waft air

waft air @waft_air

محررة ذهبية

الأمة شُغلت بأن يحطم بعضها بعضا ولن يستفيد من ذلك إلا أعداؤها

الملتقى العام

فوائد وعظات من حصار غزة ..




بدأ الشيخ صالح المغامسي البرنامج الأسبوعي الدر المنثور – وكانت حلقة مميزة – بتساؤل حول قوله تعالى : (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ) والحقيقة المشاهدة لحال الدولة العبرية في عصرنا وعلوها في الأرض قال الشيخ :
يظهر لنا والعلم عند الله أن مرد ذلك إلى أمرين :

1. الأمر الأول : قطعا محال أن تكون الدولة العبرية صنعت هذا من غير إذن ما ، من غير اتفاق ما ،
من غيرتواطأ ما ، محال لأن هذا يتعارض مع قول الله جل وعلا : (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ)بمعنى محال أ يكون هذا وقع بتصرف فردي محض غير موافق عليه في الخفاء البتة .
2. الأمر الثاني : أن الله جل وعلا قال : (ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَمَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ لنَّاسِ) فذكر الله جل وعلا في القرآن العظيم أن اليهود قطعوا حبل الله بستة أشياء قال ربنا : (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً* وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً* وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ) هذه الست التي جعلتهم يقطعون حبل الله ، لكنهم أبقوا على حبل الناس ، وهم عندما رأوا أن رياح القوة العلمية ستفيء من الولايات المتحدة ليس من بريطانيا – رغم أنهم حظوا من بريطانيا بوعد بلفور – إلا أنهم أناخوا مطاياهم هناك أي في الولايات المتحدة ، كان استقراء صحيح منهم في أن القوة والغلبة ستبعث من هنالك وهذا هو حبل الناس الذي تمسكوا به ، والذي أخبر الله جل وعلا عنه .


_________________________

* وحول جُرأة اليهود على دماء المسلمين العُزل قال فضيلته :
أما ما دلت عليه الأحداث الأخيرة في أن الجرأة والتجرأ والدموية والوحشية والمجازفة فهذه صبغة فيهم دلت عليها الآيات(فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقًّ) يعرف كل أحد على أنهم تجرئوا على أنبياء الله فبدهي جدا أن يكون منهم جرأة على غيرهم لأنه كل أحد من البشر هو دون أنبياء الله في المكانة . هذه الجرأة لم تقف عند هذا الحد بل حتى تجرئواعلى الذات الإلهية تجرئوا حتى على رب العالمين :
1. بما حرفوا في التوراة وما ذكره فيها مما هو محال نسبته إلى رب العالمين جل جلاله .
2. أو مما أخبرنا الله جل وعلا عنهم كقولهم : ( إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء) وأمثال ذلك (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ) فالجرأة هنا من جنس الجرأة الأولى .

_________________________


* وقفات مع الأحداث الأخيرة لغزة :
ما حدث يطرح تساؤلات عدة من أعظمها :
حال أمة الإسلام .. لم بلغ بها الأمر إلى ذلك ؟ أنا أعلم أن المستمع الكريم قد سمع مئات الإجابات حول هذا الموضوع نحن لا نريد أن نلقي باللائمة على أحد ، ويجب أن لا يُجعل أي حدث يقع في الأمة أن لا يُجعل هذا الحدث تتناوله كل فئة كل طائفة بالطريقة التي تريدها ، فتنتقم من طوائف أخر فتلمز هنا أو تهمز هنا وكأنها تفرح بهذه الحادثة لأنها تبرهن على صدق بعض ما تذهب إليه ، والمعنى لا بد أن نساق جميعا إلى التجرد لله تبارك وتعالى .


