فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr
فريق الإدارة والمحتوى
الأمراض .. لماذا ؟؟
بداية ~
الحياة لم تخلق لبني الإنسان عبثاً ، وإنما وجدت لغاية ..
وكل قوانين الحياة تجري في إطار هذه الغاية ، ولأجل تحقيقها ..
والغاية من هذه الدنيا هو تحقيق العبودية لله ..
ولن يكون ذلك إلا باستمرار توجه القلب إلى المعبود ..
يقول تعالى :
( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ).
ومعنى ذلك أن الحياة مفاتيحها بيد الله يديرها كيف يشاء ..
ونحن فيها نعيش في نواميس الكون التي اختطها الله تعالى ..
لانملك الخروج منها ..
وعلينا أن ننظر إلى كل ماهو مقدر فيها نظرة مؤمنة ..
أن وراء كل شيء هدف وغاية .. وإن خفي علينا ..
ومن هذه الأمور الغامضة .. الأمراض .. فلا أحد يسلم منها ..
قد نقف من المرض موقف الحائر ونتساءل :
لماذا كانت الأمراض جزءاً من الحياة ..؟
لماذا كان التعب والأوجاع والمعاناة متصل بوجودنا فيها ..؟
وما هي الغاية من الأمراض التي تصيبنا ..؟
هذه الأسئلة غالباً ماتراود الإنسان ؛ خاصة عندما يقع بين أنياب المرض..
لننظر إلى الحكمة الإلهية في خلق الابتلاءات كافة .. ومنها المرض..
قال سبحانه :
( ولنبلونكم بشيءٍ من الخوف ، والجوع ، ونقص من الأموال ،
والأنفس والثمرات ، وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا
إنا لله وإنا إليه راجعون ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة
وأولئك هم المهتدون ).
إذن الحكمة الإلهية هي الامتحان .. هي الاختبار الذي لكل إنسان موضع فيه ..
أفراداًوجماعات ... فقراء وأغنياء .. ذكوراً وإناثاً.. لايسلم منه أحد ..
الامتحان ببعض الخوف .. والجوع .. ونقص الأموال ..
والأنفس إما بالفقد أو المرض الذي يؤدي إلى نقص القوة الجسمية ..
وضعف القوة البدنية .. أو نقص الثمرات ..
وهذه التجربة الحتمية من مرض وغيره .. فيها البشرى عند الله .. للصابرين
هؤلاء الذين إذا أصابهم الابتلاء اتجهوا بقلوبهم إلى الله..
فهم يدركون أن الله سائل كل إنسان عما عمل في الحياة ..
وأن عليهم الرضا والتسليم .. وتفويض الأمور لله تعالى ..
وأنهم بالتالي عائدون إليه ليثيب من أحسن .. ويعاقب من أساء ..
هؤلاء المؤمنين الذين فقهوا أسرار الحياة ..
وزادتهم البلايا قرباً من ربهم .. والتجاءاً إليه ..
عليهم من ربهم صلوات .. ورفعة منزلة وزيادة درجات ..
وعلى قدر الصبر والتسليم والرضا يكون الجزاء ..
يخرجهم الله من الظلمات إلى النور .. من ظلمات المعاصي .. إلى نور الطاعة ..
تلك هي صلوات الله على عباده الناجحين في الابتلاء
وهم يزيدون قرباً من الله كلما ازدادوا صبراً وتقبلاً لما أصابهم ..
وهم الكاملون في الاهتداء .. أدركوا أن السر في الخلق تحقيق العبودية لله تعالى ..
عن قتادة بن النعمان ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( إذا أحب الله عبداً، حماه دنياه ، كما يظل أحدكم ، يحمي سقيمه الماء) الترمذي.
أي يمنع مريضه من تناول الماء .. إذا كان في شربه ضررله ..
فالله تعالى يحمي عباده الذين يحبهم من الركون إلى الدنيا والاغترار بها ..
يبتليهم ..بها ويمنع عنهم أشياء ويحرمهم من أخرى ..
لتصح قلوبهم وتتجه دائماً إلى الله .
وفي المرض الذي يصيبنا .. تنبيه لنا لنقدر قيمة العافية ..
وتذكير لنا بنعم الله تعالى علينا ..ولذا وجب الشكر في الصحة...
والصبر في المرض ..
الإسلام .. والمريض ~
ولنطلع الآن على نظرة الإسلام للمريض وماذا قيل بشأنه ..
يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :
( لاتكرهوا مرضاكم على الطعام فإن الله يطعمهم ويسقيهم ).
المريض في العادة يعاف الطعام فلا يجب الضغط عليه ليأكل ..
فإن الله يعطيه القوة التي يحتمل بها الحياة بلا طعام أو شراب مما يكره عليه..
وقد ثبت علمياً أن المريض يستهلك المخزون في كبده أولاً..
ثم يستهلك الدهون التي في جسمه..
ثم يصل إلى مرحلة خطيرة وهي السحب من لحمه .. حيث يذوي ..
وعلى هذا فإن الله قد جعل أجهزة جسم المريض تستهلك من داخله ..
بدلاً من تناول طعام خارجي ..
وذلك لأن أجهزته أضعف من أن تؤدي وظيفة الهضم ..
تحريم التداوي بالمحرمات ~
يوجه الإسلام المرضى عامة .. أياً ماكانت أمراضهم ..
إلى الامتناع في التداوي بما حرمه الله تعالى ..
" عن سماك إنه سمع علقمة بن وائل عن أبيه...
أنه شهد النبي صلى الله عليه وسلم..
وسأله سويد بن طارق عن الخمر في التداوي .. فنهاه عنه ..
قال : إنا نتداوى بها
قال الرسول الكريم : "إنها ليست بدواء ولكنها داء ..!
