بينت نتائج دراسة أجريت في مستشفى النساء وكلية طب هارفارد أن تناول النساء كميات كبيرة من الألياف الغذائية من شأنه تخفيض خطر إصابتهن بأمراض القلب.
هذه الدراسة استمرت عشرة أعوام وشارك فيها أكثر من 68 ألف امرأة «ما بين 37 و64 عاماً»، حيث ثبت من خلالها أن الوجبات الغنية بالألياف، وخصوصاً الحبوب مثل الشعير والذرة والأرز والحنطة، التي توجد غالباً في وجبة الإفطار، تساهم في خفض خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 23%.وتعد هذه النتائج بمنزلة دليل واضح على أن الأطعمة الغنية بالألياف توفر وقاية للنساء ضد أمراض القلب، كما لاحظ الباحثون أن النساء اللاتي تناولن كميات أكبر من الألياف كن أكثر لياقة صحياً وأقل تدخيناً وأكثر ممارسة للتمارين الرياضية وأكثر تناولاً للفواكه والخضار.

سيدة الوسط @syd_alost
عضوة شرف في عالم حواء
هذا الموضوع مغلق.
الصفحة الأخيرة
عندما نتكلم عن أهمية الألياف الغذائية والدور الأساس الذي تقوم به فيما يتعلق بصحة الإنسان، فإنه من المهم لفت الانتباه إلى مسألة بديهية وهي ضرورة الرجوع إلى الفطرة التي فطر الله تعالى الإنسان والكون عليها، ومن بين ذلك الغذاء، إذ نجد أنه في صورته الطبيعية يفوق من نواح كثيرة أي نوع آخر من الأطعمة والأغذية التي تدخلت يد الإنسان في صنعها.
نأخذ على ذلك مثالاً وهو أن الله أوجد الفواكه والخضراوات في أحسن صورة وأفضلها وقد ثبت فعلاً أن تناول هذه الفواكه والخضراوات بحالتها كاملة أفضل من أن نتناولها كعصيرات وغيره لأن ذلك له قيمة غذائية عالية من الناحية الصحية وذلك لاحتواء هذه الفواكه والخضراوات على كمية هائلة من الفيتامينات المهمة للجسم وأيضاً الألياف النباتية، فتناول تفاحة مثلاً كاملة وبقشرتها الخارجية أفضل كثيراً من أن نتناول عصير هذه التفاحة ولا نستفيد من قشرتها، وأيضاً خلايا المواد الصلبة للتفاحة. وذلك لاحتواء القشرة والمواد الصلبة على كمية كبيرة من الألياف المهمة جداً للإنسان، وأيضاً مجموعة الفيتامينات التي تحتويها القشرة والمواد الصلبة للتفاحة. وهذا مثال صغير لإحدى الفواكه وقس على ذلك كثيراً من الفواكه والخضراوات مثل العنب والكمثرى والبرقوق والرمان والجزر وغيرها.
إن الألياف عبارة عن مواد سليلوزية غير قابلة للهضم ولكنها تعمل كمادة مالئة في الأمعاء وهي مهمة جداً، لأنها تعمل على تجميع الماء حولها، وبالتالي زيادة حركة الأمعاء الدقيقة والغليظة وهذا ما يؤدي إلى نشاط حركة الأمعاء وبالتالي يمنع الإمساك تماماً وما يؤدي إليه من مضاعفات مثل التهاب الأمعاء والقولون وكثرة الغازات الضارة مما يؤثر على الدورة الدموية والقلب والشرايين.
أما عن فوائد الألياف الأخرى ومدى أهميتها للجسم، فهي تعمل أيضاً على تقليل كوليسترول الدم عن طريق تثبيت أملاح المرارة ومنع عودتها إلى الدم مرة أخرى. ونعلم أن أملاح المرارة تتكون أساساً من الكوليسترول، وعلى ذلك يتطلب من الجسم تكوين أملاح المرارة من جديد، أي استخدام كوليسترول الجسم وبذلك ينتج عنه تقليل كوليسترول الدم وهذا من الناحية الصحية مرغوب وخصوصاً عند الأشخاص البالغين سن الأربعين، وبذلك يقلل احتمالات ارتفاع كوليسترول الدم وبالتالي تصلب الشرايين.
وهناك فائدة ثالثة لمادة الألياف النباتية وهي أنها تعمل مجتمعة مع الماء مادة هلامية تسمى الجيلاتين التي تعمل على احتجاز السكر الغذائي الناتج عن تعاطي سعرات حرارية زائدة أو أغذية سكرية لمرضى السكري الذين لا يعتمدون على الأنسولين، وبالتالي تعمل هذه المادة «الجيلاتين» على منع الارتفاع الحاد في نسبة سكر الدم وبذلك يمنع المجهود الزائد على بنكرياس الجسم ومطالبته بإفراز كميات كبيرة من الأنسولين مما يؤدي إلى إجهاده - أي البنكرياس - ولا قدر الله، فشله في إنتاج الأنسولين.
وهناك فائدة رابعة للألياف وأهميتها لصحة جسم الإنسان فنجد أننا دائماً ننصح أن يتناول الإنسان طبق السلطة الخضراء، وهذا الطبق يتكون أساساً من الخس والطماطم والخيار والجرجير، وكلها والحمد لله عالية في نسبة الألياف النباتية وينصح بتناولها مع بداية الطعام أو مع الطعام. وكما عرفنا أن الألياف تعمل مع الماء طبقة جيلاتينية وهو ما يؤدي إلى امتصاص الوحدات أو السعرات الحرارية العالية بداخلها أي بداخل الطبقة الجيلاتينية فيؤدي إلى تقليل امتصاص السعرات الحرارية بالجسم والمحافظة على وزن الجسم أو تقليل الوزن بالرغم من تناول وحدات سعرية عالية، مما يرضي الإنسان ويشعره بالشبع. وهذه هي الطبيعة البشرية في إرضاء الرغبات أو إشباعها!
نشر في مجلة (الثقافة الصحية) عدد (44) بتاريخ (صفر 1420هـ -مايو 1999م
المصدر:باب