_________________________

الحرب على غزة حرب عقدية هذا ما أوضحه فضيلة الشيخ في حديثه :
لكن الأمر الأعظم الذي ينبغي أن نتنبه إليه أن الإسرائلين جعلوها حرب عقيدة ، والأمة للأسف حاول الكثير من أهل الرأي والقيادة فيها أن ينأوا بالمعركة على أنها حرب عقيدة .
في إسرائيل الدولة يجتمع اليهودي الأمريكي الذي تربى على النُظم الرأس مالية واليهود الروسي الذي تربى على النُظم الشيوعية واليهودي العربي الذي لم ينهل من معين هذا ولا هؤلاء ولم يفيء إلى الإسلام ، فاجتمعوا الثلاثة على التناقضات في المنظور الاقتصادي والفكري جمعهم ولاءهم لإسرائيل ، اليهود الذين يعيشون في أمريكا كانوا منعمين وبعضهم كان يحرك رؤوس أموال كُثر ويدير بنوك ربوية تركها وراء ظهره طمعا في أرض الميعاد التي يزعم أنه وعد بها ، فهم جعلوا الحرب حربا عقدية ، في حين أن بعضا منا حاول أن ينأى بالمعركة على أنه حرب عقيدة مع أن الحرب والصراع صراع عقيدة في المقام الأول .
ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول : « لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِىُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِىٌّ خَلْفِى فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ. إِلاَّ الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ ».مسلم ، فانظر إلى لفظ (يَا مُسْلِمُ) وانظر إلى لفظ (يَا عَبْدَ اللَّهِ) فهذا إشعار ظاهر من رسولنا صلى الله عليه وسلم على أن الصراع صراع عقدي لا محالة .
فإخراج العقيدة من الصراع جعل المسألة أرض ومكان وزمان ، كما يحدث في أي أرض حتى كما يحدث بين الجار وجاره في خصومات الأراضي التي تعج بها المحاكم هذا أمر مهم جدا يعني ينبغي أن يتنبه إليه .

* الأمة شُغلت بأن يحطم بعضها بعضا ولن يستفيد من ذلك إلا أعداؤها ، فأعقل الناس من حاول أن يجمع الأمة أكثر مما أن يكون في قوله زيادة فرقة لها .
* لا يصح أبدا أن نجعل العقيدة شعارا فقط ونحن نحارب أعدائنا ، لابد أن نقيمها أول الأمر في قلوبنا في أنفسنا حتى تختلط بدمائنا وعروقنا ، فيشب عليها الصغير ، ويهرم عليها الكبير حتى إذا قاتلنا جاهدنا كانت في دمائنا تجري فعَلِمْنَا عن أي شيء نذود ، نحن لا نذود عن شيء أعظم من الدين القويم الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من ربه ، كما صنع سلفنا الأبرار – رضوان الله تعالى عليه أجمعين – الذين ورثوا هذا عن أصحاب رسول الله وأخذه الصحابة عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه .
كان أبو سفيان ينادي قبل إسلامه " أعلُ هبل " ما زال يتكأ على إثر جاهلية ، وعبد الله بن أُبي يقول يوم الخندق : " يا أهل يثرب " يتكأ على الأرض ، أما المؤمنون :(وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً) .


_________________________

*وفي قراءة تفاؤلية من الشيخ للأحداث الحالية قال :
هناك أمر أظنه يشعر بقرب النهاية ، وهي قراءة بعيدة لا أظن أن كثيرا من الناس يؤمن بها ، لكن هذه قناعات .. قبل أن آتي بها آتي بمثال يُقرب في تاريخنا الإسلامي يروى أن مفاوضات حصلت ما بين الروم والمسلمين أو الفرس والمسلمين ، فالذي بُعث من المسلمين ليخاطب هرقل أو يخاطب كسرى أخبر الملك أنهم جاؤوا لينشروا دين الله في الأرض ، وأنه لن يحول بينهم وبين الجهاد في سبيل الله أحد ، فكأن ذلكم الملك – هرقل أو كسرى- سخر منه ، ثم قال له : أنتم أتيتم لتطئوا ديارنا ، وأعطاه من تراب الديار ترابا في وعاء ، وأمره أن يحمله على رأسه ، هذا الرومي أو الفارسي كان يظن أنه أهان هذا العربي هذا المسلم عندما جعل التراب فوق رأسه ، لكن المسلم قرأها قراءة أخرى ، حمل التراب لما حمل التراب وصل به إلى المسلمين ، المسلمون قرؤوه مثل ما قرأه صاحبهم أخذوه تفاؤل ، لأن هذا فيه دليل وقرينة على أنه سيملكون الأرض وأنهم سيطئونها ، لأنه رجع غانما رجع بالتراب ، فوطئوا على التراب بعد أن أنزله عن عاتقه ، وكان كما وقع في مخيلتهم سادوا واحتلوا الأرض .
المراكب التي جاء بها هؤلاء النشطاء سفن ، والسفن في التاريخ البشري الإنساني كله في الذاكرة الثقافية الإنسانية وسيلة نجاة مركب نجاة ، الله يقول : (فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ) ويقول : (وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) وفي القرآن (يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا) فالإسرائيليون رغم أنهم هاجموا تلك السفن وقتلوا بعض ركابها وجرحوا بعضهم إلا أنهم أخذوا تلك السُفن وأنزلوها في موانئهم فهذا يشعر من بعيد – يعني ليس هذا هو الحل لا يقول بهذا عاقل – لكن ثمة إشارات تقع كما جعل الله صد الفيل عن بيته إرهاص لمولد نبيه صلى الله عليه وسلم وأن أمرا عظيما سيقع ، كذلك وصول هذه السفن ودخولها إلى الموانئ الإسرائيلية ، وإن كانت تحت سوق الدولة العبرية إلا أنه مؤذن بأن دولة الظالمين إلى زوال وأن حظ المستضعفين إلى علو وارتفاع ، يعني يمكن أن يقرأ بإشارة ما على هذا النحو . والعلم عند الله لكن أيا كانت حال الدولة العبرية فإنه أخبر نبينا صلى الله عليه وسلم أن الغلبة لهذا الدين الحق ولأتباعه صلوات الله وسلامه عليه .