نعم هي مرض مهلك إذا أدمنها المريض بحجة التداوي .. لم يستطع الفكاك منها ..
وفي هذا الحديث توجيه شريف في الابتعاد عن هذا التداوي ..
حتى لايتخلص المريض من مرض .. ليقع في أمراض أخرى
تهدّ قواهم الجسدية والعقلية .. فلنطلب الشفاء فيما أحل الله ..
لماذا الأمراض ؟
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد رجلاً من وعكة كان به فقال :
( أبشر فإن الله يقول : هي ناري أسلطها على عبدي المذنب لتكون حظه من النار )
إذن الأمراض نار الله في الدنيا تصيب المؤمن الذي من طبيعته أن يذنب أو يخطأ..
فيحتمل ذلك الامتحان بالصبر والرضا .. فيخرج منها نقياً من الذنوب ..
هي ترد القلوب التي ألهتها الدنيا إلى الله ..
تنبه من الغفلة .. وتغسل الأ دران ..
توقد فتيلة الضوء في مصابيح القلوب التي خفتت فيها ..
ترد الإنسان الشارد إلى حظيرة الإيمان ..
أنظري إلى هذه الصورة الرائعة التي تبين الحكمة من إصابة الإنسان بالمرض
يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :
( إنما مثل المريض إذا برأ وصحّ ، كالبردة تقع من السماء في صفائها ولونها ).
هو كقطعة الثلج البيضاء النقية ..
في صفائها ... كذلك يخرج المريض صافي القلب ..
قلبه مغمور ببياض النور .. وتمام العافية ..
نقيٌ نقاء البردة إذ تسقط من السماء .. ولم تختلط بشوائب الأرض ..
وذلك حين يمن الله عليه بالشفاء .. ويصح جسمه .. وتعود إليه قوته ..
خاتمتها العافية ~
إن المرض قدر من الله سبق تقديره .. وعلى هذا سار قانون الحياة ..
ولكن إلى جانب المرض المسبب قدّر الله الأسباب ..
حتى يعطي للإنسان فرصة العمل .. ولا يقعد عن الطلب ..
فما دام هو مخلوق مكلّف مأمور بأوامر الله .. منهيّ عن نواهيه ..
فعليه أن لايهمل الأسباب التي توصله بالشفاء..
فالله قدر استجابة الدعاء.. إذا دعاه الإنسان بقلب مخلص ..
وقدر الشفاء إذا تداوى المريض بالعلاج المناسب ..
وعلينا العمل وبذل الجهد .. كما أمرنا الله ..
فلا تصادم بين العمل والقدر ..
ولا يقعدنا سبق المقادير عن الطلب ..
والله يمن بالشفاء على من يشاء من عباده
والعاقبة للمتقين .
8
1K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الغالية فيض:
أطروحاتكِ تتقلد الفائدة اللا متناهية من معين المعرفة،
وتمدنا بـــــ فوج معلوماتٍ صحية نفيسة..!
أثابكِ الله يازهرة المنتدى الفواحة
ونفع بــــــ محبرتكِ الوضاءة كل فكر يشكو من جفاف العلم بالشيء..!
سطوركِ.. قيّمة
ووجودكِ بـــ قسم التغذية والصحة ثراء يستحق التقدير..!
بوركتِ فيضنا الحبيبة!!
أطروحاتكِ تتقلد الفائدة اللا متناهية من معين المعرفة،
وتمدنا بـــــ فوج معلوماتٍ صحية نفيسة..!
أثابكِ الله يازهرة المنتدى الفواحة
ونفع بــــــ محبرتكِ الوضاءة كل فكر يشكو من جفاف العلم بالشيء..!
سطوركِ.. قيّمة
ووجودكِ بـــ قسم التغذية والصحة ثراء يستحق التقدير..!
بوركتِ فيضنا الحبيبة!!
شفته بفرح :يجزاك الله خير موضوع مفيد ما شاء اللهيجزاك الله خير موضوع مفيد ما شاء الله
الأخت الفاضلة فرح :
مرور كريم
جزاك الله خيراً
وبارك بك .
مرور كريم
جزاك الله خيراً
وبارك بك .
تغريد حائل :الغالية فيض: أطروحاتكِ تتقلد الفائدة اللا متناهية من معين المعرفة، وتمدنا بـــــ فوج معلوماتٍ صحية نفيسة..! أثابكِ الله يازهرة المنتدى الفواحة ونفع بــــــ محبرتكِ الوضاءة كل فكر يشكو من جفاف العلم بالشيء..! سطوركِ.. قيّمة ووجودكِ بـــ قسم التغذية والصحة ثراء يستحق التقدير..! بوركتِ فيضنا الحبيبة!!الغالية فيض: أطروحاتكِ تتقلد الفائدة اللا متناهية من معين المعرفة، وتمدنا بـــــ فوج معلوماتٍ...
الغالية تغريد :
عهدتك سخية الحرف هنا
وفي كل محفل في المنتدى
جمال صياغة لايشق له غبار
قدّرنا الله على استمرارية العطاء
وبارك انتعاشة قدومك الندي
عهدتك سخية الحرف هنا
وفي كل محفل في المنتدى
جمال صياغة لايشق له غبار
قدّرنا الله على استمرارية العطاء
وبارك انتعاشة قدومك الندي
الغالية فيض ....فعلا ان الابتلاء هو تكريم للعبد للتخفيف وتزكية النفس من الذنوب فتلك هي حكمة الخالق ان اراد بعبده امرا ....طرحك هنا مثل نسائم الامل النقيه بارك الله بك موضوع مميز بكل تفاصيله جزاك الله خيرا
الصفحة الأخيرة
موضوع مفيد ما شاء الله