذن أستطيع السيطرة على العالم كله, وسأصنع المعجزات فما تمنيته من السلام سأعممه على العالم أجمع, وسأنشر الفضيلة التي يفتقدها أفراده. سألتقط كل خوف العالم بين إصبعين من أصابعي وأقذف به حتى يصطدم بشهاب ناري يحوّله كسفاً, سأقرب المسافات على الأرض وأجمع الناس في مكان واحد بعد أن أحطم كل الجدران.. وحين أرى الناس مجتمعين, قلوبهم واحدة يعمهم السلام وتنتشر بينهم الفضيلة ولا يعرفون للخوف معنى.... ستستيقظ أيها الألم العبقري لتكشر عن أنيابك وتضحك...تضحك..تضحك ساخراً من أفكاري هازئاً بأحلامي
وسأصرخ.. ولكن هيهات أن يسمع صوتي أحد في هذا العالم.