_________________________


* في نهاية الحلقة وجه الشيخ كلمة عزاء للمسلمين على حصار غزة ، قائلا :
قال تعالى : (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ) والآية التي بعدها بآية (وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) بمثل هذه ينبغي أن يعزى الإنسان في مثل هذه الأحداث،وعليه أيضا أن يعلم :
* أن هذا وقع بقدر الله ، وأننا مبتلين برفعه .
* لكن لا نعجل في أمر لنا فيه أناة .
* مهما عظم الجرح وجل الخطب فإن الحق والحل في إعادة بناء أنفسنا ، فليست القضية قضية قوة عدونا لكن القضية قضية الضعف الموجود فينا ، فليست القضية قضية قوة العدو ومن وراءه ومن يؤازره إنما هو ضعف أصابنا في أنفسنا أحالنا إلى ما نحن فيه وإلا لو قدر أننا نملك من حبل الله جل وعلا ما ينبغي علينا أن نملكه لما قام أحد أمامنا بشيء ، وهذا وعد الله جل وعلا لنا .
* والأيام دول والحرب سجال وربنا جل وعلا يقول : (وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ) وقد عزى رسول الله آل ياسر بقوله : " صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة " ، ونحن اليوم نقول : " صبرا أهل غزة فإن موعدكم صلاح الدين العربي بإذن الله " .


____________________________

وبهذه الكلمات المتفائلة أنهى فضيلة الشيخ صالح المغامسي برنامج الدر المنثور لهذا الأسبوع .. أسأل الله أن ينفع بهذه الكلمات وأن يقر الله أعيننا بنصر قريب لأمة الإسلام .

موقع الراسخون في العلم


12
710

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

waft air
waft air
رفع
الريـ أنا ـم
الريـ أنا ـم
جزاك الله خير فعلا هذا الرجل مميز وكلامه درر


بارك الله فيك على الاختيار الموفق
I LOVE ALLAH
I LOVE ALLAH
شفت نهايه الحلقه

الله يطول بعمر الشيخ المغامسي و يمد بعمره على طاعته


عنده حكمه و علم تفرد بها عن غيره من اللي اتابعهم طبعا من وجهة نظري


مشكووووووره على النقل اختي

سلمت يداك
waft air
waft air
شفت نهايه الحلقه الله يطول بعمر الشيخ المغامسي و يمد بعمره على طاعته عنده حكمه و علم تفرد بها عن غيره من اللي اتابعهم طبعا من وجهة نظري مشكووووووره على النقل اختي سلمت يداك
شفت نهايه الحلقه الله يطول بعمر الشيخ المغامسي و يمد بعمره على طاعته عنده حكمه و علم ...
حياك الله وأسعدك في الدارين


آمين
ويداك
أمون الحنووون
جزاك الله خيرا أنت والشيخ

كم تأثر في كلماته

وفرحت بقرائته التفاؤلية للأحداث

اللهم انصر أخواننا المسلمين في كل مكان